اعتمدت الدورة 77 لجمعية الصحة العالمية في جنيف، المنعقدة تحت شعار "الجميع من أجل الصحة، والصحة من أجل الجميع"،قرارًا جديدًا يبرز ضرورة مواجهة تحديات الصحة المتعلقة بالمناخ، وذلك بالاستفادة من الإنجازات والزخم المتحقق خلال مؤتمر الأطراف COP28، الذي أُقيم في دبي نهاية العام الماضي.

ويمثل القرار الجديد بشأن الصحة وتغير المناخ والذي تم اعتماده بنجاح خلال الاجتماعات السنوية، محطة حاسمة حيث أصبحت المسائل المتعلقة بتغير المناخ ضمن أولويات وبرامج وسياسات منظمة الصحة العالمية، خاصة مع إشارته إلى "إعلان COP28 الإمارات بشأن الصحة والمناخ"، ما يجعل تغير المناخ وتداعياته ضمن أولويات المنظمة وأعضائها للمرة الأولى.

وقال عدنان أمين، الرئيس التنفيذي لـ COP28: "نرحب بالقرار الجديد بشأن تغير المناخ والصحة، والذي تم اعتماده بالإجماع في جمعية الصحة العالمية الخميس الماضي. حيث تمثل مشاركة دولة الإمارات للمجموعة الأساسية الراعية لهذا القرار، الذي يستند على ’إعلان COP28 الإمارات بشأن الصحة والمناخ‘، الذي وصل عدد الدول التي تدعمه إلى 150، دليلًا جديدًا على أهمية العمل وبذل المزيد من الجهود لمواجهة التأثيرات المتزايدة لتغير المناخ على صحة الإنسان، وعلى جميع الدول مواصلة رفع مستوى الطموح لمواجهة هذا التحدي، ويتضمن ذلك تقديم الخطط الوطنية للتكيف ورفع مستوى الطموح في الجولة القادمة من المساهمات المحددة وطنيًا، كما نتطلع لمواصلة الشراكة القوية بين رئاسات COP28وCOP29 وCOP30 في مجال الصحة". وكانت دولة الإمارات ضمن الدول المشاركة برعاية القرار الجديد بشأن تغير المناخ والصحة إلى جانب كل من باربادوس، وتشيلي، وفيجي، وكينيا، وموناكو، والمملكة المتحدة، وذلك عقب أن اقترحته كل من هولندا وبيرو. وتمكن مؤتمر الأطراف COP28 من وضع الصحة في صميم أجندة العمل المناخي العالمي وإبراز أهمية العلاقة بين الصحة والمناخ على أعلى المستويات، ومن خلال عدد من الخطوات التي شملت أقوى مساهمة لجهات أخذ القرار بشأن الصحة والمناخ، من خلال أول اجتماع وزاري حول المناخ والصحة، ويشير النجاح الذي حققه جدول أعمال المناخ والصحة خلال المؤتمر والدعم الواسع لـ "إعلان COP28 الإمارات بشأن الصحة والمناخ"، وزيادة أهمية تداعيات تغير المناخ في منظومة عمل جمعية الصحة العالمية إلى التوافق المتنامي بين الدبلوماسية العالمية لكل من المناخ والصحة. 

وفي تصريح حول القرار، قالت الحكومة الهولندية: "يؤثر هذا القرار بشكل كبير على كيفية استجابة منظمة الصحة العالمية والمجتمع الصحي العالمي لمواجهة تداعيات تغير المناخ، ويشمل ذلك العمل بشكل عادل ووثيق مع الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ"

كما أصدرت وزارة الصحة الهندية بيانًا، أعربت فيه عن دعمها للقرار، وجاء فيه: "تدرك الهند التأثير المتزايد لتغير المناخ والتلوث وتدهور البيئة، والحاجة الملحة لمواجهة هذه التحديات من خلال السياسات الوطنية، وتقديم الدعم على المستوى الدولي". 

وكشفت رئاسة COP28 خلال اجتماعات جمعية الصحة العالمية، عن تحقيقها تطورًا هامًا بشأن “إعلانCOP28 الإمارات بشأن المناخ والصحة"، من خلال زيادة عدد الدول الداعمة بواقع 27 دولة جديدة منذ أن تم اعتماده في ديسمبر الماضي خلال مؤتمر الأطراف COP28 بدبي، ليصل العدد الإجمالي إلى 150 دولة.

وكان هذا الإعلان، الذي تم إطلاقه قبيل يوم الصحة التاريخي في المؤتمر حيث أقرته 123 دولة، يمثل التزامًا عالميًا بمواجهة التأثيرات الصحية المتعلقة بالمناخ ويغطي مجموعة من مجالات العمل المتعلق بالصحة والمناخ، بما في ذلك بناء أنظمة صحية أكثر مرونة تجاه تداعيات تغير المناخ، وتعزيز التعاون بين القطاعات لتقليل الانبعاثات وزيادة فوائد العمل المناخي الصحية، وزيادة التمويل لحلول الصحة والمناخ. ومع أهمية الجانب التمويلي لدعم هذه الالتزامات السياسة، وتحويلها إلى واقع ملموس، فقد أعلنت رئاسةCOP28 خلال الاجتماعات عن انضمام 6 جهاتجديدة لـ "المبادئ التوجيهية لتمويل الحلول المناخية والصحية"، لتنضم إلى 41 منظمة حكومية ومؤسسة مالية كانت قد دعمت هذه المبادئ، خلال مؤتمر الأطراف COP28 في دبي، والتي تهدف إلى تلبية المتطلبات والدعوات العاجلة للدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط لحشد التمويل والتخفيف من المخاطر الصحية الحالية والمستقبلية الناجمة عن تداعيات تغير المناخ. 

وسيشهد الحوار الاستراتيجي الثاني لمنظمة الصحة العالمية بشأن المناخ والصحة الذي سيشارك فيه عدنان أمين، الرئيس التنفيذي لـ COP28، ويُقام اليوم على هامش اجتماعات جمعية الصحة العالمية، تعاونً بين كل من دولة الإمارات التي تولت رئاسة COP28وأذربيجان والبرازيل، رئاسات مؤتمري الأطراف القادمين، وذلك بهدف تعزيز التعاون الدولي لتنفيذ التزامات COP28 وتعزيز التعاون مع COP29وCOP30.

 وتحدث ألكسندر غيسليني، سفير الشؤون الدولية في وزارة الصحة البرازيلية، حول العلاقة بين الصحة والمناخ.

 وقال: "لم يعد تأثير تغير المناخ على الصحة أمرًا نظريًا بالنسبة لنا، حيث نواجه كارثة مناخية في منطقتنا، خاصة مع وجود 30 ألف كيلومتر مربع مغمورة بالمياه جنوب البرازيل نتيجة للفيضانات والعواصف الشديدة التي أصابت البلاد مؤخرًا، فقد مات المئات وتم تدمير المستشفيات والعواقب الاقتصادية كارثية". كما تطرق إلى إعلان البرازيل عن تخصيصها يومًا للصحة ضمن COP30الذي سيقام عام 2025. 

وأضاف: "سيساعدنا هذا بالاستفادة من الإرث الخاص بـ COP28، في هذا المجال وجذب المزيد من الاهتمام حول أهمية الصحة وعلاقتها بتغير المناخ ونأمل تحقيق المزيد من التقدم بهذا الصدد". 

ومثلّ "الحفاظ على البشر وتحسين الحياة وسُبل العيش" أحد الركائز الرئيسية الأربع لأجندة عمل رئاسة COP28، 

وقد شهد المؤتمر تعبير المعنيين عن قلقهم البالغ بشأن التأثيرات السلبية لتغير المناخ على الصحة وشددوا على الحاجة إلى معالجة العلاقة المعقدة بين تغير المناخ وصحة الإنسان ضمن إطار اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاق باريس.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: المملكة المتحدة منظمة الصحة العالمية الصحة العالمية العمل المناخي التوافق جمعیة الصحة العالمیة تداعیات تغیر المناخ COP28 الإمارات بشأن مؤتمر الأطراف COP28 بشأن تغیر المناخ المناخ والصحة المناخ على من خلال

إقرأ أيضاً:

"الصحة العالمية" و"أطباء بلا حدود" تدعوان إلى تضافر الجهود لاحتواء الكوليرا في غرب إثيوبيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

دعت منظمة الصحة العالمية ومنظمة "أطباء بلا حدود" غير الحكومية إلى تضافر الجهود لاحتواء وباء الكوليرا في غرب إثيوبيا.. محذرتين من انتشار الوباء بشكل سريع لاسيما في ظل تدفق اللاجئين من ولاية أعالي النيل بجنوب السودان إلى إثيوبيا.


وذكر بيان لمنظمة "أطباء بلا حدود" أن وباء الكوليرا ينتشر بسرعة في منطقة "جامبيلا" في غرب إثيوبيا؛ مما يعرض حياة الآلاف للخطر حيث أبلغت السلطات الصحية الإقليمية عن أكثر من 1500 حالة إصابة بالكوليرا و31 حالة وفاة.

من جانبها، حذرت منظمة الصحة العالمية من الانتشار السريع للكوليرا، مشيرة إلى أن الوباء، الذي جرى اكتشافه لأول مرة في مقاطعة "أكوبو" ب جنوب السودان وفي جامبيلا ب إثيوبيا بداية الشهر الماضي، انتشر منذ ذلك الحين في 8 مناطق و4 مخيمات للاجئين.

وأكدت منظمة الصحة العالمية أنها كثفت جهود التصدي للكوليرا من خلال نشر فريق من الخبراء رفيعي المستوى لتقديم الدعم اللازم على الأرض فيما يتعلق بالترصد الوبائي والإشراف على الحالات المصابة والوقاية من العدوى ومكافحتها والإبلاغ عن المخاطر فضلا عن دعم مجالات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية.


وأكدت المنظمتان أن المياه غير الآمنة وغياب النظافة والصرف الصحي يؤجج الانتشار السريع للكوليرا في منطقة "جامبيلا"، ودعت المنظمتان إلى تقديم دعم عاجل للمرافق الصحية وإمدادات مياه الشرب.

وشددت المنظمتان على أن هناك حاجة إلى إطلاق حملة تطعيم ضد الكوليرا في المناطق المتضررة لوقف انتشار المرض.
 

مقالات مشابهة

  • طالبان تحصل 10 ملايين دولار لمكافحة تغير المناخ
  • الحيتان.. عمالقة المحيط وسلاحه ضد تغير المناخ
  • الجمعيات الخيرية بمنطقة مكة المكرمة ترسخ الأعمال التطوعية في شهر رمضان
  • محمد فراج: تغير الموقف الأمريكي بشأن التهجير انتصار للدبلوماسية المصرية والعربية
  • "الصحة العالمية" و"أطباء بلا حدود" تدعوان إلى تضافر الجهود لاحتواء الكوليرا في غرب إثيوبيا
  • “الجينوم الإماراتي” .. إنجازات نوعية وريادة عالمية
  • أمين تنظيم الريادة: تغير الموقف الأمريكي بشأن التهجير انتصار لموقف مصر
  • النمر: منظمة الصحة العالمية أوصت بعدم استخدام المحليات الصناعية لتجنب السكري
  • منظمة الصحة العالمية: أوروبا تشهد أعلى عدد من حالات الحصبة منذ 25 عامًا
  • «التجارة العالمية»: كندا تشتكي الولايات المتحدة بشأن الرسوم على الصلب والألمنيوم