على حافة الغابة البدائية: الحلقة (13)
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
على حافة الغابة البدائية: الحلقة (13)
تجارب وملاحظات طبيب الماني في أفريقيا الإستوائية
كتبها: آلبرت شفايتزر
نقلها من الإنجليزية د. أحمد جمعة صديق
جامعة الزعيم الأزهري – السوداني
• ديباجة
تعرفنا على كثير من الجوانب المظلمة في الحقبة التي تكالب فيها الإستعمار الأوربي على أفريقيا. وقد توالت الأحداث الجسام من تهجير وقهر وقتل، دأب المستعمر الأبيض على ممارستها، ليفرض سيطرته على إنسان أفريقيا ومقدراته وموارده التي نهبت - ردحاً من الزمن - ليعمّر بها العالم الأوربي، بينما يرزح الأفريقي صاحب كل ذاك الخير في فقر لا يدانيه فقر.
كانت سيرة الاستعمار طوال وجوده في أفريقيا، ليست بالسيرة العطرة، غير أنه قد تخللت هذه السيرة غير المحبوبة، بعض الفضاءات المضيئة من أفراد بيض، آثروا أن يغلّبوا الجانب الانساني في علاقتهم بالانسان الأسود، بطرق عديدة، كالخدمات الطبية التي قدمها الطبيب والفيلسوف الألماني (آلبرت شيفايتزر) وزوجه، للانسان الأفريقي في الجابون الحالية، اذ قاموا ببناء مستشفى لخدمة السكان المحليين، هذا المجهود أهّله للترشيح والفوز بجائزة (نوبل) تقديراً لهذا العمل الإنساني الكبير.
هذه الصفحات هي ترجمة لمذكراته التي صدرت في كتاب باسم:
(On the Edge of the Primeval Forest
*********************************
• القانون الافريقي
الجوانب القانونية للحياة معقدة للغاية لدي هؤلاء الناس، لأن حدود المسؤولية، وفقاً لمفاهيمنا، واسعة جدًا الحقيقة. بالنسبة لديون الزنجي، تكون أسرته بأكملها، حتى أدنى درجة من القرابة، مسؤولة بالوفاء بها. وبالمثل، فإن العقوبات شديدة للغاية. إذا استخدم رجل قارب شخص آخر بصورة غير قانوني ليوم واحد فقط، فيجب عليه دفع ثلث قيمته كغرامة.
مع هذا الشعور النقي بالعدالة، يتقبل المواطن المحلي العقوبة كأمر بديهي ولا يحتاج إلى دفاع،حتى وإن كانت العقوبة، وفقاً لمفاهيمنا،شديدة للغاية. إذا لم يتعرض الجاني للعقاب على جريمة ما، فإن استنتاجه الوحيد سيكون أن ضحاياه كانوا سذجاً بصورة لافتة. ومع ذلك، فإن أخف حكم، إذا كان غير عادل، يثير فيه غضباً كبيراً؛ فهو لا يغفره أبداً، ولا يعترف بالعقوبة كعقوبة عادلة إلا إذا تمت إدانته حقًا وأُجبر على الاعتراف. وطالما أنه بأقل قدر من المعقولية يستطيع الكذب ، فإنه ينتقد إدانته بغضب شديد ليبدو شريفاً، حتى ولو كان مذنباً بالفعل. هذه سمة في الإنسان البدائي يجب على كل من يتعامل معه أن يأخذها في الحسبان.
من الواضح أن نكندجو يجب أن يدفع بعض التعويض لعائلة رفيقه في رحلة الصيد المؤسفة، حتى وإن كانت مسئوليته غير مباشرة للغاية عن وفاة الآخر. لكن يجب تسوية القضية ضده بطريقة نظامية في محكمة المقاطعة في لمباريني.
********************************
أستطيع دائمًا الاعتماد على جوزيف. صحيح،انه لا يمكنه القراءة ولا الكتابة، ولكن بالرغم من ذلك، فهو لا يرتكب خطأً أبداً عندما يتعين عليه جلب دواء من الرف. يتذكر صورة الكلمات على الملصق، ويقرأ هذا، دون معرفة الحروف المفردة. ذاكرته رائعة، وقدرته على اللغات مذهلة. فهو يجيد ثمانية لهجات زنجية بصورة جيدة، ويتحدث الفرنسية والإنجليزية بصورة جيدة إلى حد ما. وهو حالياً رجل أعزب، لأن زوجته تركته عندما كان طباخاً على الساحل، لتعيش مع رجل أبيض. سعر شراء شريكة حياة جديدة سيكون حوالي 600 فرنك (24 جنيهاً إسترلينياً)، ولكن يمكن دفع المال على أقساط. ومع ذلك، ليس لدى جوزيف أي نية لأخذ زوجة أخرى تحت هذه الظروف، لأنه يعتقد أنها بغيضة. قال لي: "إذا لم يدفع أحدنا ثمن زوجته بالكامل، فإن حياته تكون غير مريحة للغاية. زوجته لا تطيعه، وعندما تتاح لها الفرصة تسخر منه لأنه ليس له الحق في أن يقول لها أي شيء لأنه لم تدفع ثمنها بعد".
بما أن جوزيف لا يعرف كيف يدخّر المال بصورة أفضل من بقية السكان المحليين، فقد أهديته صندوقاً للمال ليدخر من خلاله من أجل شراء زوجة. في هذا الصندوق يضع كل أجره الإضافي عن الوردية ليلاً أو الخدمات الخاصة الأخرى، وكل الإكراميات التي يحصل عليها من المرضى البيض. لقد اختبرت مدى تبذير "المساعد الأول للطبيب في لمباريني" (كما يسمي نفسه) في تلك الفترة. كان معي في متجر، وبينما كنت أشتري بعض المسامير والبراغي، لفت انتباهه زوج من الأحذية الجلدية اللامعة التي، بسبب بقائها طويلاً في واجهة محل في باريس، قد جفت وتلفت، ومن ثم، مثل الكثير من الأشياء الأخرى، وجدت طريقها إلى أفريقيا. على الرغم من أن ثمنها يكاد يساوي مقدار راتبه الشهري، كان ينوي شراءها، وكانت النظرات التحذيرية مني غير مجدية، كما كان الحال أيضاً مع لكزتين في الأضلاع قدمتهما له بهدوء بينما كنا نقف عند المنضدة بين حشد من الزنوج الذين كانوا يحدقون فينا. لم أتمكن من المجازفة بمنعه علناً، لأن ذلك كان سيسيء إلى البائع، الذي كان سعيداً بالتخلص من تلك الأحذية. لذا في النهاية، قمت بقرصه بشدة دون أن يلاحظ أحد فوق الجزء الخلفي من فخذه حتى لم يعد يستطيع تحمل الألم، وتم إلغاء الصفقة. ألقيت عليه في القارب محاضرة طويلة عن ذوقه الطفولي في التبذير، وكانت النتيجة أنه في اليوم التالي ذهب إلى المتجر مرة أخرى بسرية واشترى الحذاء! فهو ينفق نصف ما يكسبه مني تقريباً على الملابس، والأحذية، والربطات، والسكر. يرتدي بأناقة أكبر بكثير مني.
كان العمل يتزايد باستمرار طوال الأشهر القليلة الماضية. يقع مستشفانا في موقع ممتاز. من أماكن تبعد مئات الكيلومترات على نهر أوجوي وفروعه، يُحضر المرضى إلى هنا، وحقيقة أن ما يجلبهم هو وجود مكان للإقامة هنا وهذا حافز إضافي للتوافد علي المستشفى بأعداد كبيرة. وهناك عنصر جاذب آخر: هي حقيقة أنني دائمًا متواجد في المنزل، إلا إذا - وهذا لم يحدث سوى مرتين أو ثلاث مرات حتى الآن- كان علي الذهاب إلى محطة إرسالية أخرى لعلاج مبشر مريض أو أحد أفراد عائلته. وبالتالي، فإن المواطن المحلي الذي تكبد عناء ونفقات الرحلة من مكان بعيد، يضمن رؤيتي.
هذه هي الميزة الكبرى التي يتمتع بها الطبيب المستقل على الطبيب المعين من قبل الحكومة. فالأخير يتم إرساله الآن هنا، وغداً هناك، من قبل السلطات، أو يجب أن يقضي وقتاً طويلاً مع فرقة عسكرية متنقلة. "وأنك لا تضطر إلى إضاعة الكثير من الوقت في المراسلات، والتقارير، والإحصاءات، كما نفعل نحن، وهذه أيضاً ميزة، لم تدرك حقيقتها بعد"، هذا ما قاله لي طبيب عسكري مؤخراً، خلال محادثة قصيرة معه أثناء مروره.
************************
كان الكوخ المخصص لضحايا مرض النوم قيد الإنشاء الآن على الضفة المقابلة، ويكلفني الكثير من المال والوقت. عندما لا أشرف بنفسي على العمال الذين قمنا بتأمينهم لاقتلاع النباتات وبناء الكوخ، لا يتم انجاز شيء. لذا أضطر لأوقات طويلة في فترات بعد الظهر، إلى إهمال المرضى لألعب دور رئيس العمال هناك.
• ملحوظة جانبية: مرض النوم
ينتشر مرض النوم هنا بصورة أوسع مما كنت أظن في البداية. تتركز معظم العدوى في منطقة نغونجي، ونغونجي هو رافد لنهر أوجوي يبعد حوالي تسعين ميلاً من هنا، ولكن هناك مراكز معزولة حول لمباريني وفي البحيرات خلف نغومو.
ما هو مرض النوم؟ كيف ينتشر؟ يبدو أنه كان موجودًا في أفريقيا الإستوائية منذ زمن بعيد، ولكنه كان محصوراً في مراكز معينة، نظراً لعدم وجود سفر الناس أو قلته. كانت الطريقة التقليدية للسكان المحليين للتجارة مع الساحل تتمثل في أن كل قبيلة تنقل البضائع إلى حدود أراضيها وتسلمها للتجار من القبيلة المجاورة. ومن نافذتي أستطيع رؤية المكان حيث يدخل نهر نغونجي إلى نهر أوجوي، وفي هذا الحد فقط كان بإمكان سكان جالوا التنقل حول لمباريني. وأي شخص يتجاوز هذا النقطة، ويتوغل في الداخل، كان يُؤكل.
وعندما جاء الأوروبيون، تحرك السكان المحليون الذين خدموهم كأطقم للقوارب أو حمالين في قوافلهم من منطقة إلى أخرى، وإذا كان أي منهم مصاباً بمرض النوم، فإنهم ينقلونه إلى أماكن جديدة. في الأيام الأولى، كان هذا المرض غير معروف على نهر أوجوي، وتم إدخاله قبل حوالي ثلاثين عاماً بواسطة حمالي البضائع من لوانجو. كلما دخل هذا المرض إلى منطقة جديدة، يكون مدمراً بصورة رهيبة، وقد يقضي على ثلث السكان. في أوغندا، على سبيل المثال، انخفض عدد السكان في ست سنوات من 300,000 إلى 100,000. أخبرني أحد الضباط أنه زار مرة قرية في أعلى نهر أوجوي كانت تضم ألفين من السكان. عند مروره بها مرة أخرى بعد عامين، لم يستطع عد سوى خمسمائة؛ مات البقية في تلك الأثناء بسبب مرض النوم. بعد فترة، يفقد المرض ضراوته لأسباب لا يمكننا تفسيرها بعد، رغم أنه يستمر في حصد عدد منتظم،وإن كان صغيراً، من الضحايا، وقد يبدأ في الانتشار مرة أخرى بصورة مدمرة كما كان من قبل.
تتمثل أول أعراض المرض في نوبات غير منتظمة من الحمى، أحياناً خفيفة وأحياناً شديدة، وقد تأتي وتذهب لعدة أشهر دون أن يشعر المريض بأنه مريض حقاً. هناك ضحايا يدخلون مرحلة النوم مباشرة من هذه الحالة الظاهرة من الصحة، ولكن عادة ما تبعه صداع شديد خلال مرحلة الحمى. يأتيني العديد من المرضى وهم يصرخون: "يا دكتور! رأسي، رأسي! لم أعد أستطيع تحمله؛ دعني أموت!" قد تسبق في مرات أخرى، مرحلة النوم أرق معذب، وهناك مرضى يصابون في هذه المرحلة باضطرابات عقلية؛ البعض يصبح كئيباً، والآخرون يصيبهم الهذيان. كان أحد مرضاي الأوائل شاباً أحضروه لأنه أراد الإنتحار.
• ملحوظة جانبية: مرض النوم
يبدأ الروماتيزم كقاعدة عامة مع الحمى. جاءني مرة رجل أبيض من منطقة بحيرة نغومو يعاني من عرق النسا. وبعد فحص دقيق، رأيت أنها كانت بداية مرض النوم، فأرسلته فوراً إلى معهد باستور في باريس، حيث يُعالج المصابون الفرنسيون. وغالباً ما يعاني المرضى أيضاً من فقدان مزعج للذاكرة، وغالباً ما يكون هذا أول عرض يلاحظه من حولهم. ويبدأ النوم عاجلاً أم آجلاً، وقد يكون ذلك بعد سنتين أو ثلاث من الهجمات الأولى للحمى. في البداية يشعر المريض بمجرد الحاجة الملحة للنوم؛ ويدخل المريض في النوم كلما جلس بهدوء أو بعد تناول الوجبات.
زارني منذ وقت قصير، ضابط صف أبيض من مويلا، التي تبعد ستة أيام من هنا، لأنه أثناء تنظيف مسدسه، أطلق رصاصة على يده. أقام في محطة الإرساليات الكاثوليكية، وكان خادمه الأسود يرافقه كلما جاء ليعالج يده، وينتظره في الخارج. عندما يكون الضابط جاهزاً للذهاب، كان هناك دائمًا الكثير من الصياح والبحث عن خادمه، حتى يظهر في النهاية بمظهر النعسان من أحد الزوايا. اشتكى سيده من أنه فقده عدة مرات لأنه كان يأخذ قيلولة طويلة في أي مكان كان يوجد فيه. فحصت دمه واكتشفت أنه مصاب بمرض النوم.
يصبح النوم أعمق مع مرور الوقت ويتحول في النهاية إلى غيبوبة. ثم يرقد المريض بدون أي شعور أو إدراك؛ تحدث حركاته الطبيعية دون أن يكون واعياً بها، ويصبح أكثر نحافة باستمرار. في هذه الأثناء، تغطى ظهره وجوانبه قرحة السرير؛ وتنسحب ركبتيه تدريجياً إلى رقبته، ويصبح منظره بشعاً. ومع ذلك، غالباً ما يجب انتظار الفرج بالموت لفترة طويلة، وأحياناً يكون هناك تحسن طويل الأمد في الصحة.
كنت في ديسمبر الماضي، أعالج حالة وصلت إلى هذه المرحلة النهائية، وفي نهاية أربعة أسابيع، أسرعت العائلة بأخذه إلى المنزل لكي يموت على الأقل في قريته. توقعت أنا شخصياً أن النهاية ستأتي فوراً، لكن قبل بضعة أيام حصلت على خبر أنه تعافى إلى حد ما بحيث أصبح يأكل ويتحدث ويجلس، ولم يمت إلا في أبريل. السبب المباشر للوفاة عادة ما يكون الالتهاب الرئوي.
• معرفة طبيعة مرض النوم الحقيقية هي واحدة من أحدث انتصارات الطب
ترتبط معرفة الطبيعة الحقيقية لمرض النوم بأسماء مثل فورد، كاستيلاني، بروس، باتون، كوخ، مارتن، ولبوف. تم تقديم الوصف الأول لهذا المرض في عام 1803 من حالات تمت ملاحظتها بين سكان سيراليون، ثم تم دراستها لاحقاً أيضاً في الزنوج الذين تم نقلهم من أفريقيا إلى جزر الأنتيل والمارتينيك. لم تبدأ الملاحظات الواسعة إلا في الستينيات من القرن التاسع عشر في أفريقيا نفسها، وهذه الملاحظات الأولى قادت إلى وصف أكثر دقة للمرحلة الأخيرة من المرض، دون أن يشك أحد في وجود مرحلة سابقة أو أن هناك أي ارتباط بين المرض وفترة الحمى الطويلة. وقد أصبح ذلك ممكناً فقط من خلال اكتشاف أن كلا الشكلين من المرض لهما نفس السبب.
ثم في عام 1901، وجد الأطباء الإنجليز، فورد وباتون، عند فحص دم مرضى الحمى في غامبيا باستخدام المجهر، ليس الطفيليات المسببة للملاريا التي كانوا يتوقعونها، بل مخلوقات صغيرة ونشطة تشبه المثاقب، وأطلقوا عليها اسم المثقوبات أو التريبانوسومات، أي الأجسام المثقبة. بعد ذلك بعامين، وجد قادة البعثة الإنجليزية للتحقيق في مرض النوم في منطقة أوغندا في دم سلسلة من المرضى مخلوقات صغيرة نشطة مشابهة. بناءً على ما نشره فورد وباتون عن هذا الموضوع، تساءلوا عما إذا كانت هذه المخلوقات متطابقة مع تلك الموجودة في مرضى الحمى من منطقة غامبيا، وفي نفس الوقت، عند فحص مرضى الحمى لديهم، وجدوا أن الحمى تعود لنفس السبب الذي يسبب مرض النوم. وهكذا، تم إثبات أن "حمى غامبيا" كانت مجرد مرحلة مبكرة من مرض النوم.
ينتقل مرض النوم في أغلب الأحيان بواسطة ذبابة التسي تسي من نوعGlossina palpalis ، وهي نوع من الذباب الذي يطير فقط خلال النهار. إذا لدغت هذه الذبابة شخصاً مصاباً بمرض النوم، يمكنها نقل المرض إلى آخرين لفترة طويلة، ربما لبقية حياتهم، لأن التريبانوسومات التي دخلت إليها في الدم الذي تمتصه تعيش وتتكاثر وتنتقل في لعابها إلى دم أي شخص تلدغه.
كشفت دراسة أعمق لمرض النوم عن حقيقة أن المرض يمكن أن ينتقل أيضاً بواسطة البعوض، إذا أخذت هذه الحشرات وجبة دم من شخص سليم فور لدغها شخصاً مصاباً بمرض النوم، حيث سيكون لديها التريبانوسومات في لعابها. وهكذا، يستمر جيش البعوض في الليل في العمل الذي تقوم به ذبابة –Glossina- خلال النهار.
أنا بحاجة،مع ذلك لكي اكون منصفاً لابد أن أضيف إلى أن البعوض لا يحمل الثريبانومات بصورة دائمة، وأن لعابه سام فقط لفترة قصيرة بعد أن يتم تلوثه بدم مصاب بالنوم المستوطن. في طبيعته الأساسية، النوم المستوطن هو التهاب مزمن في أغشية الدماغ والدماغ، والذي ينتهي دائمًا بالموت، ويحدث هذا لأن الثريبانومات تمر من الدم إلى السائل الشوكي. ولمكافحة المرض بنجاح، من الضروري قتلها قبل أن تنتقل من الدم، لأنه فقط في الدم ينتج الأتوكسيل، وهو أحد الأسلحة التي نمتلكها حالياً وتنتج آثار يمكن الاعتماد عليها إلى حد ما؛ في النخاع الشوكي، أما الثريبانومات فهي نسبياً آمنة منه. لذا، يجب على الطبيب أن يتعلم التعرف على المرض في المرحلة المبكرة، عندما يسبب الحمى لأول مرة. فإذا كان بإمكانه فعل ذلك، فهناك فرصة للشفاء.
والأتوكسيل (ميتا-زرنيخ أنيليد) هو مركب من الزرنيخ مع منتج الأنيلين.
يتعين في المنطقة التي فيها علاج النوم المستوطن تشخيصه لأن تشخيصه مهمة معقدة للغاية، لأن هناك أهمية لأي هجوم من الحمى، وكل صداع مستمر، وكل هجوم طويل بسبب الأرق، وكل آلام رثوية يجب أن تُقيَّم بمساعدة المجهر. وعلاوة على ذلك، أن هذا الفحص للدم، للأسف، ليس بسيطاً على الإطلاق، ويستغرق وقتًاً طويلاً، لأنه نادر ما يتم العثور على هذه الطفيليات الشاحبة النحيفة، التي تبلغ طول الواحد منها واحد وعشرين ألفاً من المليمتر في الدم بأعداد كبيرة.
لقد فحصت حتى الآن، حالة واحدة فقط وجدت فيها ثلاثة أو أربعة معاً. وحتى عندما يكون المرض موجودًا بالتأكيد، يمكن للمرء، عادة، فحص عدة قطرات من الدم واحدة تلو الأخرى قبل اكتشاف طفيل واحد، ولفحص كل قطرة بصورة صحيح نحتاج إلى عشر دقائق على الأقل. لذا فقد أمضي ساعة على دم مشتبه فيه، فحصت أربع أو خمس قطرات دون العثور على أي شيء، وحتى ذلك الحين لا استطيع القول بأن هناك مرض؛ إذ لا تزال هناك عملية اختبار طويلة ومملة يجب تطبيقها. يتمثل هذا في أخذ عشرة سنتيمترات مكعبة من الدم من واحدة من ذراعي المصاب، والاحتفاظ بها تناوبياً لمدة ساعة بصورة مركزية وفقاً لقواعد معينة، في الوقت نفسه تصب الحلقات الخارجية من الدم على فترات. ومن المتوقع أن تجمع الثريبانومات في القطرات الأخيرة القليلة، وتوضع هذه تحت المجهر؛ ولكن حتى لو كانت النتيجة سلبية مرة أخرى، لن استطيع القول بالتاكيد بأن المرض غير موجود. فإذا لم تكن هناك ثريبانومات اليوم، يمكن أن أجدها بعد عشرة أيام، وإذا كنت قد اكتشفت بعضها اليوم، فقد لا يكون هناك أي واحد في غضون ثلاثة أيام ولفترة زمنية طويلة بعد ذلك. تم التحفظ على مسؤول أبيض، كان دمه قد أثبت أنه يحتوي على الثريبانومات، تحت المراقبة لأسابيع، في ليبرفيل، دون اكتشاف أي واحدة، وكان الاكتشاف الثاني فقط في معهد النوم المستوطن في برازافيل.
aahmedgumaa@yahoo.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فی أفریقیا بمرض النوم الکثیر من مرض النوم من المرض مرة أخرى من الدم ما یکون إذا کان دون أن دائم ا مع ذلک
إقرأ أيضاً:
الرقص من أعراضه.. دينجا دينجا مرض غامض يصيب الأوغانديين
انتشر مرض جديد وغامض في أوغندا، مما أدى غلى إصابة مئات الأشخاص بالارتعاش والرجفة بشكل لا يمكن السيطرة عليه، وقال مسؤولون في البلاد إنه تم إطلاق إسم دينجا دينجا على المرض الجديد من السكان المحليون المرض، والذي يعني "الارتجاف مثل الرقص"، كما أصيب بالفعل حوالي 300 شخص، معظمهم من النساء والفتيات، بحسب موقع "تايمز ناو".
كما تسبب هذه المرض الغريب، بارتفاع في درجة حرارة الجسم وقشعريرة شديدة وارتعاش الجسم، وذلك من الحالات التي تم الإبلاغ عنها في منطقة بونديبوجيو في أوغندا- مما تسبب في صعوبة كبيرة في المشي أو الجلوس بشكل صحيح.
وقال الدكتور كييتا كريستوفر، مسؤول الصحة بالمنطقة، لوسائل الإعلام، إنه لم يتم الإبلاغ عن أي حالات خارج بونديبوجيو، وتم إرسال عينات إلى وزارة الصحة الأوغندية للتحليل.
وقام بتهدئة الجمهور بعدم حدوث وفيات حتى الآن مرتبطة بالمرض وأنه يمكن علاجه عادة بالمضادات الحيوية.
ولكن، لجأ العديد من السكان المصابين بالمرض إلى تناول العلاجات العشبية لعلاج الأعراض والوقاية منها وتخفيفها، على الرغم من تحذير الأطباء بشكل كبير.
كما أكد كريستوفر، أنه لا يوجد دليل علمي على أن الأدوية العشبية يمكن أن تعالج هذا المرض بشكل سليم.