الضربات التي لا تقتلك تجعلك أقوى، هل سمعتم عن هذه المقولة من قبل؟ سوف تأتى الإجابة نعم بطبيعة الحال.
لكن سأعيد السؤال بشكل آخر، هل جربتم الضربات القاتلة من قبل هل جربتم الخذلان من قبل؟، الإجابة أعلم أنها ستكون أيضا نعم وكثيراً.
كل الضربات التي لا تقتل بإمكانها المرور دون ترك ندبان وجروح، ولكن هناك ضربات لا تقتل فقط بل إن القتل وقتها سيكون هينا، الخذلان لمن وضعتم سركم عندهم، فلم يترددوا من التشهير بكم الطعنات والغدر والخيانة لمن وثقتم فيهم وجعلتوهم أنتم فلم نحصد من ورائهم إلا الغدر والخيانة.
هل عشتم مرارة الفقد؟، الإجابة ستكون أيضا بنعم فكل إنسان لديه ميت مفقود من قريب أو بعيد، لكن ما أقصده فقد الأحياء، الموت فقدانه أهون من فقدان الأحياء، ولا تندهشوا، فالأموات لديهم قبور نستطيع زيارتهم كلما اشتقنا إليهم نحدثهم باشتياقنا إليهم واشتياقنا إلى حديثهم حتى لو لم يتم الرد علينا يكفي أننا نعلم أنهم يسمعوننا.
فقدان الأحياء، لا نستطيع أن نذهب إلى أماكنهم لنحدثهم بما يجول في صدورنا من حنين واشتياق لهم فلا يسمعوننا ولا يعلمون كم نفتقدهم.
دعوني أحدثكم أكثر عن الناجين من الضربات القاتلة، فالخوف أن يتعرضوا مرة أخري للغدر والخذلان فلا يثقون بمن يحبونه ويحبهم حتى لا يتعرضون للأذي من جديد، الخوف من اﻷيام، والخوف من ضربة جديدة، لأنهم فقدوا الشعور باﻷمان والثقة في اﻵخرين، وربما الثقة في أنفسهم، الناجون من الضربات القاتلة، أصبحوا يعرفون جيدا حقيقة أن لا شيء يدوم، لا يستطيعون العيش بمفردهم وفي نفس الوقت ينطوون على أنفسهم وتجدهم يفضلون الوحدة، وبعلمون جيداً أنه مهما كان الزحام حولهم سيهرب من حولهم الجميع وقت الشدة.
الضربات القاتلة يا صديقي تعلم اﻷنانية والقسوة، على الرغم من التضحية والمؤاثرة.. كانت صفات ملازمة للشخص الذي تلقي الضربات.يظن الناس أن صاحبها قوياً لا يحمل بداخله أي ألم أو حزن فأغلب من يعيشون من الناجين ستجدهم يظهرون عكس ما يحملون بقلوبهم فقد تجدهم مبتسمين دائما وهم يحملون وجع السنين في قلوبهم ولربما تجدهم يحاولون إظهار أنهم سعداء في حياتهم وهم يعيشون كل لحظة خيباتهم. فالمظاهر خداعة وكثيراً ما تظهر عكس المضمون.
فلا تحكموا على الناس بالقوة والسعادة والرفاهية دون أن تعاشرهم.
فالقلوب لا يعلم بحالها إلا الله سبحانه وتعالى، والناس لا تعرف شيئا عن اﻷنقاض التي يحملها بداخله صاحب الضربات القاتلة من خذلان وغدر وألم وطعنات.
هل ظنتم أن صاحب الضربات القاتلة يحيا بلا روح وقلب، دعوني أحدثكم أن اليقين بالله يمحي أي ضربات وأي وجع.
دعوني أحدثكم عن الجبر من اللّٰه فهو كالتوبة، يمحي ما قبلهُ من الأحزان و كأنها لم تُكن أبداً، يمحو بلطفٍ أثر ما مضى و يزرع بقلبگ شغفاً جديداً تحيا من أجلهِ.
جبرُ اللّٰه يُشبه الجنة لن يخطر على قلب بشر، فحينما ذهب يوسف من أبيه يعقوب كان صاحب ضربة قاتلة، فخذلان الأبناء أقوي لأنهم مقربين، وحينما أعاد الله يوسف لأبيه جبر قلبه لأنه صبر فاللهمّ جبراً يتعجب له أهل السماواتِ و الأرضِ.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
المرصد السوري: أكثر من 60 ضربة إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية
استهدفت أكثر من 60 ضربة إسرائيلية مواقع عسكرية في أنحاء سوريا في غضون ساعات، بعد نحو أسبوع على إطاحة فصائل المعارضة المسلحة بنظام الرئيس بشار الأسد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس السبت.
باحث: بيان مؤتمر العقبة بشأن سوريا شامل وأدان الخروقات وطالب بانسحاب الاحتلال العميد خالد عكاشة: المشهد في سوريا لا يزال في مراحله الأولىوذكر المرصد ، أن "61 ضربة جوية استهدفت الأراضي السورية في أقل من 5 ساعات، ولا تزال الضربات مستمرة".
وأضاف، "يواصل الطيران الحربي الإسرائيلي تصعيده العنيف على الأراضي السورية" مستهدفا خصوصا "مستودعات صواريخ بالستية داخل الجبال".
وأشار المرصد، إلى ارتفاع "عدد الضربات الإسرائيلية إلى 446 غارة طالت 13 محافظة سورية منذ سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر.
واعتبر قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع الملقب بـ"أبو محمد الجولاني" أن "الحجج الإسرائيلية" باتت واهية ولا تبرر تجاوزاتها الأخيرة، مشيرا إلى أن الإسرائيليين تجاوزوا خطوط الاشتباك في سوريا بشكل واضح، مما يهدد بتصعيد غير مبرر في المنطقة.
وفي تصريح لتلفزيون "سوريا" قال الشرع، إن "الوضع السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة".
وأكد أن الأولوية في هذه المرحلة هي إعادة البناء والاستقرار، وليس الانجرار إلى نزاعات قد تؤدي إلى مزيد من الدمار.
ودعا الشرع المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل وتحمل مسؤولياته تجاه هذا التصعيد، مشددا على أهمية ضبط الأوضاع في المنطقة واحترام السيادة السورية.
وشدد على أن الحلول الدبلوماسية هي الطريق الوحيد لضمان الأمن والاستقرار، بعيدا عن أي مغامرات عسكرية غير محسوبة.