الوخز بالإبر الصينية وعيادات الطب البديل أمل التونسيين في الشفاء.. والأطباء يحذرون من المخاطر الصحية
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
يلجأ التونسيون خلال الفترة الماضية إلى عيادات الطب البديل والعلاج عن طريق الأعشاب والوخز بالإبر الصينية التي باتت منتشرة في تونس العاصمة وبعض الولايات مثل جندوبة، آملين في الشفاء من الأمراض المزمنة دون عناء العلاج الكيميائي خاصة بعد تأسيس مركز العلاج بالطب الصيني عام 2023 بناء على اتفاقية التوأمة بين مستشفى المنجي سليم وجامعة الطب الصيني التقليدي، الذي يعد المركز الوحيد في إفريقيا حيث قام بتدريب العشرات من الأطباء التونسيين.
وعلى الرغم من لجوء قطاع عريض من المواطنين التونسيين إلى عيادات الطب البديل، إلا أن الأطباء يحذرون من المخاطر الصحية للأعشاب، مشيرين إلى أن البعض منها قد يكون ساما بسبب بنيتها الكيماوية وتسبب آثارا جانبية مثل التليف الكبدي أو الفشل الكلوي والعقم أو السرطان كما تضر بالجهاز الهضمي والأوعية الدموية.
وبسؤال الدكتور محمد جعيط إخصائي العلاج بالطب بالأعشاب والوخز بالإبر الصينية عن أسباب لجوء التوانسة إلى عيادات الطب البديل، أجاب "لقد مل المرضى الأدوية خاصة وأن لكل دواء آثار جانبية، كما أن بعض المرضى لا يستطيعون تناول عدد من الأدوية إما بسبب الحساسية أو بسبب أمراض مزمنة تعكرها بعض العقاقير وهو ما دفع بهم إلى الإقبال على العلاج الطبيعي والوخز بالإبر".
وأضاف جعيط، في تصريح لموفدة وكالة أنباء الشرق الأوسط: "أن الإقبال على عيادات الطب البديل في تزايد مستمر خاصة أصحاب الأمراض المزمنة مثل السرطان والكلى والحساسية بالإضافة إلى الأمراض الجلدية والاكتئاب".. منوها بأنه قام بإعداد العديد من الدراسات العلمية للاستفادة من الفوائد الكبيرة للأعشاب المميزة التي تمتاز بها تونس فضلا عن عمل ماجستير في الوخز بالإبر الذي يساعد في التخلص من الآلام والالتهابات الخاصة بالأعصاب.
وأوضح إخصائي العلاج بالطب بالأعشاب أنه يقوم بإعطاء أدوية مستخلصة من النباتات الطبيعية يتم بيعها في الصيدليات، وأنه لا يلجأ إلى أصحاب محلات العطارة قط.
ومن جانبه.. قال الباحث الكيميائي الدكتور رضا بن عيسى: "إنه منذ أكثر من 15 عاما اتجهت شركات الأدوية التونسية إلى إنتاج الأدوية المستخلصة من النباتات العطرية والأعشاب حيث إن هناك ما يقرب من 150 عشبة طبية نافعة في المجال الدوائي".. موضحا أن هناك نحو 40 من الأدوية مستخرجة من أصل نباتي وتستعمل صناعة الأدوية حوالي 400 عشبة أغلبها تستوردها الدول المتقدمة من الدول النامية لتحويلها إلى مستحضرات صيدلانية ثم تعيد تصديرها إلى هذه الدول بقيمة مضافة لا تقل على 10 مرات سعر المواد الأولية.
وأضاف الباحث الكيميائي: "علينا الاسثتمار في هذه الصناعة الدوائية ذات القيمة العالية، خاصة وأن المنتج الأولى متوفر بكثرة ومن نبع أرض تونس".
وبدورها.. نبهت الدكتورة سهى الحداد المسراطي أخصائية الطب الباطني وعلاج نقص المناعة وأمراض الجهاز الهضمي إلى أن العديد من الأعشاب قد تكون سامة بسبب بنيتها الكيماوية وتسبب آثارا جانبية مثل التليف في الكبد أو الفشل الكلوي والعقم أو السرطان كما تضر بالجهاز الهضمي والأوعية الدموية.
وقالت المسراطي: إن بعض العطارين يجهلون في تحديد فترة صلاحية الخلطة التي تعتمد على معايير كثيرة كدرجة الحرارة والرطوبة وشدة الضوء ونوعية العبوة، مما قد تؤثر جميعها على المواد الفعالة في أجزاء النبات.. لافتة إلى أنه لا يحق للعطارين مزج أو خلط أعشاب بأعشاب أخرى أو مع زيوت أو عسل أو مواد غذائية أخرى وذِكر الادعاءات الطبية عليها.
وأضافت: لا يحق للعطارين تعبئة الأعشاب في أشكال صيدلانية كالتي تباع في الصيدليات أو تحضير الأدوية العشبية واستخدامها لعلاج الأمراض المختلفة لفقر مؤهلاتهم في هذا المجال وعجزهم في تسجيلها عند الجهات الرقابية المعنية وذلك لعدم استطاعتهم تقديم الدراسات العلمية والشهادات التي تثبت فعالية وسلامة أدويتهم أو وصفاتهم العشبية المحضرة في محلاتهم.
ومن جانبها.. قالت أحلام رياض (صحفية تونسية): يوجد لدينا أول موقع يبيع الأعشاب عن طريق الانترنت ويمكننا توريدها إلى العالم العربي.. مشيرة إلى أن أسعارها تكون أغلى بعض الشئ من محلات العطارة ولكنها تكون عالية الجودة.
وأشارت إلى وجود العديد من الأعشاب التي لا يخلو منها أي منزل تونسي مثل الترونيجية التي تعد من أقوى الأعشاب التي تساعد في فتح الشهية وتسهيل إفراز العصارة المعدية وتسهل الهضم، وبذور القاطونة التي تساعد في انقاص الوزن "التخسيس" لما بها من ألياف تؤدي إلى الشعور بالشبع.
ومازال سوق العطارين في تونس العتيقة يجذب العديد من الزائرين لاستخدام أعشابه في الطب البديل، حيث يقول رمزي بن عمار صاحب محال عطارة: إن سوق العطارين يعد من أقدم الأسواق الشهيرة التي ذاع صيتها في بيع الأعشاب الطبيعية التي تستخدم في الطب البديل.. مشيرا إلى تزايد المترددين على السوق سواء المواطنين أو السائحين للاستفادة من هذه الأعشاب التي تساعدهم في الاستشفاء من العديد من الأمراض المزمنة.
وأشار إلى أن من أهم الأعشاب التي تستخدم في الطب البديل، الميرامية، حيث تحتوي على مضادات الأكسدة وتساعد في تعزيز الجهاز المناعي وخفض مستوى السكر بالدم، بالإضافة إلى البردقوش الذي يخفف من حدة نزلات البرد وأمراض الشتاء والقرنفل الذي يساعد في منع تطور الأمراض الناتجة عن نزلات البرد.
وعن الأعشاب الأكثر طلبا.. قال جمال الدين عبد الناصر بائع في أحد محال العطارة:إن المورينجا هي الأكثر طلبا ومبيعا خاصة بعد ظهور وانتشار الفيروسات مثل كورونا، فهي من أهم الأعشاب التي تعزز المناعة بسبب احتوائه على مضادات الأكسدة، وتأتي في المرتبة الثانية الزريقة التونسية التي لها العديد من الفوائد وتستخدم في علاج مرض السكر والتهابات المفاصل والحلق لما تحتويه من مضادات الأكسدة.. مشيرا إلى أن اللبان العربي جاء في المرتبة الثالثة حيث يساعد على زيادة التركيز والحفاظ على مستويات السكر وتحسن أداء الجهاز الهضمي.
وعلق أحد المترددين على السوق يدعى محمد خالد قائلا: "لا يمكن الاستغناء عن الطب الحديث أبدا، ولكن باجتماع الطب الحديث مع الطب البديل تكون النتيجة أكبر، فالطب بالأعشاب لا يتعارض مع الطب الحديث والأدوية وإنما في تكاملهما إسراع لعملية الشفاء".
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الابر الصينية الاعشاب التوانسة التونسيون الطب البديل عملية الشفاء الأعشاب التی العدید من إلى أن
إقرأ أيضاً:
آباء يحذرون من النسخة الأصلية لرواية "ويكد": لا تناسب الأطفال!
رغم الشعبية التي يحققها الفيلم الخيالي "ويكد" منذ بدء عروضه العالمية الشهر الماضي، لكن الكثير من الأصوات المندّدة بالراوية تعالت عبر مواقع التواصل، معتبرين أن النسخة الأصلية للرواية لا ينبغي للأطفال قراءتها بسبب تضمنها محتوى يناسب الراشدين فقط.
تؤدي بطولة فيلم "ويكد" الممثلتان أريانا غراندي وسينثيا آريفو. وهو مقتبس من نص لإحدى مسرحيات برودواي تحمل نفس العنوان، حسب صحيفة "نيويورك بوست".
ولكن هذه المسرحية مقتبسة بدورها من رواية الأديب غريغوري ماغواير التي أيضاً اقتبست من رواية الأديب العالمي فرانك باوم "ساحر أوز العجيب".
رصدت الصحيفة الأمريكية في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء أبرز ردود الأفعال على مضمون رواية "ويكد: أيام ساحرة الشمال الشريرة"، حيث وصفها عدد كبير من الآباء بأنها "مليئة بالوصف الإباحي والقتل والكلام الذي لا يناسب الأطفال بتاتاً".
نشر أحد رواد تيك توك غلاف نسخة جديدة لرواية ماغواير صدرت عام 1995، وقارنه بملصق الفيلم الذي تظهر عليه كل من غراندي بدور "غليندا" وآريفو بدور "إيلفابا" الشريرة.
وأشار إلى الاختلافات الرئيسية بين الكتاب والمسرحية والأفلام المقتبسة، التي يمكن أن تعرّض الأطفال لموضوعات للبالغين فقد، حيث يحتوي الكتاب على شرب الخمر والمخدرات والاعتداءات الجنسية والجريمة والعنصرية والقتل.
أيّد آخرون الكلام، واعتبروا أن نسخة 1995 من الرواية تضلل القرّاء، لأنها تحتوي على موضوعات لا تتناسب لمن هم دون الـ16 عاماً، ويجب أن ترفق بعبارة "إرشاد عائلي".
من جهتهاـ أيّدت هذا الكلام صاحبة حساب "انشانتد ناني" في مقطع فيديو نشرته على توك توك مؤكدة أنها ستمنع أطفالها من قراءة الرواية، داعية الأباء إلى الامتناع عن شرائها لأطفالهم لأن قصة الفيلم مختلفة تماماً عن القصة في الرواية.
طلب حساب تفاصيل "غامضة ومشفرة للغاية" من الآباء متابعة التحذيرات المنشورة على غوغل وعبر منصة "ريديت" حول مضمون الرواية قبل السماح لأطفالهم بقراءتها.
فيما أعرب آخرون في التعليقات عن صدمتهم عندما اكتشفوا أن الكتاب لم يكن مناسباً للأطفال مثل المسرحية الموسيقية والفيلمين.
كذلك، تحدث معلقون آخرون حول نهاية الرواية التي وصفوها بالدموية والمخيفة المختلفة تماماً عن نهاية المسرحية أو فيلم "ساحر أوز" وحتى فيلم "ويكد" الجديد.
@carlyaclements Replying to @Howaboutno here’s why Wicked the book isnt suitable for children #booktok #booktokuk #fyp #foryou #wicked ♬ original sound - ????Carly reads before bed ????????