مهرجان إهدنيات الفني اللبناني مستمر رغم مناخ الحرب في الجنوب
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
يتحدى منظمو مهرجان "إهدنيات" -الذي يستمد اسمه من بلدة إهدن في شمال لبنان- مناخ الحرب على حدود البلاد الجنوبية، ليقدم برنامجا فنيا متنوعا يجسد إرادة الحياة لدى اللبنانيين، بحسب رئيسته ريما فرنجية.
وصرفت بعض المهرجانات الكبرى، التي يحفل بها لبنان كلّ صيف، النظر عن إقامة دوراتها هذه السنة بفعل الوضع المتوتر في جنوب لبنان بين إسرائيل وحزب الله، في حين اختار القائمون على مهرجانات أخرى، ومن بينها "إهدنيات"، المضي في برامجها.
وقالت رئيسة "مهرجان إهدنيات الدولي" ريما فرنجية "قلبنا وعقلنا مع غزة وطبعا مع أهلنا في جنوب لبنان (…). ولكن بعدما فكرنا كثيرا، وجدنا أن التضحيات كلّها التي يشهدها الجنوب هي لكي يبقى لبنان حيّا ومُنتجا"، ومن مظاهر الحياة فيه المهرجانات الفنية.
ويُفتتح المهرجان في 18 يوليو/تموز المقبل بحفلة عنوانها "رحبانيات" لغسان الرحباني، تحية لوالده الراحل إلياس الرحباني. ويضمّ برنامجا منوعا يشمل الغناء الشعبي والطربي والشبابي والمسرح.
وأكدت فرنجية "التضامن مع جنوب لبنان وغزة"، مضيفة أن إهدن "البعيدة جغرافيا عما يحصل في الجنوب، ولكن القريبة وجدانيا، قادرة على أن تكون فسحة دعم لأصحاب المصالح الصغيرة المتأثرين بالأزمة الاقتصادية، وأن تقدّم تجربة فنية وثقافية فريدة لأهل المنطقة وللسيّاح الذين قرّروا رغم كلّ الظروف، زيارة لبنان".
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف عبر الحدود بشكل يومي.
ورغم أن الحرب تلقي بظلالها على كلّ لبنان، فإن الحياة اليومية تستمر إلى حد ما طبيعية في المناطق اللبنانية البعيدة عن الحدود مع إسرائيل. ويزور اللبنانيون الموجودون في الخارج إجمالا لبنان بأعداد كبيرة خلال فصل الصيف.
ويُتوقع أن يستقطب مهرجان "إهدنيات" 27 ألف زائر، بينهم عدد كبير من اللبنانيين المقيمين في الخارج أو الأجانب.
وأشارت فرنجية بحماسة إلى أن "الإقبال خلال المهرجان يكون أكبر بـ3 مرات" على إهدن التي ترتفع 1500 متر عن مستوى سطح البحر والآسرة ببيوتها الحجرية وقرميدها الأحمر.
طبيعة وفنوتحفز الحركة المرافقة للمهرجان -الذي بلغ سنته الـ20- منظميه "على الاستمرار"، فبحسب فرنجية، "يسهم المهرجان في إنماء حقيقي" في المنطقة التي تضمّ نحو 200 مؤسسة سياحية، ويوفر "فرص عمل موسمية للشباب والشابات، ويدعم القطاعات" المختلفة في المنطقة.
واعتبرت أن هذا الجانب "بات اليوم مهما أكثر من أي وقت مضى"، بالنظر إلى الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي يشهدها لبنان منذ 2019.
ويحقّق "إهدنيات" أيضا "هدفا غير تجاري" يتجسّد في تخصيص ريع حفلاته لدعم قضايا إنسانية.
وسبق للمهرجان أن دعم مثلا "مراكز للأطفال المصابين بالسرطان ومن لديهم اضطراب طيف التوحد"، وساعد في دفع أقساط مدرسية لمحتاجين. أما هذه السنة، فسيذهب ريعه لدعم ترميم مسرح "دوار الشمس" في بيروت بعدما أتى عليه حريق، وكان "من المسارح الثلاثة التي لا تزال ناشطة في بيروت".
وفي برنامج المهرجان، عمل مسرحي بعنوان "ميري كريم" يقدّم في 21 يوليو/تموز المقبل، من كتابة وليد عرقجي وإخراج لينا أبيض.
وتغلُب الأعمال اللبنانية على الدورة الحالية. وفضّلت لجنة المهرجان -الذي استضاف سابقا نجوما عالميين على غرار غلوريا غاينر، وخوليو إيغليسياس، وإنريكي إيغليسياس، وديميس روسوس، وميشال ساردو، وكلود بارزوتي، وإرفيه فيّار، وكاظم الساهر، وزياد الرحباني، وفرقة "موسكو باليه"- ألا تخاطر هذه السنة "باستقدام فنانين أجانب، لأن أي تطوّر في الوضع قد يحول دون تمكنهم من الحضور إلى لبنان ويؤدي تاليا إلى إلغاء حفلاتهم"، وفق فرنجية.
وشدّدت زوجة الوزير السابق والمرشح إلى الانتخابات الرئاسية سليمان فرنجية على أن "إهدنيات" يحرص أساسا على دعم الفنانين اللبنانيين، وعلى أن يكون "مساحة تقدّم للفنان اللبناني وجمهور المهرجان نقطة ضوء وفرح وأمل بمستقبل أفضل".
وغالبا ما يخوض المهرجان غمار إنتاج الأعمال بنفسه، كما هي الحال بالنسبة إلى حفلة غسان الرحباني.
وقالت فرنجية في هذا الصدد "أنا أؤمن (…) بإمكان المزج بين أكثر من نوع فني، كما في عمل غسان الرحباني الذي يقدّم أجمل أغنيات والده (…). وتتخلّل الحفلة لوحات راقصة وعزف للأوركسترا السمفونية، وتعرض مقاطع سينمائية تتناسب مع موضوعها في تفاعل تام بين هذه العناصر، وهذا يثري العمل".
وتلي "رحبانيات" أمسية غنائية تحييها الفنانة اللبنانية عبير نعمة في 20 يوليو/تموز المقبل، في حين يقدّم الفنان السوري ناصيف زيتون حفلتين في 25 و26 يوليو/تموز المقبل، وتقدّم مواطنته المطربة ميّادة الحنّاوي حفلة في 27 يوليو/تموز المقبل.
ويُختتم المهرجان بحفلة يحييها منسّق موسيقي "دي جاي" في 28 من الشهر عينه.
ويريد المهرجان أن تكون إهدن "هي النجمة". ولاحظت فرنجية أن "موقع إهدنيات يجمع ميزتين" هما، إضافة إلى كونه "قيمة فنية مضافة للمنطقة"، إطاره الطبيعي الخلاب وسط غابة تفتخر فرنجية بأنها "من أروع الأماكن البيئية في لبنان".
وختمت، "يشبه المنطقة، وزواره يشعرون بأنهم من أهل البيت، بفضل كرم الضيافة وحسن الاستقبال".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
تواصل منافسات مهرجان الأصالة للهجن والخيل بصحم
تتواصل لليوم الثاني على التوالي بميدان سباقات الهجن بسيح الطيبات بولاية صحم بمحافظة شمال الباطنة منافسات مهرجان الأصالة للهجن والخيل 2025 والذي يأتي بتنظيم من لجنة سباقات الهجن بولاية صحم وبإشراف الاتحاد العماني لسباقات الهجن، وبدأت منافسات اليوم الأول خلال الفترة المسائية والتي خُصصت لفئة الجذاع وكانت البداية للشوط الذهبي حيث جاءت في المركز الأول البحري لمالكها هجن الرصادي من ولاية صحم، وجاءت في المركز الثاني مصيحة أولاد هلال لمالكها علي بن سعيد العامري من ولاية المصنعة، وجاءت في المركز الثالث سمحة لمالكها سعود بن حميد المنعي.
وفي الشوط الفضي جاءت في المركز الأول بويضا لمالكها خالد بن سعيد المعمري من ولاية صحم، وفي المركز الثاني عرجه لمالكها سعيد بن خالد الحوسني من ولاية الخابورة، وحلت ثالثا الخوارة لمالكها محمد بن زايد الخالدي من ولاية الخابورة. وفي الشوط البرونزي والأخير حصلت على المركز الأول نطيلة لمالكها هلال بن سالم السعيدي من ولاية الخابورة، وحلت ثانيا سمحة لمالكها خميس بن حميد البادي من ولاية صحم، وثالثا الخوارة لمالكها سيف بن جميل السعدي من ولاية المصنعة.
بينما خَصلُت نتائج أشواط مهرجان الأصالة للهجن والخيل صباح اليوم الخميس لسن الثنايا، والتي أقيمت برعاية المكرم الدكتور راشد بن سيف بن مصبح المحرزي عضو مجلس الدولة، وبدأت بالشوط البرونزي، حيث جاءت في المركز الأول سمحه لمالكها علي بن محمد المعمري من ولاية لوى، وحلت ثانيا الخوارة لمالكها سيف بن ناصر المعمري من ولاية صحم، وثالثا العامرية لمالكها راشد بن خميس البلوشي من ولاية صحم. وفي الشوط الفضي، حلت أولا بويضا لمالكها ماجد بن خليفة السعيدي من ولاية الخابورة، وثانيا مصيحة لمالكها ناصر بن سيف المعمري من ولاية صحم، وثالثا العامرية لمالكها سليمان بن خميس السناني من ولاية السويق. وفي الشوط الذهبي حلت أولا مصيحه لمالكها هجن أبو عمار من ولاية بركاء، وثانيا شهبار لمالكها خليفة بن مبارك السعيدي من ولاية الخابورة، فيما حصلت مصيحة لمالكها خميس بن عبدالله البادي من ولاية صحم على المركز الثالث.
وأكد الشيخ أفلح بن مداد الهنائي نائب والي صحم بأن المهرجان يأتي في نسخة استثنائية وهو الحدث الرياضي الأبرز على مستوى الفعاليات في محافظة شمال الباطنة، وحرصت لجنة سباقات الهجن بالولاية من خلال إقامة وإخراج هذا المهرجان بالصورة المشرفة التي تتناسب مع العادات والتقاليد والقيم العمانية الأصيلة وأن يحقق هذا المهرجان العوائد المادية والمعنوية لجميع ملاك الهجن على مستوى محافظات وولايات سلطنة عمان.
وأضاف: انطلاقة المهرجان شهدت تنافسا كبيرا في مختلف الأشواط لفئة اللقايا واليداع خصوصا في منافسات هجن البواطن لمحافظتي شمال وجنوب الباطنة، حيث يعتبر ميدان سيح الطيبات ملتقى ملاك الهجن والمضمرين خلال السنوات الماضية يتنافسون على الرموز وتحقيق الإنجاز على المستوى المحلي، حيث يقدمون أفضل السلالات لتعزيز القيمة التنافسية للهجن العمانية، كما تمت المنافسة من بعض ملاك الهجن لشراء أحد الهجن وصلت سعرها 45 ألف ريال أثناء عرض هجن المزاينة وهناك مفاوضات لشراء بعض هجن المزاينة بعشرات الآلاف من محبيها.
وتابع حديثه: إقامة مثل هذه المهرجانات في الولاية تدعم الجانب السياحي والاقتصادي طوال أيام المهرجان وهذا ما سعت له اللجنة في تسخير كافة الإمكانيات والدعم اللامحدود على رياضة الآباء والأجداد وتشجيع محبي هذه الرياضة على التمسك بها وتطويرها بما يتناسب مع أنشطة الاتحاد العماني لسباقات الهجن وسباقاته المختلفة التي أعطت ملاك الهجن والمضمرين حافزًا كبيرًا للمشاركة على نطاق واسع في مختلف السباقات.
وختم حديثه بالقول: المهرجان يعد نموذجا متفردا من خلال البرامج والفعاليات المصاحبة له حيث تم تهيئة أماكن لبيع مستلزمات الإبل من الصناعات اليدوية وكذلك تهيئة أماكن للأسر المنتجة على مدار أيام المهرجان، كما تم استقطاب مجموعة من الإعلاميين على مستوى المحافظات المجاورة لتغطية هذه الفعالية.