لجريدة عمان:
2025-04-29@04:16:32 GMT

في كل يوم أُماهي العصفور بالجَبَل

تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT

(1)

لا يتضعضع الليل في النهار. يضيع الليل في ليلٍ آخر، ثم يبدأ محق الليل والنَّهار.

(2)

أنتِ أول شيء حين أكون في خارج الطريق (ولا أتذكر أرض الله الواسعة).

(3)

انضمِّي إليهم في قتلي. لا تجعلي منِّي شاعرا رديئا في الذِّكريات والكلمات.

(4)

كل هذا النَّشيج: خاصرتكِ لدى الأيام الطَّويلة التي يرضع فيها الأطفال من أسمال أمَّهاتهم.

(5)

في اللغة نفقد الجسد. الجسد أهم من اللغة. في السَّراب لا أفقد أي شيء: أتكوَّن مرة أخرى، سهوا عن الجميع حين الكلُّ يطلب رأسي.

(6)

الجبهويِّون الذين لم يقرأ أيٌّ منهم رواية واحدة طوال نضاله («حياته»، لكلمة أكثر دقَّة وأمانة) يجبروننا اليوم على كل هذا الشَّوك في السَّرد.

آه، الثَّورة أشَقُّ المُهمَّات، والرِّواية أصعب الأجناس.

(7)

لم أقصدكِ في الحنَّاء، ولا في رقصات البنات الطَّائشات اللعوبات في العرس (أما الفَقْدُ فقد كان مصادفة سيئة للغاية).

(8)

«ربما كنتُ أحببتكَ لو كنتُ والدكَ وليس ولدَك» (من «أبٌ لابنٍ لم يولد» ليحيى حسن، الشاعر الفلسطيني الأصل الذي أحدث هزَّة كبيرة في الشِّعر الدانماركي المعاصر على الرغم من أنه لم يصدر سوى مجموعتين شعريتين بتلك اللغة، وذلك قبل أن يموت عن أربع وعشرين سنة فقط في ليلة ملتبسة بتاريخ 29 أبريل 2020، ولا نزال ننتظر أن نقرأه كاملا بلغته ولغتنا الأولى).

(9)

على الموت أن يكون فعل تَخُفُّفٍ من الحُبِّ الزَّائد (ما دام الحبُّ الزَّائد قد أخفق في ألا يكون موتا).

(10)

لم يعد من الممكن أن تهذي بعد أن يتكلم النَّاس (النَّاس هم انعدام القول، واستحالة كل ما يمكن أن يكون ممكنا بعد ذلك).

(11)

انتبهوا: لم يعد الموت يصيب إلا الأموات (فقط).

(12)

التَّعويض فاقة الشِّعر.

(13)

تكمن في الحبر كل أسباب الحرب.

(14)

حلمتُ البارحة أنك أمِّي (ولم أستيقظ لغاية الآن).

(15)

يقول لها: أنا أحبك.

تقول له: وأنا أحبك أيضا.

يقول لها: لن يفرِّقنا إلا الموت.

تقول له: سأتدبر طريقة تجعل الموت ينسى.

يقول لهما السَّاقي: ستغلق الحانة ذكرياتها بعد خمس دقائق.

(16)

كل التفافاتكِ لَهْوٌ وغَنَج. وحين تنظرين إلى السَّماء يصير القدِّيسون، والأنبياء، والصَّالحون، وحَسُن أولئك في رفقة ورعاية ناظركِ.

(17)

لا يخجلون منه أمام الماء. لا يستغفرونه باليُتم. لا يسعفونه على الهدايا.

(18)

بومةٌ أخرى على حافة الأوراق؛ ورقةٌ أخرى صارت بومة.

(19)

النَّوم مَقْتَلَةٌ؛ فلا توصِد. الموتُ موهبةٌ؛ فاذهب.

(20)

الافتضاح أكبر المسؤوليَّات (كان على السِّر أن يكون واجبا، فحسب).

(21)

أمضي نحوكِ (ولا أعود إليك).

(22)

أستطيع أن تمرَّ بي هذه الليلة (أيضا في مرادفات الهلاك).

(23)

من أخمص الجبل، تدعوك تلك الحصاة التَّائهة إلى العرش.

(24)

لا يحب وطنه، وسيتشبَّث جثمانه بالذِّكريات.

(25)

الذين مضوا (وقد حملناهم) لم يعد في وسعهم أن يحملونا (وقد مضوا).

(26)

تستحق الشَّمس زجاجة أكبر من تلك البلاد.

(27)

«وا أسفاه

لم يَعُدْ ثمَّة غجر

يصعدون الجبال منفردين» (لوركا).

(28)

يموتون (خاصة في الاحتفال).

(29)

اجتناب العالم حقٌّ طبيعيٌّ (قُل ذلك، مرَّة أخرى، لأكثر المدن تشوُّهاً وشُبهة).

(30)

أتعَمَّدُكِ في الوسَن.

(31)

ينبغي إلغاء الماء، والشَّجر، والشِّعر، والنَّثر، والأرض: سيموت هذا العصفور من دون أن يعرف الوطن.

(32)

أيها الموت: لن يكون لي معك شأن آخر.

أيُّها الموت: لا تُضْمِر الفُسْحَة ولا تُبْطِن القلق.

أيُّها الموت: فعلتُ كل شيء نيابة عنك.

أيُّها الموت: أنتَ عالة.

(33)

يتقلَّبون على التُّخوم، وتذروهم الرِّياح.

(34)

تَخُطُّ الكتابة، والكتابة تمحوك.

(35)

ليس الأمر هو الرَّغبة أو الرَّهبة، بل اللحظة التي يكفُّ فيها الموت عن التَّمييز.

(36)

الحُبُّ ببَّغاء في مخزنٍ غادرته المؤن.

(37)

لا توجد الحياة إلا في الحسابات. الموت أعظم (لأن لا حسابات له).

(38)

الموت استراحة (أقصد: استراحته هُوَ).

(39)

كلُّ قولٍ فاقةٌ. كلُّ حرفٍ سكون.

(40)

اخلع رئتيك، ولا تنزلق.

(41)

تحتطب المدفأة الأرق.

(42)

أُنجزُ أربعة أشياء في اليوم (في الأكثر): أعاني الصُّداع الحاد والغثيان، ثم أتذكركِ، ثم أكتب (أو لا أكتب)، ثم يأخذني الليل (و«الصَّيف» هو الأقسى في تذكارك حين أستمع إلى فيفالدي في «الفصول الأربعة»)

(43)

أدلفُ إلى الحجرة الحزينة وتصير أنفاسنا التي كانت جدرانا.

(44)

في كل يومٍ أُماهي العصفور بالجَبَل.

عبدالله حبيب كاتب وشاعر عماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

كريمة أبو العينين تكتب: الموت من الداخل

فى واحدة من أجمل ما كتب الأديب الأمريكي العالمي إرنست همنجواي ما قاله على لسان أحد أبطال رواياته وهو ينظر إلى المرآة ويقول : بالطبع ما أراه الآن هو ما تبقى منى ، فقد مات كلي جزءا وراء الآخر ، مت يوم إن ودعتني أمي ولم أدر كيف تركتني فى هذا الفراغ العمري، لم أشبع منها بعد ، وازداد موتي حينما لحقها أبي وصرت بلا سند ولا داعم حقيقي، ثم أخذني الموت أخذا حينما مات ابني لم أكن أدرك ولم أتذوق طعما مرا بمثل طعم فقدان فلذة كبدي، والآن أنظر إلى نفسي كي أتأكد أنني خارج القبر مع أنني دخلته منذ زمن … بهذا الوصف العبقري والمشاعر الصادقة تستطيع أن تقيس عليها بعضا من الوجوه بل أكثر من الوجوه وليس بعضا فى الشوارع ووسائل المواصلات والجيران وزملاء العمل ، وبالطبع إذا نظرت إلى نفسك ستجد ثمة عامل مشترك بينك وبين كل هؤلاء وهو أنك وأنهم وأننا كلنا بلا استثناء مات فينا جزء وربما أجزاء وكلنا أموات من الداخل وفي انتظار الموت النهائي وتوديع الحياة وبداية الحياة الأخرى والتي وصفها الخالق بالقول" يا ليتني قدمت لحياتي" فما نعيشه ليس حياة ولكنه موتا بالبطيء يبدأ بالفقد الجزئى فيموت منك عضو وشعور ومقوم من مقومات مواصلة العيش والتأقلم مع ما يسمى بهذه الدنيا.

الموت على أجزاء هو أكثر أنواع الموت ألما وجرحا فهو يفرغك من داخلك فتصبح مجرد شكل بلا قلب لأن قلبك قد مات حزنا مع كل فقد وفقدان.

الموت من الداخل من الممكن ان يحدث بالخذلان وليس بالفقد الموتى ، فالغدر والخيانة سكينا يغرس فى قلب قلبك ويجعلك تنزف من الداخل ويصبح وجهك مكسورا منكسرا وتصاب بكسرة القلب التي تنتزع منك شرايين حياتك وبقاءك متماسكا صلبا ، وحينما يغدر بك أو أن يخونك من وثقت به وسلمت  له كل صمام عمرك وسعادتك حينها تصبح قشرة باهتة صدئة بعد أن كنت ذهبا لامعا تشع سعادة وإقبال على الحياة.

الموت من الداخل ليس فقط موت أفراد ولكنه موت دول ايضا فالولايات المتحدة بدأت مرحلة الموت من الداخل منذ طوفان الاقصى وربما قبلها بقليل فرغم التقدم والهيمنة إلا أن المواطن الأمريكي متشقق من الداخل شأنه شأن كل الدول التى تجمع عرقيات كثيرة وغرور أكبر ، الأمريكي بدأ يشعر بالاستنزاف الصهيونى وبأنه مضطر أن يدفع من ضرائبه ومن صورته أمام العالم ليرضي إسرائيل وبني صهيون ، الوضع هناك أصبح يحمل علامة استفهام كبيرة تبحث عن إجابة مقنعة ومرضية لمعظم الأمريكيين والتى قد تكون مسمار فى نعش الامبراطورية الامريكية ومعولا لهدمها وتفككها ليحل محلها امبراطورية اخرى بالطبع الصين تعد نفسا لهذه المرحلة منذ فترة ومن الان فصاعدا . اسرائيل ذلك الكيان المغتصب يموت من الداخل ويحضرني هنا حوار قاله زميل دراسة فى الجامعة الأمريكية كان يهودى الديانة ويحمل جنسية امريكية اسرائيلية مزدوجة . ديفيد قال ان لايوجد من يسمح او يرضى او يوافق على اقامة الدولة الفلسطينية ، لان ذلك معناه تآكل المواطنين اليهود من انفسهم وبأنفسهم ، لان الوضع السكانى فى اسرائيل يجمع طبقات متفاوتة من اليهود ودرجات من التقدير المجتمعى وفى المقابل هناك منظومة سياسية تعمل منذ بداية المجتمع اليهودى واقامة الدولة اليهودية تعمل على مفهوم واحد وهو ان هناك عدوا يريد ان يخرجك من هذه الارض ويعود اليها هذا العدو هو الفلسطينى ، فاذا ماتم اقامة دولة لهم وعاشوا فى سلام وامن فان الاسرائيليون سيتفرغون لانفسهم وستقوم فتنة بسبب التنوع الديموجرافى فاليهود درجات منهم المميز ومنهم الخادم الشحات ولذا فحينها سيصبح الوضع مخيفا وستندلع الخلافات والمواجهات التى ستنتهى بنهاية دولتنا . كلام ديفيد اتذكره وانا اتحدث عن الموت من الداخل لان بوادره ظهرت منذ طوفان الاقصى وراينا وقرأنا مايأتى به الداخل الاسرائيلي من نزاعات وتخبط واختلافات .. الموت من الداخل ليس مجرد حالة او شعور او هرمونات ولكنه مرحلة من المراحل التى تشبه القشة التى تقطم ظهر البعير لانها تانى فى وقت وتوقيت يصعب التنبؤ بما سيخلفه هذا الموت الداخلى .. اللهم خفف عنا أقدارنا وخذنا موتة واحدة وليست على اجزاء ولا من الداخل ..

طباعة شارك فلسطين إسرائيل طوفان الأقصى

مقالات مشابهة

  • حدث في منتصف الليل| موعد افتتاح حديقة الحيوان بالجيزة.. والأرصاد تحذر من منخفض خماسيني
  • ابن شقيقة مسنة القابوطي: زوجها قتلها أثناء صلاة قيام الليل
  • جودة وتكنولوجيا عصرية وسعر مناسب... ماهي أفضل 6 سيارات كهربائية في أوروبا؟
  • كريمة أبو العينين تكتب: الموت من الداخل
  • شرطة ديالى تطيح بشخص أقدم على إحراق زوجته حتى الموت
  • متى يكون للحياة طعم؟
  • ماهي علاقة د. جبريل ابراهيم كـ “حركة مسلحة” بولاية الجزيرة؟
  • دعاء الثلث الأخير من الليل.. اغتنم الوقت وردده الآن
  • حدث في منتصف الليل| سبب غرق أراضي طرح النهر.. وضعف الإقبال على التصالح بمخالفات البناء
  • نوبة صَحَيَانْ، لكافة أهل السودان