مثيرا للجدل، لقيت مبادرة الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (معارضة) الاحتفاء بنائبه في البرلمان، محمد أبركان، في لقاء للحزب السبت في وجدة، الكثير من الانتقادات، وهو المحكوم لتوه بخمس سنوات سجنا نافذا على خلفية أفعال فساد مالي ارتكبها عندما كان رئيسا لجماعة إعزانن بنواحي الناضور.

بين هذه الأفعال، نجد الارتشاء والتزوير في المستندات الرسمية، والاستيلاء على منافع في مؤسسة يديرها ويشرف عليها، بالإضافة إلى تسليم رخص وشواهد إدارية بشكل غير قانوني لأفراد ليس لديهم الحق فيها، واستغلال النفوذ والغدر.

ناهيك عن الإعفاء بدون وجه حق من دفع الرسوم والواجبات العامة، وإحداث تجزئات أو مجموعات سكنية بدون الحصول على إذن، بالإضافة إلى المشاركة في إقامة بنايات بدون رخصة على أملاك عامة.

يعتبر أبركان عرابا للاتحاد الاشتراكي في منطقة الناظور، وقد حاز مقعده عام 2021 بأكثر من 18 ألف صوت. في المجمل، وفق نتائج انتخابات 2021، لم يحصل الاتحاد الاشتراكي في الدوائر الثمانية بجهة الشرق سوى على مقعد واحد من نصيب أبركان نفسه. (لاحقا في سبتمبر 2022، سوف ينال الحزب مقعدا ثانيا في الانتخابات الجزئية التي أجريت في دائرة كرسيف، وقد حصل عليه في سياق ترتيبات واضحة مع حزب التجمع الوطني للأحرار). تبعا ذلك، كان إسمه على رأس قائمة المدعويين إلى المؤتمر الجهوي للحزب في الشرق، وقد أقيم الست في وجدة، وأُجلس بالصف الأمامي بجانب قياديين بارزين من أحزاب أخرى، كانوا ضيوفا على هذا اللقاء، أحدهم، عمر حجيرة، رئيس الفريق النيابي لحزب الاستقلال.

مصدر مقرب من إدريس لشكر، قال لنا « إن الحكم ابتدائي، ولا يؤثر على وضعية السيد أبركان داخل الحزب » الذي يعاني من نكسات على صعيد سمعته، وكانت آخرها تلك المتعلقة بالأموال العامة التي جرى إنفاقها بشكل مثير للجدل، على دراسات أنتجها مركز خبرة غامض في ملكية لحسن لشكر، ابن الكاتب الأول، وعضو مكتبه السياسي، المهدي مزواري.

ما يجعل وضعية أبركان مثيرة للجدل بالنسبة للحزب، هو « التفسيرات التي ستُعطى لوجوده جنبا إلى جنب مع الكاتب الأول »، كما يقول عضو بالمكتب السياسي فضل عدم الكشف عن هويته بسبب مخاوف من تعرضه لملاحقات في هذه الهيئة حيث يعاني المعارضون من تضييق.

فأبركان الذي صدر في حقه قرار قضائي بالسجن خمس سنوات بعد إدانته من لدن محكمة الاستئناف بفاس، في فبراير الفائت، « قد تُفسر الحفاوة التي استقبله بها الكاتب الأول شكلا من أشكال الحماية المحتملة في مواجهة المسطرة القضائية المفتوحة ضده »، كما يضيف القيادي نفسه.

كان أبركان قد وضع استئنافا ضد سجنه، وقد توبع في حالة سراح بعد أن أفرج عنه قاض للتحقيق مقابل كفالة. لنتذكر أن النيابة العامة كانت قد أودعت أبركان في السجن على ذمة التحقيق ضده.

يستمر أبركان في وظيفته نائبا في البرلمان، لكنه أصبح مُقلا في المشاركة في أشغاله. من شأن مدونة الأخلاق التي يسعى مجلس النواب إلى إقرارها العام المقبل، أن تجعل وضعية أبركان أكثر تعقيدا.

كلمات دلالية أبركان أحزاب الاتحاد الاشتراكي المغرب سياسية فساد

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: أبركان أحزاب الاتحاد الاشتراكي المغرب سياسية فساد الاتحاد الاشتراکی الکاتب الأول

إقرأ أيضاً:

رأي.. تيم سباستيان ورنا الصباغ يكتبان عن سياسات ترامب: ما الذي حدث للتو؟

هذا المقال بقلم تيم سباستيان، صحفي بريطاني ومحاور تلفزيوني ومؤلف كتب، ورنا الصباع صحفية ومحررة استقصائية عربية. يتشارك الاثنان في منصة مستقلة على وسائل التواصل الاجتماعي تسلط الضوء على قضايا الساعة الإشكالية.

لم يستغرق الأمر أكثر من شهرين ليبان الحجم الكامل لطموحات الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.

تحول إلى قوة هدم في المشهد المحلي. أقال الآلاف، وضغط على المحاكم والجامعات، واختطف الناس من الشوارع، وطالب بتعهدات "ولاء شخصي" من موظفي الحكومة الفيدرالية.

لكي يحقق مسعاه، ملأ البيت الأبيض بمتُنفذين متغطرسين يُمطرون أمريكا – والآن العالم – بوابل من المحاضرات حول ما يجب عليهم فعله وكيف يفعلونه.

هؤلاء شخصيات لم تكن شيئا بالأمس – لم يُرفعوا أو يصلوا تلك المناصب بسبب علمهم أو حكمتهم – بل هم مجرد رجال ونساء تنفيذيين، متعطشون لممارسة السلطة الجديدة التي انتزعوها من النظام الديمقراطي، بعد تمزيق وتجاهل العديد من الضوابط والتوازنات التي كانت تحكم وتضبط البلاد.

يا له من إنجاز مذهل في سرعته وحجمه، ولكنه أيضًا مفعم بالحقد، وبممارسات تعظيم الذات على مستوى عالمي.

الولايات المتحدة لم تعد هي نفس البلد التي كانت عليها قبل شهرين.

في بعض النواحي، بالكاد يمكن التعرف عليها.

فرض الرسوم الجمركية هو حتى الآن أكثر أعمال ترامب جدية في ممارسة الإكراه السياسي الدولي – تأتي بمثابة صدمة ضخمة للاقتصاد العالمي وتحمل رسالة واحدة فوق كل اعتبار: أمريكا يمكنها أن تصنعك أو تدمرك – لذا إما أن تفعل الأمور على طريقتي أو تتحمل العواقب.

وهذه العواقب واضحة جدًا في الخسائر التريليونية التي تم ويتم تسجيلها في أسواق المال العالمية.

بعض الدول ستنحني وتسجد أمام ترامب مع أن من تتعامل معه، ليس شخصًا يمكنك الوثوق به.

هذا هو الرجل نفسه الذي أرسل يومًا ما صواريخ “جافلين” إلى أوكرانيا لمساعدتها في الدفاع عن نفسها ضد روسيا – وهو الآن يحاول ابتزاز كييف المُنهكة من الحرب، والمكافحة من أجل البقاء، لتتخلى عن معظم حقوقها السيادية في المعادن النادرة الموجودة على أراضيها.

ترامب هو الرجل نفسه الذي وصف غزو بوتين بـ”العبقري”، وفي نفس الوقت كان يفرض رسومًا عقابية على أقرب حلفائه – قام بهدوء برفع العقوبات عن زوجة الأوليغارش الروسي بوريس روتنبرغ، الذي يُصادف أنه صديق مقرب لبوتين.

ومن المثير للسخرية أن هذا لم يُذكر في بيان البيت الأبيض الرسمي الذي أعلن عن رفع العقوبات.

ففي صف من يقف ترامب حقًا؟

الجواب: لا أحد سوى نفسه.

ترامب مصمم على استخدام القوة الهائلة لمنصبه لتوسيع نفوذه الأيديولوجي، بإملاء قواعد العمل على الشركات والدول – وتهديدهم بفقدان رضاه وأعماله إن لم يطيعوه.

بالنسبة لترامب هذا ليس أقل من محاولة فريدة تحدث مرة في العمر لإعادة تشكيل أجزاء واسعة من العالم وفقًا لهواه، وضمان خضوعها لنفوذه.

وفي نفس الوقت الذي كانت فيه إعلانات التعرفة الجمركية تمزق توقعات الأسواق العالمية، كان وزير خارجيته مارك روبيو – رجلٌ كان قد تحداه سابقًا على ترشيح الحزب الجمهوري وسُخر منه بلا رحمة – يُطالب دول الناتو برفع إنفاقها الدفاعي إلى 5٪ من الناتج المحلي الإجمالي.. وكأن الامر ممكن أصلًا.

ربما كان ذلك ممكنًا.. لبعض الدول في الأسبوع الماضي.

لكن الشهر المقبل.. وبفضل الحرب التجارية الجديدة – فالأمر مستحيل.

إذاً – رسائل متضاربة تصدر عن ترامب.

أولاً الضربة المالية.

ثم عندما يتم إنهاك الضحية، يُعرض عليه اتفاق لم يكن ليوقعه قبل أن يتلقى الضربة.

بعض الدول ستتعامل مع ترامب وتقدم له تنازلات تجارية ومحفزات لأنها لا تملك خيارًا آخر.

لكن الضغط لن يتوقف.

وعلى عكس ما يدّعي ترامب بأن أمريكا باتت ضحية عالمية – لا تزال البلاد تملك أقوى اقتصاد في العالم.

ويريدك أن تتذكر ذلك.

لأنه يدرك أن أنتم، أي معظمكم، ببساطة لا تستطيعون تحمل عواقب إغضابه.

أمريكادونالد ترامبرأينشر الأربعاء، 09 ابريل / نيسان 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • الاتحاد السكندري يفوز على ستاد مالي في تصفيات دوري الأبطال لكرة السلة
  • الاتحاد السكندري يحقق فوزا مستحقا على ستاد مالي في تصفيات دوري الأبطال لكرة السلة
  • استبعاد حكم الفيديو كوياتكوفسكي بعد الجدل في ركلة جزاء ألفاريز
  • وردنا للتو.. خبر هام يخص كل أبناء الشعب اليمني والجهات المعنية توجه دعوة للقيام بهذا الأمر
  • تأجيل محاكمة كريمين وشريكه البدراوي في قضايا فساد مالي إلى 24 أبريل
  • هل يمكن للحكومات التنبؤ بجرائم القتل؟ بريطانيا تختبر برنامجاً تجريبياً مثيراً للجدل
  • عشر سنوات من القرصنة: تسلسل زمني للهجمات السيبرانية التي استهدفت المغرب
  • النيابة تطعن في حكم براءة متهم وتطالب بتشديد العقوبة في قضية فساد مالي
  • رأي.. تيم سباستيان ورنا الصباغ يكتبان عن سياسات ترامب: ما الذي حدث للتو؟
  • وراء القضبان.. كيف يقضى المحكوم عليهم بالإعدام أيامهم الأخيرة؟