من نكسة ٦٧ لـ ملحمة ٦ أكتوبر ١٩٧٣.. كواليس تحويل الجيش المصري الهزيمة إلى نصر عظيم في ٧ سنوات
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بعد العدوان الإسرائيلي على مصر وسوريا والأردن، بـ ٥ أيام وتحديدًا في يوم ٩ يونيو 1967، خرج الرئيس جمال عبدالناصر على الشعب المصري والعربي، ليُعلن عن مسئوليته الكاملة عن وقوع الهزيمة وتنحيه عن رئاسة الجمهورية.
لكن خطاب تنحي «الرئيس الراحل جمال عبدالناصر» كان الدافع لخروج ملايين المصريين في الشوارع، في اليوم التالي للبيان، رفضًا للهزيمة والاستسلام، ورغبةً على الاستمرار في الكفاح ضد العدو الإسرائيلي، من أجل إزالة آثار العدوان والانتصار.
وأمام رغبة الجماهير، تراجع «عبدالناصر» عن التنحي، في اليوم التالي من إعلانه، واستمر في منصبه، وبدأ أولى خطوات رحلة استعادة الأرض؛ بتعيين الفريق أول محمد فوزي قائدًا عامًا للقوات المسلحة، والفريق عبدالمنعم رياض رئيسًا للأركان، وإعادة تسليح الجيش، لتنطلق في مارس ١٩٦٩ حرب الاستنزاف.
حروب الاستنزاف
وفي أواخر الشهر نفسه، حقق الفريق عبد المنعم رياض انتصارًا عسكريًا في معركة رأس العش، حينما منعت فيها قوة صغيرة من المشاة سيطرة القوات الإسرائيلية على مدينة بور فؤاد، وتوالت الانتصارات بإسقاط بعض الطائرات الحربية الإسرائيلية بين عامي ١٩٦٧ و١٩٦٨، بالإضافة لتدمير حوالي ٦٠٪ من تحصينات خط برليف.
خاض الجندي المصري، حروب الاستنزاف بـ«عمليات استثنائية» كبد فيها العدو الإسرئيلي خسائر كبيرة في الأفراد والمعدات، ولإيقاف حرب الاستنزاف، بدأت إسرائيل مُنذ منتصف عام ١٩٦٩، في استخدام أحدث أسلحة الجو العالمية، ذات القدرات القتالية المتقدمة، لاستهداف العمق المصري، خاصة الأهداف المدنية والاقتصادية.
تسليح الجيش المصري
ولكن قام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، في يناير ١٩٧٠، بمباحثات سرية مع «زعيم الاتحاد السوفيتي ليونيد بريجنيف»، من أجل الحصول على موافقة الاتحاد السوفيتي بـتزويد مصر بأحدث أسلحة الدفاع الجوي، وذلك في موسكو في زيارة استمرت لمدة ٤ أيام.
جرى تسليح قوات الدفاع الجوي المصري بصواريخ «سام ٣»، وإرسالها بأطقم سوفيتية، كما تسلمت مصر لاحقًا؛ طائرات ميج ٢٣ للطيران الليلي، وطائرات الميج ٢٤ لتدريب الطيارين المصريين عليها.
ضرب أماكن العدو الاسرائيلي
كانت «حرب الاستنزاف» بين القوات المصرية والعدو الإسرائيلي بدأت شرق قناة السويس في الجزء المُحتل من الأراضي المصرية، إلا أنه بعد فترة نقلت مصر المعارك إلى مواقع العدو نفسه.
ومن بين تلك المعارك، غارات مصر على أسطول وميناء إيلات الإسرائيلي، التي بدأت بعد أشهر قليلة من النكسة، ففي أكتوبر ١٩٦٧، أغرقت القوات البحرية المصرية المدمرة الإسرائيلية «إيلات» في عملية عسكرية بحرية هي الأولى في التاريخ العسكري التي يتمكن فيها زورق صواريخ صغير من إغراق مدمرة كبيرة كـ«إيلات».
وفي نوفمبر ١٩٦٩، بدأت أولى عمليات إيلات الثلاث، التي دمرت فيها القوات البحرية المصرية السفينتين الإسرائيليتين هيدروما ودهاليا.
وفي ٥ فبراير ١٩٧٠، تشكلت مجموعتان من الضفادع البشرية، واحدة فيها الملازم أول بحري عمر البتانوني، والعريف بحري علي أبوريشة، ومهمتها تدمير السفينة الحربية الإسرائيلية «بيت شيفع»، والثانية فيها الملازم أول بحري رامي عبدالعزيز، والرقيب فتحي محمد أحمد، وهدفها تدمير السفينة الحربية «بيت يام».
تحركت الضفادع البشرية، بمعداتهم وألغامهم، من الإسكندرية إلى العراق، ومنها إلى ميناء العقبة بالأردن، وانطلق الأبطال المصريون في الماء نحو ميناء إيلات على مسافة ٤ كيلومترات، وفي الطريق، منع نفاد الأكسجين الرقيب فتحي محمد من استكمال مهمته، وتولى الملازم أول "رامي عبد العزيز" تنفيذ مهمة المجموعة الثانية بمفرده.
وقبل منتصف الليل، تعرف جنود القوات البحرية على أهدافهم، وضع رامي عبد العزيز اللغم في مصافي الماكينات الرئيسية للسفينة«بات يام»، وثبت البتانوني وأبوريشة ألغامهما أسفل السفينة «بيت شيفع»، ثم عادوا إلى نقطة انطلاقهم خارج الميناء، وبعد مرور ساعتين، وقع انفجار شديد، وحدثت خسائر فادحة.
العملية ٢٧ رجب
وفي ١٧ سبتمبر ١٩٧١، العملية المعروفة باسم "٢٧ رجب" وهي التي أسقط فيها؛ طائرة الحرب الإلكترونية الإسرائيلية «ستراتوكروز»، ما أدى لمقتل نخبة علماء عسكريين إسرائيليين.
أقلعت طائرة الحرب الإلكترونية الإسرائيلية «ستراتوكروز»، وعلى متنها ٨ أفراد من نخبة علماء الحرب الإلكترونية في الجيش الإسرائيلي، لتصوير الجبهة المصرية في منطقة قناة السويس، وجمع معلومات استخباراتية عن مواقع بطاريات صواريخ أرض-جو المصرية. وما هي إلا ٤٠ دقيقة مرت على إقلاعها، حتى نفذ الدفاع الجوي المصري خطة مُحكمة، سبقها رصد تحركات، للإقلاع بأحدث طائرات العدو الإسرائيلي في الاستطلاع «الطائرة ستراتوكوز».
النصر المصري في ٦ أكتوبر ١٩٧٣
توج المصريون كفاحهم بعد نكسة ١٩٦٧ بواحدة من أهم الانتصارات العسكرية في العصر الحديث، ففي ٦ أكتوبر ١٩٧٣، عبر الجندي المصري خط بارليف المنيع، في ٦ ساعات، وعبر إلى الضفة الشرقية من قناة السويس، مدمرًا لمواقع العدو الإسرئيلي، وهادمًا لأسطورة؛ «الجيش الذي لا يقهر».
ففي الساعة الثانية من السادس من أكتوبر ١٩٧٣، والموافق العاشر من رمضان، عبرت (٢٢٢) طائرة مقاتلة مصرية شرق القناة، ونجحت بنسبة ٩٥٪ في القضاء على محطات تشويش العدو، وراداراته، وبطاريات دفاعه الجوي، وتجمعات أفراده ومدرعاته ودباباته ومدفعيته ومخازن ذخيرته، فضلًا عن؛ استهداف النقاط الحصينة في خط بارليف. فيما قصفت المدفعية المصرية التحصينات الإسرائيلية بشكل مكثف تمهيدًا لعبور المشاة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ٦ اكتوبر استعادة الأرض الراحل جمال عبد الناصر العدوان الإسرائيلي الفريق عبد المنعم رياض العاشر من رمضان حرب الاستنزاف نكسة ١٩٦٧
إقرأ أيضاً:
القوات المسلحة تنعى "صائد الدبابات".. من هو محمد المصري وما دوره في نصر أكتوبر؟
نعت القيادة العامة لـ القوات المسلحة البطل محمد المصري أحد أبطال حرب أكتوبر 1973 الذى وافته المنية صباح اليوم عن عمر ناهز 76 عاما .
والبطل محمد المصري، صائد الدبابات في حرب أكتوبر 1973، الذي أعلنت أسرته وفاته اليوم الخميس، وتم تشييع جثمانه من مسقط رأسه في مركز أبوالمطامير في محافظة البحيرة.
توفى محمد المصري بعد عدة أسابيع من تكريم الرئيس عبد الفتاح السيسي في أكتوبر الماضي، خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة.
تقرأ أيضا:
القوات المسلحة تنعى البطل محمـد المصري صائد الدبابات الإسرائيلية وأحد أبطال حرب أكتوبر
التحق محمد المصري بالجيش مجندًا في سلاح الصاعقة في سبتمبر 1969، وبعد عامين التحق بسلاح المظلات، واستمر فيه حتى بداية الحرب ضد إسرائيل في السادس من أكتوبر 1973، وكان ضمن الموجة الأولى التي عبرت قناة السويس تحت غطاء نيران المدفعية والقوات الجوية، في بداية الحرب.
وقال محمد المصري في تصريحات سابقة، إنه مكلفا بمهمتين هما صد هجوم العدو المفاجئ أثناء العبور والاقتحام، والعمل خلف خطوط العدو، وأطلق أول صاروخ في الحرب وعمره وقتها كان 23 عاما.
وعن سر تسميته بصائد الدبابات، قال إنه بات يعرف بهذا اللقب بعد تدميره 27 دبابة في حرب أكتوبر.
الأكثر من ذلك، قام محمد المصري بتدمير دبابة العقيد الإسرائيلي عساف ياجورى، إذ طلب الأخير رؤيته بعد تعرضه للأسر على يد القوات المصرية، لأنه أراد رؤية الجندي الذي دمر دبابته، بل إن العقيد الإسرائيلي أدى التحية العسكرية للجندي الراحل.
أصعب المواقف التي واجهها محمد المصري خلال حرب أكتوبر 1973وتطرق محمد المصري إلى أحد أصعب المواقف التي واجهها خلال الحرب، وهو استشهاد قائده وهو المقدم صلاح هواش، وعبّر عن حزنه لفقدان قائده الذي كان مثالاً للحب والانتماء إلى وطنه، مشيرا إلى وصيته له ولزملائه بضرورة الاهتمام بمصر.
ونتيجة لأعماله البطولية تم منح محمد المصري نجمة سيناء عام 1974، كما كرمه الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة فى الندوة التثقيفية للقوات المسلحة التي نظمتها إدارة الشئون المعنوية بعنوان "نصر أكتوبر1973.. حكاية شعب" التى أقيمت بمناسبة الذكرى (51) لانتصارات أكتوبر المجيدة.