عربي21:
2024-11-22@19:55:15 GMT

لِمَ الربط بين قيام إسرائيل وسقوط الخلافة؟

تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT

كثيرة هي التصريحات والمواقف اللافتة والصارخة التي بتنا نراها ونسمعها تنطلق من هنا وهناك عقب اشتعال معركة طوفان الأقصى، فقد كانت المعركة فاضحة وكاشفة على نحو لافت، سقطت الأقنعة، وانكشف الكذب والدجل، والدعاية المضللة، وتميز عدوك عن حبيبك، وانقسم العالم كله إلى "فسطاطين!" أو قسمين، أحدهما معك والآخر ضدك، ومن لم يعلن موقفه صراحة، فضحته مواقفه ما ظهر منها وما بطن.



الحكاية ليست فقط معركة بين "دولة" عظمى في ظهرها دول أعظم منها وبين "فصيل" فلسطيني، بل هي بين حضارتين وأمتين وتاريخين وجغرافيتين، ومن لا يرى ما وراء الصورة التي تظهر للعيان، يحسب أن الحرب مجرد معركة ككل المعارك الي شهدتها بلادنا، بين العرب و"اليهود". وأقول هنا اليهود ولا أعمم على كل اليهود، فهناك فئة منهم انحازوا للحق والعدل والإنصاف. والحكاية لم تبدأ من إعلان بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة حينما جاء للكيان معلنا: "جئتكم كيهودي" ولم تنته بإعلان رئيسه بأنه "صهيوني" ويفتخر، بل ثمة إعلانات عدة، بلسان الحال أو المقال، لزعماء وجماعات وقوى ودول شرقا وغربا، تقول بأنها يهودية وصهيونية حتى ولو رفعت المصحف على أسنة الرماح!

الحكاية ليست فقط معركة بين "دولة" عظمى في ظهرها دول أعظم منها وبين "فصيل" فلسطيني، بل هي بين حضارتين وأمتين وتاريخين وجغرافيتين، ومن لا يرى ما وراء الصورة التي تظهر للعيان، يحسب أن الحرب مجرد معركة ككل المعارك الي شهدتها بلادنا، بين العرب و"اليهود"
من بين تلك التصريحات اللافتة التي أطلقت في الآونة الأخيرة ولم تحظ بما تستحق من توقف طويل جدا، ما جاء على لسان رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون في حفل استقبال أقامته سفارة الكيان في واشنطن، حين قال (وأقتبس من النص الرسمي الذي نشره جونسون على موقعه): "الليلة، نحتفل بمرور أكثر من 76 عاما من الإنجازات. إننا نحتفل بالوفاء بالوعود التي قطعناها منذ آلاف السنين، الوعود التي قطعت لإبراهيم وإسحاق ويعقوب، الوعود التي نجت من المنفى البابلي، والخلافة الإسلامية، والمحرقة النازية. وبعد سنوات من التشرد والاضطهاد، في أيار/ مايو 1948، وُلدت أمة جديدة على أساس مبادئ الحرية والعدالة والسلام، التي علمها الأنبياء العبرانيون. ومن خلال العمل الشاق الذي قام به رجال مثل تيودور هرتزل، أصبح الحلم الصهيوني حقيقة. والليلة، نجتمع كمسيحيين ويهود وأشخاص من جميع الأديان، نجتمع مع أولئك الملتزمين بالإيمان بأن الشعب اليهودي يستحق أن يعيش بأمان في وطن أجداده الروحي".. إلى أن يقول: "يا أصدقائي، نحن ملتزمون بنفس المعتقدات الأساسية، نحن مترابطون معا بنفس المزامير، ونحن نحتفل معا بالتراث اليهودي المسيحي الفريد لجمهوريتنا. هذه التجربة الكبرى والحكم الذاتي، هذه الأمة الواحدة في ظل الله.. ما سنفعله هو أننا سنقف معا، من أجل نور الله ومن أجل الخير والرحمة والفضيلة والكرامة الإنسانية التي يجب أن تظل قيمنا الثابتة وطريقنا الوحيد نحو ازدهار الإنسان، وسوف نتذكر الكلمات المعزية في المزمور 37. وهذا يذكرنا بأن فاعلي الشر مثل العشب يذوون سريعا، وأولئك الذين يأملون في الرب يرثون أرض الموعد".. انتهى الاقتباس.

الملاحظة الأولى التي تقفز إلى الذهن هنا هي الربط الغريب بين السبي البابلي والمحرقة النازية والخلافة الإسلامية من جهة، وبين مناسبة قيام كيان العدو ("إسرائيل") من جهة أخرى، وهو ربط ربما لم يجْرِ من قبل على لسان أي مسؤول أمريكي أو غربي رفيع، كرئيس مجلس النواب الأمريكي، بل ربما لم نلحظ بالقطع مثل هذا الشحن الديني لخطاب رسمي أمريكي على مدار عقود طويلة مضت. ومن يقرأ نص الخطاب يُهيّأ له أنه ليس صادرا عن مسؤول أمريكي سياسي رفيع، بل عن راهب أو حاخام في كنيسة أو كنيس، وهو بالضبط ما يؤخذ على الخطابات السياسية التي تمزج بين الدين والسياسة وتصدر عن قادة عرب أو مسلمين، حيث جرى في العادة اتهام هؤلاء بأنهم "أصوليون" أو متطرفون، أما حينما يتعلق الأمر بمسؤول أمريكي رفيع المستوى كجونسون، فهو أمر عادي، بل تعمد هذا الجونسون أن يعلن في الخطاب نفسه دعوة نتنياهو لإلقاء خطاب في "الكابيتول" وهي خطوة ذات مغزى، وتعبر عن احتضان غير مسبوق لرئيس وزراء كيان اسمه على قائمة المطلوب اعتقالهم بسبب ارتكابهم جرائم حرب!

هذه المشاعر التي جاشت بها كلمات جونسون، لم تكن لتظهر بمثل هذا الافتضاح لو لم تكن معركة طوفان الأقصى، والمعجزة التي اجترحتها المقاومة يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وبمعنى من المعاني، وما أكثر المعاني هنا، فهذه المعركة لن تنتهي قريبا
حتى اليوم، الخلافة العثمانية التي يحتفي بانتهائها جونسون؛ بالنسبة لكثير من نخب العرب والمسلمين (العلمانيين تحديدا) كانت رمزا للتخلف والرجعية وما يسمونه "الاستعمار التركي!" لكنها بالنسبة لجونسون والنخب المسيحانية (يهودية ونصرانية) رمز من رموز عزة الإسلام ومنعة الأمة، وسقوطها هو سقوط لحضارة الإسلام ونهوض لحضارة الغرب، لذلك تتساوى في مدى "شرها" مع السبي البابلي والمحرقة النازية، كونهما مناسبتين منعتا قيام "وطن" لليهود، بالضبط كما فعلت الخلافة قبل سقوطها.

هذه المشاعر التي جاشت بها كلمات جونسون، لم تكن لتظهر بمثل هذا الافتضاح لو لم تكن معركة طوفان الأقصى، والمعجزة التي اجترحتها المقاومة يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وبمعنى من المعاني، وما أكثر المعاني هنا، فهذه المعركة لن تنتهي قريبا، بل هي حرب بدأت لكي لا تنتهي إلا بتقويض مشروعهم في فلسطين، صحيح أن الثمن غال جدا، ولكن القادم سيكون أكثر صعوبة ليس على منطقتنا فقط، بل على العالم كله، الذي سكت على عالم يحكمه عدد من قطاع الطرق والزعران وأعضاء العصابات، وبالتالي على كل ما ارتكبته مدنية الغرب من جرائم بحق البشرية، ويبدو أنه جاء أوان الحساب الذي كما يقول الإخوة المصريون: الحسب يجمع!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إسرائيل الخلافة إسرائيل امريكا غزة الصهيونية الخلافة مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لم تکن

إقرأ أيضاً:

الحبس والغرامة.. ما عقوبة قيام اللاجئ بنشاط يمس الأمن القومي؟

شهدت الجلسة العامة لمجلس النواب برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، الموافقة نهائيا على مشروع قانون مُقدم من الحكومة بإصدار قانون لجوء الأجانب.


أهداف مشروع القانون

ويهدف مشروع القانون إلى وضع تنظيم قانوني لأوضاع اللاجئين وحقوقهم والتزاماتهم المختلفة في إطار الحقوق والالتزامات التي قررتها الاتفاقيات الدولية التي انضمت مصر إليها، وذلك لضمان تقديم جميع أوجه الدعم والرعاية للمستحقين، من خلال إنشاء اللجنة الدائمة لشؤون اللاجئين، لتكون هي الجهة المختصة بكافة شؤون اللاجئين بما في ذلك المعلومات والبيانات الإحصائية الخاصة بهم، وذلك في إطار استمرار تقديم الدعم والمساندة الكاملة للاجئين.

ويأتي مشروع القانون مستهدفا إصدار قانون لجوء الأجانب والقانون المرافق له؛ ليتضمن أحكامًا  لتنظيم إطار حاكم لحقوق اللاجئين المختلفة والتزاماتهم، والتي جاءت في إطار الحقوق والالتزامات التي أقرها الدستور والاتفاقيات التي انضمت مصر إليها، وذلك لضمان تقديم كافة أوجه الدعم والرعاية للمستحقين بالتعاون مع الجهات الدولية المعنية بشئون اللاجئين.


وكذا التنسيق مع الجهات الإدارية في الدولة وذلك من خلال إنشاء اللجنة الدائمة لشؤون اللاجئين، تكون لها الشخصية الاعتبارية، وتتبع رئيس الوزراء، ويكون مقرها الرئيسي مدينة القاهرة، وتكون هي الجهة المختصة بكافة شؤون اللاجئين بما في ذلك المعلومات والبيانات الإحصائية الخاصة بـأعدادهم.

ونص مشروع القانون فى المادة  ٣٨ منه على أن يُعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 3 سنوات، وبغرامة لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تزيد على خمسمائة ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من خالف حكم المادة ٣٩.


وتنص المادة ٢٩

يُحظر على اللاجئ القيام بأى نشاط من شأنه المساس بالأمن القومي أو النظام العام أو يتعارض مع أهداف ومبادئ الأمم المتحدة أو الاتحاد الإفريقي أو جامعة الدول العربية، أو أى منظمة تكون مصر طرفًا فيها، أو ارتكاب أي عمل عدائي ضد دولته الأصلية أو أي دولة أخر

كما نصت المادة 39 من  مشروع القانون على:مراعاة أحكام قانون مكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب المهاجرين الصادر بالقانون رقم ٨٢ لسنة ٢٠١٦، والمادة ٣٢ من هذا القانون، يُعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر، وبغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تزيد على مائة ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من خالف المادة ٣١ من هذا القانون


وتنص المادة ٣١ من القانون على: يلتزم كل من دخل إلى جمهورية مصر العربية بطريق غير شرعي، ممن تتوافر فيه الشروط الموضوعية لطالب اللجوء، أن يتقدم طواعية بطلبه للجنة المختصة في موعد أقصاه خمسة وأربعون يوما من تاريخ دخوله.

 

كما وافق المجلس على المادة ٣٣ من مشروع قانون مقدم من الحكومة بإصدار قانون لجوء الأجانب، والتي حددت حالات انتهاء اللجوء.


وتنص المادة ٣٣ من مشروع القانون، حسبما وافق عليها مجلس النواب، بأن ينتهي اللجوء في أي من الأحوال التالية:


- إعادة توطين اللاجئ في دولة أخرى، بخلاف التي خرج منها


- تجنس اللاجئ بجنسية جمهورية مصر العربية.


- عودة اللاجئ طواعية إلى الدولة التي يحمل جنسيتها، أو دولة إقامته المعتادة إذا كان لا يحمل جنسيتها.


- استعادة اللاجئ الطوعية للجنسية التي فقدها، والتمتع بحماية دولة تلك الجنسية.


- تذرع اللاجئ الطوعي بحماية الدولة التي يحمل جنسيتها.


- إذا أصبح متعذرًا الاستمرار في رفض حماية دولة الجنسية أو الإقامة بسبب زوال الأسباب التي أدت إلى اللجوء.

- اكتساب اللاجئ جنسية جديدة، والتمتع بحماية دولة تلك الجنسية.


- مغادرة جمهورية مصر العربية لمدة ستة أشهر متصلة دون عذر تقبله اللجنة المختصة.


وتصدر اللجنة المختصة قرارًا بانتهاء اللجوء خلال خمسة عشر يومًا من تاريخ تحقق أي من الأحوال المشار إليها في الفقرة السابقة، وباستثناء الحالتين المنصوص عليهما في البندين ١، ٣ من هذه المادة، تطلب اللجنة المختصة من الوزارة المختصة إبعاد اللاجئ خارج البلاد بعد صدور القرار المشار إليه

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز: ما الذي يمنع اندلاع حرب واسعة بين إسرائيل وإيران؟
  • وقت صلاة قيام الليل وعدد ركعاتها ودعائها
  • الحبس والغرامة.. ما عقوبة قيام اللاجئ بنشاط يمس الأمن القومي؟
  • برشقة صاروخية.. حزب الله يقصف شمال إسرائيل وسقوط قتيل (فيديو)
  • عدد الشهداء أكثر من 10... حصيلة جديدة للغارة الإسرائيليّة على بلدة معركة
  • حكم قيام شركة بضمان منتجات غيرها خمس سنوات ضد عيوب الصناعة.. الإفتاء توضح
  • سلطات الاحتلال تزعم قيام 3 فلسطينيين بالتآمر لقتل بن غفير
  • خبير مصري: نعيم قاسم بات مفأجاة لـ إسرائيل أكثر من نصر الله
  • صواريخ حزب الله أصابت مبنى في إسرائيل... شاهدوا حجم الدمار الذي لحق به (فيديو)
  • هذه هي المخططات الخفية التي تُدبّرها إسرائيل لتركيا