ضربة موجعة.. فرنسا تلغي مشاركة إسرائيل في أكبر معرض دفاعي
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
باريس- بعد أيام قليلة من قصف الاحتلال الإسرائيلي المميت لمخيم النازحين في رفح وما صاحبه من سخط دولي ومظاهرات حاشدة في كل أنحاء فرنسا، أعلنت الحكومة الفرنسية، الجمعة، إلغاء مشاركة 74 شركة إسرائيلية في معرض "يوروساتوري" للدفاع.
ويعتبر هذا الحدث العالمي الرائد -لجميع المتخصصين في مجال الدفاع والأمن- الأهم والأكبر في العالم.
ويعد قرار فرنسا ضربة موجعة في قلب الصناعة الإسرائيلية، لأن المعرض كان يمثل فرصة ذهبية بالنسبة لإسرائيل لإظهار معرفتها وابتكاراتها الجديدة في مجال التسليح وعرض الخبرة الدفاعية الإسرائيلية التي كانت تتباهى بها في كل أنحاء العالم، تحت شعار "الجيش الذي لا يُقهر".
احتجاج أمام "مجموعة الصناعات الدفاعية الفرنسية" في باريس للمطالبة بوقف توريد الأسلحة لإسرائيل (الجزيرة) قرار الإلغاءوقالت إدارة شركة "كوجيس إيفنتس" المنظمة للمعرض إنه "بقرار من السلطات الحكومية، لن يكون هناك جناح للصناعات الدفاعية الإسرائيلية في معرض يوروساتوري 2024".
من جانبه، أوضح وزير الجيوش الفرنسية سيباستيان لوكورنو، لوسائل إعلام محلية أنه "لم تعد الشروط متوافرة لاستقبال الشركات الإسرائيلية في المعرض الفرنسي، في سياق مطالبة رئيس الجمهورية بوقف العمليات العسكرية في رفح".
وأضاف لوكورنو "وفقا لتصريحات رئيس الجمهورية، هناك حاجة ملحة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار يضمن حماية السكان في غزة وإطلاق سراح جميع الرهائن والوصول الكامل إلى المساعدات الإنسانية".
وجاء رد إسرائيل سريعا على هذا القرار، وطالب الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس -في تغريدة عبر حسابه على منصة "إكس"ـ فرنسا بـ"إعادة النظر" في هذا الحظر، مشيرا إلى أنه ناقش الأمر مع رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال "وأكدت على أن هذا القرار من شأنه مكافأة الإرهاب في نهاية المطاف وطلبت من فرنسا إلغاء الحظر".
ومن المقرر أن يشارك أكثر من 1700 عارض هذا العام من 62 دولة، للقاء المصنعين والشركات الناشئة من جميع أنحاء العالم، والجهات الفاعلة العامة والخاصة في مجال الدفاع والأمن، لتبادل التجارب مع أفضل الخبراء والمؤسسات والمنظمات غير الحكومية، واكتشاف أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا والابتكارات وفهم وجهات النظر والتغيرات في هذا القطاع.
تحركات مسبقة
ويأتي ذلك في سياق حملة واسعة قادتها عدة جمعيات داعمة لفلسطين في فرنسا طالبت من خلالها الحكومة ومنظمي المعرض بعدم استقبال شركات إسرائيلية ووقف توريد الأسلحة الفرنسية إلى إسرائيل، فضلا عن منع تجارة الأسلحة التي من المحتمل أن يستخدمها جيش الاحتلال في غزة تحت طائلة الملاحقة القضائية.
وقامت منظمة "قاطعوا تسليح إسرائيل" بتنظيم مظاهرة حاشدة، الخميس الماضي، أمام مجموعة الصناعات الدفاعية والأمنية البرية والجوية الفرنسية في باريس "جيكات" (GICAT) لتأكيد هذه المطالب.
وقال الناشط في المنظمة لويك فورنيل "عندما نظمنا هذه الوقفة الاحتجاجية الخميس، علمنا في اليوم التالي أن مشاركة الشركات الإسرائيلية قد ألغيت بالفعل، مما يعني أن تحركاتنا والمظاهرات التي شاركنا فيها قد أتت بثمارها أخيرا".
وأضاف فورنيل في حديث للجزيرة نت "نظمنا تعبئة لعدة أشهر نطالب فيها بعدم استخدام وعرض أسلحة إسرائيلية في معرض يوروساتوري 2024. وقد عقدنا اجتماعات عامة واتصل مئات الأشخاص هاتفيا بمنظمي المعرض لحثهم على القيام بهذه الخطوة".
ويرى الناشط الفرنسي أنه "بالنسبة للرؤساء التنفيذيين للشركات الإسرائيلية الذين قالوا إننا اختبرنا للتو أسلحتنا على سكان غزة، وقد أثبتنا فعاليتها القتالية على أرض المعركة، كانت ستكون الخطوة الأمثل بالنسبة لهم هي الذهاب إلى مراكز بيع الأسلحة حول العالم لجني أموال طائلة، وكانوا يأملون حقا في حضور هذا المعرض وإبرام صفقات تجارية كبرى".
ناشطون: المظاهرات شكلت ضغطا على الحكومة لاتخاذ قرار منع مشاركة إسرائيل في يوروساتوري (الجزيرة) انتصار التعبئةووصف الناشط في منظمة "قاطعوا تسليح إسرائيل" قرار الحكومة الفرنسية بـ"الانتصار" لأنه "لولا المظاهرات، لكانت الحكومة سمحت بمشاركة هذه الشركات التي تمثل الاحتلال الإسرائيلي، وقد رأينا سابقا كيف دعمت فرنسا الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة منذ البداية، وهو دعم لا يتزعزع رغم كل التصريحات الدبلوماسية التي تحاول التخفيف من حدة التواطؤ".
لكن على الرغم من هذا الانتصار، أكد لويك فورنيل أنهم سيظلون يقظين خلال الأسبوعين المقبلين لمواصلة الضغط على جميع المنظمين، تحسبا لمشاركة ممثلين إسرائيليين للشركات أو أفراد من وزارة الدفاع الإسرائيلية بهدف التواصل وتوسيع شبكة علاقاتهم وحتى شراء المعدات.
وأشار المتحدث إلى أن الخطوة المقبلة تتمثل في زيادة الضغط على جميع الشركات التي ستكون حاضرة خلال المعرض حتى لا تلتقي بمشترين إسرائيليين، "وإلا فلن نتردد في تنظيم مظاهرات أخرى خلال أيام المعرض أو التهديد بإلغائه تماما لممارسة أقصى قدر من الضغط".
وعند سؤاله عما إذا كان وصل المنظمة أو أفرادها أي نوع من التهديدات أو التضييقات، قال فورنيل إنَّا "لم نتعرض لأي شيء من هذا القبيل حتى الآن بسبب مواقفنا، لكن إمكانية حدوث ذلك في المستقبل واردة جدا بسبب وجود استياء كبير من ممثلي إسرائيل في فرنسا، لأن هذا القرار الحكومي يعتبر هزيمة ثقيلة وخطيرة لهم".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
افتتاح معرض " أنامل بصيرة " لذوي الإعاقة البصرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
افتتحت الدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، فاعليات معرض "أنامل بصيرة ".. أول خطوة على طريق الحلم، والذي أقامته مؤسسة بصيرة لذوي الاحتياجات البصرية، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة.
المعرض الذي أقيم بمسرح الهناجر بدار الأوبرا المصرية، تزامنا مع احتفالات مصر والعالم باليوم العالمي لذوي الاعاقة، ضم لوحات فنية إبداعية من خيال الأطفال ضعاف البصر والمكفوفين ومن صنع أناملهم
من جانبها أشادت الدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، بالابداعات الفنية للأطفال ذوي الاعاقة البصرية وذلك خلال افتتاحها المعرض، حيث أكدت على الروح الفنية الموجودة لدى الأطفال من ضعاف البصر والمكفوفين، وأن المعرض مثل حالة فنية دامجة بينهم خاصة وأن هناك لوحات فنية مشتركة صنعوها بأيديهم، حيث شكلت تلك اللوحات الدامجة تعاون وثيق بين الأطفال ضعاف البصر والمكفوفين حيث يساعد الطفل ضعيف البصير نظيره المكفوف باعطائه روح الابداع والتخيل، كما أن المعرض ضم ورشة حية لشرح المعينات البصرية التي تساعد الطفل ذوي الاعاقة البصرية بأن يمتلك أدواته التي يبرز بها إبداعه من خلال حساسية الألوان وتخيل الصورة والإضاءة المطلوبة لها لمساعدته على التخيل
وثمنت المشرف العام على المجلس، الدور المهم الذي تقوم به مؤسسة بصيرة لذوي الاحتياجات البصرية، في دعم ورعاية الأطفال المكفوفين، موجهة التقدير في هذا الصدد إلى دعاء مبروك، المدير التنفيذي، ومؤسس مؤسسة بصيرة لذوي الاحتياجات البصرية.
وأشارت إلى دور المجتمع المدني ومؤسساته والتي تتكامل مع جهود عمل المجلس والدولة فيما يتعلق برعاية الأشخاص ذوي الاعاقة ودعم دمجهم وتأهيلهم في المجتمع وتعزيز الوعي بحقوق ذوي الإعاقة البصرية وتسليط الضوء على التحديات التي يواجهونها وتعزيز فهم المجتمع حول أهمية تقديم الدعم والتسهيلات لهم.
وأكدت المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، عن سعادتها بالابداعات الفنية المميزة التي ضمها المعرض وأنه بمثابة تجربة فريدة تثبت أن الإبداع لا حدود له وأن كل لوحة فنية في المعرض تحكي قصة إرادة صاحبها، مشيدة بدور الأسرة في دعم أطفالها من ذوي الاعاقة وتنمية مواهبهم
وأشارت إلى جهود المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة المقدمة لأصحاب الإعاقات البصرية طبقا للتقرير الثاني لرصد أوضاع وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة 2022_2023 الصادر عن المجلس والتي منها مشاركة المجلس في لجنتي دراسة التحديات التي تواجه الأشخاص ذوي الاعاقة البصرية، بناءً على توجيهات رئيس الجمهورية بدراسة التحديات التي تواجه الأشخاص ذوي الاعاقة البصرية، حيث قام دولة رئيس مجلس الوزراء بإصدار القرارين رقمي " ١٧٧٠" ، "١٧٧٢"، لبحث تلك التحديات، وشارك المجلس بممثل عنه في اللجنة الأولى التي اختصت ببحث الكتب الدراسية وما تتضمنه من أخطاء وكيفية إيجاد حلول لتلك المشكلة، واللجنة الثانية التي تختص ببحث المشكلات والتحديات التي تواجه الأشخاص ذوي الاعاقة البصرية و اقتراح الحلول المناسبة لها خاصة في مجالات التعليم والتقنيات المساعدة والتعامل مع البنوك، كذلك جهود المجلس في التنسيق والتعاون مع البنك المركزي ووزارة المالية وبنك مصر بهدف دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في الشمول المالي من خلال العمل على توفير الخدمات المصرفية بشكل ميسر ومهيأ لمختلف أنواع الإعاقات، أيضاً التعاون والتشبيك بين المجلس والمنظمات والهيئات الدولية وهو ما أسفر عن التنسيق على المستوى الدولي مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي JICA من خلال تقنية "النظام الرقمي للمعلومات المتاحة" DAISY " وهو أحد أنظمة نشر الكتب الإلكترونية التي تتيح إصدار كتب ناطقة، إضافة إلى انواع أخرى من التعاون والمشاركات على المستوى المحلي والدولي والتي تهدف بشكل أساسي إلى تحسين دمج الأشخاص ذوي الإعاقة البصيرية في كافة مناحي الحياة
جدير بالذكر أنه شارك الدكتورة ايمان كريم، المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، في افتتاح المعرض حامد مبروك، رئيس مجلس إدارة مؤسسة بصيرة لذوي الاحتياجات البصرية.