نستكمل حديثنا اليوم مع مشاركة الجماعة الارهابية فى انتخابات ١٩٨٤ و١٩٨٧ وبداية توغلها فى النسيج المصرى بالدخول فى تحالفات انتخابية مع أحزاب المعارضة، وهو ما حدث أولا فى انتخابات العام ١٩٨٤ التى خاضتها الجماعة على قوائم حزب الوفد، وحصلت الجماعة وقتها على ٩ مقاعد من إجمالى ٥٨ مقعدا، وفى انتخابات ١٩٨٧ دخلت الجماعة فى تحالف جديد ضم حزبى العمل والأحرار تحت مسمى التحالف الإسلامى، الذى نجح فى الحصول على حوالى ٥٦ مقعدا حصل منها الإخوان على ٣٦ مقعدا، وشهدت هذه الانتخابات أول ظهور لشعار «الإسلام هو الحل»، نجحت الجماعة فى توسيع قاعدتها الاجتماعية ومد شبكتها التنظيمية من خلال الجامعات والمدارس والمساجد، واستفادت من صمت النظام تجاه هذا التمدد الذى كان يصب بالأساس فى مصلحته، حيث جعل من الإخوان سيفا لمواجهة الجماعات الإرهابية العنيفة مثل تنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية، وما خرج منهما من خلايا متطرفة عديدة، وذلك تنفيذا للأتفاق الأول بين الطرفين لمحاصرة التيار المتشدد.

أهداف ورؤية مختلفة عزيزى القارئ، فالنظام هدفه من الاتفاق تحقيق الاستقرار وتثبيت الشرعية، والإخوان هدفهم احتكار الفضاء الدينى والاجتماعى، لم يترك مبارك جماعة الإخوان تواصل عملها وسيطرتها على مفاصل المجتمع، حدث ما جعل النظام ينتبه إلى أن يترك الفرصة للإخوان للسيطرة الكاملة على كل شىء، ففى أكتوبر ١٩٩٢ وقع الزلزال المروع الذى كشف كذبة مبارك الكبرى فى اهتمامه بالبنية التحتية، لكن كشف ما هو أهم على المستوى السياسى، تأخرت الحكومة ولم يشعر الناس بها إلى جوارهم لمواجهة آثار الزلزال، لكن جماعة الإخوان نجحت من خلال شبابها أو النقابات المهنية التى سيطرت عليها فى تخفيف وطأة الزلزال لدى الكثيرين من المتضررين، وطبقا لموسوعة الإخوان المسلمين الارهابية، فإن الجماعة نجحت بحكم انتشارها الشعبى والمجتمعى فى الوصول إلى أماكن الكوارث قبل وصول السلطات الرسمية بساعات، وقد قامت بدور أساسى وفاعل فى إنقاذ العشرات من الموت، ومد يد العون للمشردين ممن تهدمت بيوتهم وصار الشارع مأوى لهم.

منذ هذه اللحظة قرر نظام مبارك التدخل لتقليم أظافر الجماعة، حيث قامت بدور الحكومة، وصارت دولة داخل الدولة كما أكدت ذلك تقارير الجهات الأمنية المختلفة التى رفعت لمبارك، كان اهتمام وسائل الإعلام العالمية بدور الإخوان فى مواجهة آثار الزلزال مقلقا لمبارك، وربما كان أشد ما أزعجه أن التقارير التى أذاعتها محطة «سى إن إن» ومحطة «بى بى سى» وكانت تصور الخيام التى كان ينصبها الإخوان للمتضررين والتى حرصت الجماعة على تعليق لافتة «الإسلام هو الحل».. وهو الشعار الذى كانت الجماعة تخوض به معاركها الانتخابية ضد النظام.. فبدأ الخريف الطويل بين الجماعة ومبارك، وهو الخريف الذى لم ينته إلا بسقوط مبارك نفسه، بحث نظام مبارك عن مبرر قوى ليضرب تحالفه مع جماعة الإخوان المسلمين، فقد تركهم لما يقرب من ١٢ سنة يعملون دون أن يعترض طريقهم أحد، سمح لهم بأن يدخلوا كل مكان، الجامعات، النقابات، النوادى، الانتخابات، لكنه لم يتوقع أن تتمكن الجماعة من هذا الانتشار الذى أصبح مقلقا ومخيفا... فظهرت قضية سلسبيل... وربما هى القضية الأشهر فى تاريخ العلاقة بين نظام مبارك وجماعة الإخوان، وللحديث بقية

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: انتخابات العام التحالف الإسلامي

إقرأ أيضاً:

وزير الداخلية: الإخوان الإرهابية تسعى لإحياء نشاطها عبر التوسع بترويج الشائعات

أكد اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، أن جماعة الإخوان الإرهابية تسعى لإحياء نشاطها عبر التوسع فى ترويج الشائعات والأخبار المغلوطة واستقطاب الشباب صغير السن ودفعه للقيام بأعمال غير مسئولة أملاً فى زعزعة الأمن والاستقرار، متابعًا: “فضلاً عن التنسيق مع عدد من ذوى التوجهات الفكرية الأخرى من منطلق المصالح المشتركة لتبنى الدعوة لإعادة دمجها فى النسيج المجتمعى الذى لفظها لفكرها القائم على العنف والتخريب”.

احتفالية عيد الشرطة: الرئيس السيسي يشاهد أوبرت غنائي وطني باحتفالية عيد الشرطة الـ73 محافظ قنا يهنئ رئيس الجمهورية و5 مسؤولين بذكرى عيد الشرطة وثورة يناير

وشدد وزير الداخلية، خلال كلمته باحتفالية الذكرى الـ 73 لعيد الشرطة بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، والمُذاع عبر شاشة "إكسترا نيوز"، على أن أجهزة وزارة الداخلية تواصل جهودها فى الرصد المبكر لتلك المخططات وإحباطها عبر توجيه الضربات الأمنية الإستباقية لها وقطع خطوط ومسارات تمويلها.

 

وتابع: “نجحت الجهود على مدار العام الماضى وبمساندة شعبية فاعلة فى إجهاض العديد من محاولات تكوينها لبؤر إرهابية وضبط عناصر لجانها الإعلامية والكيانات التجارية التى تستخدمها كواجهات لتمرير الدعم المالى بلغت قيمتها السوقية (2.4 مليار جنيه )، وتحرص الوزارة على توضيح الحقائق للرأى العام عبر منابر الإعلام المختلفة وتكثيف برامج التوعية لدى الشباب لتحصينهم من مخططات إسقاط الدول”.

مقالات مشابهة

  • مصر والإخوان.. سنة من الفشل وحدت الشعب ضد حكمهم
  • وزير الداخلية: الإخوان الإرهابية تسعى لإحياء نشاطها عبر التوسع بترويج الشائعات
  • عيد الشرطة 73.. وزير الداخلية جماعة الإخوان الإرهابية تسعى لإحياء نشاطها
  • سجلات الدم.. جرائم جماعة الإخوان الإرهابية تكشف الوجه الحقيقي للتنظيم
  • «الإخوان».. أعداء الوطن وصُناع الإرهاب
  • أستاذ تاريخ حديث: كل الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة الإخوان
  • أنواع الشائعات التي يروج لها جماعة الإخوان الإرهابية.. «وهمية وعنيفة»
  • "الجماعة الإرهابية" تكثف من بث الشائعات.. وتحذيرات من تحركات مشبوهة لإعادة تدوير التنظيمات
  • الجماعة التي اختطفت الثورة.. الإخوان سجل حافل من الإجرام
  • طارق أبو السعد: الإخوان استغلوا المساجد الصغيرة لتعليم الأطفال مبادئ الجماعة