ما ذنبي إن كنت طيبة فيؤذونني في موطن الثقة
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، سيدتي الفاضلة، رحابة صدركم وقوة ردودكم شجعتني اليوم لأتطرق لموضوع قد يتعرض إليه أيا كان.
فما سأقول ليس مشكلة بعينها، بل انشغال عام وشامل، فجميعنا وجدنا أنفسنا فيه، وتقريبا يوما نسمع من قريب أو زميل أو فردا من العائلة أنه تعرض لأذى شخص لم يتوقعه منه.
أي نعم، فأنا والكثيرين سيدتي نعامل الغير بثقة عمياء لنتعرض لضربة في موطن تلك الثقة بالذات، نشعر بعدها بالضعف، ليس لأننا ابتعدنا عن أولئك الأشخاص، بل لأننا أهدرنا الكثير من المشاعر، الكثير من الوقت، والكثير من التضحيات التي كلفتنا أشياء على حساب ذواتنا، ظنا منا أننا سنجني الثمار.
وإذا بها تأتي فاسدة غير صالحة حتى قبل أن يكتمل نضجها، فهل الطيبة صارت عيبا في وقت طغت المصالح والأنانية على المعاملات والعلاقات الإنسانية؟
أريد كلمة تشرح صدري وصدر كل من أثقلت كاهله الخيبات والغدر في الظهر.
أماني من الشرق
الرد:وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته، مرحبا بك حبيبتي، وتأكدي أننا كلنا هنا في خدمتك، فعلى الرحب والسعد.
بالرغم من أنك لم تستفيضي في تفاصيل الموضوع، لكن يبدو أنك موجوعة أو بالأحرى مصدومة من تجربة استنزفت منك الكثير من الأحاسيس. أردت إنسانة مرهقة بلا قوة لمواجهة المزيد، لذا اسمعي مني الآتي:
عزيزتي قد لا تنصفنا الحياة في الكثير من الأوقات، وقد تضعنا بمواقف نقول أنها أكثر من طاقتنا، ولا يمكننا تحملها. لأن طاقتنا أقل فعليا من أن تستوعب تلك الصدمة.
لكن اعلمي أن كل موقف نعتقد أنه صعب يأتي في الوقت المناسب وفي الظرف الأنسب، حتى لو كانت الفترة التي نعيشها متعبة للغاية. لأن في ذلك حكمة إلهية تجعلنا تدرك أن ذلك الموقف الصعب جدا كان ذلك هو توقيته المناسب، أتعلمين لما..؟ ليأتي التغيير الإيجابي.
فأحيانا أحلك المواقف وأصعبها تأتي في أوقات الشدة وفي اللحظات الأكثر حرجا وبعد أن نكون قد لعبنا كل أدوار الطيبة الحنان. لكن والحمد لله دائما الفجر يطلع بعد عتمة من الليل الشديد.
فأنت وأنا والجميع سنعيش لحظات سيئة، ونمرن بتجارب تكلفا ثمنا باهظا، لكن كوني على ثقة تامة أنها تهيئك لتكوني شخصا جديدا، لتضعك في موقف ما كنت تخال نفسك أبدا فيه لولا تلك النكسة.
تكشف لك أشيا بداخلك ومزايا طيبة أنت ذاتك لم تكن تعلم بوجودها فعليا فيك، كأنه اكتشاف خارق سيغير حياتك جذريا نحو الأفضل.
فقط احذري أن تستسلمي وتلقي بذاتك في غيابة الفشل، بل اعتبري كل خيبة هي جب يوسف الذي أتتاه منه الفرج وغير حياته نحو الأفضل بيقين تام أن رب الخير لا يأتي إلا بالخير.
عزيزتي الأشياء السيئة التي نمر بها هي فعليا أساس الأشياء الجميلة. فكل غلط نرتكبه هو الخط الأول لكل شيء صحيح ولمسار حياة مزهرة بحول الله.
فأبدا لا تحزني ولا ترتدي وشاح الكآبة لأي تجربة ولا أي موقف، لأنها ابتلاءات تختبر قوة إيمانك، فحبذا لو تعود إلى السماء تحمل أجر صبرك.
فكل التحية لك ولكل من صنعت منه التجارب الصعبة شخصا أقوى.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: الکثیر من
إقرأ أيضاً:
التسجيلات تهز الثقة.. والقضاء هو المنقذ
26 نوفمبر، 2024
بغداد/المسلة: في بلدٍ يُثقل كاهله الفساد، ظهر تسجيل صوتي منسوب إلى المستشار الحكومي يزن الجبوري، ليعيد فتح جرحٍ لم يلتئم.
لم يكن التسجيل حدثًا معزولًا، فقد سبقته تسجيلات أخرى تحمل في طياتها اتهاماتٍ بتقاضي رشاوى وعمولات مقابل صفقات مشاريع واستثناءات. لكن المفاجأة أن أسماء كبيرة، بينها رئيس الحكومة ومسؤولون بارزون، زُجّت في هذه الصفقات المشبوهة.
على وقع هذا الزلزال، يتصاعد اللغط في وسائل الإعلام والوسط السياسي.
اتهامات تُرمى هنا وهناك، وإنكارٌ معتاد من المتورطين، الذين يصفون التسجيلات بأنها مجرد “فبركات”.
لكن المواطن العراقي، الذي أنهكته وعود الإصلاح، يترقب عدالةً تقف حائرة بين الشكوك والأدلة.
في هذه العاصفة، تتجه الأنظار إلى القضاء العراقي، الذي يرى فيه المواطن بصيص أمل وسط الظلام.
رئيس مجلس القضاء الأعلى، فائق زيدان، بات رمزًا لهذه الآمال، بعدما أثبتت المؤسسة القضائية في مناسبات عدة نزاهتها وحياديتها.
واليوم، يواجه القضاء تحديًا مصيريًا: إما أن يكشف الحقيقة بسرعة البرق، أو يترك المواطن أسير الإحباط واليأس.
الشارع العراقي يريد إجابات واضحة. إن كانت التسجيلات حقيقية، فإن صوت القانون يجب أن يُسمع، وأبواب السجون يجب أن تُفتح للمتورطين. وإن كانت التسجيلات مفبركة، فإن الواجب يقتضي كشف الحقائق للرأي العام، ووضع حدٍ للمهزلة.
التأخير لم يعد خيارًا. في كل دقيقة تمر دون حسم، يتآكل ما تبقى من ثقة المواطن في النظام الديمقراطي، والنار التي بدأت بشرارة تسجيل قد تتحول إلى حريق يهدد ما تبقى من استقرار.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts