الجزيرة:
2024-11-22@10:24:54 GMT

كنيسة المهد.. أقدم الكنائس في فلسطين

تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT

كنيسة المهد.. أقدم الكنائس في فلسطين

تعد أقدم الكنائس في فلسطين وإحدى أقدم كنائس العالم، تقع في مدينة بيت لحم، هي الأولى بين الكنائس الثلاث التي بناها الإمبراطور قسطنطين في مطلع القرن الرابع الميلادي حين أصبحت المسيحية ديانة الدولة الرسمية. وحسب المراجع التاريخية المسيحية، فقد بناها بأمر من الملكة "هيلانة" فوق المكان الذي ولد فيه المسيح عليه السلام، وأُعيد تشييدها في القرن السادس بعد حريق شب فيها.

الموقع

تقع كنيسة المهد في مدينة بيت لحم على بعد نحو 10 كيلومترات جنوب القدس، وهي إحدى أقدم الكنائس وأكثرها شهرة في فلسطين وعلى مستوى العالم، تعد المكان الأقدس للمسيحيين، بسبب ارتباطها بمكان ميلاد السيد المسيح، حيث بنيت فوق المغارة التي يُرجح أنه ولد فيها.

تاريخ الكنيسة

اختلفت المصادر بشأن تاريخ بداية تشييد كنيسة المهد، ولكن يرجح أنه بين عامي 330م و333م، وافتتحت عام 339م، وبنيت بالتوازي مع بناء كنيسة القيامة بأمر من الملكة هيلانة والدة الملك قسطنطين الكبير.

أحرق السامريون الكنيسة قبل هدمها عام 529م، ثم أعاد الإمبراطور البيزنطي جستنيان بناءها عام 534م.

ذكر الباحث نظمي الجعبة في كتابه "كنيسة المهد في بيت لحم أقدم كنائس فلسطين" أنها احتفظت بملامحها التي شيدت عليها قبل 14 قرنا تقريبا.

تعد كنيسة المهد من الكنائس القليلة التي لم يهدمها الفرس، وذلك بسبب لوحة المجوس على واجهتها، كما أبقى عليها الخليفة الحاكم بأمر الله عام 1009م احتراما للمسيح عليه السلام.

اهتم الصليبيون بالكنيسة؛ خاصة بعد تتويج الملك بلدوين على المملكة اللاتينية في القدس عام 1101م، فزينوها بالفسيفساء على الجدران وبالرسومات على الأعمدة وبالرخام على الأرضيات.

فقدت الكنيسة جزءا من رونقها نهاية الفترة المملوكية بسبب ضعف نظام المماليك وانتشار الفساد، إضافة للكوارث الطبيعية التي حدثت في تلك الفترة، وانتشار الأمراض المعدية.

وعلى الرغم من تعرض الكنيسة لزلزال عام 1834م وحريق عام 1869م، فإنها حافظت على معمارها ومعظم أجزائها وزخارفها، فيما تضررت أرضيتها وسقفها، وقد رمما عدة مرات.

سلّمت الكنيسة لرعاية الآباء الفرانسيسكان عام 1347م، وأجروا فيها الإصلاحات اللازمة عام 1480م.

أجزاء الكنيسة

حوى المبنى الأساسي للكنيسة، الذي أنشأه الإمبراطور قسطنطين، فسيفساء أرضية متقنة، إضافة إلى أديرة وكنائس لاتينية وأرثوذكسية يونانية وفرنسيسكانية وأرمنية. كما يتوفر على أبراج الجرس وحدائق ذات مدرجات.

توجد في الكنيسة مغارة المهد، وهي المزار الرئيسي فيها، وتقع تحت صحنها إلى الشرق، ويوجد درجان يؤديان إليها على جانبي مذبح المهد، ووجدت فيها نجمة فضية وكتابة لاتينية تقول بعض الروايات إنها تشير إلى أن هناك وَلدت مريم العذراء السيد المسيح، وفيها أيضا 15 قنديلا تمثل الطوائف المسيحية.

شيدت الكنيسة على الطراز البازيلكي، بصحن كبير و5 أجنحة واسعة وقاعتين مستعرضتين، تحتها مغارة المهد، ولها طرف يطل على قاعة مثمنة الأضلاع بسقف مخروطي، و40 عمودا فوقها حائطان ارتفاعهما 10 أمتار وفوقها 11 نافذة تحيطها من كل جهة.

وعلى جدران الكنيسة توجد بقايا الفسيفساء التي كانت تزينها وأرضيتها في القرن الـ12، والتي ترجع للفترة البيزنطية الأولى.

كنيسة المهد خلال حفل النار المقدسة عشية عيد الفصح الأرثوذكسي يوم الرابع من مايو/أيار 2024 (الفرنسية)

مدخل الكنيسة عبارة عن باب متواضع بارتفاع يقل عن متر ونصف، يبدو للناظر أنه لحصن وليس لكنيسة لها مكانة رفيعة، مما يستدعي من الزائر الانحناء قليلا عند الدخول، وذلك من أجل حمايتها من الغزاة لمكانتها الدينية، كما يعلو المدخل عتب حجري.

حسب الدراسات التاريخية فإن هذا المدخل قد فتح في الفترة المملوكية أو العثمانية حيث يظهر الثراء المعماري المتنوع للواجهة.

زيارة عمر بن الخطاب

دخل عمر بن الخطاب وأصحابه بيت المقدس بعد تحريرها، فرافقهم البطريرك صفرنيوس ليدلهم على آثارها، ثم زار عمر بعد ذلك كنيسة المهد ولما أدركه وقت الصلاة صلى بها، ثم خشي أن يتخذ المسلمون من صلاته سنة فيخرجوا أصحابها منها، فكتب للبطريرك عهدا خاصا يجعل الكنيسة للنصارى ويحدد دخول المسلمين إليها، وأعطى أوامره بألا يصلي المسلمون على أعتاب الكنائس جماعة، وألا يدعوهم إلى الجماعة مؤذن.

ضمن لائحة التراث العالمي

أدرجت كنيسة المهد عام 2012 ضمن لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (يونسكو)، وهي أول موقع فلسطيني أضيف لهذه اللائحة، لكنها صنفت فيما بعد ضمن قائمة المباني التراثية المهددة بالخطر نظرا لحالتها السيئة.

ورفعت المنظمة الأممية كنيسة المهد مطلع يوليو/تموز 2019 من قائمة مواقع التراث العالمي المهددة بالخطر بعد ترميم الجزء الأكبر منها.

حصار الكنيسة

بدأ حصار الكنيسة يوم الثاني من أبريل/نيسان 2002، بعد انتهاء عيد الفصح عند اللاتين، وكان الجيش الإسرائيلي حينها قد حاصر محافظة بيت لحم وبدأ اقتحامها خلال ما سماها عملية الدرع الواقي.

دارت اشتباكات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وبعض المقاومين الفلسطينيين الذين اتخذوا من كنيسة المهد حصنا لهم، ففرضت القوات الإسرائيلية حصارا على الكنيسة ومن فيها دام أكثر من 35 يوما.

كنيسة المهد أول موقع فلسطيني أضيف إلى لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو (الفرنسية)

أثناء الحصار عقدت مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي من قبل المنظمات الدولية والاتحاد الأوروبي والسلطة الوطنية الفلسطينية، أبعِد على إثرها 13 شخصا خارج فلسطين، و26 آخرون إلى قطاع غزة، كما استشهد 8 فلسطينيين وأصيب 14 آخرون، فيما قتل جنديان إسرائيليان.

ميلاد دون شجرة وزينة

انعكست أجواء العدوان الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ أواخر 2023 والذي دام عدة أشهر، على أجواء الاحتفالات بأعياد الميلاد في ساحة كنيسة المهد لعام 2024، فلم توضع الشجرة ولا إضاءتها التي تعد رمزا للاحتفال، ولكنها استبدلت بمجسم فني يمثل مغارة الميلاد على شكل منزل مدمر كتب عليه "الميلاد تحت الأنقاض".

استغرق العمل على المجسم حوالي 3 أسابيع وهو عبارة عن بقايا أحجار مرصوصة على الأرض ومحاطة بأسلاك شائكة ترمز للدمار الذي لحق بقطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي.

وتضمن أيضا مجسما للعائلة المقدسة وآخر للسيدة مريم العذراء تحتضن المسيح عليه السلام على هيئة كفن، رمزا لشهداء فلسطين، إضافة لخارطة فلسطين وبداخلها خارطة لغزة من الحديد المطلي باللون الرمادي الداكن.

كما وضعت لافتة بالقرب من الكنيسة كتب عليها "أوقفوا الإبادة الجماعية، أوقفوا التهجير القسري، ارفعوا الحصار"، وأخرى كتب عليها "أجراس الميلاد في بيت لحم تدعو لوقف إطلاق النار في غزة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات التراث العالمی کنیسة المهد بیت لحم

إقرأ أيضاً:

45 عاما في الأسر.. نائل البرغوثي أقدم فلسطيني في سجون الاحتلال

دخل الأسير الفلسطيني نائل البرغوثي، اليوم الأربعاء، عامه الـ45 في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وهي أطول مجموع مدة اعتقال داخل سجون الاحتلال في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة.

وأوضحت هيئة الأسرى، ونادي الأسير، واجه الأسير البرغوثي البالغ من العمر (67 عاماً) من بلدة كوبر شمال غرب رام الله، الاعتقال منذ عام 1978، وقضى منها 34 عاماً بشكل متواصل، وتحرر عام 2011 ضمن صفقة "التبادل"، إلا أن الاحتلال أعاد اعتقاله ضمن حملة اعتقالات واسعة عام 2014، طالت العشرات من المحررين في الصفقة، وأعاد الاحتلال بحقه حكمه السابق، وهو المؤبد و(18) عاماً بذريعة وجود (ملف سري).

يُشار إلى أن ذكرى اعتقاله هذه تأتي في وقت هو الأكثر دموية بحق الشعب الفلسطيني، مع استمرار الاحتلال في تنفيذ إبادته الجماعية الممنهجة بحق شعبنا في غزة، وكذلك بحق الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي ومعسكراته، الذين يتعرضون لوجه من أوجه الإبادة.

وقالا: “منذ السابع من أكتوبر يتعرض أسرانا وقادة الحركة الأسيرة، ومنهم القائد البرغوثي، لعمليات تنكيل وعزل وسلب وتعذيب واعتداءات غير مسبوقة بكثافتها، فقد تعمدت منظومة السجون ترسيخ كل ما تملك من أدوات لاستهداف أسرانا، وسلب حقوقهم، وما تمكنوا من تحقيقه بالدم والتضحية، وقد تعرض القائد البرغوثي إلى جانب رفاقه، لعمليات نقل وتنكيل متكررة، ووفقًا لآخر المعطيات فإن القائد البرغوثي يقبع اليوم في سجن (شطة)”. 

وأكدا أن كل هذه الإجراءات والسياسات التي صعّد الاحتلال ممارستها منذ بدء جريمة حرب الإبادة المستمرة، لم تكن وليدة اليوم، بل شكلت نهجًا وامتدادًا لسياساته القمعية والانتقامية منذ احتلاله لأرضنا، وتعرض مئات الآلاف من أبناء شعبنا لعمليات اعتقال وتنكيل وتعذيب.

وفيما يلي أبرز المحطات في حياة القائد نائل البرغوثي المعروف بـ(أبو النور):

▪ وُلد الأسير البرغوثي في بلدة كوبر في 23 أكتوبر عام 1957، واعتُقل للمرة الأولى عام 1978، وحُكم عليه بالسجن المؤبد و18 عاماً، وعلى مدار 34 عاماً قضاها بشكل متواصل، رفضت سلطات الاحتلال الإفراج عنه، رغم عقد العديد من صفقات التبادل، والإفراجات التي تمت في إطار المفاوضات.

▪️ في الثامن عشر من أكتوبر عام 2011، ضمن صفقة "التبادل" أُفرج عنه إلى جانب المئات من الأسرى، وكان من ضمنهم رفيق دربه المحرر فخري البرغوثي، وتزوج بعد الإفراج عنه من المحررة أمان نافع.

▪️ وفي الثامن عشر من يونيو 2014، أعادت سلطات الاحتلال اعتقاله مجدداً، وأصدرت بحقه حكماً مدته 30 شهراً، وبعد قضائه مدة محكوميته، أعادت حكمه السابق، وهو المؤبد و18 عاماً بذريعة وجود “ملف سري”، إلى جانب العشرات من محرري صفقة "التبادل"، الذين أُعيدت إليهم أحكامهم السابقة، وأغلبيتهم يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد.

▪️ وفي عام 2018، قتلت قوات الاحتلال ابن أخيه صالح البرغوثي، واعتقلت شقيقه عاصم، ومجموعة كبيرة من أفراد عائلته، وهدمت منزلين للعائلة، ضمن سياسة العقاب الجماعي، وخلال العام الجاري اعتقل الاحتلال زوجته أمان نافع، التي أفرج عنها بعد أن أمضت 3 أشهر رهن الاعتقال الإداري، وشقيقته الوحيدة حنان البرغوثي المعتقلة إدارياً حتى اليوم.

▪️ وخلال عام 2021 واجه البرغوثي محطة صعبة في حياته تُضاف إلى العشرات من المحطات السابقة، وذلك بفقدان شقيقه ورفيق دربه عمر البرغوثي (أبو عاصف)، إذ حرمه الاحتلال مجددًا من وداع أحد أحبائه، كما فقد سابقًا والديه وحرمه كذلك من وداعهما.

▪️يشار إلى أنه منذ أكثر من 6 سنوات شرع محاميه بمسار قانوني تمثل، في تقديم عدة استئنافات والتماسات ضد قرار إعادة حكمه السابق، وحتى الآن لم يصدر قرار.

وجه الأسير البرغوثي على مدار سنوات اعتقاله الماضية العديد من الرسائل نستذكر منها:

 "إن محاولات الاحتلال لقتل إنسانيتنا لن تزيدنا إلا إنسانية".

 "لو أن هناك عالما حرّا كما يدّعون، لما بقيت في الأسر حتى اليوم".

مقالات مشابهة

  • ما الدول التي يواجه فيها نتنياهو وغالانت خطر الاعتقال وما تبعات القرار الأخرى؟
  • مذاهب الفقهاء في تعدد المساجد التي تصحّ فيها الجمعة بالبلدة الواحدة
  • سوريا .. اكتشاف أقدم أبجدية في مقبرة قديمة
  • الطائفة الإنجيلية تعلن وفاة نعيم عاطف شيخ كنيسة قصر الدوبارة
  • أنواع المشقة التي أباح الإسلام الرخصة فيها أثناء الصلاة
  • فلسطيني الجنسية .. تعرف على أقدم أسير في العالم!
  • 45 عاما في الأسر.. نائل البرغوثي أقدم فلسطيني في سجون الاحتلال
  • مراسل سانا: أصوات الانفجارات التي سمعت في مدينة تدمر ناجمة عن عدوان إسرائيلي استهدف أبنية سكنية والمدينة الصناعية فيها
  • 1 ديسمبر.. مجلس الكنائس العالمي يعقد جلسة في جنيف لمناقشة تعزيز الحوار بين الأديان
  • محمد ربيعة: لم أقدم شيئًا لمنتخب مصر حتى الآن