لبنان ٢٤:
2024-10-03@11:07:23 GMT

هل يتحوّل الانقسام الداخلي إسلامياً - مسيحياً؟

تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT

هل يتحوّل الانقسام الداخلي إسلامياً - مسيحياً؟

منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والخلاف الكبير الذي حصل بين "قوى الرابع عشر من اذار" و"حزب الله" آنذاك، بدأ الانقسام السياسي الحاد الذي استمر حتى اليوم، لكنه الخلاف يومها لم يأخذ طابعاً طائفيا، اقله في مرحلته الأولى ليتحول لاحقا الى خلاف سني - شيعي بشكل اساسي في حين ان المسيحيين انقسموا في ما بينهم وتمركزوا بين الفريقين، فكان التحالف العميق بين" حزب الله" و"التيار الوطني الحر" والتحالف المماثل بين "القوات اللبنانية" و"تيار المستقبل".



لم يتحول الصراع السياسي بعد العام 2005 الى انقسام اسلامي مسيحي ولا الى خلاف شيعي - مسيحي بالرغم من ان مصلحة "قوى الرابع عشر من اذار" يومها كانت عزل "حزب الله" لكن انتقال الرئيس السابق ميشال عون الى صفوف "قوى الثامن من اذار" منع حدوث ذلك، وبقي الوضع على حاله الى حين انتهاء الحرب السورية ودخول لبنان في ازمته الاقتصادية غير المسبوقة، ومع بدء حرب غزة، بدأ يتبلور الشكل الجديد للخلاف الداخلي والذي بدأت مؤشراته توحي بقرب تحوله الى اسلامي - مسيحي.

للمرة الاولى منذ نحو 20 عاماً، اصبحت العلاقة بين الشيعة من جهة والمسيحيين من جهة اخرى بهذا السوء، بعد ان كان التحالف بين "حزب الله" والعونيين يعطيها طابعا ايجابيا، الا ان تراكم الخلافات والوصول الى حد الطلاق بين ميرنا الشالوحي وحارة حريك ادى الى خلق رأي عام مسيحي معارض للحزب وتوجهاته الداخلية الاستراتيجية، بشكل شبه كامل. وجاء ذلك بعد انفجار المرفأ والثورة الشعبية في العام 2019.

لكن هذا التوتر السياسي ينتقل تدريجيا ليشمل السنة والمسيحيين ايضا، وهذا يعود الى الحزب الحاصلة في غزة والتقارب الذي احدثته بين "حزب الله" وبعض القوى السنية، على اعتبار ان موقف الحزب ووقوفه الى جانب حركة حماس انهى المرحلة السابقة وفتح صفحة جديدة،  في المقابل تفاعل الخلاف بين "القوات اللبنانية" وجزء غير محدود من البيئة السنية على خلفية اداء معراب في ملف الرئيس سعد الحريري، ليصبح تمايزا جديا على معظم الملفات.

في القضايا الداخلية والخارجية يظهر ان هناك تمايزا وخلافا حقيقيا بين القوى السياسية ذات التمثيل المسيحي وبين القوى السياسية ذات التمثيل الاسلامي، وهذا يمكن ملاحظته في ملف الإنتخابات الرئاسية، وكذلك في الموقف من الحرب في الجنوب وغزة، وعليه فإن الكباش الاعلامي والسياسي الحاصل بين "حزب الله" وخصومه يؤثر بشكل حقيقي على شكل الانقسام الداخلي، خصوصا ان خطاب "الاختلاف الثقافي" الذي يصوب به على "حزب الله" يصيب المجتمع السني ايضا.

في المرحلة المقبلة، وفي حال طالت التسوية، قد يزيد عمق الخلاف الاسلامي المسيحي لنعود الى مرحلة ما قابل العام 1975 من حيث حدة وعمق هذا الانقسام، علما ان اي تحول جدي من قبل هذا الفريق او ذاك، في ملف رئاسة الجمهورية مثلا قد يعيد خلط الاوراق، كذلك بالنسبة لعناوين خلافية اخرى كسلاح الحزب وقانون الانتخاب. من غير المعروف المدى الزمني الذي سيستمر فيه الخلاف وفق شكله الحالي لكن الاكيد ان عملية عزل وإلغاء هذا الطرف او تلك الفئة لا يمكن ان يحصل في لبنان.  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

الصراع الداخلي في السودان و الأبعاد السياسية والتجاذبات المدنية حول التدخل الدولي

المبعوث الأميركي الخاص للسودان، توم بيرييلو، أعلن عن توجه جديد يتعلق بتدخل محتمل لحماية المدنيين في السودان، عبر قوات أفريقية تحت إشراف الاتحاد الأفريقي. هذه الخطوة تأتي في إطار محاولات إيقاف النزاع المستمر بعد تعثر المحادثات في جنيف وعدم تمكن الأطراف المتحاربة من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. يعكس هذا الإعلان الموقف الدولي القوي الرافض لاستمرار الحرب والراغب في العودة إلى مسار الحكم المدني في السودان.
الأبعاد السياسية والدبلوماسية
يأتي هذا التحرك في وقت حرج بالنسبة للسودان، حيث يتزايد الضغط الدولي من خلال اجتماعات الأمم المتحدة ومواقف العديد من الدول التي تؤيد استعادة الحكم المدني. رغم ذلك، يعترف بيرييلو بأن الضغط الحالي غير كافٍ لإجبار الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على وقف الحرب. هذه المواقف الدولية المتعاطفة مع الشعب السوداني تضعف الخيارات أمام القوى المتحاربة وتدفع باتجاه حل سلمي، لكن كما ذكر المبعوث، فإن الجيش يسعى من خلال دعم جماعات إسلامية إلى تحقيق نصر عسكري كامل.
التحديات الأمنية والإنسانية
الأوضاع الإنسانية في السودان تظل متدهورة بشكل كبير، حيث تعرقل النزاعات المسلحة وصول المساعدات الإنسانية. المبعوث الأميركي أوضح أن فتح المعابر المتفق عليها في جنيف، رغم أهميته، لم يكن كافياً لضمان إيصال الإغاثات الضرورية بشكل سلس، مشيرًا إلى أن الجهود الدولية لمراقبة الوضع مستمرة. تفاقم الأزمة الإنسانية يزيد من الضغط على الأطراف المتحاربة ويفتح المجال أمام ضرورة تدخلات أكثر فعالية لحماية المدنيين.
احتمالات تدخل قوات أفريقية
تُعد هذه الخطوة المحتملة لإرسال قوات أفريقية لحماية المدنيين جزءاً من توجه أوسع لفرض حماية خارجية مستقلة في ظل انهيار الأمن داخل البلاد. قد يثير هذا التدخل، في حال تنفيذه، قضايا تتعلق بالسيادة الوطنية، وردود فعل متباينة من الأطراف المتحاربة، وخاصة من الجيش السوداني الذي يتزايد تشدده ضد الحلول المدنية. إلا أن الحاجة لحماية المدنيين قد تجعل هذا التدخل الخيار الأمثل لتجنب كارثة إنسانية أكبر.
الأبعاد الداخلية والخارجية
في سياق الوضع الحالي في السودان، يُعتبر الصراع بين القوى المدنية المتنوعة أمراً حاسماً لتحديد مستقبل البلاد. فهناك قوى مدنية تؤيد التدخل الدولي وتقديم المساعدات الإنسانية لحماية المدنيين، بينما ترفض قوى أخرى ذلك بسبب المخاوف من التدخل الأجنبي وتأثيراته السلبية على السيادة الوطنية.
القوى المؤيدة للتدخل
قوى الحرية والتغيير تدعم هذه المجموعة التدخلات الدولية، بما في ذلك إرسال قوات لحماية المدنيين، حيث ترى أن الوضع الإنساني يتطلب إجراءات عاجلة لحماية المدنيين وإعادة الاستقرار.
المجتمع المدني تتضمن منظمات حقوق الإنسان والجمعيات الخيرية التي تدعو إلى تدخلات من أجل حماية المدنيين ورفع المعاناة عن الشعب السوداني.
القوى الرافضة للتدخل
القوى الإسلامية كما هو الحال مع بعض المجموعات المتحالفة مع الجيش، فهي تعتبر أي تدخل خارجي انتهاكاً للسيادة وتعارضه بشدة.
المؤتمر الوطني يُظهر الحزب السابق الحاكم قلقاً من تأثير التدخل الدولي، ويعتقد أن الحل يجب أن يأتي من الداخل دون تدخل خارجي.
الأبعاد السياسية
الصراعات بين هذه القوى تعكس الانقسامات الأوسع في المجتمع السوداني حول كيفية معالجة النزاع. إن وجود دعم شعبي قوي للمبادرات المدنية يمكن أن يؤثر على موقف الأحزاب السياسية، مما يجعل من الضروري لجميع الأطراف التفكير في كيفية الوصول إلى توافق حول هذا الوضع المعقد.
من المؤكد أن هذا الإعلان يشير إلى تصاعد القلق الدولي بشأن استمرار الصراع، كما يعكس تزايد الضغوط الدولية على السودان للتوصل إلى حلول دائمة. لكن في الوقت نفسه، يبقى تدخل القوى الإقليمية، والدور الذي تلعبه الدول المجاورة، مسألة حساسة، حيث تسعى العديد من الدول للتأثير في مسار الحرب.
في النهاية، يبدو أن المرحلة المقبلة ستشهد تحركات دبلوماسية وعسكرية مكثفة، مع تركيز على حماية المدنيين، ودفع الأطراف المتحاربة للعودة إلى طاولة المفاوضات. ولكن، ما لم يتم تكثيف الجهود الداخلية والدولية بصورة أكثر فعالية، يبقى الحل السلمي أمراً بعيد المنال، في ظل تعنت القوى المتحاربة وتصاعد النزاع على الأرض.

zuhair.osman@aol.com

   

مقالات مشابهة

  • الصراع الداخلي في السودان و الأبعاد السياسية والتجاذبات المدنية حول التدخل الدولي
  • جلسة لمجلس الأمن.. دعوات لتنفيذ القرار 1701 وغوتيريش: الوضع في لبنان يتحوّل إلى الأسوأ
  • المرعاش: المجلس الرئاسي يتجه الآن إلى إحداث الانقسام والشروخ في النظام القضائي الليبي
  • مناظرة نائبي «هاريس وترامب» تتصدّر العناوين.. فما أبرز نقاط الخلاف؟
  • صورٌ تنتشر... ما الذي جرى لجنود العدوّ الإسرائيليّ اليوم في بلدة العديسة؟
  • المالكي الذي سلم العراق لداعش يقول “سنحرر القدس “قريباً
  • الإجتياح البريّ للبنان... ما الذي ينتظر الجيش الإسرائيليّ؟
  • باسيل من عين التينة: العدوّ يحضّر للفتنة الداخليّة
  • صافرات الإنذار تدوي في تل أبيب والسهل الداخلي ومستوطنات الضفة الغربية
  • أبدا استعداده لحل الخلاف سلمياً.. الرئيس الصومالي يحذر من وصول الأمور لمستوى الحرب مع إثيوبيا