يلجأ التونسيون خلال الفترة الماضية إلى عيادات الطب البديل والعلاج عن طريق الأعشاب والوخز بالإبر الصينية التي باتت منتشرة في تونس العاصمة وبعض الولايات مثل جندوبة، آملين في الشفاء من الأمراض المزمنة دون عناء العلاج الكيميائي خاصة بعد تأسيس مركز العلاج بالطب الصيني عام 2023 بناء على اتفاقية التوأمة بين مستشفى المنجي سليم وجامعة الطب الصيني التقليدي، الذي يعد المركز الوحيد في إفريقيا حيث قام بتدريب العشرات من الأطباء التونسيين.

وعلى الرغم من لجوء قطاع عريض من المواطنين التونسيين إلى عيادات الطب البديل، إلا أن الأطباء يحذرون من المخاطر الصحية للأعشاب، مشيرين إلى أن البعض منها قد يكون ساما بسبب بنيتها الكيماوية وتسبب آثارا جانبية مثل التليف الكبدي أو الفشل الكلوي والعقم أو السرطان كما تضر بالجهاز الهضمي والأوعية الدموية.

وبسؤال الدكتور محمد جعيط إخصائي العلاج بالطب بالأعشاب والوخز بالإبر الصينية عن أسباب لجوء التوانسة إلى عيادات الطب البديل، أجاب "لقد مل المرضى الأدوية خاصة وأن لكل دواء آثار جانبية، كما أن بعض المرضى لا يستطيعون تناول عدد من الأدوية إما بسبب الحساسية أو بسبب أمراض مزمنة تعكرها بعض العقاقير وهو ما دفع بهم إلى الإقبال على العلاج الطبيعي والوخز بالإبر".

وأضاف جعيط، في تصريح لموفدة وكالة أنباء الشرق الأوسط: "أن الإقبال على عيادات الطب البديل في تزايد مستمر خاصة أصحاب الأمراض المزمنة مثل السرطان والكلى والحساسية بالإضافة إلى الأمراض الجلدية والاكتئاب".. منوها بأنه قام بإعداد العديد من الدراسات العلمية للاستفادة من الفوائد الكبيرة للأعشاب المميزة التي تمتاز بها تونس فضلا عن عمل ماجستير في الوخز بالإبر الذي يساعد في التخلص من الآلام والالتهابات الخاصة بالأعصاب.

وأوضح إخصائي العلاج بالطب بالأعشاب أنه يقوم بإعطاء أدوية مستخلصة من النباتات الطبيعية يتم بيعها في الصيدليات، وأنه لا يلجأ إلى أصحاب محلات العطارة قط.

ومن جانبه.. قال الباحث الكيميائي الدكتور رضا بن عيسى: "إنه منذ أكثر من 15 عاما اتجهت شركات الأدوية التونسية إلى إنتاج الأدوية المستخلصة من النباتات العطرية والأعشاب حيث إن هناك ما يقرب من 150 عشبة طبية نافعة في المجال الدوائي".. موضحا أن هناك نحو 40 من الأدوية مستخرجة من أصل نباتي وتستعمل صناعة الأدوية حوالي 400 عشبة أغلبها تستوردها الدول المتقدمة من الدول النامية لتحويلها إلى مستحضرات صيدلانية ثم تعيد تصديرها إلى هذه الدول بقيمة مضافة لا تقل على 10 مرات سعر المواد الأولية.

وأضاف الباحث الكيميائي: "علينا الاسثتمار في هذه الصناعة الدوائية ذات القيمة العالية، خاصة وأن المنتج الأولى متوفر بكثرة ومن نبع أرض تونس".

وبدورها.. نبهت الدكتورة سهى الحداد المسراطي أخصائية الطب الباطني وعلاج نقص المناعة وأمراض الجهاز الهضمي إلى أن العديد من الأعشاب قد تكون سامة بسبب بنيتها الكيماوية وتسبب آثارا جانبية مثل التليف في الكبد أو الفشل الكلوي والعقم أو السرطان كما تضر بالجهاز الهضمي والأوعية الدموية.

وقالت المسراطي: إن بعض العطارين يجهلون في تحديد فترة صلاحية الخلطة التي تعتمد على معايير كثيرة كدرجة الحرارة والرطوبة وشدة الضوء ونوعية العبوة، مما قد تؤثر جميعها على المواد الفعالة في أجزاء النبات.. لافتة إلى أنه لا يحق للعطارين مزج أو خلط أعشاب بأعشاب أخرى أو مع زيوت أو عسل أو مواد غذائية أخرى وذِكر الادعاءات الطبية عليها.

وأضافت: لا يحق للعطارين تعبئة الأعشاب في أشكال صيدلانية كالتي تباع في الصيدليات أو تحضير الأدوية العشبية واستخدامها لعلاج الأمراض المختلفة لفقر مؤهلاتهم في هذا المجال وعجزهم في تسجيلها عند الجهات الرقابية المعنية وذلك لعدم استطاعتهم تقديم الدراسات العلمية والشهادات التي تثبت فعالية وسلامة أدويتهم أو وصفاتهم العشبية المحضرة في محلاتهم.

ومن جانبها.. قالت أحلام رياض (صحفية تونسية): يوجد لدينا أول موقع يبيع الأعشاب عن طريق الانترنت ويمكننا توريدها إلى العالم العربي.. مشيرة إلى أن أسعارها تكون أغلى بعض الشئ من محلات العطارة ولكنها تكون عالية الجودة.

وأشارت إلى وجود العديد من الأعشاب التي لا يخلو منها أي منزل تونسي مثل الترونيجية التي تعد من أقوى الأعشاب التي تساعد في فتح الشهية وتسهيل إفراز العصارة المعدية وتسهل الهضم، وبذور القاطونة التي تساعد في انقاص الوزن "التخسيس" لما بها من ألياف تؤدي إلى الشعور بالشبع.

ومازال سوق العطارين في تونس العتيقة يجذب العديد من الزائرين لاستخدام أعشابه في الطب البديل، حيث يقول رمزي بن عمار صاحب محال عطارة: إن سوق العطارين يعد من أقدم الأسواق الشهيرة التي ذاع صيتها في بيع الأعشاب الطبيعية التي تستخدم في الطب البديل.. مشيرا إلى تزايد المترددين على السوق سواء المواطنين أو السائحين للاستفادة من هذه الأعشاب التي تساعدهم في الاستشفاء من العديد من الأمراض المزمنة.

وأشار إلى أن من أهم الأعشاب التي تستخدم في الطب البديل، الميرامية، حيث تحتوي على مضادات الأكسدة وتساعد في تعزيز الجهاز المناعي وخفض مستوى السكر بالدم، بالإضافة إلى البردقوش الذي يخفف من حدة نزلات البرد وأمراض الشتاء والقرنفل الذي يساعد في منع تطور الأمراض الناتجة عن نزلات البرد.

وعن الأعشاب الأكثر طلبا.. قال جمال الدين عبد الناصر بائع في أحد محال العطارة:إن المورينجا هي الأكثر طلبا ومبيعا خاصة بعد ظهور وانتشار الفيروسات مثل كورونا، فهي من أهم الأعشاب التي تعزز المناعة بسبب احتوائه على مضادات الأكسدة، وتأتي في المرتبة الثانية الزريقة التونسية التي لها العديد من الفوائد وتستخدم في علاج مرض السكر والتهابات المفاصل والحلق لما تحتويه من مضادات الأكسدة.. مشيرا إلى أن اللبان العربي جاء في المرتبة الثالثة حيث يساعد على زيادة التركيز والحفاظ على مستويات السكر وتحسن أداء الجهاز الهضمي.

وعلق أحد المترددين على السوق يدعى محمد خالد قائلا: "لا يمكن الاستغناء عن الطب الحديث أبدا، ولكن باجتماع الطب الحديث مع الطب البديل تكون النتيجة أكبر، فالطب بالأعشاب لا يتعارض مع الطب الحديث والأدوية وإنما في تكاملهما إسراع لعملية الشفاء".

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الابر الصينية الاعشاب التوانسة التونسيون الطب البديل عملية الشفاء الأعشاب التی العدید من إلى أن

إقرأ أيضاً:

ليون يخطف تولوز بـ «البديل»!

 
باريس (أ ف ب)

أخبار ذات صلة سان جيرمان ينصب الشباك حول «جناح» دورتموند موناكو.. «القاضية 98»!


عاد ليون من ملعب تولوز، بفوزه ثانٍ للموسم، وجاء بهدف قاتل 2-1، في المرحلة السادسة من الدوري الفرنسي لكرة القدم.
وبدا أن ليون سيكتفي بالتعادل الثاني للموسم، بعدما دخل الوقت بدل الضائع، وهو متعادل مع مضيفه الذي كان يتقدم عليه بفارق نقطة.
وجد ليون نفسه متخلفاً منذ الدقيقة 14 بهدف ليان جبوهو، لكنه أدرك التعادل بهدية من المدافع الدنماركي راسموس نيكولايسن الذي حوّل الكرة بالخطأ في شباك فريقه (28).
وعندما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، نجح «البديل» البلجيكي ماليك فوفانا، البالغ 19 عاماً، في خطف هدف النقاط الثلاث، والفوز الثاني لفريقه (95).
وهذا الفوز، يعطي جمهور ليون الأمل، بعدم تكرار سيناريو الموسم الماضي، حين وجد الفريق نفسه في مراكز الهبوط إلى الدرجة الثانية الموسم الماضي، إن كان بقيادة المدرب لوران بلان، أو خلفه الإيطالي فابيو جروسو، قبل أن يستعين في نهاية نوفمبر ببيار ساج الذي انتشله من كبوته، وصعد به حتى الوصول في نهاية الموسم إلى المركز السادس، ومنحه بالتالي بطاقة المشاركة في «يوروبا ليج».
وبدأ ليون الموسم الجديد بهزيمتين توالياً، ثم تنفس الصعداء بفوزه على ستراسبورج 4-3، لكنه عاد بعدها لينتكس مكتفياً بتعادل وهزيمة، قبل أن يخطف الانتصار الثاني الذي رفعه من المركز الخامس عشر إلى العاشر موقتاً بسبع نقاط، فيما تجمد رصيد تولوز عند خمس.
وبذلك، تحضر ليون بشكل جيد لرحلته إلى أسكتلندا، حيث يتواجه الخميس مع رينجرز في الجولة الثانية من مسابقة «يوروبا ليج»، بحلتها الجديدة، والتي بدأها بشكل جيد، من خلال فوزه على ضيفه أولمبياكوس اليوناني 2-0.

مقالات مشابهة

  • قافلة طبية بيطرية بقرية بنى أيوب بأبو حماد
  • 5 عادات خاطئة تؤثر على صلاحية الأدوية.. احذر هذه المخاطر
  • ليون يخطف تولوز بـ «البديل»!
  • وزارة الاقتصاد تناقش الصعوبات التي تواجه عمل الشركات الصينية
  • التغذية الصحية وأهميتها في حياة الإنسان
  • الذروة تمتد لشهرين.. حاج يوسف وسرّ صيدلية الشفاء وماذا قال الألماني قبل 3 عقود؟
  • تهميش ومصير غامض.. ظاهرة هروب الرياضيين التونسيين تتفاقم في السنوات الأخيرة
  • الذروة تمتد لشهرين.. حاج يوسف وسرّ صيدلية الشفاء وماذا قال الألماني قبل 3 عقود؟ - عاجل
  • الوقاية من الأمراض المزمنة: أهمية التوعية الصحية ونمط الحياة الصحي
  • نائب وزير الصحة تتابع توافر الأدوية وتقديم المشورة الصحية بوحدة سيدي بشر