ذكرى دخول العائلة المقدسة أرض مصر
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أمس السبت، بعيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر، الموافق الأول من شهر يونيو من كل عام ويوافق 24 بشنس من التقويم القبطى.
ويُعد عيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر، أحد الأعياد السيدية الصغرى فى الكنيسة الأرثوذكسية، حيث بدأت رحلة مسار العائلة المقدسة فى الهروب من بيت لحم فى فلسطين بسبب اضطهاد «هيرودس الملك» آنذاك الذى كان مزمعًا على قتل السيد المسيح، فيما جاء الملاك إلى يوسف النجار فى الحلم، وقال له: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِى وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ، لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِى لِيُهْلِكَهُ» -“إنجيل متى -الأصحاح 2: آية 13».
وهناك سؤال مطروح دائما فى تلك الذكرى المقدسة، لماذا مصر التى جاء لها الطفل يسوع وأمه وليس مكان آخر؟ إن اختيار مصر كونها كانت رائدة الأمم والمرتكز الذى مثل المسار والدرب لتعليم الإنسانية كل الثقافات، وهى الأمة التى طبقت القوانين الاجتماعية للرحمة والعدل والسلام وظهر ذلك فى قوانين ماعت التى جسدت ذلك بلوة، وذلك ما جاء به السيد المسيح لتغير مكون الإنسانية الذى لوثه الخطية، فهناك 42 قانوناً تمثل قوانين ماعت عند المصريين القدماء والتى شكلت تكوين المصرى القديم ومنها على سبيل المثال 1- أنا لم اقتل -2 أنا لم أسرق 3–أنا لم اكذب 4 -أنا لم أزن 5- أنا أرهب أحداً إلى... أخ من باقى القوانين التى تتماشى تمامًا فى سمو تعاليمها مع موعظة المسيح على الجبل والوصايا العشر التى نزلت على سيدنا موسى فى أرض سيناء.
والسبب الآخر المهم أن مصر تتوسط جغرافية العالم وهنا نقطة شعاع السلام التى حملها الطفل يسوع للخليقة وأعلن عنه كأول مذبح فى دير الدرنكة، وهذا ما جاء فى نبوءات أشعياء النبى فى العهد القديم عندما قال: «هوذا الرب راكب على سحابة خفيفة سريعة وقادم إلى أرض مصر فترتجف أوثان مصر من جهة ويذوب قلب مصر داخلها» (اش 19: 1)
وأيضاً لا ننسى أنه جاء لها أنبياء العهد القديم منهم أبونا إبراهيم أبوالأنبياء ويوسف وكان رمز للسيد المسيح الذى جاء إلى مصر لاستبقاء حياة لأخواته بنى إسرائيل وهكذا جاء السيد المسيح إلى مصر للإعلان عن حياة جديدة للإنسان الذى كان تحت موت الخطية، ويعقوب وجميع أسباط بنى إسرائيل وموسى وهارون ويشوع، فكانت مصر ملجأ العديد من الأولين السابقين للمسيح.
وكانت أول أرض يتجلى الله عليها فى العليقة وتستقبل شريعة موسى باللغة القبطية، هكذا جاء المسيح الذى قال جئت لأكمل الناموس وليس أنقضه ليجسد الشريعة التى هى كلمة الله من ارض مصر .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الكنيسة القبطية الأرثوذكسية العائلة المقدسة أرض مصر مسار العائلة العائلة المقدسة أرض مصر أنا لم
إقرأ أيضاً:
في العيد الـ12 لتجليسه.. طفولة ونشأة البابا تواضروس الثاني
مع حلول الخريف تتساقط أوراق الشجر لتنمو أخرى أكثر نضارة، ومع خريف 1952، وُلد وجيه صبحى باقى سليمان فى المنصورة، فى لحظة كانت فيها أوراق الشجر تتساقط لتفرش الأرض بألوانها الذهبية، وكأن الطبيعة تُعد الأرض لشجرة ستنمو جذورها لتظلل الكنيسة كلها لاحقاً.
نشأ «وجيه» فى كنف عائلة مصرية تقليدية تهتم بالقيم الروحية والدينية، وترعى أبناءها بحب وحرص، فوالده المهندس صبحى، مهندس المساحة، ابن القاهرة، ووالدته سامية، بنت دير القديسة دميانة ببرارى بلقاس فى الدقهلية، لم يتركا فرصة إلا واستثمراها لغرس القيم الدينية والروحية فى «وجيه» وإخوته، وكأنهما كانا يدركان أنه سيحمل فى المستقبل لقب «البابا الثامن عشر بعد المائة» فى تسلسل بابوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فقد كانت والدته السيدة سامية تهتم بغرس محبة الله وتعزيز الإيمان فى نفوس أطفالها، وحينما انتقلت الأسرة بين عدة مدن مثل سوهاج ودمنهور، كان رباطهم بالكنيسة يتوطد.
كبر «وجيه»، الصغير الشقى المحبوب، المفعم بروح العمل الجماعى والمسئولية، وهو يحمل طموحاً مبكراً وحباً للمساعدة، ولكنه قد نال نصيبه من الفقد، الذى جاء مبكراً بوفاة والده صباح أول امتحانات الشهادة الإعدادية وكأنما سقطت ورقة من تلك الشجرة التى زُرعت قبل 15 سنة، تحدى الألم ليتفوق فى دراسته، مُكملاً طريقه نحو كلية الصيدلة فى جامعة الإسكندرية.
هناك، فى قاعات الكلية وبين كتب الصيدلة، أبحر «وجيه» فى عالم العلم، محاولاً فهم ما وراء الطب والعلاج، ساعياً أن يكون «ذلك الذى يريح الناس» من أوجاعهم، ولم تكن هذه المرحلة الأخيرة، بل تابع دراسته حتى نال زمالة الصحة العالمية فى إنجلترا عام 1985، ليتعلم مراقبة جودة تصنيع الدواء.
ومع مرور الزمن، وجد نفسه فى خدمة الكنيسة، التى احتضنته صغيراً ليكبر معها ويحمل أثقالها، حتى بات البابا تواضروس الثانى، بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.