استقرار الين أمر ضروري لمنع الأزمات في سوق العملة
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
انتهي التقرير الأسبوعي لبنك QNB إلي أن استقرار الين الياباني أمر ضروري لمنع حدوث أزمة إقليمية أكبر في سوق العملات، والتي قد يكون لها تأثيرات على السيولة والنمو العالميين بشكل عام
وأوضح أنه على الرغم من أن الصين ربما تكون قد تخطت اليابان منذ بضع سنوات كمحرك رئيسي للاقتصاد الآسيوي وثاني أكبر اقتصاد في العالم، إلا أن اليابان لا تزال تلعب دوراً بالغ الأهمية بالنسبة لتدفقات رؤوس الأموال والأسواق المالية.
من حيث الحجم، يبلغ الاقتصاد الياباني 4.2 تريليون دولار أمريكي، ويشكل 3.6% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي المعدل حسب تعادل القوة الشرائية، وهو ثالث أكبر اقتصاد بعد الولايات المتحدة والصين. وتُعَد اليابان دولة رئيسية مصدرة للسلع المصنعة وواحدة من أكثر العناصر تطوراً في "مراكز التصنيع الآسيوية"، أي سلاسل التوريد المتكاملة التي تربط الاقتصادات المتقدمة في شمال شرق آسيا بالاقتصادات الناشئة في الصين وجنوب شرق آسيا.
وبالإضافة إلى ذلك، تعتبر اليابان قوة مالية عالمية، حيث تلعب الأسواق المالية اليابانية دوراً رئيسياً في الاقتصاد العالمي، فالين الياباني هو عملة احتياطية رئيسية. وتعتبر سوق السندات الحكومية اليابانية المحلية أيضاً واحدة من أكبر أسواق السندات السيادية العالمية، مما يجعل عوائدها بمثابة ركيزة لأسعار الفائدة العالمية. ويتسم هذا الأمر بأهمية خاصة، لأن بنك اليابان كان في طليعة البنوك المركزية التي ظلت تطبق سياسات نقدية ميسرة للغاية لعدة سنوات، مستخدماً أدوات مثل أسعار الفائدة السلبية والتحكم في منحنى العائد والبرامج الضخمة لشراء الأصول.
ويوضح تقرير QNB أن السياسة النقدية الميسرة للغاية تجعل بنك اليابان في وضع استثنائي من حيث إجمالي حيازات الأصول وتدني أسعار الفائدة اليابانية مقارنة بالاقتصادات المتقدمة الأخرى. ونتيجة لذلك، تعمل اليابان كمزود رئيسي لرأس المال والسيولة لبقية العالم. ويرجع ذلك إلى بحث المستثمرين اليابانيين عن عوائد أعلى في الخارج واستكشاف المشاركين في السوق لفرص "تجارة المناقلة" بناءً على أسعار الفائدة المنخفضة للين الياباني، أي الاقتراض بسعر منخفض في اليابان للاستثمار بسعر أعلى في ولايات قضائية أخرى، والمضاربة في فوارق أسعار الفائدة.
وفي مثل هذه الأوضاع، ليس من المستغرب أن يحتفظ اليابانيون بأكبر قدر من صافي الاستثمارات في الخارج بشكل يفوق بكثير كل من الصينيين والأوروبيين.
وأوضح QNB أن الهيكل العام للأوضاع النقدية الميسرة للغاية في اليابان ساعد على تمويل الاستثمارات في الخارج لسنوات عديدة. ولكن منذ بداية عام 2022 وظهور معدلات التضخم الأعلى من المستوى المستهدف في الاقتصادات المتقدمة، بدأت المخاطر تتزايد، مدفوعة بالتغير في اتجاهات السياسة النقدية في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو. وقد أدى ذلك إلى تدفق رؤوس الأموال من اليابان إلى الخارج، مما أدى إلى زيادة الضغط على العملة المحلية، حيث قام المستثمرون ببيع الين الياباني للاستثمار عالمياً.
ضغوط الصرف الأجنبي
مرت ضغوط الصرف الأجنبي على الين الياباني بثلاث مراحل.
أولاً، خلال "ذروة التشديد" من جانب البنوك المركزية الرئيسية في عام 2022، عندما كان التضخم مرتفعاً للغاية في الولايات المتحدة وأوروبا. في ذلك الحين، انخفضت قيمة الين الياباني بشكل حاد واضطر بنك اليابان إلى التدخل في أسواق العملات الأجنبية لدعم العملة ومنع المزيد من الضغوط المالية.
ثانياً، شهد الوضع فترة من الاستقرار المؤقت في عام 2023، بسبب تضييق "فجوة السياسة النقدية" بين بنك اليابان ونظرائه من البنوك المركزية الرئيسية، مما دعم انتعاش قيمة الين الياباني بشكل سريع. وكان ذلك يستند إلى اعتدال التضخم بشكل كبير في الولايات المتحدة وأوروبا في نفس الوقت الذي كانت فيه الأسعار ترتفع في اليابان، فقد أثارت الفترة السابقة من ضعف الين الياباني ارتفاعاً حاداً في الأسعار المحلية في اليابان، مما ساهم في رفع التضخم على نحو تجاوز المعدل المستهدف البالغ 2% ليصل إلى أعلى مستوى له منذ 41 عاماً. وأشار بنك اليابان حينها إلى تحول تاريخي يتمثل في بداية عملية تطبيع السياسة النقدية، بما في ذلك نهاية أسعار الفائدة السلبية وتدابير التحكم في منحنى العائد. ومع إشارة البنوك المركزية الكبرى إلى نهاية دورة تشديد السياسة النقدية وإشارة بنك اليابان إلى بداية عملية التطبيع، ضاقت "فجوة السياسة النقدية" المتوقعة، مما عزز من قيمة الين الياباني.
ثالثاً، شهد الين مرحلة ثانية من الضغوط المكثفة، والتي اكتسبت زخماً في أوائل عام 2024 في أعقاب تأثير الزلزال الذي ضرب اليابان وكذلك إعادة تسارع التضخم في الولايات المتحدة. كان الزلزال الذي ضرب اليابان في أوائل هذا العام بمثابة عائق للين الياباني، حيث أدت الحاجة إلى تدابير الدعم الإغاثي إلى تبطيئ عملية تطبيع السياسة النقدية من قبل بنك اليابان. وقد تفاقمت هذه النوبة الجديدة من انخفاض قيمة الين الياباني بشكل أكبر بسبب المفاجآت السلبية في التضخم في الولايات المتحدة وما ترتب على ذلك من إعادة تسعير لعوائد الدولار الأمريكي. وبعبارة أخرى، اتسعت "فجوة السياسة النقدية" مرة أخرى. وقد دفع هذا الوضع الين الياباني إلى الاقتراب من أدنى مستوياته على الإطلاق مقابل الدولار الأمريكي في الأسابيع الأخيرة، مما يتطلب تدخلاً إضافياً من قبل بنك اليابان لدعم العملة اليابانية.
وأوضح التقرير أنه بدأت علامات الانخفاض غير المنظم في قيمة الين الياباني في الضغط على أجزاء رئيسية أخرى من "مراكز التصنيع الآسيوية"، مثل كوريا والصين، حيث تؤثر تحركات العملات الإقليمية على القدرة التنافسية لكل اقتصاد.
ومن الممكن أن تؤدي موجة من التخفيضات غير المنتظمة في قيمة العملات في آسيا إلى ضغوط على الأسواق المالية. وذلك سيجبر السلطات النقدية المحلية على استخدام أصولها الأجنبية للتدخل في أسواق العملات الأجنبية، أو استخدام الأدوات التنظيمية لمنع المزيد من تدفقات رأس المال إلى الخارج. وبما أن الدول الآسيوية تعتبر المزود الرئيسي لرأس المال للنظام المالي العالمي، فإن هذا الأمر سيكون سلبياً بالنسبة للسيولة، خاصة وأن بنك الاحتياطي الفيدرالي يهيئ نفسه لإبقاء أسعار الفائدة "مرتفعة لفترة أطول" أو خفض أسعار الفائدة بشكل أقل مما كان متوقعاً في السابق.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الين الياباني الصين الاقتصاد الآسيوي اليابان دولار أمريكي جنوب شرق آسيا الاقتصادات الناشئة الاقتصاد العالمي فی الولایات المتحدة قیمة الین الیابانی البنوک المرکزیة السیاسة النقدیة أسعار الفائدة بنک الیابان فی الیابان
إقرأ أيضاً:
الإعلام الياباني يحتفي بالحضور السعودي لمانجا للإنتاج في أنمي جابان 2025
اختتمت شركة مانجا للإنتاج، التابعة لمؤسسة محمد بن سلمان “مسك”، مشاركتها في فعاليات أنمي جابان 2025 بالعاصمة اليابانية طوكيو، أحد أبرز المعارض العالمية في صناعة الأنمي. في سابقة مميزة، رعت مانجا للإنتاج هذا الحدث العالمي كأول شركة من خارج آسيا، في خطوة تعكس التزامها بتعزيز حضور المملكة العربية السعودية في هذه الصناعة العالمية. المعرض الذي أُقيم في مركز طوكيو بيغ سايت استقطب أكثر من 150,000 زائر، بمشاركة أكثر من 100 شركة من مختلف قارات العالم
خلال هذا الحدث، شارك فريق مانجا للإنتاج في فعاليات المعرض على مدار أربعة أيام، شملت الأيام المفتوحة للجمهور وأيام الأعمال المخصصة للشركات. وقدمت الشركة لزوار المعرض تجربة فريدة تمزج بين الابتكار والإبداع السعودي، مع إتاحة الفرصة لاكتشاف الثقافة السعودية من خلال أنشطة متنوعة مثل ارتداء الزي التقليدي السعودي وتجربة القهوة السعودية. كما قدّم الرئيس التنفيذي لشركة مانجا للإنتاج محاضرة بعنوان “مستقبل السعودينميشن والشراكة السعودية اليابانية”، سلّط فيها الضوء على آفاق التعاون المشترك وفرص النمو في هذا القطاع الواعد.
وقد شهد جناح مانجا للإنتاج زيارات رسمية من كبار الشخصيات، من بينهم معالي نائب وزير التعليم والعلوم والثقافة والرياضة الأستاذ أكاماتسو كين، ومعالي نائب وزير البيئة الأستاذ كوباياشي فومي أكي، ما يعكس اهتمامًا رسميًا بالتعاون الثقافي والإبداعي بين المملكة العربية السعودية واليابان.
حظيت مشاركة مانجا للإنتاج بتغطية إعلامية واسعة من كبرى القنوات اليابانية مثل برنامج (The Time) في قناة NBC وبرنامج (WORLD BUSINESS SATELLITE)أحد أبرز البرامج الرائدة في مجال الأعمال والاقتصاد في اليابان والذي يعرض على قناة TV Tokyo، إلى جانب أكثر من 200 خبر صحفي نُشر في وسائل إعلام يابانية وإقليمية، مما يعكس الاهتمام المتزايد بالحضور السعودي في صناعة الأنمي العالمية، ويؤكد على مكانة الشركة كلاعب رئيسي في هذا القطاع المتنامي.
ومن ناحية أخرى، شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلاً واسعاً من الجمهور الياباني، حيث عبّر العديد منهم عن إعجابهم بالفعاليات المقدمة في الجناح واهتمامهم بالمحتوى السعودي والجوانب الثقافية المتنوعة التي عكستها التجربة.
اقرأ أيضاًالمنوعاتاستقرار أسعار النفط مع ترقب إنهاء الحرب الروسية-الأوكرانية.. وانتعاش أسواق الذهب بحثًا عن “الملاذ الآمن”
صرح الدكتور عصام بخاري، الرئيس التنفيذي لشركة مانجا للإنتاج، قائلاً: “نحن فخورون بالتقدير الكبير الذي نلقاه من الجمهور الياباني والعالمي، والذي يعكس نجاح تجربتنا في إيصال الإبداع السعودي إلى أسواق الأنمي العالمية. مشاركتنا ورعايتنا لهذا الحدث البارز تُعد خطوة استراتيجية نحو بناء شراكات في مجالات الإنتاج المشترك، التوزيع، وترخيص المحتوى. وفي ضوء النمو الاقتصادي والتطور الذي تشهده المملكة، فإن هذه المشاركة تفتح أمامنا فرصًا كبيرة للتعاون مع الشركات اليابانية والعالمية، مما يسهم في تعزيز مكانة المملكة كمركز عالمي للإبداع في قطاع المحتوى والترفيه.”
من جانبه، صرح الأستاذ عبد العزيز الموينع، مدير إدارة التسويق والتواصل في مانجا للإنتاج، قائلاً:”تواجدنا في أنمي جابان 2025 شكّل فرصة استراتيجية لتعزيز صورة المملكة عالميًا وإبراز الهوية الإبداعية السعودية في واحدة من أبرز المنصات الدولية لصناعة الأنمي. ركزنا من خلال مشاركتنا على بناء روابط قوية مع الجمهور والشركاء الإعلاميين، إلى جانب تسليط الضوء على المحتوى السعودي المبتكر. نؤمن بأن التواصل الفعّال هو أحد ركائز التأثير، وهذه المشاركة كانت مثالاً حيًا على قوة الرسالة الإبداعية الهادفة عندما تُقدَّم بأسلوب يعكس ثقافتنا ويصل إلى جمهور عالمي متنوع.”
الجدير بالذكر أن مانجا للإنتاج وقعت هذا الشهر مع شركة صلة، المشغل الرائد والمتميز عالميًا في قطاعات الترفيه والرياضة والثقافة والسياحة، بهدف تعزيز التعاون مع الشركات اليابانية العريقة وإيجاد فرص جديدة لها للمشاركة في موسم الرياض. حيث تمتلك مانجا للإنتاج سجلًا حافلًا بالشراكات العالمية مع كبرى الشركات والأستوديوهات اليابانية الرائدة في مجالات الترفيه والإنتاج الإبداعي مثل توي أنميشن، دينسو، دايناميك بلاننج، بروجكشن آي جي، كوي تيكمو، وغيرها من الشركات التي ساهمت في تطوير مشاريع ضخمة في مجال الأنمي والألعاب والتجارب الترفيهية. وتواصل مانجا للإنتاج جهودها لتعزيز موقع المملكة كمركز رئيسي لصناعة الترفيه، حيث تعمل على نقل أحدث الابتكارات في قطاع الترفيه الياباني إلى السوق السعودي، مما يسهم في تحقيق رؤية السعودية في تطوير صناعة المحتوى الإبداعي وجعلها وجهة عالمية لصناعة الترفيه.