مصادر تكشف لأخبارنا الحقيقة الكاملة لواقعة فندق سيدي قاسم وعلاقتها بتصريح الوزير وهبي
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
أخبارنا المغربية-محمد الحبشاوي
كشفت مصادر مطلعة ل"أخبارنا"، الحقيقة الكاملة للخبر الذي تم تداوله مؤخرا عبر منصات التواصل الاجتماعي، والمتعلق بتوقيف صاحبة فندق بمدينة سيدي قاسم، ومتابعتها في حالة اعتقال من طرف النيابة العامة المختصة، وذلك على خلفية الاشتباه في تورطها في إعداد وكر للدعارة، و عدم تقييد نزلاء فندق بالسجل المخصص لهذا الغرض.
وحسب المصادر عينها، فإن واقعة الفندق المذكور وقعت يوم 17 ماي الجاري، أي قبل صدور تصريحات وزير العدل وهبي الذي أدلى بها تحت قبة البرلمان، وهو الأمر الذي يؤكد عدم صلتها بتعليق هذا الأخير.
وأكدت نفس المصادر، أن النيابة العامة بابتدائية سيدي قاسم، قامت بمتابعة مالكة فندق تسيره نيابة عن ورثة، بتهم عدم تقييد نزيل فندق بالسجل المخصص له.
وجاء ذلك بعد مداهمة أمنية محكمة، أسفرت عن توقيف شابة بمعية شاب آخر داخل إحدى الغرف متلبسين بممارسة الجنس، الأمر الذي عجل باعتقال المشتبه فيهما أيضا.
هذا، ومن المنتظر أن تنطلق محاكمة المتورطة الرئيسية في القضية يوم الاثنين المقبل، وذلك بطلب من دفاعها الذي تقدم بالملتمس للمحكمة، لإعداد الدفوع.
وكان الوزير وهبي قد انتقد استمرار بعض المرافق والإدارات العمومية في طلب وثائق غير ضرورية من المواطنين، مثل طلب عقد الزواج في الفنادق.
وقال وهبي في جلسة سابقة للأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، "تيسولوك فالأوطيل واش مزوج ولا لا؟؟ ، ويطلبون عقد الزواج، هذا تدخل في الحياة الخاصة".
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
سامح قاسم يكتب: داليا زيادة.. حين تُصبح الكلمات خنجرًا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في زمن يُقتلع فيه الزيتون وتُهدم البيوت على رؤوس أصحابها، ليس مسموحًا للغة أن تتنصل من ضميرها. الكلمات ليست ألعابًا ناعمة نُطلقها في الهواء ثم نختبئ وراء دبلوماسية خادعة، الكلمات موقف. وحين تختار داليا زيادة أن تُفرغ اللغة من دمها، من ذاك النبض الإنساني الذي يقف في صفّ الضحية، فإنها لا تُخطئ فحسب، بل ترتكب فعلًا لغويًا يعادل جريمة.
أن تصف اجتياح غزة، بمجازره ووحشيته، بأنه "دفاع عن النفس"، هو أن تستبدل الحقيقة بالمجاز الكاذب، وتبرر القتل باسم السلام، وتُهين كل طفل فقد عينيه تحت الأنقاض. تلك اللغة التي استخدمتها زيادة ليست زلة لسان، بل خيانة للمعنى، خيانة لذاكرة لا تزال حية تصرخ من صبرا وشاتيلا إلى خانيونس.
لكن ماذا يحدث حين تُستخدم الكلمات لقتل ما تبقى من المعنى؟ حين تقف امرأة من قلب القاهرة، التي كانت وستظل، قلبًا للعروبة، لتتحدث بلسان المحتل وتستعير مفرداته لتصف المذبحة بأنها "رد فعل مشروع"؟
إنها لا ترتكب خطأً سياسيًا، بل تسقط سقوطًا أخلاقيًا، وتغرق في مستنقع الخطاب الذي يصنع من الجلاد قديسًا، ومن الضحية إرهابيًا. تقول زيادة إن "إسرائيل تحارب الإرهاب نيابة عن الشرق الأوسط"، وكأن صرخات الأطفال في المخيمات ليست من الشرق الأوسط، وكأن الفلسطينيين هم الآخر الذي يجب أن يُباد لكي يعم "السلام".
لا ريب أن المثقف الحقيقي هو من يقف في وجه السلطان، لا من يكتب له خطاباته أو يبرر جرائمه.
وإن كان المثقف، هو الناطق باسم الحقيقة، فإن داليا زيادة لم تكن سوى ناطقة باسم الإنكار، تنحاز لا إلى العقل، بل إلى الرواية التي تصنع من الحقيقة مرآة مكسورة.
لسنا ضد الحوار، ولسنا من دعاة الكراهية. لكن هناك فرق شاسع بين من ينشد السلام ومن يبرر الاحتلال. بين من يؤمن بحق الإنسان في الحياة ومن يُبيح سفك دمه على مذبح الواقعية السياسية. إن جوهر الأزمة في خطاب داليا زيادة هو أنها اختارت أن تكون حيادية في زمن لا يحتمل الحياد، اختارت أن تصافح القاتل بينما الضحية لم تُدفن بعد.
في الأوقات الفارقة يكون الصمت هو الجريمة الكبرى حين يكون الصوت ممكنًا.
لكن الأشد جرمًا من الصمت، هو أن يُستخدم الصوت لتغطية صرخات الآخرين، لتجميل الخراب، لتسويق المجازر تحت مسميات براقة كـ"محاربة الإرهاب" و"الدفاع عن النفس".
إن تصريحات داليا زيادة لا يمكن تأويلها بحسن نية. لقد وقفت علنًا على الجانب الخاطئ من التاريخ، وارتدت درع الكلمات المصقولة لتغطي به العار. وإذا كان التاريخ لا يرحم، فإن الشعوب لا تنسى. وكل من ينحاز لقاتله، سيُكتب اسمه في هامش الخيانة، مهما تلون الخطاب وتزيا بزي التنوير.
في النهاية، لا تحتاج فلسطين لمن يذرف عليها دموع التماسيح في المؤتمرات، بل تحتاج إلى من يحمل حقيقتها كما هي: احتلال يُجابه بالمقاومة، لا بالتبرير.
نحن لا نُدين داليا زيادة كشخص، بل كصوت اختار أن يُصفق لجلاد وهو يُجهز على ذاكرة شعب، صوت نسائي اختار أن يغتال الأنوثة في لغتها، أن تُهادن القتل باسم السلام، وأن تُساهم في صناعة نسيان لا يليق بصمود الأبطال ودماء الضحايا.