جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-23@14:40:30 GMT

الصورة هي الرسالة

تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT

الصورة هي الرسالة

 

محمد رامس الرواس

الحرب التي تخوضها المُقاومة الفلسطينية مع جيش الاحتلال الإسرائيلي هي معركة ذات أربعة أبعاد؛ البعد الأول من جانب واحد وهو القصف الجوي، والبعد الثاني المعركة البرية، أما البُعد الثالث فيتمثل في الحرب الاستخباراتية، بينما يتضح البعد الرابع من خلال الحرب الإعلامية، ولقد وُفِقَت المقاومة الفلسطينية في استخدام واستعمال الأدوات الإعلامية لصالحها، فكانت لها الريادة في حرب غزة الإعلامية، فأجادت في استخدام الإعلام عبر بث رسائلها بالصوت والصورة؛ مما كان له الأثر الكبير في إرباك العدو، ودفعه لتغيير خططه العسكرية، وبالتالي أهدافه السياسية التي لم تتحقق أصلًا، وكانت هذه حرب إعلامية تخوضها حماس بكل جدارة ودهاء عبر إعلامها العسكري، الذي يتابعه الشارع الإسرائيلي لحظة بلحظة أكثر من غيره!

لقد جعلت المقاومة الفلسطينية- مُمثلة بإعلامها العسكري؛ سواء لكتائب القسام أو سرايا القدس-  من الصورة رسالة موثقة بأدلة وبراهين لا تقبل الشك، ومدعومة بحقائق واقعية وجَّهتها إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي والشارع الإسرائيلي على حدٍ سواء، بين الحين والآخر، مما أوقع فيهم ضررًا نفسيًا بليغًا.

ومن يدير الإعلام العسكري للمقاومة الفلسطينية في هذه المرحلة العصيبة "مرحلة الذروة"- كما يُطلِق عليها المحللون العسكريون- أُناسٌ أذكياء ودهاة؛ إذ يختارون الوقت المناسب لبث ما يريدون أن يوصلوه إلى العدو، فأحيانًا قد ينتظرون حتى انسحابه من أحد الأحياء بغزة أو أحد المخيمات، ويقومون بعد ذلك بنشر ما يريدون قوله؛ ليؤكدوا أن جيش الاحتلال قد انسحب مُرغمًا ومُكرهًا دون تحقيق هدف، ولم يحقق سوى التخريب وقتل المدنيين العزل. وكان عنوان رسائل إعلام المقاومة دائمًا المصداقية، إضافة إلى أنه يختار التوقيت المناسب والصورة المناسبة والكلمة المناسبة باحترافية ومهنية عالية.

ومن خلال هذا الثلاثي (المصداقية والصورة والكلمة)، وبتفاصيل محسوبة وكلمات مختارة، استطاع أن يُحرز نجاحًا باهرًا في الحرب الإعلامية ضد العدو الإسرائيلي؛ مما ألقى عبئًا كبيرًا وثقيلًا على معنويات جيش الاحتلال، الذي لم يحقق أي استحقاق ونصر في الميدان! الأمر الذي جعله أسير الكذب والتزييف وعدم المصداقية، مضيفًا على سرديته آلاعيب وخداعًا للداخل الإسرائيلي والمجتمع الدولي. وبالتالي، انعكس ذلك في هيئة ضغوط قوية على مجلس الحرب وحكومة الاحتلال في الجانب السياسي؛ مما ألزم مجلس الحرب الإسرائيلي بأن يُغيِّر سياسته ويُغيِّر أهدافه، وبالتالي سيدفعه ذلك عاجلًا أو آجلًا إلى الذهاب إلى طاولة المفاوضات مرغمًا، وليس كمين جباليا عنَّا ببعيد، فقد انتظر الإعلام العسكري للمقاومة بعد ما أعلن أبو عبيدة ما حدث قبل أسبوع، حتى خرج جيش الاحتلال ذليلًا من مخيم جباليا؛ فأعلن عن حقائق كان قد أَخبَرَ عنها مُسبقًا، ومنها قتل وأسر جنود إسرائيليين في الكمين. وهذا النوع من الحروب الإعلامية مطلوب بشدة في حروب الاستنزاف؛ فهي تضع من يجيد استخدامها في موقع لا يسمح لخصمه إعلان نصر أو استحقاق حتى لو كان وهميًا.

إنَّ الأداء الميداني الرائع لكتائب الشهيد عز الدين القسام، وبقية فصائل المقاومة، يمضي بانسجام وتوافق تام مع أداء الإعلام العسكري، الذي يُوثِّقُ كل الأحداث والمعلومات أولًا بأول، عن إدائه العسكري والميداني، ويبث ما لديه من صورة دعائية تخاطب الشارع والجيش في إسرائيل مباشرةً، وهو ما تسبب في تفجير المظاهرات والاحتجاجات التي نشاهدها باستمرار لأهالي الأسرى مع من يُساندهم. هذا إلى جانب ما فرضه من ضغوط على الحكومة الإسرائيلية بضرورة استعادة الأسرى عبر الدبلوماسية؛ بل وأكثر من ذلك من خلال المطالبة بإسقاطها، ووقف الحرب والذهاب إلى طاولة المفاوضات.

لقد كان أداء الإعلام العسكري الفلسطيني بمقاطِعِه الإعلامية مقنعًا جدًا وبدرجة ممتاز في المجال الدعائي تحديدًا، فقد عصفت هذه الفيديوهات بأوراق مجلس الحرب والحكومة الإسرائيلية وبعثرتها، من خلال ما يتم نشره من مقاطع دعائية تترك في نهايتها عبارة "ما سُمح بنشره"، وكأنَّ هناك تكملة للصور وبقية للحديث، وأن هناك معلومات ستُنشر لاحقًا في حينها، وستكون بمثابة تحطيم معنوي لجيش الاحتلال الإسرائيلي، لكن في الوقت المناسب!

وأخيرًا.. إنَّ الإعلام العسكري للمقاومة الفلسطينية مارس دورًا كبيرًا في تحطيم المعنويات النفسية للجيش الإسرائيلي وتأجيج مشاعر أهالي الأسرى، وقد نَفَذَ بمعلوماته الصادقة والصادمة، إلى منازل الإسرائيليين وفي عقر دارهم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الإعلام الإسرائيلي يؤكد نوايا حل الحشد: أمريكا تعيد تقييم الوضع في العراق - عاجل

بغداد اليوم- ترجمة

كشفت شبكة إسرائيل 24 المرتبطة بالنظام الإسرائيلي، اليوم الاثنين (23 كانون الأول 2024)، عن وجود ما وصفته بـ"النوايا الأمريكية لحل هيئة الحشد الشعبي في العراق"، مؤكدة ان الولايات المتحدة باشرت بـ"إعادة تقييم العراق مرة أخرى" عقب سقوط النظام السوري. 

وقالت الشبكة في تقرير ترجمته "بغداد اليوم"، إن "زيارة وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن الى بغداد حملت رسالة الى الحكومة العراقية مفادها ان بغداد تخضع الان لـ(إعادة تقييم) من الولايات المتحدة، وتتضمن العملية شروطاً يجب على الحكومة تنفيذها او مواجهة العواقب"، على حد وصفها. 

وتابعت أن "البيان الذي أصدرته النجباء عقب زيارة بلينكن أشار الى هذه التهديدات، بالإضافة الى تصريحات الساسة العراقيين التي اكدت وجود التوجه الأمريكي الجديد"، موضحة أن "الولايات المتحدة قررت ان يكون العراق خارج محور النفوذ الإيراني بعد سقوط نظام الأسد، وباشرت الان بتطبيق ذلك من خلال إيصال رسائل واضحة ومباشرة لحكومة بغداد"، على حد وصفها. 

وأكدت الصحيفة ان "التهديد الأمريكي المفاجئ للعراق يأتي ضمن سياستها الجديدة للتعامل مع المنطقة"، لافتة الى أن "الولايات المتحدة أبلغت بغداد أيضا ان من مصلحتها الوطنية ان تقوم بحل ما يعرف باسم هيئة الحشد الشعبي".

وبينت أن "واشنطن تحاول ان تثبت نفوذها على العراق من خلال حل الجهات المرتبطة بايران قبل انسحابها من أراضيه المتوقع في العام 2025".

وأشارت الصحيفة الى ان "الحكومة العراقية باشرت بالعمل على تقريب وجهات نظرها مع السعودية وطرح تعاون اقتصادي وامني بعيد عن الجانب الإيراني في محاولة لتقديم تطمينات الى واشنطن"، مدعية ان "الفصائل المسلحة في العراق باتت تعيش ايامها الأخيرة بعد انهيار محور المقاومة الإيراني في المنطقة"، على حد وصفها.

مقالات مشابهة

  • الإعلام الإسرائيلي يؤكد نوايا حل الحشد: أمريكا تعيد تقييم الوضع في العراق - عاجل
  • الاحتلال يكشف عن فشله الدعائي والإعلامي خلال حربه على غزة
  • الناطق الرسمي للحكومة: المجال مفتوح أمام الاعلام الموضوعي والمحايد
  • عن تجربة الطاهر التوم الإعلامية
  • المقاومة بالسكاكين.. الفصائل الفلسطينية تفاجئ الاحتلال بعمليات نوعية مؤلمة
  • اجتماع في صنعاء يناقش الترتيبات الإعلامية للمؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية”
  • اجتماع بصنعاء يناقش الخطة الإعلامية للمؤتمر الثالث – فلسطين قضية الأمة المركزية
  • مناقشة الخطة الإعلامية للمؤتمر الثالث ( فلسطين قضية الأمة المركزية)
  • خبير علاقات دولية: الاحتلال الإسرائيلي يريد تصفية القضية الفلسطينية
  • خبير: الاحتلال الإسرائيلي يريد تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الشعب