الرئاسي يلمح إلى التراجع عن قرار نقل البنوك إلى عدن
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
الجديد برس|
كشفت تصريحات محافظ البنك المركزي في عدن عن تناقضات واضحة بشأن قراراته الأخيرة المتعلقة بنقل مقرات البنوك التجارية من صنعاء ومعاقبة ستة منها لعدم الامتثال. يتضح من هذه التناقضات أن القرار لم يكن مستقلاً، بل جاء بتوجيهات خارجية، وتحديداً من الولايات المتحدة الأمريكية عبر وكلائها في الخليج الذين لا وزن لديها لمصالح اليمنيين إلا ما عمقت معاناتهم والإضرار بهم.
في مقابلة متلفزة عام 2023، صرح محافظ البنك المركزي بعدن أحمد غالب المعبقي أن بقاء البنوك في صنعاء ضروري، مشيراً إلى عدم قدرة البنك في عدن على تحمل أعباء النقل وسداد ديون البنوك للمودعين والتي تبلغ 1.7 تريليون ريال بسبب الظروف الاقتصادية المتدهورة في مناطق حكومة الشرعية. ورغم أن هذه الظروف لم تتغير، إلا أن المعبقي أصدر قرار النقل، ما يعكس تنفيذ توجيهات خارجية.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هو أن الظروف المتدهورة التي تحدث عنها المعبقي لا تزال قائمة بل أصبحت أكثر سوءاً، ومع ذلك لم يتردد عن إصدار قرار النقل، الأمر الذي يكشف أن القرار لم يُتَّخَذ إلا تنفيذاً لتوجيهات خارجية، وتحديداً من الولايات المتحدة الأمريكية التي تتحكم في السياسات المالية للبنك وخططه وقراراته منذ سنوات، عبر ما يسمى بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ضمن اتفاقيات مساعدة شملت السياسات المالية والنقدية والتجارة الدولية وغيرها، والتي بدأت منذ عام 2017م.
أما التناقضات التي ظهرت في حديث المعبقي خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده، الجمعة الماضية، وأكد فيه أن قرار نقل البنوك كان سيادياً ومستقلاً، فقد قال في الوقت نفسه إن من أسباب اتخاذ القرار هو تصنيف الولايات المتحدة الأمريكية للحوثيين كمنظمة إرهابية، وهو ما يكشف أن القرار كان منسجماً تماماً مع التوجهات والمواقف الأمريكية، بالإضافة إلى حديثه عن أن البنك مستعد للحوار من أجل التوصل إلى حلول لكل ما يعرقل عمل القطاع المصرفي.
القرار الذي أصدره البنك المركزي في صنعاء، الجمعة الماضية، بوقف التعامل مع 13 بنكاً تعمل في مناطق حكومة الشرعية والتي يملكها مسؤولون نافذون في الحكومة، خصوصاً من منتسبي المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتياً، يبدو أنه شكل ضربة قوية للحكومة، خصوصاً أن النسبة الأكبر من تعاملات هذه البنوك هي في مناطق حكومة صنعاء، وهو ما يظهر أن المجلس الرئاسي بدأ يلمح بالتراجع تدريجياً عن قرار نقل البنوك، ففي اجتماعه لإعلان دعمه قرارات البنك، والذي تم عبر تقنية الفيديو، برئاسة رشاد العليمي رئيس المجلس وحضور الأعضاء، حدد بعضاً من عمليات ووظائف البنوك المستهدفة بالقرار والتي قال إن على البنوك الالتزام بها، رغم أن القرار كان على أساس نقل كامل وظائفها.
وفي الاجتماع طمأن المجلس الرئاسي القطاع المصرفي والمودعين بأن هذه الإجراءات تقضي فقط بإلزام البنوك والمصارف في مناطق سيطرة “الحوثيين” بنقل إدارات العمليات الرئيسية لها وهي: نظم المعلومات، مراكز البيانات، إدارة العمليات الدولية، إدارة الامتثال، وهو مؤشر على التراجع عن القرار الذي كان ملزماً بنقل وظائف وعمليات تلك البنوك كاملة.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: أن القرار فی مناطق
إقرأ أيضاً:
مجلس صنعاء السياسي يرد على الغارات الأمريكية: هكذا سيكون الرد
صورة تعبيرية (وكالات)
في أول رد رسمي من صنعاء على الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت العاصمة اليمنية ومناطق أخرى من البلاد مساء السبت، أكد مجلس صنعاء السياسي أن هذه الغارات تمثل دعماً مباشراً للكيان الإسرائيلي في جرائمه المستمرة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وجاء هذا التصريح في بيان قوي صادر عن المجلس، الذي وصف الهجوم الأمريكي بأنه "إسناد واضح" للممارسات الإسرائيلية، مؤكداً أن هذه الضربات لا تعكس سوى فشل السياسة الأمريكية في مواجهة أعدائها في المنطقة.
اقرأ أيضاً بعد صنعاء.. محافظتان يمنيتان تحت القصف الأمريكي الآن 16 مارس، 2025 ناطق أنصار الله يتحدى ترامب أن يثبت هذا الأمر 16 مارس، 2025وأعلن المجلس أن استهداف المدنيين اليمنيين خلال الغارات الأمريكية يثبت العجز الأمريكي في التصدي للمقاومة، مشيراً إلى أن هذا الاستهداف لن يثني صنعاء عن موقفها الثابت والمساند للقضية الفلسطينية.
بل، أكد البيان، أن مثل هذه التصرفات ستزيد من عزيمة اليمنيين وتجر الوضع إلى مرحلة أكثر قسوة وشدة ضد المعتدين. وأضاف المجلس أن اليمن لن يتخلى عن واجبه في دعم الشعب الفلسطيني، مبدياً استعداداً للمضي قدماً في مساندة غزة في مواجهة العدوان.
من جهة أخرى، أكد المجلس أن الشعب اليمني، الذي وقف بكل صمود أمام التحديات الكبيرة، سيواصل تأييده ومؤازرته للأشقاء الفلسطينيين، مشيراً إلى أن الرد على المعتدين سيكون "احترافياً وموجعاً" كما كان الحال في المعركة السابقة التي عُرفت بـ "طوفان الأقصى".
وذكرت القيادة السياسية في صنعاء أن الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي سينتهيان إلى الفشل، وسيدفعان ثمن سياساتهما العدوانية، تماماً كما جرت الأمور في مواجهات سابقة.
وفي ختام البيان، وجه المجلس دعوة قوية إلى المجتمع الدولي للقيام بواجباته تجاه ما وصفه بـ "الرعونة الأمريكية الإسرائيلية" التي قد تفتح المجال أمام تطورات خطيرة تهدد المنطقة بأسرها.
وأكد أن هذا التصعيد المستمر من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل لن يقتصر تأثيره على طرف معين، بل سيؤثر سلباً على الجميع إذا استمرت هذه السياسات العدوانية دون رادع.