في منتصف ستينيات القرن الماضي اكتشفت مجموعة من القراصنة البارعين الذين عرفوا باسم "قراصنة الهاتف" أن صفارة في لعبة بإمكانها خداع شبكات الهواتف، مما أتاح لهم إجراء مكالمات مجانية عبر التحايل على نظام الاتصالات.

وفي عام 1980 ردت صناعة الاتصالات على عمليات القرصنة عبر تقديم بروتوكول نظام الإشارات "إس إس 7″، وهو أسلوب متطور صمم لإحباط مثل تلك الاختراقات.

لكن بعد مرور عقود عدة أصبح هذا الحل الفعال سابقا يمثل ثغرة أمنية واضحة في عصرنا الحديث الذي يتميز بانتشار الهواتف المحمولة كما أشار تقرير لصحيفة إيكونوميست.

إرث قديم

كان بروتوكول "إس إس 7" ابتكارا رائدا في عصره، إذ خلق إطارا محكما لإدارة إشارات الصوت والبيانات بصورة منفصلة، وأدى هذا التقسيم فعليا إلى إنهاء حقبة قرصنة الهواتف، لكن البروتوكول صمم في حقبة زمنية مختلفة تماما حين كانت تهيمن بضع شركات تابعة للدولة على قطاع الاتصالات.

ومع تطور صناعة الاتصالات تطورت التهديدات أيضا وأصبح حاليا من السهل على قراصنة الشبكات تجاوز التدابير الأمنية القديمة الخاصة بهذا البروتوكول، وهو ما يخلق تهديدات خطيرة للمستخدمين في كافة أنحاء العالم، وفقا للتقرير.

ولأكثر من 15 عاما دق خبراء الأمن السيبراني ناقوس الخطر بشأن نقاط ضعف بروتوكول "إس إس 7″، إذ يمكن استغلاله إلى جانب بروتوكول "دياميتر" في تحديد مواقع المستخدمين واعتراض الاتصالات، وربما في إرسال برمجيات خبيثة إلى أجهزة آمنة.

وقد استغلت حكومات بعض الدول تلك الثغرات الأمنية فعلا، إذ أفادت تقارير سابقة بأن السلطات الروسية استخدمت بروتوكول "إس إس 7" لتعقب المعارضين وفقا لما ذكره تقرير إيكونوميست.

وفي وقت سابق من هذا العام، صرح مسؤول أميركي في مجال الأمن السيبراني للجنة الاتصالات الفدرالية (إف سي سي) بأن نفس تلك الهجمات استهدفت نظام بروتوكول "إس إس 7" داخل الولايات المتحدة.

نقاط ضعف واضحة

صُمم بروتوكول "إس إس 7" على أساس من الثقة وليس الأمان، شأنه شأن شبكة الإنترنت في بداياتها، فعندما طرح لأول مرة لم تتمكن سوى بضع شركات اتصالات فقط من استخدامه، مما أدى إلى عدم ضرورة اتخاذ تدابير أمنية مكثفة، لكن مجال الاتصالات تغير بصورة جذرية.

فاليوم، أصبح بإمكان الآلاف من شركات الاتصالات -والكثير منها شركات خاصة- الوصول إلى هذا البروتوكول، كما تزايد تعقيد الشبكات الحديثة التي تتنقل فيها الهواتف المحمولة بين مختلف مقدمي الخدمات والبلدان باستمرار.

ويمكن لشركات الاتصالات استخدام هذا البروتوكول للتواصل فيما بينها على مستوى العالم، مما تنتج عنه سلسلة من الشبكات المترابطة التي تنتشر عبر قارات بأكملها، لكن هذا الامتداد العالمي كان نقطة قوة ونقطة ضعف في آن واحد.

تهديدات مستمرة

تهديدات ومخاطر هذا البروتوكول ليست نظرية فقط، فمثل تلك الحوادث تؤكد على ضرورة اتخاذ تدابير عاجلة، ورغم توقف شركات الاتصالات المحمولة الرئيسية في الولايات المتحدة عن استخدام بروتوكول "إس إس 7" فإنه ظل مستخدما في أجزاء كثيرة من العالم، كما يتضمن بروتوكول "دياميتر" -الذي يفترض أن يخلف البروتوكول السابق- نقاط ضعف يمكن استغلالها.

وللحد من تلك المخاطر يتعين على شركات الاتصالات اللجوء إلى استخدام فلاتر ترصد وتحجب حركة مرور البيانات المشبوهة، لكن لا يخلو هذا الحل من التحديات أيضا، إذ إن عملية التصفية قد تكون معقدة تقنيا وقد تحجب عن غير قصد بعض الأوامر الأساسية في الشبكة، إلى جانب أن التكلفة المالية لتطبيق مثل هذه التدابير تثني العديد من الشركات عن اتخاذ مثل هذه الإجراءات.

وبالنسبة للمستخدم العادي يصعب جدا تجنب مخاطر هذا البروتوكول بالكامل، لكن بعض التدابير يمكنها أن تقلل تلك التهديدات، فمثلا يمكن استخدام تطبيقات المراسلة المشفرة من البداية إلى النهاية مثل "آي مسج" أو "سيغنال" أو "واتساب" للرسائل النصية والمكالمات، لأن هذا قد يساعد في الحماية من اعتراضها، وفقا للتقرير.

كما ينبغي أن تفكر الشركات في توفير رموز المصادقة الثنائية عبر التطبيقات بدلا من الرسائل النصية القصيرة التي يمكن اعتراضها بسهولة أكبر.

لكن إيجاد حلول لنقاط ضعف هذا البروتوكول لا يعتمد فقط على الإجراءات الفردية، بل يتطلب جهدا منسقا بين شركات الاتصالات والجهات التنظيمية.

وفي مارس/آذار الماضي أعلنت لجنة الاتصالات الفدرالية الأميركية أنها تبحث أخيرا في وضع "تدابير مضادة" لتتبع الموقع عبر بروتوكولات "إس إس 7″ و"دياميتر".

مشكلة تنسيق العمل الجماعي تدخل في صميم مشكلات أمان هذا البروتوكول، مما يعني أنه إذا طبقت بعض الشركات تدابير الحماية في حين تجاهلتها شركات أخرى فإن النظام بأكمله سيظل عرضة للخطر، لذا يجب أن تتدخل الجهات التنظيمية الدولية لتفرض تدابير أمنية شاملة في كافة جوانب مجال الاتصالات كما يوصي التقرير.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات شرکات الاتصالات هذا البروتوکول إس إس 7

إقرأ أيضاً:

بروتوكول تعاون بين معلومات الوزراء وجامعة النيل الأهلية

كتب- محمد نصار:

وقّع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، أمس، بروتوكول تعاون مع جامعة النيل الأهلية، بهدف تعزيز سُبل التعاون العلمي والبحثي والأكاديمي بين الطرفين في المجالات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وتوسيع القاعدة المعرفية والاستفادة من الخبرات العلمية والبحثية والتكنولوجية المتراكمة لدى الجانبين.

جاء ذلك خلال استقبال الدكتور أسامة الجوهري، مساعد رئيس مجلس الوزراء، رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، للدكتور وائل عقل، رئيس جامعة النيل الأهلية، والوفد المرافق له، بمقر مركز المعلومات بالعاصمة الإدارية الجديدة.

واستهل الدكتور أسامة الجوهري، فعاليات مراسم توقيع البروتوكول بالترحيب بالدكتور وائل عقل، وبالتعاون بين "مركز المعلومات" وجامعة "النيل الأهلية"، لافتًا إلى أن توقيع البروتوكول يمثل نقلة كبيرة ومهمة في إطار رغبة الطرفين لتعزيز أطر التعاون المشترك في عدد من الأنشطة البحثية والأكاديمية والتكنولوجية بما يدعم في النهاية جهود الدولة التنموية في مختلف المجالات والقطاعات.

وأشار رئيس مركز المعلومات، إلى حرص المركز على توقيع العديد من بروتوكولات التعاون ومذكرات التفاهم مع المؤسسات الأكاديمية وكبرى المراكز البحثية والفكرية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، بهدف تنفيذ وتبني مشروعات مشتركة تدعم في المقام الأول خطط الدولة التنموية وتلبي أولوياتها خلال الفترة المقبلة.

كما لفت إلى أهمية الاعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي وأبرز التقنيات الحديثة بما يعزز من قدرة المركز على القيام بمهمته الأساسية في دعم مُتخذ القرار بالبيانات والتحليلات واستشراف المستقبل.

وأوضح الدكتور أسامة الجوهري، أن البروتوكول يستهدف التعاون المشترك في عدد من المجالات، من بينها التعاون في مجال تطوير برامج ومشروعات تكنولوجية مشتركة تتضمن المشاركة في تدشين برامج تستهدف استخدام التكنولوجيا لخدمة جميع أبعاد الاستدامة الثلاثة، الاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية، بما يُسهم في تفعيل بنود الاستراتيجية الوطنية المصرية للذكاء الاصطناعي، بجانب استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تنفيذ عدد من المشروعات ذات الأولوية للحكومة المصرية.

وأضاف رئيس المركز، أن مجالات التعاون المشترك تتضمن أيضًا توفير مجموعة من البيانات التي يمكن استخدامها في الأبحاث والدراسات لأعضاء هيئة التدريس بجامعة النيل، على أن يقوم مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار باستخدام نتائج تلك الدراسات في تقاريره للعرض على متخذي القرار، بالإضافة إلى تحديد عدد من المشروعات القومية والمبادرات من خلال مركز المعلومات حتى يمكن تعظيم الفائدة، وطرحها ضمن مشروعات الطلاب بجامعة النيل.

وعلى صعيد إقامة الفعاليات العلمية المشتركة لتبادل المعارف والخبرات التكنولوجية، أشار "الجوهري" إلى أن بروتوكول التعاون يستهدف تنظيم مسابقات دورية مشتركة لتقديم حلول ذكية تتعلق بالمشكلات التنموية التي تواجه مصر، فضلاً عن مشاركة مركز المعلومات في المؤتمرات التي تنظمها جامعة النيل ذات الصلة بمجالات عمل المركز.

هذا بالإضافة إلى مشاركة خبراء من المركز بأوراق علمية في المؤتمرات العلمية حسب القواعد المتبعة في كل مؤتمر، إلى جانب المشاركة الفعالة من مركز المعلومات مع جامعة النيل في حملات التوعية التكنولوجية، ونشر ثقافة ريادة الأعمال والعمل الحر وإنشاء المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر بمحافظات الجمهورية.

وعلى هامش التوقيع أيضًا، أكد رئيس جامعة النيل الأهلية، أهمية دور مركز المعلومات باعتباره مركز فكر الحكومة المصرية، معربًا عن ترحيبه واهتمامه بالشراكة والتعاون مع المركز في عدد من مجالات التعاون المشتركة، مع التركيز على القضايا ذات الأولوية بما يدعم متخذ القرار.

وأشار الدكتور وائل عقل، إلى اعتزاز "جامعة النيل" بمختلف المشروعات المشتركة مع مركز المعلومات، والثقة في نجاح تلك الشراكة بمختلف محاورها المستقبلية وتحقيقها نتائج ملموسة بشكل سريع خلال الفترة القادمة، لافتًا إلى ما يتمتع به الطرفان من خبرات بحثية وعلمية كبيرة وكوادر بشرية متميزة وعلى أعلى مستوى وهو ما سيسهم في نجاح تلك الشراكة وتنفيذ مشروعاتها على النحو الأمثل.

وقال رئيس الجامعة، إن البروتوكول الموقَّع سيُفعَّل كذلك عبر تعزيز جهود النشر العلمي المُشترك، الورقي والإلكتروني، في المجالات ذات الاهتمام المشترك، والدعوة إلى استكتاب خبراء وأساتذة من جامعة النيل في دوريات مركز المعلومات وتبادل المطبوعات الدورية، الأسبوعية والشهرية والسنوية، وكذلك الإصدارات غير الدورية، والمنتجات التكنولوجية، هذا فضلًا عن مشاركة باحثي مركز المعلومات في مشروعات بحثية سواء ثنائية أو متعددة الأطراف مع جامعة النيل، إلى جانب دعوة الطلاب المتميزين للمشاركة بآرائهم ومقترحاتهم في منتدى السياسات العامة بمركز المعلومات ووضع حلول مبتكرة وغير تقليدية لدعم متخذ القرار في القضايا ذات الأولوية.

ولفت الدكتور وائل عقل، إلى أن الطرفين سيتعاونان بموجب البروتوكول في تنفيذ أنشطة تتعلق ببناء القدرات والتوظيف، ومن بينها قيام جامعة النيل بتقديم برامج تدريبية متقدمة وخاصة في مجالات الأمن السيبراني والاقتصاد الرقمي وإدارة التكنولوجيا وعلوم البيانات للعاملين بمركز المعلومات.

كما ستقدم الجامعة خدمات وخبرات استشارية لمركز المعلومات في مجال علوم البيانات، مع الاستفادة من البرامج التي تقدمها جامعة النيل الأهلية في تخصصات علمية متميزة بالشراكة مع كبرى الجامعات العالمية، على أن يقدم المركز تدريبات لطلاب وخريجي الجامعة المتميزين في الإدارات ذات الصلة بتخصصاتهم؛ بما يُسهم في صقل مهاراتهم البحثية، مع مشاركة مركز المعلومات كذلك في ملتقى التوظيف الذي تقيمه الجامعة لاستقطاب الكوادر المتميزة لدى جامعة النيل الأهلية للعمل لدى مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار.

مقالات مشابهة

  • إحالة نشالة الهواتف المحمولة بالجمالية إلى الجنح
  • ضبط 3 أشخاص بحوزتهم 676 هاتف محمول مهرب جمركيًا بـ مطروح
  • أميركا تتهم 3 إيرانيين بقرصنة حملة ترامب
  • دراسة:الهواتف المحمولة بريئة من سرطان المخ
  • تطبق غدا.. مواعيد عمل شركات الاتصالات خلال شتاء 2024
  • خبير: استخدام الهواتف المحمولة في عمليات تفجير يتطلب نوعًا من الخبرة التقنية
  • خبير: اختراق الأجهزة المحمولة تهديد خفي وسط الاعتماد على التكنولوجيا
  • بروتوكول تعاون بين البريد و «السكر والصناعات التكاملية المصرية»
  • مواعيد العمل الشتوية لفروع شركات الاتصالات.. تُطبق من الغد
  • بروتوكول تعاون بين معلومات الوزراء وجامعة النيل الأهلية