لماذا يمكن أن تعزز الإدانة الجنائية موقف ترامب في الانتخابات؟
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
نشر موقع "إكسبرس" مقال رأي للكاتب "أكسيل جيلدين" يتحدث فيه عن أن الإدانة الجنائية لدونالد ترامب قد تعزز موقفه، وأن الحكم بالإجماع من قبل هيئة المحلفين لن يكون كافيًا لمنع ترامب من السعي إلى البيت الأبيض، خاصةً أن القانون لا يشترط سجلًا جنائيًا نظيفًا.
وقال الكاتب، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه قبل إعلان الحكم التاريخي لمحكمة مانهاتن الجزائية، لم يُحاكم أي رئيس أو رئيس سابق أمريكي بتهمة "جريمة" من قبل القضاء الجنائي في بلاده.
وذكر الكاتب أن ترامب انتخب في عام 2016 بعد أن وصف المكسيكيين بأنهم مغتصِبون، وأعلن أن شهرته تتيح له "الإمساك بالنساء من مناطق حساسة"، وحرض على تمرد الكابيتول في 6 كانون الثاني/يناير 2021، وها هو الآن دونالد ترامب مذنب بمحاولة إخفاء دفع مالي لممثلة إباحية (لتصمت عن علاقتهما قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2016) وتزوير وثائق تجارية؛ وهو ما قد يعتبر كارثة لترامب قبل خمسة أشهر من الانتخابات التي ستجري في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل؟ ولكن هذه ليست الحقيقة كاملة.
ونقل الكاتب عن فرانسواز كوست، مؤلفة كتاب "ريغان" والمتخصصة في شؤون الحزب الجمهوري؛ قولها إنه "على العكس؛ هذه هدية للمرشح الجمهوري". ففور إعلان الحكم؛ اصطف جميع قيادات الحزب خلف ترامب، بدءًا من رئيس مجلس النواب مايك جونسون إلى زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل، مرورًا بالسيناتورة المعتدلة من ولاية مين سوزان كولينز. والمفارقة في القصة هي أن أتباع ترامب الأكثر تحفظًا من اليمين الديني لا يعيرون اهتمامًا لعلاقته غير الشرعية مع الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز، ولا لعلاقته مع عارضة مجلة "بلاي بوي" الإباحية كارين مكدوجال. في الواقع؛ كان ترامب يقول في عام 2016: "لو أطلقتُ النار على شخص ما في الجادة الخامسة، لن أفقد أي ناخب".
وأشار الكاتب إلى أنه بعد فترة هدوء استمرت ستة أسابيع من المحاكمة حيث بقي المتهم تحت الرادار، سيعود "سيرك" ترامب بقوة أكبر. ومتمسكًا بتكتيك محاميه منذ الثمانينات روي كوهين؛ سيقوم الرئيس السابق "أولاً بنفي كل شيء تمامًا، ثم يهاجم، وأخيرًا يضاعف الرهان" بتقديم نفسه كشهيد لمحاكمة سياسية، مثل نيلسون مانديلا؛ فهذا السيناريو مكتوب مسبقًا.
وأضاف الكاتب أن في 11 تموز/يوليو؛ سيحدد القاضي خوان ميرشان طبيعة العقوبة المفروضة على دونالد ترامب: مراقبة أو سجن بحد أقصى أربع سنوات، حيث تقول فرانسواز كوست: "سيغذي التشويق المرتبط بهذا القرار بالتأكيد عرض المرشح الذي يستعد أيضًا للإعلان، في الأسابيع المقبلة، عن اسم نائبه في الترشح"، مضيفًا: "كل ذلك قبل العرض الكبير للمؤتمر الجمهوري في ميلووكي (ويسكونسن) من 15 إلى 18 تموز/يوليو". باختصار؛ علينا أن نتوقع رؤية ترامب صباحًا ومساءً.
ولفت الكاتب إلى أن المرشح الجمهوري، الذي يستمر في الدفاع عن نفسه خارج قاعة المحكمة بينما انتهت المحاكمة (حيث يصرخ قائلًا: "الحكم الحقيقي سيكون في 5 تشرين الثاني/نوفمبر")، ولا شيء يمنعه من السعي إلى البيت الأبيض (القانون الأمريكي لا يتطلب سجلًا جنائيًا نظيفًا، كما هو الحال في فرنسا). محاكمته كانت، وفقًا له، مكيدة سياسية. الدليل؟ المدعي العام المسؤول عن اتهامه، ألفين براج، هو ديمقراطي (في الولايات المتحدة، يتم انتخاب المدعين العامين بالاقتراع العام). في الواقع؛ هذا لا يؤثر على نزاهته. في النهاية، لم يكن هو بل 12 محلفًا - تم اختيارهم بعناية من قبل دفاع ترامب الذي استبعد أكثر من 80 محلفًا آخرين - هم الذين أصدروا حكمًا بالإجماع. وهذا يثبت - إن كانت هناك حاجة للإثبات - صلابة ملف الاتهام.
وبين الكاتب أنه في قضايا أخرى ضده؛ لم يجد ترامب شيئًا ليعترض عليه بالرغم من أن المدعي العام ينتمي للحزب الجمهوري، مثل قضية الوثائق السرية التي أخذها من البيت الأبيض وخبأها في منزله في مار ألاغو بفلوريدا. في الواقع؛ يتعين على القضاة الأمريكيين، ديمقراطيين كانوا أم جمهوريين، أن يكونوا نزيهين ويعدوا قضايا قوية لتجنب الانتقاد.
وبحسب الكاتب؛ فإن الرئيس جو بايدن يجد نفسه في وضع حساس بعد حكم 30 أيار/مايو، مضطرًا إلى التزام الصمت. فإذا تحدث عن مشاكل خصمه، سيؤكد فكرة أن محاكمة ترامب كانت سياسية. لذا، يتعين على بايدن أن يظل صامتًا، بينما يستطيع ترامب استغلال الفضاء الإعلامي بالكامل، لا سيما على وسائل التواصل الاجتماعي.
واختتم الكاتب مقاله بالقول إن القضية، المعروفة أيضًا بـ"قضية ستورمي دانيالز"، لا تغير مجرى الحملة الانتخابية بشكل جذري. بالتأكيد؛ ظهر دونالد ترامب بعد المحكمة وكأنه تلقى ضربة قوية، لكنه ليس مهزومًا بعد؛ حيث يبقى السؤال ما إذا كان بعض الناخبين المترددين، الذين يميلون إلى التصويت لترامب، سيبتعدون عنه؛ قد يحدث ذلك ولكن ليس مؤكدًا. فمثل جو بايدن، خصمه الثمانيني؛ هو أيضًا مرشح ضعيف لا يثير الحماس في حزبه. وفي الانتخابات الرئاسية التي ستُحسم بأصوات قليلة في ثلاث أو أربع ولايات أمريكية، لا يزال لدى ترامب المدان كل الفرص.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية ترامب الانتخابات بايدن بايدن الانتخابات الرئاسة ترامب الادانة الجنائية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دونالد ترامب فی الواقع
إقرأ أيضاً:
زيلينسكي يرفض الاعتذار لترامب ويؤكد: لا يمكن لأوكرانيا مواجهة روسيا دون دعم أميركي
في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه لم يرتكب أي خطأ خلال لقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، رغم المشادة العلنية التي نشبت بينهما. وأوضح زيلينسكي قائلاً: "ما حدث كان موقفًا صعبًا، تحدثنا بوضوح، لكنني هنا من أجل السلام، ولهذا السبب زرت ترامب".
وأشار زيلينسكي إلى أن الهدف من الزيارة كان مناقشة سبل إنهاء الحرب مع روسيا وتوقيع اتفاق حول المعادن النادرة. إلا أنه أكد أن اللقاء تطور إلى مواجهة حادة بسبب اختلاف المواقف بين الطرفين.
ورفض زيلينسكي تقديم اعتذار للرئيس ترامب ونائبه جي دي فانس بعد المشادة، مشيراً: "هذا النوع من المواجهات ليس جيدًا لكلا الجانبين، ولكنني لم أفعل شيئًا خاطئًا".
وتابع بالقول: "أنا أحترم الرئيس الأميركي والشعب الأميركي، وأعتقد أنه ينبغي أن نكون صريحين وصادقين للغاية". ويرى أن هناك إمكانية "لإصلاح العلاقة" بين البلدين، مؤكداً أن هذه العلاقات تتجاوز حدود الرئيسين، وأنها قائمة على أساس تاريخي وقوي بين الشعبين.
فيما يتعلق بمستقبل الدعم الأميركي لأوكرانيا، أكد زيلينسكي أن بلاده ستواجه صعوبة كبيرة في الدفاع عن نفسها ضد القوات الروسية إذا تم وقف الدعم الأميركي.
وأضاف خلال المقابلة أنه: "ليس لدينا أسلحة كافية لإخراج روسيا من أوكرانيا، وإن دعم الولايات المتحدة ضروري للغاية لاستمرار صمودنا".
وأشار إلى أن أوكرانيا لا تمارس ضغوطًا على واشنطن للحصول على الدعم، وإنما تسعى فقط للاستفسار عن استمراريته، مشددًا على أن الولايات المتحدة تمثل "أهم شريك" لأوكرانيا.
كما تطرق زيلينسكي إلى موضوع محادثات السلام، مؤكدًا أن أوكرانيا مستعدة للتفاوض مع روسيا، ولكن بشرط الحصول على ضمانات أمنية تمنع أي هجوم جديد من موسكو.
وعلق على ذلك: "لا يمكننا تغيير موقفنا تجاه روسيا فجأة، والأمر لا يتعلق فقط بإرادة أوكرانيا ولكن بالضمانات التي نحتاج إليها".
كما أن ترامب يعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعد لإنهاء الحرب، لكنه شدد على أن أوكرانيا لا تستطيع تغيير موقفها بسرعة.
وبعد المشادة في البيت الأبيض، رد ترامب عبر منصته "تروث سوشال" قائلاً إن زيلينسكي "ليس مستعدًا للسلام" واتهمه بـ "تقليل احترام الولايات المتحدة" خلال اللقاء.
وعلق على اللقاء بالقول إن "أوكرانيا لا يمكنها أن تستمر في الحرب إلى الأبد"، وأكد أنه لن يواصل دعم أوكرانيا ما لم يتم التوصل إلى اتفاق.
أما بشأن تداعيات اللقاء، فقد فوجئ الصحافيون بعد المشادة بمغادرة زيلينسكي من دون عقد مؤتمر صحافي كما كان مقررًا، ما أضاف مزيدًا من التوتر إلى العلاقة بين الطرفين.
ونتيجة لذلك، تم تعليق اتفاق كان من المفترض أن يتم التوقيع عليه بين الولايات المتحدة وأوكرانيا بشأن المعادن النادرة، الذي كان يعتبر خطوة أساسية لضمان استمرارية دعم واشنطن لأوكرانيا.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ماكرون من البرتغال: أوكرانيا هي معركة "وجودية" بالنسبة لأوروبا ولا بد من الوحدة بيننا حصري: واشنطن تسعى إلى إبعاد أوروبا عن صفقة التمويل مع أوكرانيا بولندا تستنفر طائراتها العسكرية بعد حملة جوية روسية عنيفة على أوكرانيا وسلطات كييف تعلن عن خسائر فولوديمير زيلينسكيدونالد ترامبمحادثات - مفاوضاتفلاديمير بوتينالاتحاد الأوروبيالحرب في أوكرانيا