الحكَّاء (52) - يوميات عادية جدا لفتاة فلسطينية (3)
تاريخ النشر: 3rd, August 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة قطر عن الحكَّاء 52 يوميات عادية جدا لفتاة فلسطينية 3، آراءالحكَّاء 52 يوميات عادية جدا لفتاة فلسطينية 3 3 8 2023لوحة جدارية لامرأة فلسطينية في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين شمال الضفة الغربية .،بحسب ما نشر الجزيرة نت، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات الحكَّاء (52) - يوميات عادية جدا لفتاة فلسطينية (3)، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
آراءالحكَّاء (52) | يوميات عادية جدا لفتاة فلسطينية (3)3/8/2023لوحة جدارية لامرأة فلسطينية في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين شمال الضفة الغربية المحتلة (وكالات)
(الحلقة الأخيرة)
(1)يهدأ القصف المدفعي في إحدى الليالي، يسكن كل ما في الحي، أواصل كعادتي الانتقال من نافذة إلى نافذة، يُطلقون عليَّ: "برج المراقبة الليلي"، فأنا لا أغادر نوافذ البيت ليلا، خوفا من اقتحام أو مداهمة.
غير أني أرى هذه الليلة ما هو مختلف، شخصا يمشي في الشارع المقابل لبيتنا بخطوات سريعة، لا يلتفت في أي اتجاه، أتابعه بنظراتي حتى يصل إلى عمارتنا، أركض لغرفة أمي لإيقاظها، وأخبرها أن غريبا دخل إلى العمارة، لم يكن هناك ليلتها كهرباء، تمسك أمي الشمعة بيد وتمسكني باليد الأخرى، نسير بخطوات ثقيلة نحو الصالة، نسمع طرقا على الباب بصوت منخفض لا يكاد يُسمع، من خلف الباب نسأل: "مَن"؟ لا أصدق حين أسمع الإجابة، صرخت: "بابا".
تفتح أمي الباب بسرعة، أعانقه بحرارة، يقبلني ورأس أمي، لقد مرت شهور طويلة ولم نعرف عنه خبرا، تسأله أمي: لماذا أتى والوضع غير آمن؟ أرفع الشمعة قليلا، يبدو وجهه شاحب اللون، وعليه حبات العرق رغم برودة الجو.
سمعت صوت الجيبات العسكرية أمام البيت، ركضت لإيقاظ أمي وأبي.. "جيش.. جيش"، وتخيلت أن الاعتقال عاد ليسرق أبي منا من جديد، لكن الصدمة هذه المرة كانت أن الاعتقال لأمي، وقفت وأنا لا أستطيعُ استيعاب ما يحدث، كيف تُعتقل أمي، عالمي ودُنياي ورفيقتي وحبي الأكبر
أبي مريض جدا يومها، ولا يجد مَن يستطيع أن يحصل منه على دواء، فغامر وأتى إلى البيت رغم معرفته أن جنود الاحتلال قد يأتون في أي لحظة، يبقى 4 أيام بيننا لا يستطيع فيها أن ينهض من الفراش، وأنا لا أفارق نوافذ البيت في كل الأوقات، قمت بتقسيم إخوتي لفرق مراقبة نتبادل الأدوار، ولا يغفل أحد منا عن أي حركة في الحي، ثم يغادر أبي بيتنا، وعجبا لأقدار الله، فبعدها بساعات، يعاود جنود الاحتلال اقتحام بيتنا.
(2)تمر الأيام ثقيلة مجددا، ويأخذ الوضع الأمني العام في الضفة الغربية منحى جديدا، فتعود الحركة تدريجيا بعد تقليص ساعات منع التجول، وتقل أيضا الاقتحامات، ثم تجمعنا أمي لتخبرنا أن إخوتي الأربعة سيعودون مع عمتي لبيتنا في القرية، أما أنا وعبيدة وعبد المجيد أصغرنا فسنبقى معها في رام الله.
بعدها تطلب مني أمي أن أضع ملابس عبد المجيد أصغر إخوتي في حقيبة المدرسة الخاصة بي، وأن أُحضر ما أحتاجه أنا أيضا من ملابس، أسألها مندهشة: إلى أين سنذهب؟ تخبرني: عند بابا.
نغادر منزلنا وقد تركنا بعض المصابيح مضاءة لتوحي أننا ما زلنا فيه، وهذا بالتأكيد في الحالات التي لا تنقطع فيها الكهرباء، نترك سيارتنا أمام البيت، ونستقل أخرى، نصل بعد 4 ساعات إلى البيت الذي يختبئ فيه أبي.
بعد يومين، كان عليَّ أن أعود مرة أخرى إلى البيت، لأطمئن عليه، خصوصا أن أمي في أشهر الحمل الأخيرة، يشرح أبي لطفلته التي تبلغ 11 عاما طريق الوصول للمنزل، ويخبرني ماذا أفعل، يستودعني رب العالمين هو وأمي وأخرج أنا وأخي أمجد.
أصل بعد ساعتين وقد عبرت الطرقات الفرعية، أتأكد أن الاحتلال لم يقتحم بيتنا في غيابنا، أُحضر بعض الملابس من البيت، وأحمل جرة غاز متوسطة الحجم، إضافة إلى بعض الحاجيات التي أوصتني أمي أن أحضرها، أضعها في حقيبة وأحملها على ظهري، وأُلبس جرة الغاز كيسا كبيرا وألفها ببعض الملابس، حتى لا تكون واضحة المعالم، أنتظر بدء مغيب الشمس كما أوصاني أبي، وأخرج من البيت تسللا.
(3)أكاد أصل وجهتي المنشودة، إلا أن صوتا قريبا لدبابات ومدرعات يباغتني، أشعر أن قلبي يكاد يخرج من صدري من شدة الخفقان، وأظن أن موتي اقترب، أنا وأخي على طرف الشارع في مكان مكشوف تقريبا ودبابات الجيش قريبة، لا أعرف ماذا أفعل، كان عليَّ أن أفكر هذه المرة وحدي، وأن أتصرف وحدي، يومها أظنُ أني كدتُ أكسر يد أخي أمجد وأنا أمسكهُ من شدةِ خوفي عليه.
أعود سريعا إلى الخلف، ونختبئ خلف شجرة كبيرة، أرى بيتا قديما له بوابة حديدية مفتوحة، نركض نحوه بسرعة، وأجلس أنا وأمجد بقرب البوابة على الأرض، أضع جرة الغاز خلفي وأحضن حقيبتي وأضع رأسي عليها، أشيح ببصري عن الدبابات التي تقترب، وأعد الثواني حتى تمر، إلا أن الثواني تصبح ساعات طويلة عندما تتوقف الدبابات ومدرعات الجنود على طول الشارع.
تغيب الشمس ويحل الليل، يعود صوت الدبابات مرة أخرى ليعلو من جديد، يبدو أنها كانت استراحة مفاجئة والآن سيكملون المسير، هكذا قلت لنفسي أطمئنها، وفعلا كان هذا الأمر، وتمر الدبابات ومدرعات الجنود، نخرج من خلف الباب، ونركض بسرعة كبيرة حتى نصل إلى البيت عند أمي وأبي.
أجدهما بحال لا يحسدان عليه، تضمني أمي طويلا وهي تبكي، أقول لأبي بفخر: إنني أحضرت جرة الغاز وما طلبته أمي، وإنني قد استطعت أن أختبئ أنا وأمجد من الجنود، كنت أحاول جاهدة أن يشعر أبي وأمي بالفخر بي، لعل ذلك يبدد شيئا من خوفهما عليَّ الذي كان واضحا، ولوم نفسيهما لإرسالنا في مهمة أشبه بالمستحيلة.
(4)لم تمحُ سنوات ما بعد الاجتياح كل ما عشناه فيها، بقي عالقا فينا بشكل أو بآخر، نجدهُ يخرجُ كلما أُعيدت بعض المشاهد والذكريات، حيث اعتقل أبي حينها ومكثَ في سجون الاحتلال 3 سنوات ونصف، دون تهمة ودون محاكمة وبحكم "الاعتقال الإداري". لم يكن شيئا عاديا ولا طبيعيا، لكن أمي كانت قادرة على أن تكون لنا أما وأبا، لا ننسى كم كافحت وتحملت في سبيل ذلك، لكن ما حدث بعدها لم يكن خاطرا على عقولنا أبدا من قبل.
كان يوم الثامن من الشهر السابع لعام 2007، ليلة صيفية جميلة بعد اجتماع عائلي عشناه، كنا قد حرمنا منه لسنوات، وكعادتي أنا "برج المراقبة الليلي"، لم أكن قد نمت بعد، عندما سمعت صوت الجيبات العسكرية أمام البيت، ركضت لإيقاظ أمي وأبي.. "جيش.. جيش"، وتخيلت أن الاعتقال عاد ليسرق أبي منا من جديد، لكن الصدمة هذه المرة كانت أن الاعتقال لأمي، وقفت وأنا لا أستطي
185.208.78.254
اقرأ على الموقع الرسمي
وفي نهاية المقال نود ان نشير الى ان هذه هي تفاصيل الحكَّاء (52) - يوميات عادية جدا لفتاة فلسطينية (3) وتم نقلها من الجزيرة نت نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
علما ان فريق التحرير في صحافة العرب بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: ايجي بست موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس إلى البیت
إقرأ أيضاً:
فصائل فلسطينية تعقب على قصف اليمن
أصدرت فصائل فلسطينية ، مساء اليوم الخميس 26 ديسمبر 2024 ، بيانات صحفية ، تعقيبا على قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية أهداف في دولة اليمن.
وفيما يلي نص بيانات الفصائل كما وصلت وكالة سوا الإخبارية
حركة حماس
العدوان الصهيوني على اليمن؛ إرهاب واعتداء سافر على السيادة اليمنية، وندعو الدول العربية والإسلامية لردع الاحتلال والتضامن في مواجهة انتهاكاته بحق شعوب المنطقة
ندين في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العدوان الإرهابي الغاشم الذي شنه العدو الصهيوني على اليمن الشقيق، واستهدف مواقع مدنيّة منها مطار صنعاء وميناء الحديدة، ونعدّه امتداداً لسياسة العربدة والإرهاب التي تنتهجها حكومة الاحتلال الإرهابي ضد شعبنا الفلسطيني وشعوب المنطقة، بغطاء سياسي وعسكري من واشنطن وبعض العواصم الغربية.
نثمّن المواقف اليمنية الأصيلة التي عبّر عنها الإخوة في (أنصار الله)، وتأكيدهم أن العدوان الصهيوني والغربي على اليمن، لن يثنيهم عن قرارهم الراسخ بتقديم كل سبل الدعم والإسناد لشعبنا الفلسطيني، ومواصلة ضرب العمق الصهيوني حتى وقف حملة الإبادة الوحشية التي يتعرض لها أهلنا في قطاع غزة أمام سمع وبصر العالم.
إن هذه الغطرسة الصهيونية والجرائم بحق شعبنا، والعدوان الذي يتعرّض له الشعب اليمني الشقيق؛ تستدعي موقفاً عربياً وإسلامياً حازماً، للتضامن والوحدة في مواجهة انتهاكات الاحتلال، والتحرك بكافة المستويات لردع هذه الحكومة الفاشية، وحملها على التخلّي عن أوهام السيطرة والإخضاع التي تسعى إليها تجاه المنطقة وشعوبها.
تصريح صادر عن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين
ندين بأشد العبارات العدوان الثلاثي (الأمريكي – البريطاني – الصهيوني) على اليمن الشقيق، ولا سيما العدوان الصهيوني الهمجي على العاصمة اليمنية صنعاء واستهداف مواقع مدنية فيها، من بينها منشآت وأبراج تابعة لمطار صنعاء الدولي، إضافة إلى محطات كهرباء ومرافق اقتصادية مدنية.
إن هذا العدوان يعكس مدى الإحباط الذي تتخبط فيه قوى العدوان إزاء الشموخ والإباء الذي يظهره الشعب اليمني الشقيق في مواجهة القوى التي تتربص بأمتنا وشعوبها وتريد فرض هيمنتها عليها بارتكاب المجازر وقصف المنشآت المدنية، لعجزها عن فرض إرادتها بالقوة العسكرية.
إننا إذ نحيي صمود الشعب اليمني الشقيق في مواجهة هذا الإجرام المتمادي، فإننا نشيد بمواقف السيد عبد الملك الحوثي التي أعلن فيها الاستمرار في نصرة شعب فلسطين وقضيته ومقاومته.
تصريح صحفي صادر عن لجان المقاومة في فلسطين :
ندين العدوان الصهيوني البربري على اليمن و استهدف منشآت مدنية بتنسيق ودعم أميركي - بريطاني .
العدوان الصهيوني على اليمن ياتي بعد ان اذاقت صواريخ اليمن تل أبيب وعمق الكيان حر نارها وسلبت النوم من عيون الصهاينة وكشفت عجز منظومتها العسكرية والاستخباراتية وواصلت اسناد ودعم غزة ومقاومتها رغم التضحيات الجسام .
استهداف البني التحتية والمدنية للشعب اليمني يكشف اننا امام عدو فاشي مجرم جبان لا يستقوي الا على المدنيين .
العدوان الصهيوني على اليمن يفلح بكسر ارادة الشعب اليمني وقواته المسلحة وقيادته الشجاعة وسيظل اليمن يمتلك المفاجأة والمبادرة رغم كل ما يمتلكه العدو الصهيوأمريكي من تكنولوجيا وسلاح .
نحيي الشعب اليمني الشقيق ومقاومته الباسلة وقيادته المؤمنة التي لا زالت تصر على تكثيف الضربات المباركة في قلب الكيان الصهيوني تضامنا واسنادا لشعبنا في غزة في مواجهة حرب الابادة والتطهير العرقي التي يتعرض لها .
الجبهة الشعبية تدين العدوان الصهيوني على اليمن وتؤكد أنه دليل على حالة الإفلاس التي وصل إليها التحالف الصهيوني الغربي في مواجهة اليمن
تدين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بأشد العبارات العدوان الصهيوني الإجرامي على الشعب اليمني الشقيق، الذي استهدف المدنيين الأبرياء في صالة مطار صنعاء الدولي والمنشآت الحيوية في صنعاء والحديدة، بما فيها محطات الكهرباء والموانئ.
هذا العدوان الجبان الذي جاء بتنسيق ودعم أميركي-بريطاني وبمشاركة من البوارج البحرية الأمريكية هو جريمة حرب منظمة تُجسد الوجه الحقيقي للإرهاب الصهيوني والاستعماري الذي يستهدف شعوب المنطقة، وهو دليل جديد على حالة الإفلاس التي يعيشها التحالف الصهيوني الغربي وعجزه عن تحقيق أهدافه في اليمن.
إن استهداف المدنيين والبنية التحتية في اليمن هو فعل جبان يعكس عجز الكيان الصهيوني عن إيقاف العمليات النوعية للقوات المسلحة اليمنية في قلب الكيان، وهو محاولة يائسة لصبّ أحقاده على المدنيين بعد فشله الذريع في مواجهة الردود النوعية اليمنية.
تؤكد الجبهة وقوفها وتضامنها الكاملين مع الشعب اليمني الشقيق وقواته المسلحة في مواجهة هذا العدوان الغاشم.
على ثقة تامة بأن هذه الجرائم البشعة لن تُخضع الشعب اليمني العظيم، ولن تُضعف عزيمته؛ فهذا الشعب الذي أثبت صلابته في وجه كل المؤامرات والعدوان والحصار لن يتردد في تحويل كل جريمة جديدة إلى رد موجع لهذا الكيان المجرم وحلفائه.
المصدر : وكالة سوا