«صحة كفر الشيخ»: مناقشة مؤشرات أداء العمل بعد تطبيق اللائحة الأساسية
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
عقد الدكتور محمد أبو السعد، وكيل مديرية الشؤون الصحية بمحافظة كفر الشيخ، اليوم الأحد، اجتماعاً مُوسعاً مع مديري المستشفيات بالمُحافظة بقاعة الرنين بمستشفى كفر الشيخ العام؛ لمٌناقشة مٌؤشرات أداء العمل بعد تطبيق اللائحة الأساسية للمٌنشآت الصحية التابعة لمحافظة كفر الشيخ.
حضر الاجتماع الدكتور محمد العدولي، مدير عام الطب العلاجي بالمديرية، والدكتور ياسين رمضان، مدير إدارة المستشفيات بالمديرية، ومايسة الدياسطي، مدير إدارة التمريض بالمديرية، ومحمود وجيه، ومدير إدارة التفتيش المالي والإداري بالمديرية، والدكتورة آلاء بسيوني، مدير المكتب الفني بالمديرية، ومديري المستشفيات بالمحافظة والإدارات الفنية بالمديرية.
وتم خلال الاجتماع الاطمئنان على المستشفيات، ومدى جاهزيتها لتقديم خدمة طبية مٌتكاملة للمرضى، ورفع العبء عن كاهل المواطنين وخاصةً غير القادرين منهم، بتوفير خدمة العلاج على نفقة الدولة، ودعم العلاج المجاني، والانتهاء من أي قوائم انتظار خاصة بالعمليات الجراحية، واتباع أفضل الممارسات العالمية في مجال الرعاية العلاجية لزيادة مٌؤشرات التعافي لمنع الأمراض السارية وغير السارية.
كما تناول الاجتماع عرض مؤشرات أداء العمل خلال الشهور الثلاثة الماضية بالمستشفيات العامة والمركزية بمحافظة كفر الشيخ، وتحديدا نقاط القوة ونقاط الضعف بكل مستشفى والمراكز المتقدمة والمتأخرة.
مناقشة تقارير المرور الإشرافية على المستشفيات خلال الفترة الماضيةوفي نفس السياق، تمت مناقشة تقارير المرور الإشرافية على المستشفيات خلال الفترة الماضية، وعرض ما بها من سلبيات وإيجابيات، وبحث المٌعوقات والتحديات التي قد تٌؤثر على انتظام سير العمل، ووضع الحلول المناسبة.
كما ناقش الدكتور محمد العدولي، مدير إدارة الطب العلاجي بمديرية الشؤون الصحية بكفر الشيخ، مع مديري المستشفيات تطبيق نظام البصمة لدى جميع المستشفيات الحكومية، ومُناقشة القواعد المنظمة للعمل بهدف تقديم خدمة متميزة لجميع المرضى والمقيمين بكفر الشيخ.
مناقشة آليات تطبيق اللائحة الأساسية الجديدة للمنشآت الصحيةوأشار محمود وجيه، مدير إدارة التفتيش المالي والإداري بالمديرية، إلى ما تم من إجراءات بشأن آليات تطبيق اللائحة الأساسية الجديدة للمنشآت الصحية التابعة لوحدات الإدارة المحلية، والصادرة بقرار من الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، واللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية، رقم 75 لسنة 2024، ومدى الاستفادة التي عادت على مُقدمي ومُتلقي الخدمة بعد تنفيذ اللائحة الجديدة، والتحديثات الجديدة بها، التي أعطت الفرصة لوجود إيرادات تساهم مع ميزانية الدولة للصحة في تطوير المنظومة، بالإضافة إلى خلق مزايا للكوادر الطبية.
وأثنى الدكتور محمد أبو السعد، وكيل مديرية الشؤون الصحية كفر الشيخ، على أداء المستشفيات ذات التردد العالي، وأوجه القصور في المستشفيات، مُشدداً على المتابعة المستمرة من الجهاز الإشرافي بالمديرية على جميع منافذ تقديم الخدمة الطبية بالمحافظة، ومعالجة أي سلبيات تطرأ أثناء المرور.
دعم توفير مستلزمات التشغيل لجميع المستشفياتوأكد وكيل المديرية، أنّ اللائحة المنظمة تستهدف خدمات الرعاية الصحية الأولية طبقاً للتخطيط الصحي بوزارة الصحة والسكان، لتعزيز الصحة العامة، والوقاية من الأمراض، ورفع كفاءة الفريق الطبي علمياً وفنياً ومادياً، وتبادل الخبرات البحثية والعلمية، فضلاً عن دعم توفير مستلزمات التشغيل لجميع المستشفيات والجهات التابعة لوزارة الصحة والسكان.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: كفر الشيخ اجتماع وزارة الصحة والسكان مستشفيات كفر الشيخ صحة كفر الشيخ الخدمات الطبية محافظة كفر الشيخ الدکتور محمد مدیر إدارة کفر الشیخ
إقرأ أيضاً:
منال الشرقاوي تكتب: هل النص السينمائي لبنة أولى أم كيان مكتمل؟
تُعَدُّ الكتابة السينمائية نقطة الانطلاق لأي فيلم، فهي بمكانة البنية التحتية التي ينبني عليها العمل الفني. غير أنّ هذا النص الأولي، مهما بلغ من الإحكام والإبداع، يظلّ قابلاً للتحولات الجذرية التي قد تعيد تشكيل معناه ورسائله خلال عملية الإنتاج.
إن النص السينمائي في جوهره ليس منتجاً نهائياً، بل هو أشبه بمخطط معماري مفتوح على التأويل والتطوير. حيث يبدأ الكاتب بتشكيل العالم السينمائي ورسم الشخصيات وتحديد الحبكة، إلا أنّ هذه المكونات تظلّ عرضة للتأويل من قِبَل المخرج، كما أنها تستجيب للتغيرات التي تفرضها اعتبارات الإنتاج، كذلك الأداء التمثيلي والمونتاج والمؤثرات السمعية والبصرية.
هنا يكمن السؤال المحوري: هل تُصان رسالة الفيلم كما رُسمت في النص، أم أن النص ذاته يصبح نقطة انطلاق لتحولات إبداعية مشتركة، تُعيد صياغة الرسالة بما يخدم الرؤية الجماعية للفريق السينمائي؟
في البداية دعنا نتفق؛ لا شك أن المخرج هو القائد المحوري في عملية تحويل النص المكتوب إلى عمل بصري. فالرؤية الإخراجية قد تضيف مستويات جديدة من العمق أو تُعيد صياغة رمزية العمل بأكمله. على سبيل المثال، قد يُضفي المخرج عبر اختياراته في زوايا التصوير، والإضاءة، والمونتاج، أبعاداً رمزية أو فلسفية لم تكن واضحة في النص الأصلي.
فيلم "Blade Runner" (1982)، للمخرج "ريدلي سكوت"، مثالٌ بارز على ذلك. حيث بدأ الفيلم كقصة خيال علمي مستوحاة من رواية " Do Androids Dream "of Electric Sheep? "هل تحلم الروبوتات بخرفان كهربائية؟" للكاتب "فيليب ك. ديك"، إلا أنّ سكوت أعاد تشكيله ليصبح عملاً فلسفياً يستكشف قضايا عميقة مثل الإنسانية، والهوية، والوجود. وقد تطورت رسالته بشكل ملحوظ عبر النسخ المختلفة، مثل النسخة المسرحية، ونسخة المخرج (Director's Cut)، ونسخة الإصدار النهائي (Final Cut). إلى جانب ذلك، أُدرج الفيلم في السجل الوطني للأفلام بالولايات المتحدة عام 1993، اعترافاً بأهميته الثقافية والجمالية والتاريخية. لم يقتصر تأثيره على تلك الحقبة فقط، بل أصبح بمكانة حجر أساس لأفلام الخيال العلمي التي جاءت بعده، حيث أسهم في ترسيخ توجه بصري ومعنوي جديد يتسم بالديستوبيا والتأملات الفلسفية. فمن أبرز الأعمال التي تأثرت به أفلام مثل "The Matrix" و"Ghost in the Shell".
من العناصر الأخرى، التي تسهم في تحوّل النص المكتوب إلى تجربة سينمائية حية أداء الممثلين، حيث يصبح النص أداة مرنة تتشكل بتفاعلهم معه. فالأداء العاطفي للممثل يمكن أن يعيد صياغة فهم الجمهور للشخصيات، وقد يحمل الفيلم نحو سياقات دلالية لم تكن واردة في النص الأصلي. خذ مثلاً أداء "هيث ليدجر" في دور الجوكر بفيلم "The Dark Knight"، حيث تجاوز النص ليُقدّم شخصية تحمل رؤى فلسفية واجتماعية أعمق، مما عزز الرسائل النقدية للفيلم.
وبالمثل، يبرز أداء أحمد زكي في فيلم "ناصر 56" ، الذي أخرجه محمد فاضل وكتبه محفوظ عبد الرحمن، وصدر عام 1996، كأحد الأمثلة البارزة التي توضح كيف يمكن للممثل أن يعيد صياغة النص المكتوب إلى تجربة درامية مؤثرة. في تجسيده لشخصية الرئيس "جمال عبد الناصر"، حيث تجاوز زكي حدود النص ليضفي على الشخصية بُعداً إنسانياً آخر، مكّن الجمهور من معايشة الصراعات النفسية والسياسية للقائد التاريخي في لحظة فارقة من التاريخ العربي. أداء زكي أضاف لمسات من المشاعر جعلت الفيلم يتجاوز كونه مجرد تأريخ لحدث سياسي، ليصبح تأملاً درامياً في شخصية تحمل أعباء أمة بأكملها.
بهذا، يتضح أن أداء الممثل ليس مجرد تنفيذ للنص، بل هو إعادة خلق للفيلم بما يفتح أبعادا ورؤى جديدة أمام الرسائل التي يمكن أن يحملها العمل السينمائي.
استكمالاً لما سبق عن دور التحولات الإبداعية في إعادة تشكيل النص السينمائي، نجد أمثلة تُبرز هذه الجدلية بوضوح. فيلم "Joker"، على سبيل المثال، بدأ كنص يعكس قضايا الصحة النفسية والهامشية الاجتماعية، لكنه تحوّل إلى عمل فلسفي عميق يستكشف قضايا العنف والعدالة، بفضل البنية السردية المتطورة والجوانب البصرية المؤثرة. كذلك، سلسلة "Harry Potter" شهدت تحولات لافتة خلال انتقالها من النصوص الروائية إلى الشاشة، حيث أضافت الرؤية الجماعية للعمل السينمائي أبعاداً بصرية ودرامية عززت الرسائل الأخلاقية والسحرية. كذلك، فيلم "إسماعيلية رايح جاي" (1997)،الذي كتبه أحمد البيه وأخرجه كريم ضياء الدين. بدأ كنص بسيط عن شاب بسيط يحاول تحقيق حلمه في أن يصبح مغنياً. لكن مع انتقال النص إلى الشاشة، تحوّل الفيلم إلى تجربة تمزج بين الكوميديا، الدراما، والأداء الموسيقي، مما أعطى العمل أبعاداً اجتماعية وشبابية أكثر تفاعلاً مع الجمهور.الأداء العفوي لأبطال الفيلم، مثل محمد فؤاد ومحمد هنيدي، أضفى روحاً خفيفة وجاذبية على النص، مما جعله علامة فارقة في السينما الكوميدية المصرية. كذلك، أسهمت الموسيقى والأغاني في تعزيز أبعاد درامية لم تكن واضحة بالنص الأصلي، مما جعل الفيلم يخرج عن إطار قصته الأساسية ليعكس تطلعات جيل بأكمله.
إن تحولات الكتابة ليست مجرد تغييرات عرضية؛ بل هي عملية هامة تُعيد تشكيل العمل الفني وتجعله أكثر ديناميكية وثراءً. وبينما قد تُغيّر هذه التحولات الرسائل الأصلية، فإنها في الوقت ذاته تضيف قيمة جديدة تمنح الفيلم روح تتجاوز حدود النص المكتوب. هذه الجدلية بين النص والإنتاج تظلّ واحدة من أبرز تجليات الإبداع السينمائي، وهي التي تجعل كل فيلم عملاً فريداً يستحق التحليل والتأمل.