بمناسبة الاحتفال بذكرى دخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر، والذي يوافق الأول من يونيو من كل عام، شهد المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، انطلاق مجموعة من ورش العمل، والفعاليات الفنية، والثقافية لإحياء هذه الذكري المباركة، استهلت بأمسية فنية ثقافية عن مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر، والتي تم تنظيمها بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، ومؤسسة القوى الناعمة للإنتاج الفني، ما تأتي في إطار إستراتيجية المتحف لتفعيل دوره كمؤسسة ثقافية توعوية.

حضر الأمسية عدد من السادة الوزراء السابقين، وسفراء الدول الأجنبية في مصر، ووفد من الأزهر والكنيسة والشخصيات العامة، وبحضور جماهيري من محبي التاريخ، والحضارة، والفن، والتراث.

واستهل الدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف، الأمسية بكلمة رحب خلالها بالحضور، معرباً عن سعادته بهذه الاحتفالية التي تُحي ذكرى هذا الحدث الاستثنائي الذي يعود لأكثر من ألفين عام، وما له من مكانة تاريخية ودينية داخل وجدان الشعب المصري، مؤكداً على حرص المتحف على تسليط الضوء على هذه المناسبة ومنتج مسار رحلة العائلة المقدسة والذي توليها وزارة السياحة والآثار اهتماماً كبيراً.

وأشار الدكتور أحمد غنيم إلى أن هذه الأمسية هي أحد جهود المتحف من أجل إحياء التراث بأشكال المختلفة بالتعاون مع كافة الجهات المعنية بإحياء التراث والحضارة المصرية، فهي بمثابة رسالة سلام ومحبة وأمان من أرض مصر، مهد الحضارات الإنسانية التي احتضنت العائلة المقدسة وكانت أرض اللجوء، ومهبط مبارك، وملاذ آمن لها. كما ضرب شعب مصر أروع نماذج التضامن، والتآزر، والتآخي باحتضانهم العائلة المقدسة، لافتًا إلى جهود الدولة المصرية ممثلة في وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع وزارة الثقافة في إعداد ملف لتوثيق وتسجيل الممارسات والاحتفالات الشعبية المرتبطة برحلة العائلة المقدسة في مصر عام 2022، على قائمة القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونسكو.

وخلال الحفل تم عرض فيلم وثائقي عن مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر، علق عليه الدكتور أحمد عبد الحميد النمر استشاري التراث والاحياء العمراني وعضو المكتب العلمي لوزير السياحة والآثار، مؤكداً على أن رحلة العائلة المقدسة في مصر تعد من التراث المصري الاستثنائي عالميا والذي يرتبط بمجموعة من المواقع الأثرية التي لا تزال تحمل لنا الكثير من الآثار والقصص التي تُحي لنا رحلة العائلة المقدسة.

وقالت الروائية الدكتورة منى زكي الرئيس التنفيذي لمؤسسة القوة الناعمة المهتمة بدعم الفعاليات الفنية والثقافية، أن دخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر هي مناسبة مهمة، وليس لمصر فقط، ولكن للعالم أجمع، ففي هذا اليوم منذ أكثر من 2000 عام تباركت مصر بالسيد المسيح والعذراء مريم.

كما شهدت الاحتفالية عرضاً فنياً لفرقة كورال "أغابي" بقيادة السيدة أماني فوزي، والتي أنشئت عام 1999، وشاركت بعدد من الاحتفالات بمختلف المحافظات، كما أصدرت ألبومات غنائية تضمنت مجموعة من الترانيم الكنسية. وتغنت الفرقة بعدد من الأغاني القبطية، والترانيم الكنسية منها "بارك بلادي، المسيح جالنا برسالة عن المحبة، خليها على سيدك." 

وعلى هامش الفعالية، نظم المتحف عدد من المعارض المؤقتة والورش الفنية والتعليمية، من بينها معرض أثري بقاعة النسيج المصري بعنوان "مبارك شعب مصر"، والذي يضم مجموعة من روائع الفنون القبطية والتي تعرض لأول مرة، ويستمر لمدة أسبوعين.

وقد قام بافتتاح المعرض الدكتور ميسرة عبد الله نائب الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف للشئون الأثرية، و  فيروز فكري نائب الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف للتشغيل والإدارة، والدكتور أحمد النمر، والدكتور مصطفى جاد خبير التراث غير المادي بمنظمة اليونسكو وعميد معهد الفنون الشعبية السابق.

وأوضح الدكتور ميسرة عبد الله، أن المعرض يضم مجموعة فريدة ومتنوعة من المقتنيات القبطية منذ القرون الميلادية الأولى وحتى أوائل القرن العشرين، ومجموعة من الأعمال الفنية المتنوعة منها الأيقونات التي تصور مشاهد من رحلة العائلة المقدسة إلى أرض مصر ومشاهد الرهبان والقديسين في الكنائس المصرية ونماذج الفخار، ونحت الأحجار وصناعة الفخار والمنسوجات القبطية بالإضافة الي أعمال خشب الخرط.

وأشارت الدكتورة نجوى بكر، مدير إدارة التدريب بالمتحف، إنه تحت عنوان "العائلة المقدسة: رمزية السلام والمحبة في أرض مصر"، تم  تنظيم وافتتاح معرضاً فنياً للصور الفوتوغرافية التي تعكس التراث المادي وغير المادي لمسار رحلة العائلة المقدسة، ويستمر حتى  يوم الأحد الموافق 10 يونيو.

وقالت نانسي عمار أخصائي تراث بالمتحف، إنه تم تنظيم دورة تدريبية بقاعة المحاضرات حول التراث والممارسات الثقافية المتعلقة برحلة العائلة المقدسة، وفعالية تراثية ثقافية فنية بعنوان "رحلة على أرض مصر" ألقت الضوء على الفنون والممارسات المرتبطة باحتفالات العائلة المقدسة في مصر، بالإضافة إلى عرض نماذج من العملات التذكارية التي صممت تخليداً لهذه الذكرى العطرة، وذلك بالتعاون مع متحف مصلحة الخزانة العامة وسك العملة، كما شاركت الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة بالشرقية بعرض لحرفة صناعة البردى، ومعرض لوحات فنية مرتبطة بمسار رحلة العائلة المقدسة.

وأضافت  منار حسن اخصائي تراث بالمتحف، أنه تم تنظيم معرض للفنون التشكيلية والصور الفوتوغرافية يضم مجموعة من الأيقونات القبطية واللوحات الفنية بمشاركة نخبة من الفنانين التشكيلين، وورش لفن الرسم على الأيقونات، وعرض نموذج فني لمغارة الميلاد ونماذج من التماثيل المنحوتة. كما تم عرض فيلم تسجيلي عن" كتاب فنان " وهو سرد قصصي يعرض رسومات ومشاهد ل 15 محطه من مسار العائلة المقدسة من تصميم الفنانة ميليسا مجدي.

وأشارت عزة رزق، مسئولة التربية المتحفية والقسم التعليمي، إلى أنه بعنوان "رحلات مقدسة" ينظم القسم التعليمي بالمتحف عدداً من الفعاليات والورش الثقافية والتعليمية والتي تقدم خلال الأسبوع للجمهور وخاصة الأطفال. كما يقدم القسم ورش حكي عن رحلات  الأنبياء والرسل إلي الأرض المباركة المصرية، وتقدمها كلا من الأستاذة أسماء سيد و الأستاذة نسمة أمين والأستاذة هدى سلطان، كما سيتم تنفيذ ورشة فنية لتعليم الأطفال تقدمها الفنانة هبة عبد القادر  بهدف تعليم الاطفال عمل أشكال فنية من الرموز الفنية القطبية كالعنب والرمان والسمك.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ذكرى دخول العائلة المقدسة العائلة المقدسة مصر المتحف القومي للحضارة المصرية الفسطاط ورش العمل الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي القوى الناعمة رحلة العائلة المقدسة فی مصر مسار رحلة العائلة المقدسة الرئیس التنفیذی الدکتور أحمد بالتعاون مع مجموعة من أرض مصر

إقرأ أيضاً:

رئيسة اللوفر تحذر من تردي حالة المتحف الباريسي

باريس "أ.ف.ب": حذرت رئيسة متحف اللوفر في باريس لورانس دي كار الحكومة الفرنسية من حالة المتحف، مشيرة إلى "ازدياد الاختلالات" والحاجة إلى ورشة تجديد كبرى في الموقع، بحسب "مذكرة سرية" كشفت عنها الصحافة. هذه المذكرة المؤرخة في 13 يناير والموجهة إلى وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي، تدين "الواقع القاسي لحالة" المتحف الأكثر استقطابا للزائرين في العالم، بفعل "الاستخدام المفرط" الذي أوصل بعض المباني في الموقع إلى "مستويات مقلقة من التقادم"، وفق ما ذكرت صحيفة "لو باريزيان". وتحدثت الوثيقة، التي أعيد نشر أجزاء منها على الموقع الإلكتروني للصحيفة، عن "ازدياد الاختلالات في المساحات المتدهورة في بعض الأحيان في المتحف". وأضافت أن "بعضها لم يعد مقاوما للماء بينما يواجه البعض الآخر تغيرات كبيرة في درجات الحرارة، ما يعرض الحفاظ على الأعمال للخطر". كذلك، اشتكت الوثيقة من "العناء الجسدي" الذي يتعرض له زوار متحف اللوفر، حيث يُحرمون من أي مساحة تتيح لهم "أخذ قسط من الراحة". وتابعت "إمدادات الغذاء والمراحيض غير كافية من حيث الحجم، وهي أقل بكثير من المعايير الدولية. يجب إعادة تصميم اللافتات بشكل كامل". وأشارت صحيفة "لو باريزيان" أيضا إلى "العيوب الكبيرة" المنسوبة إلى "تصميم" الهرم الزجاجي الكبير في متحف اللوفر، وهو فضاء افتُتح في عام 1988 لكنه "غير صالح للزيارة" في "الأيام الحارة للغاية". وتؤكد المذكرة أيضا على الحاجة إلى إجراء "مراجعة" لـ"طريقة عرض الموناليزا في قاعة الدول"، وهي الأكبر في المتحف. في أبريل 2024، أعلنت لورانس دي كار أنها تفكر في تحسين ظروف عرض لوحة ليوناردو دافينشي الشهيرة، معتبرة أنها تستحق عرضها في غرفة منفصلة. ومن بين خططها أيضا افتتاح مدخل ثانٍ للمتحف لتخفيف الازدحام بالمدخل الرئيسي الواقع تحت الهرم. وقد صُمّم متحف اللوفر في الأصل لاستيعاب "أربعة إلى خمسة ملايين زائر سنويا"، وفقا للقائمين على الموقع الذي ناهز عدد زواره 9 ملايين في عام 2024. وبصفة عامة، تقول لورانس دي كار في ختام مذكراتها "إن هذا الوضع لم يعد يحتمل المراوحة". وفي اتصال أجرته وكالة فرانس برس، لم يدل متحف اللوفر ووزارة الثقافة بأي رد.

مقالات مشابهة

  • متحف الفن الإسلامي يروج لـ التاريخ بـ سيلفي المتاحف
  • بطريرك الأقباط الكاثوليك يستقبل الزائر الفرنسيسكاني العام لإقليم العائلة المقدسة
  • المنيا تفتح أبوابها لاستكشاف كنوز الحضارة الفرعونية
  • "برنامج زيارة العائلة " بمكتبة الإسكندرية
  • رئيسة اللوفر تحذر من تردي حالة المتحف الباريسي
  • رئيسة اللوفر تحذر من تردّي حالة المتحف الباريسي
  • عادل الجندي: الحكومة تركز على القطاع الخاص في نجاح مسار العائلة المقدسة
  • بابا الفاتيكان عن اتصاله براعي كنسية العائلة المقدسة في غزة: سعداء بوقف إطلاق النار
  • ذكرى الزفاف الملكي.. متحف الركن يحتفل بـ فاروق وفريدة
  • كنيسة العائلة المقدسة بالمطرية تستقبل وفدا إنجليزيا