يواجه الإنسان الكثير من الصعاب خلال حياته، ودائمًا ما يلجأ إلى الله والشرع الشريف في طلب التوفيق والبركة والسعة والرزق من الله تعالى، وفي شريعة الله وتعالمه سر من أسرار البركة والتوفيق في الحياة يخلصك من الهم والكرب العظيم. 

 

دعاء تفريج الهم والكرب المستجاب والمستحب دعاء تفريج الهم والكرب



قال الدكتور رمضان عبد الرازق، عضو اللجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر الشريف، أنه من أسرار البركة والتوفيق أن يأخذ الإنسان بكافة الأسباب، وكمال الأسباب، فالسر هنا أن يعتمد الأنسان بالكامل على رب الأسباب، فيأخذ بالأسباب ويكفر بها، ويعتمد علة ربه ويؤمن به.


 

الدنيا مبنية على السنن الكونية


ووضح عبد الرازق أن الاعتماد على الأسباب وحدها لا يكفي، والاعتماد على الله وحده مع ترك الأخذ بالأسباب اعتماد ناقص، لأن الله سبحانه وتعالى بنى الدنيا على الأسباب، وسنن الله الكونية لا تُحابي احد، وعلى المسلم أن يحفظ ذلك جيدًا في ذهنه، "الدنيا مبنية على السنن الكونية"، وأنت تأخذ بالأسباب أجعل الله سبحانه وتعالى دائمًا نصب عينيك، وعندما ترى أن الله معك، أعلم أن كل هم، وغم، وحزن، سوف يرحل عن قلبك، وقم إلى الدنيا واستقبل التهاني والبشرى وسيمتلئ قلبك بالفرح، والسعادة، لأنه لا حزن مع الله عز وجل.

وأكد عبد الرازق أن الإنسان طالما مع الله عز وجل فهو لا يسكنه هم، أو غم، أو كرب عظيم، فمن كان مع الله لا يحزن، ودين الإسلام ليس دين حزن أبدًا مهما كانت الأسباب، والظروف، والشدائد، ومشاكلك، فالله يخبرك ألا تحزن، وأن كل مشكلة لها عند الله الكريم ألف حل طالما أنك تأخذ بالأسباب وتلجأ إلى رب الأسباب، وهذا من أسرار البركة والتوفيق في الحياة.
 

لا تحزن 


أشار رمضان عبد الرازق أن الله سبحانه وتعالى، يُعلمنا في شرعة الشريف ألا نحزن في أحلك وأصعب المواقف، كما جاء في قصة السيدة مريم في القرآن الكريم، حين جاءها المخاض وهى بريئة طاهرة وغير متزوجة، وقالت يا ليتني مت قبل ذلك، ولكن الله سبحانة وتعالى قال لها: “فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا(24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا" (25- مريم)

وأيضًا قول حضرة النبي سيدنا محمد  صلى الله عليه وسلم لصاحبه سيدنا ابو بكر الصديق، حين قال له: “…إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ…."(40- التوبة).

 وقول سيدنا موسى لأصحابه وفرعون ورائهم وظنوا أنهم هالكين لا محال، فكان رد سيدنا موسى :"كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ"(62-الشعراء).

وقول الله تعالى حيث ألقت أم موسى رضيعها في الماء، فقال عزوجل: “فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ.."(13- القصص).

وسيدنا يوسف حين وضع صواع الملك في رحل أخيه واتهموا بالسرقة، فقال له: " قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (69- يوسف) 

وأخيرًا وضح عبد الرازق أن على المسلم أن يتعلم من كل ذلك اليقين بالله تعالى في أحلك الأوقات، وأنه مهما كانت الأحداث فالله معنا ومازال يرعانا، وقيمة نشر الطمأنينة، والسكينة بين الناس منهج نبوي شريف، فانشروا السكينة بين الناس، واملؤوا قلوبكم بالسكينة، ووزعوها على الناس، واملؤوا قلوبكم بالطمأنينة، ووزعوها على الناس، فالقلق، والتوتر كارثة من أكبر الكوارث، وأصبح مرض العصر، فخذو بالأسباب واعتمدوا على الله وانشروا السكينة والطمأنينة وهذا هو سر البركة والتوفيق في الحياة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: البركة التوفيق الحياة الهم الكرب العظيم رمضان عبد الرازق عضو اللجنة العليا الأزهر الشريف الهم والکرب

إقرأ أيضاً:

هيئة كبار العلماء: التوكل على الله أساس نهضة الأمة الإسلامية

قال الدكتور أحمد همام، مدير عام هيئة كبار العلماء، إن التوكل على الله والأخذ بالأسباب مساران وليس مسار واحد، ولا بد أن نأخذ بكليهما، أن نتوكل على الله مع الأخذ بالأسباب المادية والمعنوية، فتوكل فقط دون أخذ بالأسباب يعد تواكلا، وهو مرفوض في الإسلام، والأخذ بالأسباب دون الاعتماد على الله والتوكل عليه شرك بالله تعالى.

في الليلة الخامسة عشر من رمضان.. الجامع الأزهر كامل العدد لأداء صلاتي العشاء والتراويحرئيس جامعة الأزهر: الدنيا دار فناء وما في أيدينا أمانة سنردها

وأضاف أنه لا بد أن يكون هناك يقين قلبي بأن الله تعالى هو القادر على كل شيء، يعطي بالسبب ويمنح بالسبب ويمنع بالسبب، ومن ذلك ما جاء في القرآن الكريم، أن السيدة مريم، ورغم حالتها الصحية، قد أخذت بالأسباب، فرغم ما عانته من مخاض وغير ذلك من مصاعب، إلا أن الله أمرها بالأخذ بالأسباب، فتلك المرأة الضعيفة كيف تهز النخلة، لكن كان عليها أن تطيع الله فيما  أمرها به، وأن تتوكل عليه وتأخذ بالأسباب ليتحقق لها ما تريد.

وبين خلال درس التراويح، اليوم الجمعة، بالجامع الأزهر، والذي جاء تحت عنوان: "التوكل على الله"، أن تاريخنا الإسلامي حافل بالنماذج، ففي معركة العاشر من رمضان على سبيل المثال، تحقق النصر لقواتنا المسلحة بعد التوكل على الله مع الخذ بالأسباب، فقد صاح جنودنا "الله أكبر الله أكبر"، فما كان إلا أن سخرت تلك الصيحة لهم الكون كله، سخرت لهم السماء والأرض والماء وكل شيء ذلل بهذه الصيحة، ثم أخذ الجيش بالأسباب من تدريب شاق، ومن تجنيد فئة من الشباب المتعلمين من أبناء مصر، يأخذون بالأسباب العملية وبأسباب الحرب الحديثة، وما كان نتاج ذلك من أخذ بالأسباب وتوكل على الله إلا أن تحقق النصر لنا، فعلى الأمة الإٍلامية التوكل على الله لتحقق ما تنشده من نهضة وتقدم، مع الأخذ بأسباب هذه النهضة حتى تتحقق لها.

واختتم مدير عام هيئة كبار العلماء، أن الله قد خلق الخلائق، وأودع النواميس الكونية والأسباب التي تسير بقائها، وخلق آدم بيديه وخلق من ضلعه حواء، وجعل للنسل أسبابه، فلا بد من الزواج لمن أراد ذرية، كما جعل تعالى الماء سببا في الحياة ودفعا للعطش، وسببا في الإنبات، وجعل الغذاء والطعام دفعا للجوع، وجعل الدواء سببا في الشفاء، وجعل المذاكرة سببا في النجاح والتفوق، فعلينا أن نتوكل على الله مع الأخذ بالأسباب، وقد قدم لنا نبينا "صلى الله عليه وسلم" الدليل العملي في قوله: "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتروح بطانا"، فهذه الطير تتوكل على الله، ولا تنتظر في عشها الرزق، بل تأخذ بالأسباب.

مقالات مشابهة

  • الدكتور أسامة الجندي يفسر اشتياق سيدنا زكريا لإنجاب الولد.. فيديو
  • رمضان.. شهر البركة
  • خالد الجندي: الرزق مكفول لكل مخلوق وعلى الإنسان التوكل على الله.. فيديو
  • عقوبة عقوق الوالدين معجّلة في الدنيا
  • «الدنيا بخير» على الحياة يبرز مبطلات الصوم وقيمة زكاة الفطر
  • مدير هيئة كبار العلماء: الأخذ بالأسباب دون الاعتماد على الله شرك
  • كبار العلماء: نهضة الأمة الإسلامية تقوم على التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب
  • رمضان الفتح المبين والنصر العظيم انتصارًا لمظلومية المستضعفين
  • هيئة كبار العلماء: التوكل على الله أساس نهضة الأمة الإسلامية
  • علي جمعة: 3 منح أعطاها الله لكل إنسان للعبور من ابتلاء الدنيا