#البيت_الأبيض وخطوطه الحمراء
الكاتبة #إحسان_الفقيه
عام 2012 أدلى الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما بتصريح حول الأزمة السورية قال فيه: «أوضحنا لنظام الأسد ولباقي اللاعبين على الأرض، أن الخط الأحمر بالنسبة لنا هو مشاهدتنا لنقل أو استخدام الأسلحة الكيميائية».
بعد عام واحد من تلك اللهجة الحازمة، قامت قوات النظام السوري بشن الهجوم الكيميائي الأوسع في سوريا، عندما استخدمت غاز الأعصاب ضد الغوطة، وقتل أكثر من 1400 شخص معظمهم كانوا نائمين، ولم يتحرك الرئيس الأمريكي بما يمليه الخط الأحمر الذي قام بوضعه.
وفي مارس الماضي أكد الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، أن الاجتياح الإسرائيلي لرفح خط أحمر، إلا أن هذا الخط الأحمر قد تجاوزته قوات الاحتلال بتلك المجزرة البشعة في مخيمات النازحين في رفح الأحد الماضي، والتي راح ضحيتها العشرات وأصيب خلالها المئات، وشوهدت الجثث المحترقة وأجساد الأطفال بلا رؤوس.
تساءل العالم: أين الخط الأحمر الذي وضعه بايدن؟
هنالك كانت الإجابة واضحة من قبل البيت الأبيض، أن إسرائيل لم تتجاوز الخطوط الحمراء، نعم هذا ما أكده منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، والذي نفى أن الإسرائيليين تجاوزوا الخطوط الحمراء وبالتالي لا يستدعي ذلك تغيير سياسات واشنطن تجاه تل أبيب.
حجته في هذا التبرير أن الحدث لم يصل بعد إلى مستوى عملية كبيرة، فلم يرهم يدخلون بوحدات كبيرة من القوات في أرتال وتشكيلات ضد أهداف متعددة على الأرض، ومصدر تأكيده هي الرواية الإسرائيلية، هكذا أبلغوه.
وهكذا نجح الاحتلال في التعامل مع هذه الخطوط الحمراء بكل أريحية، كيف لا وأن بايدن عندما وضع الخطوط الحمراء وضع أيضًا الخطوط الخضراء للاحتلال عندما أكد أنه لن يتخلى عن إسرائيل.
قد فهمنا إذن، أن الاحتلال عندما يدفع بالنازحين إلى مناطق أسماها بالآمنة، ثم يقوم بحرقهم أحياء في خيامهم التي لا تكفي لحمايتهم من الحر أو البرد، قد فهمنا أنه بذلك لم يتجاوز الخطوط الحمراء.
فهمنا أن القصف الذي لا يتوقف عن تدمير المنازل التي تؤوي المدنيين وهدمها على رؤوس قاطنيها، لا يعد تجاوزا للخطوط الحمراء.
هل ينتظر سادة البيت الأبيض أن يُقتل كل حي ويُنسف كل منزل وتُحرق كل خيمة في قطاع غزة وتُباد فيها كل معالم الحياة، ثم يقولون حينها أن الجيش الإسرائيلي تجاوز الخط الأحمر؟
لقد بات من الواضح أن الخطوط الحمراء التي تضعها أمريكا هي عملية استنساخية لقيمها المهترئة عن العدل والسلام والحرية والتعايش الإنساني إلى آخر القائمة من الشعارات الجوفاء.
بات من الواضح أن الخطوط الحمراء لا وجود لها في الأصل، طالما أنها لا تمس مصالح الأمريكان، بل تضعها أحيانا ومعها طريقة الالتفاف عليها كما فعل الاحتلال، أو كما سُمح له.
الخطوط الحمراء التي تضعها أمريكا، تعبر عن سياسة الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير التي ينتهجها البيت الأبيض.
وفي القضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ليس هناك على الحقيقة خطوط حمراء لدى الولايات المتحدة سوى ما يتعلق بأمن دولة الاحتلال ووجودها، هذا هو الخط الأحمر لا غير.
لعلنا نفيق وندرك أن التعويل على التدخل الأمريكي لإنهاء العدوان على قطاع غزة، ضرب من الوهم، وانتظار لمرور الجمل في سَمِّ الخِياط، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: إحسان الفقيه الخطوط الحمراء البیت الأبیض الخط الأحمر
إقرأ أيضاً:
أول تعليق من البيت الأبيض على مذكرة اعتقال نتانياهو وغالانت
قال البيت الأبيض، الأربعاء، إن الولايات المتحدة ترفض بشكل أساسي قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار أوامر اعتقال بحق كبار المسؤولين الإسرائيليين.
وأعرب مسؤول في مجلس الأمن القومي للحرة عن شعور إدارة الرئيس جو بايدن بـ "قلق عميق" إزاء ما وصفه "اندفاع المدعي العام في السعي للحصول على أوامر اعتقال" إلى جانب ما اعتبره "أخطاء إجرائية" قادت إلى هذا القرار.
وأضاف أن الولايات المتحدة كانت واضحة في أن المحكمة الجنائية الدولية ليس لديها ولاية قضائية على هذه المسألة.
كما أشار إلى أن واشنطن ستنسق مع الشركاء، بما في ذلك إسرائيل، بشأن الخطوات التالية.
وكان المرشح لتولي منصب مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي مايك والتز، الخميس، قال إن المحكمة الجنائية الدولية ليس لها أي مصداقية، مشددا أن واشنطن دحضت ادعاءاتها بشأن إسرائيل.
وكتب والتز على منصة "إكس" أن "إسرائيل دافعت بشكل قانوني عن شعبها وحدودها" ضد من وصفهم "إرهابيي الإبادة الجماعية".
وتوعد والتز بـ"رد قوي" من إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب على ما سماه "التحيز" المعادي للسامية من قبل المحكمة الجنائية الدولية والأمم المتحدة، عندما يتولى منصبه رسميا في يناير المقبل.
والخميس، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت "بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب".
رد نتانياهو معتبرا قرار المحكمة الجنائية "معاديا للسامية" وشبهه بمحاكمة دريفوس "وسينتهي بالطريقة نفسها"، في إشارة إلى قضية النقيب اليهودي الفرنسي دريفوس الذي دين ظلما في القرن التاسع عشر خطأً بالخيانة.
وأصدرت المحكمة مذكرة توقيف أخرى بحق محمد الضيف، قائد الجناح العسكري لحركة حماس الذي يعتبر أحد العقول المدبرة لهجوم 7 أكتوبر والذي أعلن الجيش الإسرائيلي مقتله هذا الصيف، لكن الحركة لم تؤكد ذلك.