التنافس القبلي لدعم غرة في موريتانيا يلفت الأنظار ويخلق سجالا
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
نواكشوط- رغم أن الشعب الموريتاني من أفقر شعوب العالم وأبعد الشعوب العربية من حيث المسافة عن فلسطين، فإن الموريتانيين أظهروا تسابقا كبيرا في الإنفاق دعما للشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية غير مسبوقة منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ومع بدء العدوان على غزة، انطلقت في موريتانيا حملة تعبئة عامة عبر المساجد والجمعيات الناشطة في دعم فلسطين؛ تحريضا على نصرة ودعم المقاومة الفلسطينية، فسارع الموريتانيون لإنفاق أموالهم فرادى وجماعات، ومن خلال الأحزاب والنقابات.
لكن اللافت من بين ذلك كانت المبادرات القبلية التي استطاعت وحدها حتى الآن جمع ما يربو على 5 ملايين دولار لصالح المتضررين في قطاع غزة، حسب ما وثقته هذه المبادرات على صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي.
قبيلة لقلال الموريتانية تبرعت بمبلغ يتجاوز 500 ألف دولار لدعم أهل غزة (الجزيرة) السباق القبليكان فضل السبق في ذلك التنافس لقبيلة "بني حسن" التي سلمت ممثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في موريتانيا محمد صبحي أبو صقر مبلغ 100 مليون أوقية (حوالي 253 ألف دولار) بتاريخ 30 ديسمبر/كانون الأول 2023.
ثم جاءت قبيلة "لقلال" فتبرعت بـ220 مليون أوقية (حوالي 558 ألف دولار) في فبراير/شباط الماضي وتتابع التنافس فتبرعت قبيلة "تنواجيو" بـ300 مليون (حوالي 761 ألف دولار) في 27 مارس/آذار الماضي.
وفي الأول من إبريل/نيسان أعلنت قبيلة "أولاد أبييري" عن مساهمتها بنصف مليار أوقية (حوالي مليون و269 ألف دولار)، وهكذا تسارعت وتيرة السباق القبلي فأُعلن حتى الآن عن مشاركة 12 قبيلة في هذا الإنفاق دعما لأهل غزة، وتمثلت أعلى مساهمة -حتى الآن- بمبلغ 600 مليون أوقية (حوالي مليون و522 ألف دولار) سلمتها قبيلة "تاكنانت" لممثل حماس في 15 مايو/أيار الماضي.
ويتم تسليم الأموال المحصلة من هذا التنافس القبلي لـ3 جهات، هي ممثل حركة حماس، والرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني، والمنتدى الإسلامي الموريتاني، ويتم توثيق ذلك في حفل تسليم لكل مساهمة.
عدد من الأئمة والعلماء الموريتانيين دعموا هذا التنافس القبلي، حيث أصدر الداعية الموريتاني الشيخ محمد الحسن الددو فتوى بذلك أكد خلالها أن قبيلتي الأوس والخزرج كانتا تتنافسان في الجهاد، موضحا أن الأموال التي تدفع لأهل غزة تدخل في باب الجهاد وليس الصدقات.
وقد نشرت كل من منظمة الرباط ومنظمة المنتدى الإسلامي على صفحتها ومن خلال موقع "وكالة الأخبار" الموريتاني بيانات وصورا وفيديوهات توثق توزيع مساعدات موريتانية في غزة ممولة من القبائل الموريتانية، شملت إقامة مخيمات للاجئين في غزة وخان يونس ورفح، وتوزيع المبالغ النقدية والسلات الغذائية وتوفير المياه والأغطية وغيرها.
هل فقراء موريتانيا أحوج؟ورغم التأييد الواسع لهذه المبادرات ظهرت انتقادات من بعض الكتاب والمدونين لهذا التنافس القبلي، فقد اعتبر الدكتور الشيخ الزين في صفحته على الفيسبوك أنه "ليس من المناسب أن تقوم القبائل الموريتانية بجمع المال لغزة فتلك مهمة الدولة لا مهمة القبائل"، متسائلا "هل سمعتم بقبيلة في المغرب أو الجزائر أو مصر تفعل هذا؟".
بدوره، تساءل الكاتب عبد الله محمد عن الآلية الفنية المعتمدة لتوصيل التبرعات عبر منظمة الرباط وممثل حماس إلى غزة، وكم نسبة المستقطَع من المبلغ وحجية أخذه شرعا ضمن جهد العمل على تحصيله إن كان ذلك يحصل؟ وهل من طريقة لمتابعة وصولها إلى غزة؟
أما المدون الشيخ أحمد المختار فال، فقد اعتبر أن الأموال التي جمعتها القبائل كان أولى بها الفقراء والمحتاجون الذين يقتلهم الجوع والمرض يوميا في موريتانيا عامة، حسب تعبيره.
الناشط السياسي البعثي محمد الكوري العربي اعتبر في صفحته أن "تيار الإخوان المسلمين في موريتانيا تمكن من اختراق القبائل بإثارة العاطفة الدينية بهدف جمع المال تحت عنوان مساعدة غزة، فأثاروا الحمية الجاهلية والتباهي البدائي بين القبائل مستفيدين من غياب شخصية الدولة"، مضيفا أن "هناك إرهاصات لاختراق الأسر لنيل نسبة من عائد مهور النساء بعنوان مساعدة غزة أيضا"، حسب وصفه.
وأضاف العربي أن "جماعة الإخوان كانت وحدها خلال الـ30 سنة الماضية تجمع الأموال من المواطنين باسم منظماتها الخيرية المنتشرة؛ فبنت بها المعاهد والمراكز والمستشفيات ومولت منها حملاتها الحزبية والشبابية والنقابية".
محمد أبو صقر ممثل حركة حماس في موريتانيا أحد 3 جهات تتسلم التبرعات القبلية لصالح غزة (الجزيرة) ردود على الانتقاداتفي المقابل، أكد الأمين العام للمنتدى الإسلامي الموريتاني ومنسق مبادرة قبيلة أولاد أبييري لدعم غزة الشيخ عبد الله ولد أمين في تصريحات للجزيرة نت أنه اطلع على كل تلك الانتقادات، لكن لا يرى أن لها أي حظ من الوجاهة.
فبالنسبة للقول إن هذا التنافس يعد تغولا للقبيلة على حساب الدولة، اعتبر ولد أمين أنه قول مردود لأن دعم إخوتنا في فلسطين يندرج ضمن الأدوار الاجتماعية والخيرية التي من شأن القبيلة أن تلعبها دون تأثير على قوة الدولة ولا على سلطانها، بخلاف الأدوار السياسية والأمنية التي ينبغي أن تبقى من اختصاص الدولة.
أما الاعتراض بأن فقراء موريتانيا أحوج، فإن القضية ـ حسب الشيخ أمين ـ لا ينظر إليها بهذا التبسيط، ففقراء موريتانيا مهما كانت حاجتهم ليسوا محاصرين ويمكن أن تصلهم المؤونة من كل جهة، ولا يواجهون ـمثل أهل غزةـ أخطارا أمنية محدقة بحيث ينتظر أحدهم قصفا عسكريا في أي وقت إن لم يود بحياته أودى بمنزله وما يملك من مقتنيات وزاد، إذن فمن الإجحاف مقارنة حاجة أهل غزة بحاجة الموريتانيين أو غيرهم.
وبخصوص القول إن هذا الإنفاق هدفه تقوية طيف سياسي معين، أوضح الشيخ أمين أن هذه المبادرات القبلية شاركت في قيادتها شخصيات موالية وأخرى معارضة وشخصيات تنتمي للطيف السلفي، وهو تيار لا حزب له في موريتانيا.
إذن -بحسبه- فلا صحة لادعاء البعض أن حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" المحسوب على الإخوان هو المسيطر على هذه المبادرات، ويضيف "صحيح أن الحزب مهتم بقضية غزة والمنتمون له يعملون بنشاط في مبادرات الدعم، ولكن ليسوا وحدهم في ذلك".
أما التشكيك في وصول المساعدات لمستحقيها، فيقول منسق مبادرة قبيلة أولاد أبييري لدعم غزة "زارتنا في موريتانيا عدة قيادات فلسطينية وأثنت على هذه المبادرات وأكدت أن الأموال تصلهم، وتصريحاتها موجودة في وسائل الإعلام وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ويمكن الرجوع إليها".
ويرى أن هذه الانتقادات جميعا لا وجه لها في الحقيقة، وينطبق على أصحابها مثل شعبي موريتاني يقول "أبخل من صهر قوم لا يكرمهم ولا يترك من يكرمهم".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات هذه المبادرات فی موریتانیا هذا التنافس ألف دولار
إقرأ أيضاً:
القائد العام للقوات المسلحة يرسل رسائل من جمهورية موريتانيا
أرسل رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رسائل من جمهورية موريتانيا قائلاً:
الحمد لله الذي جعلنا ننتمي لأهل السودان – الحمد لله الذي جعلنا منتمين للقوات المسلحة.
▪︎ الجنة والخلود لشهدائنا الكرام و نسأل الله الشفاء للجرحى والمصابين وأن يفك الأسرى والمسجونين.▪︎ التحية لكل المرابطين من القوات المسلحة وقوات الشرطة وجهاز المخابرات العامة والقوة المشتركة والمستنفرين والمقاومة الشعبية في ربوع السودان و في محاور العمليات المختلفة .▪︎ هذه المعركة معركة الشعب السوداني بكل قطاعاته المختلفة الذي يدافع عن شرفه وعرضه وسكنه ووطنه والذين قرروا أن يقضوا على هذه المليشيا المجرمة القاتلة الناهبة المغتصبة من آل دقلو والمرتزقة والعملاء المتعاونين معهم.▪︎ ليس لدينا حديث كثير فحديثنا في الميدان حتى القضاء على هؤلاء المجرمين القتلة.▪︎ نحن لسنا دعاة حرب نحن مع السلام وإيقاف الحرب لكن بشرط عدم وجود هؤلاء الجنجويد والمرتزقة وأي جهة وشخص ساعدهم.▪︎ قدمنا تنويرا وشرحا عن هذه الحرب لكل القادة في دول غرب أفريقيا وإتضحت لهم الرؤية الصحيحة وأن السودان يواجه غزوا واستعمارا جديدا .▪︎ لم يكن للقادة الأفارقة أي معلومات عن هذه المؤامرة وحقيقة أن هذه المليشيا تقف من خلفها قوة استعمارية جديدة تدعمهم بالمال والسلاح والمرتزقة.مهما قدمت هذه القوة الاستعمارية الجديدة من دعم لهؤلاء المجرمين فإن الشعب السودان سيقف ويقا_تل الجنجويد ومن يساندهم سياسياً وعسكرياً .▪︎ التحية لأبنائنا في الجالية السودانية في موريتانيا وكل الجاليات التي استقبلتنا في هذه الزيارات.▪︎ التحية لكل أهل الجزيرة وخاصة مدني وتحية لكل من شارك في تطهير هذه المدن والقرى والأرياف في جزيرة الخير أرض المحنة التي دنسها مجرمو ومرتزقة آل دقلو.▪︎ لن نتوقف حتي نطهر كل شبر دنسه هؤلاء المجرمون وسنواصل في تحرير كل المدن والأرياف والقرى في سوداننا الحبيب.▪︎ كل شخص يضع السلاح ويعود إلى رشده و إلى حضن الوطن نقول له مرحبا واليوم لدينا العديد من المجموعات التي سلمت نفسها ورحبنا بها .▪︎ علاقتنا في المستقبل مع القوى السياسية بالداخل ومع الدول الخارجية بمواقفها الحالية من الحرب وعلاقاتنا المستقبلية كلها مرتبطة بالمواقف الحالية في هذه الحرب حتى نبني وطنا معافى من المجرمين والمرتزقة والعملاء والخونة.التحية لجمهورية موريتانيا التي رحبت وإستضافت النازحين من الحرب التي رحبت بمنتخبنا الوطني وأنديتنا الرياضية التي تنافس في البطولات الرياضية المختلفة.
إعلام القوات المسلحة
إنضم لقناة النيلين على واتساب