في الوقت الذي تتواصل فيه الجهود الأمريكية لإنجاز اتفاق تطبيع إقليمي بين السعودية والاحتلال، تتخوف أوساطه من أن الفرصة الزمنية التي يمكن لها أن يخرج خلالها من المأزق المتورط فيه حالياً آخذة في الانغلاق، ورغم مزاعمه بأن الثمن لهذا التطبيع ليس سهلا، خاصة من النواحي السياسية، لكن التغيير ضروري، وهو مطالب باتخاذ قرارات تخرج الإسرائيليين من هذا الوضع المزري الذي يجدون أنفسهم فيه، وإلا سينتقلون من مأزق إلى آخر، وإلى أجل غير مسمى.



الجنرال عاموس يادلين، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية، ومؤسس منظمة "مايند إسرائيل"، وجه نداء عاجلا لقيادة الاحتلال، جاي فيه أن "الزيارة الأخيرة التي قام بها مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، لدولة الاحتلال، أوضحت لها بوضوح أنها تتسابق نحو تقاطع "T" الاستراتيجي، وأن الفرصة متاحة لتقرير أي الاتجاهين يجب أن تسلك، لأن واشنطن تتجه نحو الإغلاق بسرعة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية، مما يستدعي من صناع القرار لديه للقيام بعملهم، واتخاذ القرارات، بدلاً من الاستمرار في التأجيل والتعثر، وتجنب القرارات الأساسية، بل عليهم القيام بخطوة استراتيجية ذات طابع تاريخي".

وأضاف في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" أن "القرار يكمن بالموافقة على صفقة التبادل مع حماس وإبرام اتفاق تطبيع مع السعودية ودول إسلامية أخرى، مما سيسمح بإثبات شرعية وجود دولة الاحتلال "اليهودية" في قلب الشرق الأوسط، والحفاظ على الدعم الإقليمي والدولي للعمل ضد تقوية حماس وإنعاشها، وتجفيف مصادر دخلها، وتصميم وترسيخ تحالف ضد إيران، وكبح الإجراءات القانونية ضد الاحتلال، وهي منجزات جديرة بالاهتمام، ومفضلة على تعريض أمن الاحتلال للخطر، لأن استمرار القتال العبثي في غزة دون هدف سياسي يزيد احتمالات التصعيد على الجبهة الشمالية، والمخاطرة بأن يفرض العالم في النهاية قراره".

وأشار أنه "كأولوية قصوى، قد تكون الأسابيع المقبلة الفرصة الأخيرة لإعادة المختطفين بدل أن يموتون في أنفاق غزة، قبل أن تصبح هذه المأساة دائمة، وتستمر لسنوات، لأن دولة الاحتلال أنشئت بالأساس للسماح لليهود بالعيش في أمان، وقد فشلت في هذه المهمة في السابع من أكتوبر، ونحن ملزمون أن نقطع شوطا طويلا، طريقا طويلا جدا، لإعادتهم، مع قناعة الجهاز الأمني بكيفية التعامل مع نتائج الصفقة مع حماس، لكن طالما لم يتم إطلاق سراحهم من الأسر، فإن ظلاً ثقيلاً سيرافق المجتمع الإسرائيلي، مما سيحجب قدرته على التغلب على الصدمة الجماعية، واستعادة تماسكه وصموده الوطني".


وأوضح أن "صفقة الرهائن ليست مجرد ضرورة أخلاقية عليا للدولة تجاه مواطنيها فحسب، بل هي أيضًا أهم عمل سياسي من المتوقع أن ينقذ دولة الاحتلال من المأزق، ويفتح الباب أمام التحركات السياسية التالية، وعلى رأسها التطبيع، وإنقاذها من دوامة التصعيد على الحدود الشمالية، وسيكون مطلوباً الاعتراف بحل الدولتين من حيث المبدأ، لأنه المفتاح لتعزيز التطبيع، وهذا في الحقيقة ليس خياراً بين "حماسستان وفتحستان" كما يحاول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تأطيره لأسباب شخصية، وقد تبين لجميع الأطراف أنه لا توجد إمكانية أمنية لتحقيق الهدفين معاً".

يكشف هذا الربط الغريب بين إبرام التطبيع مع السعودية وإنجاز صفقة التبادل مع حماس، عن خشية إسرائيلية من استمرار تدهور أمن الاحتلال، وما يعنيه ذلك لاقتصادها وعلاقاتها الخارجية، والإضرار بالتحالف مع الولايات المتحدة، الذي أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى، بجانب إبرام المزيد من التحالفات الإقليمية والدولية للوقوف ضد المحور المعادي في المنطقة، مما يستدعي من قيادة الاحتلال، وفق هذا النداء أعلاه، اتخاذ قرارات بشأن صفقة التبادل، حتى لو كانت التكاليف مؤلمة، والخروج من المضيق الاستراتيجي الذي يواصلون التحرك فيه، وإلا فينبغي للقادة الذين لا يستطيعون إظهار القيادة أو اتخاذ القرارات التي تخدم مصلحة الدولة، أن يعلقوا المفاتيح، ويختفوا من الحياة العامة، وفق الصيغة الإسرائيلية.

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال غزة فلسطين غزة الاحتلال طوفان الاقصي صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

نتنياهو.. المجرم الذي لا يزال متعطشا للدماء

يبدو أنَّ حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو لا تُريد لمنطقة الشرق الأوسط إلا مزيدا من الدماء والتدمير والتوترات، فبعد أن حولت قطاع غزة إلى مدينة غير صالحة للحياة وقتلت عشرات الآلاف من الفلسطينيين والتنكيل بهم، وجهت نيرانها إلى لبنان لتكثف من هجماتها الجوية على مناطق سكنية عديدة، وطالبت عشرات الآلاف من السكان بإخلاء منازلهم.

وفي ظل التطورات الأخيرة باغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، فإنَّ إسرائيل تصب الزيت على النَّار لإشعال المنطقة بأكملها دون مراعاة للقوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة، أو للوساطة والجهود العربية لتهدئة الأوضاع وإرساء دعائم الأمن والسلام.

وعلى الرغم من حالة الانتشاء التي يعيشها الاحتلال الإسرائيلي بعد اغتيال حسن نصر الله، إلا أنَّ عمليات الاغتيال المتكررة لن تصنع النصر لهذا الاحتلال الغاصب، لأنَّ أفعاله الإجرامية خلقت أجيالا جديدة كارهة له وستحمل في صدورها الثأر من إسرائيل التي لم ينجو من نيرانها الأطفال والنساء والشيوخ.

إنَّ نتنياهو لا يزال متعطشًا لسفك مزيد من الدماء العربية، وإن حالة الصمت التي يعيشها المجتمع الدولي منذ حوالي عام والاكتفاء بالتنديد والمطالبات بوقف إطلاق النَّار، لن تجدي نفعاً أمام هذه الحكومة الإسرائيلية البربرية التي تدمر بنيرانها أي مظهر من مظاهر الحياة لأنها عدوة للحياة.

مقالات مشابهة

  • ما الذي قاله نائب حزب الله أمين قاسم في أول خطاب بعد اغتيال نصر الله؟
  • متظاهرون يجتازون الحواجز ويتظاهرون أمام منزل نتنياهو للمطالبة باتفاق في غزة (شاهد)
  • حركة حماس تعلن مقتل أحد قادتها وعائلته بقصف إسرائيلي جنوب لبنان
  • خطاب نتنياهو أمام الأمم المتحدة مثير للجدل وعنصري
  • من الشخص الذي زوّد إسرائيل بمعلومات عن نصر الله؟.. صحيفة تكشف التفاصيل
  • نتنياهو.. المجرم الذي لا يزال متعطشا للدماء
  • من الذي اغتال حسن نصر الله؟!
  • قيادي بحماس: ما ذكره الإعلام الإسرائيلي عن قرب التوصل لاتفاق غير صحيح
  • اغتيال حسن نصر الله الذي اختلفوا حوله
  • رغم فراغ مقعدها.. نتنياهو يتحدث عن فوائد التطبيع مع السعودية