بوابة الوفد:
2024-12-23@03:26:05 GMT

فى انتظار السادس من يونيو

تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT

يوصف الخامس من يونيو/ حزيران 1967 بأسوأ يوم مر على مصر والعالم العربى فى العصر الحديث. ففيه انكسر الحلم بالتفوق والنهضة، وانطفأ وهج الأمل للتقدم والسيادة، وسقطت منارات شاهقة ظن مُشيدوها أنهم قادرون بها على اختراق السماوات.

باختصار شديد انهار كل شيء، هزمتنا إسرائيل، الأصغر عددا، والأقل عتادا، بمفاجأة لم تكن متوقعة، وانكشف واقع الحال فى بلادنا عن بُنيان هش، وكيان مريض، ومجتمع يعانى من اختلالات كبيرة فى القيم والفلسفة الحاكمة.

فالهزيمة هنا لم تكن عسكرية فقط، وإنما حضارية، وفكرية، ومجتمعية. ورغم رد الاعتبار عسكريا فى أكتوبر 1973، وعبور القناة، واسترداد الأرض فيما بعد، إلا أننا كُمجتمع مصرى لم نُغادر الخامس من يونيو حتى الآن.

ولعل ذلك ما جعل أستاذ التاريخ الحديث، المفكر النابه خالد فهمى يضيف على مصطلح «هزيمة يونيو» فى بحث تاريخى موسوعى عميق يتناول الحدث كلمة « المستمرة»، موضحا أننا مازلنا نُعانى من كثير من أعراض ما قبل يونيو مُجتمعيا.

ذلك لأن النظام العام الذى أسسته ثورة يوليو اتسم بعدة سمات راسخة مازالت لصيقة بالوطن ومتغلغلة فى مؤسساته إلى اليوم. منها مثلا الوعد المؤجل بالجنان والرخاء وسيادة العالم دون قواعد ودراسات وخطط واقعية مرسومة بعناية وبمشاركة خبراء حقيقيين.

ومنها أيضا الاهتمام الزائد بالمظهر واهمال المضمون، وهو ما نراه توجها عاما لدى كافة الكيانات العامة، فالصورة والشكل والاخراج المسرحى لكل مشروع أهم كثيرا من قيمة وآثار ومردود هذا المشروع.

ومن السمات الأخرى الحاكمة لنظام يوليو 1952 سمة الفردية المُطلقة، التى تتلقى الرؤى من أعلى لأسفل، فتمجدها وتُعظمها وتُنفذها دون وعى بها أو تقييم أو دراسة باعتبارها غاية الحكمة والرشاد. تذكروا مثلا أن قرار تأميم قناة السويس سنة 1956 لم يُستشر فيه إنسان، وظل سرا مُنحبسا برأس جمال عبدالناصر وحده، وعندما أطلقه فوجئ الجميع بكل شئيء، ودفعنا الثمن مضاعفا فى سبيل شعبية زائفة حققها الرجل.

فى الرواية المُذهلة «يوميات سعد عباس» للمبدع الكبير مصطفى بيومى، والتى يقدم فيها محاكمة صارمة وقاسية لنظام يوليو يضع بطل الرواية يده على سمة أخرى مهمة ولافتة فى تاريخ الأمم، وهى غياب النقد الذاتى. فالجمهورية التى أسسها ضباط طامحون حالمون فى 1952 اعتبرت أى مراجعة للأفكار والخطط والأداء بمثابة مؤامرة قاصمة ضد عدالتها، فمارست الرقابة بشتى طرقها وحرمت نفسها والوطن من أى نقد ذاتى بناء يساهم فى علاج الاختلالات الحادثة.

وهكذا سرى النفاق فى أوصال المجتمع والكيانات، بل أصبح خيطا حاكما للبيروقراطية المصرية، فصار كل مرؤوس يُنافق رئيسه، يُخفى عنه ما يُزعجه، يُشيد بعظمته، يتجنب تنبيهه لأخطائه، ثُم يساهم فى نقل أخبار الآخرين له سعيا للقرب والحظوة.

قادتنا كل هذه الاختلالات المُجتمعية إلى هزيمة يونيو سنة 67، ففقدنا مئة ألف شهيد، وخسرنا سيناء، وحاولت أبواق النظام الناصرى تخفيف الأمر، فأطلقت على الهزيمة وصف «نكسة»، ثُم انتصرنا عسكريا بعد ست سنوات، بفضل وإرادة روح المقاومة فى الشخصية المصرية.

لكن رغم تلك اليقظة، فإننا لم نر بعد السادس من يونيو، صباحا جديدا ضد الهزيمة الفكرية والحضارية والمجتمعية. فمازالت الشكلانية سائدة، ومازالت الفردية حاكمة، ومازال النفاق حاضرا.

والله أعلم

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى عبيد انهار كل شيء واقع الحال من یونیو

إقرأ أيضاً:

نائب رئيس مجلس الوزراء يوجه بتوفير أماكن انتظار مناسبة للمرضى بمستشفى إهناسيا

تفقد الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، يرافقه الدكتور محمد هاني غنيم محافظ بنى سويف، مستشفى إهناسيا التخصصي، وذلك في إطار جوالاته الميدانية لمتابعة سير العمل بالمنظومة الصحية، وجودة الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين بالمنشآت الصحية.

وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الوزير بدأ جولته بتفقد غرفة الأشعة المقطعية، والتي تستقبل 25 حالة يوميًا، موجهًا بالالتزام بجداول الصيانة الدورية، كما تفقد غرفة الموجات فوق الصوتية، وغرفة الماموجرام، موجهًا بسرعة تشغيله.

وأشار «عبدالغفار» إلى أن الوزير حرص أثناء جولته على التحدث مع المواطنين والاستماع لآرائهم، لمعرفة مدى رضاهم عن الخدمة الطبية المقدمة لهم، موجهًا بتوفير أماكن انتظار مناسبة للمرضى، كما تفقد قسم الغسيل الكلوي، الذي يضم 46 ماكينة، حيث اطمئن على الخدمات الطبية المقدمة لمرضى الغسيل الكلوى.

ولفت «عبدالغفار» إلى أن الوزير تابع جولته بتفقد قسم الرعاية المركزة، الذي تبلغ سعته 9 أسرّة، لافتًا إلى أنه جاري العمل على زيادة عدد أسرة الرعاية المركزة بالمحافظة من خلال مشروع «مجمع الرعايات» بالتعاون مع المجتمع المدني، لتصل إلى 63 سريرًا، لتقليل معدل الانتظار، بالإضافة إلى تفقد قسم رعاية الأطفال، والحضانات والذي تبلغ سعته 16 حضانة.

ونوه «عبدالغفار» إلى أن مستشفى إهناسيا مُقام على مساحة 10 آلاف متر مربع، بطاقة استيعابية 168 سريرًا، وتتراوح نسبة الإشغال ما بين 80-90% بالإضافة إلى 23 سريرًا في قسم الطوارئ، ويضم المبنى الرئيسي، والعيادات الخارجية، ووحدة الغسيل الكلوي، والحضانات، وأقسام التعقيم والأشعة والطوارئ والاستقبال، و5 غرف عمليات، ووحدات العناية المركزة وغيرها، ليخدم أهالي مركز ومدينة إهناسيا، كما يقدم المستشفى خدماته من خلال عيادات تخصصية، وعيادات مسائية.

رافق الوزير خلال الجولة، الدكتور أنور إسماعيل، مساعد الوزير للمشروعات القومية، والدكتور أحمد مصطفى، رئيس الهيئة العامة للتأمين الصحي، والدكتور بيتر وجيه، رئيس قطاع الطب العلاجي، والدكتور محمد زيدان، رئيس الإدارة المركزية للطب العلاجي، والدكتوره مها إبراهيم، رئيس أمانة المراكز الطبية المتخصصة، والدكتوره سماح جاد، وكيلة الوزارة بمحافظة بني سويف.

كان الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة، قد افتتح خلال الجولة، المؤتمر العلمي للأمراض السارية الذي تنظمه مديرية الصحة ببني سويف، كما تفقد مستشفى التأمين الصحي، ومركز طبي شرق النيل، ومشروع إنشاء مستشفى ناصر العام.

مقالات مشابهة

  • بعد واقعة التجمع.. عقوبات رادعة للسايس الغير مرخص بالقانون
  • دورتموند يقفز إلى «الخامس» في «البوندسليجا»
  • محافظ أسوان: انتهاء أعمال توسعة وتطوير كورنيش النيل الجديد في يونيو المقبل
  • وزير الصحة يتفقد مستشفى إهناسيا التخصصي ويوجه بتوفير أماكن انتظار مناسبة للمرضى
  • نائب رئيس مجلس الوزراء يوجه بتوفير أماكن انتظار مناسبة للمرضى بمستشفى إهناسيا
  • وزير الصحة يتفقد مستشفى إهناسيا التخصصي ويوجه بتوفير أماكن انتظار للمرضى .. صور
  • حزب جديد ينضاف لقائمة الأحزاب المغربية…في انتظار تأشيرة الداخلية
  • النفاق الأمريكى فى سوريا!
  • رئيس هيئة الرعاية الصحية يتفقد مركز 30 يونيو الدولي لأمراض الكُلى والمسالك
  • «السبكي» يتفقد مجمع الإسماعيلية الطبي ومركز 30 يونيو لأمراض الكُلى.. صور