عودة: نحن أمام تعطيل مشبوه يساهم في تفكك السلطة وتحلل الدولة
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد من المؤمنين.
بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت، ووهب الحياة للذين في القبور. سمعنا في إنجيل اليوم الحوار الذي دار بين المسيح المخلص والمرأة السامرية أمام بئر قديمة حفرت في القفر زمن يعقوب أبي الآباء.
أضاف: "تقيم كنيستنا تذكار المرأة السامرية اليوم لأنه الأحد الأول بعد انتصاف العيد، أي العيد الذي يقف في الوسط بين القيامة والعنصرة. ففي قيامة المخلص تستعلن حقائق الكنيسة العظيمة، أن المسيح هو إله وإنسان معا، وأنه صلب وقام من الموت. تبقى هذه الحقائق مجردة إلى العنصرة، حين نفهم معناها الكياني، ومدى تأثيرها في حياتنا اليومية. مع حلول الروح القدس، تصبح هذه الحقائق حية فينا، فنعبد المسيح والآب القدوس «بالروح والحق» كما سمعنا في إنجيل اليوم: «تأتي ساعة... إذ الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق» (يو 4: 23). تدعونا كنيسة المسيح مجددا إلى ينبوع الماء الحي، إلى المسيح الذي وحده يحيي نفوسنا وأجسادنا. تدعونا أن ننظر اليوم إلى أعماق هذه البئر الفائقة كل إدراك وقياس، ليتمكن كل منا أن يستقي ماء الحياة بما يوافق حاجته وحاجة مجتمعه. أزمة إنسانيتنا اليوم أن الإنسان بطبعه كائن يعطش إلى الله، لكن الخطيئة، حينما تسود، تحجب الشوق الأصيل فيه إلى الإرتواء من النعمة الإلهية، فيضيع هدفه، وينسى غاية وجوده، أي أن يصير ابنا لله. يحيد عن مسيرة الإتحاد بخالقه، وهذا الإنفصال الروحي عن مبدأ الحياة ينعكس على علاقة الإنسان مع ربه، التي، إن وجدت، تقتصر على لون خارجي من التدين والعبادات العقيمة التي لا مفاعيل حقيقية لها في حياة الإنسان أو مجتمعه. تصير تدينا شكليا لا يروي ظمأ صاحبه ولا يؤهله لخدمة قريبه وإرواء عطشه. إذا نظرنا بتمعن إلى ما حصل عند بئر يعقوب، ندرك أن ينبوع الحياة، أي كنيسة المسيح المجيدة، ما برحت تسقي المؤمنين وتروي حياتهم. لكن، على كل منا أن يطلب «الماء الحي» كل يوم حتى لا نجد أنفسنا محرومين من حضور الله في حياتنا. وكما أن المرأة السامرية أرادت أن تتعرف على المسيح، فسألته: «أعطني هذا الماء كي لا أعطش» (يو 4: 15)، هكذا نحن أيضا مدعوون أن نطلب إلى الله، كل يوم، أن يمنحنا «ماءه الحي»، حتى يحفظنا ويثبتنا خلال هذه الأوقات الصعبة التي نعيش فيها".
وتابع: "يا أحبة، بعد نقاش طويل مع يسوع أدركت السامرية أنها أمام كائن مختلف، أمام من قد يكون المسيح، «فتركت جرتها ومضت إلى المدينة وقالت للناس: تعالوا انظروا إنسانا قال لي كل ما فعلت. ألعل هذا هو المسيح». لم ترد فقط خلاص نفسها بل أرادت خلاص الجميع حولها. مشكلتنا في لبنان أن كل زعيم أو مسؤول، وكل حزب أو جماعة، وكل إنسان لا يطلب إلا ما لنفسه، وما يناسب مصلحته ويغذي كبرياءه وعطشه للسلطة وجشعه للمال. إذا تصرف الفقير والجائع والمحتاج بهذه الروحية قد نبرره بسبب حاجته. أما أن يتصرف القادر هكذا فيلام لأن القدوة تأتي من فوق، من الكبير أو الأكبر والأقوى والأقدر. نحن بحاجة إلى نفوس كبيرة تتولى السلطة والقيادة وترسي ثقافة البناء والعطاء، ثقافة النزاهة والكفاءة والأخلاق، حتى تبنى الدولة وترسخ قواعد الديمقراطية وصلابة المؤسسات. فإذا ما غاب الكبار يبقى البلد بقوانينه ومؤسساته وقضائه".
وقال: "نحن نعيش نقيض ذلك. فبعد استغلال النفوذ لسنوات، والتلطي وراء المراكز من أجل استنفاد خيرات البلد وتخطي قوانينه، واتخاذ القرارات التي تناسب المصالح ولو على حساب المصلحة العامة، ها نحن أمام تعطيل مشبوه لانتخاب رئيس، يساهم في تفكك السلطة وتحلل الدولة. وما يفاقم الوضع تقاعس السلطة عن البحث الجدي عن حل للمشاكل العديدة التي تنغص حياة اللبنانيين وأولها انهيار الإقتصاد وكيفية إعادة أموال المواطنين، والحرب التي يتحمل نتائجها اللبنانيون دون موافقتهم عليها، وتردي الأخلاق، والفوضى التي تعم قطاع التربية، وضياع الطلاب نتيجة القرارات العشوائية التي تساهم في تدني مستوى التعليم... اللبنانيون، مسؤولين ومواطنين، ارتكبوا ويرتكبون أخطاء كثيرة في حق وطنهم، لكن الوضع لم يعد يحتمل وعلى الجميع تدارك الأمر. أما النواب فعلى عاتقهم مسؤولية تاريخية في تطبيق الدستور دون مواربة، وانتخاب رئيس في أسرع وقت لكي تعود المؤسسات إلى العمل المنتظم المنتج المبني على الصدق والأمانة وابتغاء الخير العام".
وختم: "دعوتنا اليوم أن نشهد مثل المرأة السامرية أن المسيح هو الإله الحي، وأن عنده، هو وحده، ماء الحياة الأبدية والرحمة العظمى، وأن نكثف طلبنا للماء الحي، لكي تبقى حياتنا مليئة بنعمة الروح القدس، فننقل المحبة والفرح لكل من يلتقينا ويعرفنا".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
قمر الدولة والغندور وحسين وعباس.. حكام اليوم الأول بالجولة التاسعة بالدوري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تستأنف اليوم الثلاثاء منافسات الموسم رقم 66 للدوري الممتاز (نايل) بأربع مواجهات في افتتاح الجولة التاسعة للمسابقة التي انطلقت في الثلاثين من أكتوبر الماضي بنظام جديد.
أعلنت لجنة الحكام أسماء طواقم المباريات الأربعة في الجولة التاسعة من الدوري وجاءت على النحو التالي:
- الجونة × البنك الأهلي: نادر قمر الدولة (ساحة)، مصطفى حسين ووائل عاطف (مساعدين)، حسني سلطان (رابع)، علاء صبري ومحمد عبد العزيز (تقنية الفيديو).
يدخل فريق الجونة هذه المباراة وفي رصيده 6 نقاط يحتل بها المركز السابع عشر (قبل الأخير) ويسعى لوقف نزيف النقاط بعد خسارته (0 – 2) أمام الأهلي في الجولة الماضية، في المقابل يأمل البنك الأهلي صاحب المركز السابع برصيد 11 نقطة في متابعة نتائجه الإيجابية، وأخرها تفوقه على الإسماعيلي (1 – 0) في نفس الجولة.
- غزل المحلة × حرس الحدود: عاطف حسين (ساحة)، أحمد بكر وأحمد زيدان (مساعدين)، أحمد حمدي (رابع)، محمد سلامة ومحمد عطا (تقنية فيديو).
خسارة "زعيم الفلاحين" أمام البنك الأهلي (0 – 1) وبيراميدز (0 – 3) في آخر جولتين أوقفت رصيده عند 8 نقاط في المركز الرابع عشر ويطمح اليوم مع مديره الفني المخضرم شوقي غريب في تجاوز هذا النفق المظلم وتحقيق أول فوز له داخل أرضه، أما حرس الحدود الذي خسر أيضاً أمام الزمالك (2 – 3) في الجولة الماضية وتجمد رصيده عند 6 نقاط في المركز السادس عشر، فيبحث عن العودة للإسكندرية بنتيجة إيجابية تبعده عن مراكز المؤخرة.
- الإسماعيلي × سموحة: أحمد الغندور (ساحة)، الدوليين أحمد توفيق طلب وهاني خيري (مساعدين)، الدولي طارق مجدي وهاني العراقي (تقنية الفيديو).
"الدراويش" أبطال الدوري ثلاث مرات، يدخلون هذا اللقاء وفي جعبتهم 9 نقاط وضعتهم في المركز التاسع في جدول الترتيب يأملون في تحقيق كامل الغلة لتأمين موقعهم في النصف الأول من الجدول وتعويض خسارتهم أمام البنك الأهلي في الجولة السابقة، في المقابل يتمسك "أبناء الحي الراقي" بقيادة أحمد سامي في استمرار صحوتهم بعد أن حققوا انتصارين على مودرن سبورت في الدوري في الجولة الثامنة وتقدموا للمركز الثاني عشر برصيد 8 نقاط ثم تخطوا زد أف سي في ثمن نهائي كأس مصر.
- إنبي × طلائع الجيش: أحمد ناصر عباس (ساحة)، أحمد لطفي ومحمود عامر (مساعدين)، شاهندا المغربي (رابع) ’ الدولي أمين عمر وإبراهيم محجوب (تقنية الفيديو).
خرج "كبير العائلة البترولية" بنقطة ثمينة أمام شقيقه بتروجيت في الجولة الماضية رافعاً رصيده إلى 7 نقاط في المركز الخامس عشر ويبحث عن فوزه الثاني هذا الموسم من أجل التقدم في جدول الترتيب، في المقابل تكبد الطلائع خسارة جديدة أمام سيراميكا كليوباترا (0 – 1) وتوقف رصيده عند 8 نقاط في المركز الثالث عشر، ويأمل اليوم في استعادة توازنه بفوز أو تعادل يبعده عن مراكز الخطر.
هذا وتتواصل مباريات الجولة التاسعة يوم الأربعاء بمواجهات فاركو والأهلي على ملعب الجيش ببرج العرب، سيراميكا كليوباترا والاتحاد السكندري على ملعب عثمان أحمد عثمان وزد إف سي أمام بيراميدز على ملعب القاهرة الدولي، على أن تختتم مساء الخميس بلقائي بتروجيت والمصري على ملعب السويس الجديد ومودرن سبورت أمام والزمالك على ملعب القاهرة الدولي.