المنطق الذى تحدث به الدكتور«مدبولى» رئيس مجلس الوزراء بشأن تحريك سعر الرغيف المُدعم ليصبح 20 قرشاً بدلاً من 5 قروش، منطق له رونقه، فليس من المعقول كما يرى البعض أن يتم تثبيت سعر هذا الرغيف ثلاثين عاماً دون زيادة، وليس من المقبول أن يستخدم البعض هذا الرغيف علفاً «للمواشى» بسبب سعره الزهيد، وليس من المنطق أن تتحمل الدولة هذا العبء الخاص بدعم المواطن «الغلبان» دون تحريك أو ترشيد حتى يتسنى لها استدامة تقديمه، وليس من المقبول أيضاً أن نُخضع قضية دون غيرها لميزان المنطق، وليس من المعقول أن نجعل جزءاً من حياتنا وأمور معيشتنا يدور فى فلك المنطق ونترك الكل تائهاً فى فضاء اللا المعقول.
وطالما أن الحديث يدور فى إطار المنطق والعقل فيجب علينا أن نٌنحى جانباً الألفاظ والتراكيب التى لا تشغل بال 71 مليون مواطن يستفيد من منظومة الخبز المدعم مثل «حوكمة المنظومة»، ونحاول جاهدين الخروج من متاهات المفردات البرَّاقة وجدلية «ترشيد أم إلغاء» وحوار «نقدى أم عينى»، لندخل فى صميم المنطق ونطرح السؤال: ما السبب فى ارتفاع معدلات «هموم» الناس وزيادة أعبائها؟ ومن المتسبب فى عملية النزوح الجماعى نحو خط الفقر؟ وأين الحل؟
جاء فى ديباجة برنامج عمل الحكومة تحت عنوان «مصر تنطلق» للسنوات الأربع 2018 إلى 2022 أن فلسفة برنامج عمل الحكومة تنطلق لتراعى المحاور الرئيسية اللازمة للبناء على مكتسبات المرحلة الماضية «مرحلة تثبيت الدولة» منطلقة نحو مرحلة أكثر إشراقاً «مرحلة جنى الثمار» فى إطار من التركيز على أولوية تحسين مستوى معيشة المواطنين وضمان جودة الحياة، وأيضاً بناء الإنسان المصرى إيماناً بأنه لا تنمية دون مواطن متمتع بمستوى معيشة وخدمات ذات جودة عالية دون تمييز.
هذه الفلسفة وتلك الانطلاقة وهذه المرحلة من الإشراق مرَّعليها عامان تقريباً، ومن البديهى أن أعيش الآن كمواطن عادى يخضع للمنطق مرحلة «جنى الثمار» غارقاً فى نعيمها، لا يشغل باله دعم نقدى ولاعينى، من المفترض الآن أن أشعر كمواطن عادى يخضع للمنطق وأسبابه بمستوى معيشة أفضل وهموم أقل ورفاهية أعلى بعيداً عن تراكيب لغوية ومفردات برَّاقة، ولكن ما يحدث الآن هو الحديث عن تحريك أسعار الرغيف المدعم، وتحريك أسعار الدواء، والتنويه عن تحريك أسعار الوقود والكهرباء تدريجياً خلال الأربع سنوات القادمة بحكمة وحنكة حتى لا يشعر المواطن بهذا التحريك أو الترشيد وما يترتب عليه من نتائج وآثار!
أعيش الآن مرحلة تحريك الأسعار وتخفيف الأحمال وتخفيف قيمة الجنيه، أعيش مرحلة جدولة وترتيب أعباء الشراء ومتطلبات الحياة محاولاً الاختيار بين المهم والأهم، بين الضرورى والأكثر ضرورة وما لا يمكن الاستغناء عنه، أعيش مرحلة من التوتر والترقب والحذر متابعاً مؤشر الأسعار وتوحشها، أعيش مرحلة الخوف من مرض يدفعنى مجبراً لزيارة طبيب والدفع الإضطرارى لفاتورة دواء!.. ونعود للسؤال المنطقى: ما السبب ومن المتسبب فى تلك المراحل من الخوف والحذر والتوتر والترقب والقلق؟
الإجابة جاهزة لا تحتاج إلى التعمق والتفكير، فالزيادة السكانية هى السبب الأول والرئيس والمنطقى لدى الحكومة الحالية والسابقة والقادمة، فتلك الزيادة تلتهم «الثمار» وتقضى على نتائج التنمية غير المسبوقة، ليكون حل تلك الأزمة هو مفتاح العلاج لجميع القطاعات الخدمية والصحية والتعليمية، لنجد السؤال الأكثر منطقية من الإجابة فارضاً نفسه على الجميع: هل من المنطق السماح باستقبال ما يقرب من 10 ملايين لاجئ يشكلون ضغطاً كبيراً على جميع المرافق والخدمات والموارد فى بلد الزيادة السكانية محور أزماته؟!
نريد من الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الحكومة أن يشرح لنا بنفس الكيفية والمنطق الذى تحدث بها عن قضية ترشيد الدعم ويخبرنا عن كيفية تقليل معدلات «هموم الناس» وفاتورة أعبائهم، نحتاج من سيادته أن يخبرنا ويشرح لنا ماهية «الترياق المدبولى» الجديد الشافى فى السنوات القادمة لإخماد ألسنة نيران الغلاء وارتفاع الأسعار وتحسين مستوى المعيشة، نريد من سيادته أن يشرح لنا ويخبرنا متى يتم وقف عملية النزوح إلى خط الفقر وكيفية الانتقال إلى مرحلة «جنى الثمار»؟
الخلاصة: الواقع الذى نعيشه والحال التى نتعايش معها هما باب السؤال ومفتاح الجواب.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أشرف عزب المنطق رئيس مجلس الوزراء مصر تنطلق الغلبان ولیس من
إقرأ أيضاً:
فليك يوضّح معنى تصريحه نحن برشلونة وليس ريال مدريد.. هل أساء للفريق المنافس؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أعرب هانزي فليك، المدير الفني لنادي برشلونة، عن احترامه لنادي ريال مدريد ومدربه كارلو أنشيلوتي.
وفي وقت سابق، علّق فليك على تهديدات فريق "الميرنغي" بعدم اللعب في الدوري الإسباني في حال لم يتحصل على 72 ساعة للراحة بين المباراة والأخرى، إذ قال: "نحن برشلونة وليس ريال مدريد، ونحن فخورون بذلك"، في إشارة إلى أن "الفريق الكتالوني" لن يتخذ ذات الإجراءات التي اتخذها غريمه التقليدي.
بعد ذلك، قال أنشيلوتي: "لن نلعب إلا إذا كان هناك سبب مُبرر، أحياناً، لا يُمكن تغيير جدول المباريات لأسباب عديدة، كان من الممكن تغيير موعد المباراة ضدّ فياريال لأن الفريق الآخر وافق، وكذلك الإذاعة والتلفزيون، الجهة الوحيدة التي لم تُوافق هي رابطة الدوري، لم يكن هناك سبب مُبرر، إذا كان من المُمكن تغيير موعد مباراة ولم يتم تغييرها، فلن نلعب".
وحول تصريح هانزي فليك، قال كارلو أنشيلوتي: "أتفق مع ما قاله، ريال مدريد ليس برشلونة".