سودانايل:
2025-04-27@04:34:43 GMT

شاطئ السلام

تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT

الخميس11 /يناير/2024
بقلم: د. إبراهيم عمر(صاروخ)
باحث في قضايا السلام والتنمية
*حاجةالإنسان الى الأمن ومأزق افتقاده **

يمثل الأمن أحد أهم أركان النعيم الدنيوي، بل يعتبر أولها؛ فقد فهم الإنسان منذ القدم أن أمنه الفردي هو أساس أمن أسرته التي أمنها تمثل أساس أمن المجتمع والدولة.
وقد ورد معنى الأمن في القرآن: بأنه نقيض الخوف، أما في الاصطلاح فيقصد به إحلال الشعور بالسكينة والاستقرار، وزوال الخوف الناشئ عن سيادة الحق والقانون، وضمان حقوق الفرد في المجتمع، وحرية التفكير والتعبير، وحفظ الكرامة الإنسانية، والمساواة في الفرص الحياتية.

..الخ.
وقد عرف العلماء في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية الأمن بأنه الحالة النفسية التي يوجد عليها الإنسان وما يشعر به نحو أحتياجاته التي تختلف من إنسان إلى آخر، وبالحصول عليها يستكمل مطالبه من الاستقرار وطمأنينة النفس التي تجلب وفرة الأرزاق وكثرة الثروات والرفاه الاجتماعي الذي لا يتحقق إلا بسلامة المكان(الوطن) الذي يستقر فيه الإنسان، فيقال أمن البلد أي أهله مطمئنون.
وفي هذا المنحى قال البروفيسور/ شهاب الدين سليمان أستاذ القانون الدولي الانساني بعدد من الجامعات السودانية في مقدمته عن الأسس ومبادئ الأمن الوطني: إن الأمن والخوف يعتبران حالتين لا تجتمعان في النفس، إذ يستقر أحدهما في نفس الإنسان أو الجماعة، حيث ذكر أنه في حالة الأمن يمارس الإنسان نشاطه بصورة عادية طبيعية وبلا توتر، أما في حالة الخوف وحالة الشعور بالتهديد لأمنه فإن عصبيته تثار ويظهر التوتر على أدائه ويظل كذلك حتى تزول المسببات(تهديدات الأمن) أو يواجهها ليزيلها بنفسه أو مجموعته بأي وسيلة يراها مناسبا لقدراته، أو قد يهرب بجلدته من المواجهة ويخسر ما كان يخاف عليه لعدم قدرته على الحماية وعدم إمكانيته، منقذا أمنه الشخصي في أدنى درجاته(الحياة المجردة مع قليل من الاحتياجات الأولية لو أمكن)، وعندما تتوفر له القدرات والامكانيات المناسبة فإنه قد يبادر إلى التخلص من الذي يرى فيه تهديدا لأمنه، أو قد ينشىء ملجأ محصنا يحميه من اعتداءات الآخرين، أو قد يجهز قدراته وإمكانياته ويدرب عليها ليرهب بها أعداءه فيجتنبوه، وقد يبادر هو بالاعتداء عليهم إذا ظن أنهم قد اقتربوا من قوته وأنهم ربما يفوقونه لاحقا.
في هذا الصدد يعيش مجتمعات البشرية في عالم اليوم أوضاعا مضطربة وظروفا مأساوية بالغة الخطورة من(معاناة الحروبات، والدمار وفقدان في الأنفس والأموال ...الخ)؛ لذلك برزت الحاجة إلى دراسة العلاقات الإنسانية من عدة أبعاد من منظور الحرب والسلام.
وقد أشار معالي الشيخ حسين الخشن أستاذ الدراسات العليا في مادتي: الفقه والأصول بمعهد الشرعي الإسلامي في لبنان في الحوار الذي أجراه معه مركز آفاق للدراسات والأبحاث إلى أن المآزق والاضطرابات التي يعيش فيها الإنسان اليوم نتيجة لافتقاده للأمن بكل أبعاده: عسكريا وأمنيا: الاعتقالات، والاغتيالات، والإبادة الجماعية، والتطهير العرقي. ووجود مليشيات ذات تنظيمات شبه عسكرية غير مسيطر عليها من قبل كثير من الدول. أما سياسيا فتتمثل في: الصراعات السياسية والانقسامات بين الجماعات الحزبية، وزيادة نفوذ جماعات الضغط على نظام الحكم، والانقلابات العسكرية، ...إلخ، بينما تكمن مظاهر أبعاده على المستوى الاجتماعي في: استفحال ظاهرة النهب المسلح، والتفكك الأسري، وضعف الروابط الإنسانية، والصراعات( القبلية والعرقية، والمذهبية...إلخ).
وعلى الصعيد الاقتصادي تتثمل: في الإضرابات، والحصار وقطع العلاقات والأزمات المالية والاقتصادية( أزمة الوقود والغذاء، والدواء...إلخ).
*ولأهمية* الأمن وحاجة الإنسان إليه في حياتة بدأ الرَسُولُ الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بحذافيرها). فالأمن على نفس الإنسان وعلى سلامة بدنه من العلل، والأمن على الأرزاق هو الأمن الشامل، وجعل تحقيق هذا الامن لدى الإنسان بمثابة ملك الدنيا بأسرها؛
لذا يعتبر الأمن حاجة ضرورية وأساسية للمجتمع الإنساني ومؤثر على الإستقرار والتقدم والازدهار في الوطن، بل يعتبر من أعظم نعم الله تعالى على العباد والبلاد.
وفي هذا السياق يرى المحللون الاستراتيجيون وخبراء الأمن القومي أن تحقيق أمن الفرد مقدم على تحقيق أمن الدولة؛ لأن من غاب عنه الأساس سقط عنه بنيانه ولو بعد حين.
فإذا القى الأمن بظلاله على الناس أمنوا على(رزقهم، ودينهم، وأنفسهم، وأموالهم وأعراضهم...إلخ)؛ فالحياة لا تستقيم ولا تصلح بدونه؛
لقوله تعالى:(وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ ءَامِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍۢ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَٰقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ){سورة النحل: الآية 112}.
وحتى يتحرر الإنسان من الخوف والجوع...إلخ ليعيش حياة آمنة وكريمة لابد من إشباع حاجاته الأساسية والضرورية، منها الحاجات الجسمية والفسيولوجية والروحية(مأكل، مشرب، ملبس، مسكن، الأمن، الحرية، الهوية، العدالة، والانتماء...إلخ).
التي لا تدوم إلا بتوفير الأمن بكل ابعاده(العسكرية، والأمنية، والسياسية، والاقتصادية...إلخ)، المفضية الى حماية الإنسان من كل ما يهدد أمنه وكيانه، مع الدوام على شكر نعم الله وعدم حجودها، وذلك عن طريق توفير أسباب الرزق الكريم الآمن والمطمئن، واحترام حقوق الإنسان، وإرساء مبدأ سيادة القانون. وهذه أمور يعد تحقيقها دليلا على الوجود القانوني للدولة وممارسة حقها السيادي على إقليمها وشعبها، وعلى اسقلالها السياسي.
**وفي ضوء ما تقدم ذكره: هل من سبيل لتحقيق الأمن بكل أبعاده؟!!*

Email: ibrahimsarokh@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

إنجاز شاطئ الكورنيش الليلي بأبوظبي نهاية العام

هالة الخياط (أبوظبي)

أخبار ذات صلة شراكة بين «محمد بن راشد للإسكان» و«بيوند ليميتس» للذكاء الاصطناعي شمسة بنت حشر تفتتح مؤتمر «التغذية الوريدية » في دبي

أكدت بلدية مدينة أبوظبي أنها تعمل وفقاً لخطة مدروسة على تحسين أداء المرافق العامة والترفيهية في المدينة وضواحيها، بما يحقق مستهدفاتها بشأن إسعاد المجتمع، وتوفير أفضل مستويات للمرافق العامة التي تحقق رضا المجتمع وتلبي متطلباته واحتياجاته، بحيث تساهم هذه المرافق في الارتقاء بجوة الحياة.
وأكدت البلدية أنها باشرت تنفيذ مشروعين في مواقع محددة على امتداد شاطئ الكورنيش، الأول يتضمن إنشاء غرفة حسية خاصة بالأطفال من ذوي التوحد، ومن المتوقع إنجازه نهاية الربع الرابع من العام الجاري.
فيما المشروع الثاني المتمثل بإنشاء شاطئ ليلي على شاطئ الكورنيش، أكدت البلدية أن تاريخ الإنجاز المتوقع للمشروع مع نهاية العام الجاري. مبينة أن الشاطئ الليلي سيتيح السباحة الليلية بوجود حراس الإنقاذ وحراس الأمن.
ويمتد المشروع على مساحة 37.000 متر مربع، وتشمل الخدمات في الشاطئ: ملاعب كرة طائرة، ملاعب كرة قدم شاطئية، ملاعب كرة سلة، دورات مياه، أكشاك بيع الأطعمة.
ويُعدّ شاطئ الكورنيش وجهةً رائعة لكلّ من يرغب في قضاء أوقات في الهواء الطلق، حيث يتيح التنزه على طول الممشى البحري المميز والممرّات الواسعة التي تتراصف على جانبيها المقاعد والحدائق المنسقة.
ودعت بلدية مدينة أبوظبي مرتادي الشواطئ إلى أهمية التقيد والالتزام بإجراءات السلامة والمحافظة على البيئة والمرافق الشاطئية، التي أنشئت من أجل إسعاد المجتمع.
وفيما يتعلق بالخدمات المقدمة على الشاطئ لعموم الزوار فتشمل، خدمات أصحاب الهمم، حيث يتوفر عدد 8 ممرات لأصحاب الهمم داخل رمال الشاطئ تصل إلى مياه البحر، كما أن الحمامات الموجودة في الشاطئ صديقة لأصحاب الهمم، وتحتوي كل دورة مياه على حمام مخصص لأصحاب الهمم.
كما توفر البلدية خدمة حراس الشاطئ (المنقذين): وهي خدمة مقدمة من الساعة 7 صباحاً وحتى غروب الشمس، فيما خدمة حراس الأمن فهي مقدمة على مدار الساعة وطوال أيام السنة.
ويحتوي شاطئ الكورنيش على عيادة إسعافات أولية وممرضة مرخصة من الساعة 6 صباحاً وحتى الساعة 12 منتصف الليل طوال أيام الأسبوع، إلى جانب خدمات النظافة وخدمة المظلات وكراسي التشميس.
ويتوفر على امتداد شاطئ الكورنيش مرافق رياضية موزعة على كامل مساحته ملاعب لكرة القدم وملاعب لكرة الطائرة والسلة، إلى جانب وجود ساحة واحدة لألعاب الأطفال في الشاطئ العام للمرحلة الأولى، وثلاث ساحات لألعاب الأطفال في شاطئ العائلة.

مقالات مشابهة

  • عاجل ـ مستشار الأمن القومي الأمريكي: الولايات المتحدة ليس عليها أن تدفع رسوما لمرور سفنها في قناة تدافع عنها
  • سوريا تدعو مجلس الأمن الدولي إلى الضغط على إسرائيل لتنسحب من أراضيها  
  • إنجاز شاطئ الكورنيش الليلي بأبوظبي نهاية العام
  • باكستان تُجدد التزامها بالميثاق الأممي وتدعو لتحرك دولي لإنهاء معاناة غزة
  • السيسي: السلام العادل الخيار الذي ينبغي أن يسعى إليه الجميع
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • روسيا: وجود قوات غربية في أوكرانيا قد يشعل حرباً عالمية
  • قصة جنية كتب عنها شاعر قصيدة أحب الليل والسهرة على شاطئ بحر هادي.. فيديو
  • المسلح “الحكار” الذي شرمل عامل نظافة بفاس يسقط في قبضة الأمن
  • محمد عبدالسلام يكتب: فرنسيس الإنسان.. زعيم روحي تجاوز الحواجز وبنى جسور الأخوة والحوار