البيضاء.. حملة عسكرية حوثية تفرض حصارا مسلحا على احدى قرى الملاجم
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
فرضت مليشيا الحوثي المصنفة إرهابيا حصار خانق على إحدى قرى مديرية الملاجم محافظة البيضاء (وسط اليمن)، وشلت كامل حركة الدخول والخروج من وإلى القرية المحاصرة.
وقالت مصادر مطلعة لوكالة خبر، إن مليشيا الحوثي تفرض حصاراً خانقاً على قرية "هداون السفلى" الواقعة في عزلة الرشدة بمديرية الملاجم، بعدد من الأطقم وعشرات الأفراد المدججين بالأسلحة وتمنع دخول أو خروج المواطنين.
وأضافت المصادر إن المليشيا قطعت الطرقات في مداخل ومخارج قرية "هداون السفلى" وفرضت حصاراً مطبقاً عليها ومنعت حركة المواطنين وتنقلهم بداخلها والذهاب لاداء فريضة الصلاة بالمسجد.
وبحسب المصادر فإن الحملة الحوثية اثارت حراك مسلح بين رجال القبائل من المنطقة ويسود توتر حادا مع افراد الحملة على خلفية الحصار وممارسات المليشيا بحق السكان في ظل جهود وساطة قبلية لتخفيف التوتر ومساعي لرفع الحملة.
وارجعت الاسباب، إلى خلاف وقع بين مشرف حوثي يقود مسلحين من "آل الرصاص" الذين ينحدرون من مديرية مسورة مع شخص يدعى"عبدالله عباد" المنتمي لقرية "هداون السفلى" على خلفية نزاع على قطعة أرض كبيرة منذ نحو عشرات السنين.
ويدعي المشرف الحوثي المنتمي لـ "آل الرصاص" امتلاكهم على اوراق تثبت امتلاكهم للأرض منذ مائة عام فيما يزعم "عباد" أن أسرته اشترتها من جد "آل الرصاص" منذ أكثر من خمسين عاما وأسرته ثابته عليها وتمارس الزراعة فيها منذ ذالك الحين.
وعلى خلفية الخلاف، أقدم مسلحين حوثيين من "آل الرصاص" خلال الأيام الماضية على نهب 100 راس من الأغنام المملوكة لـ "عباد" وبدء التوتر بين الجانبين فتدخلت وساطة قبلية واعادت الأغنام المنهوبة للأخير.
ووفقا لمصادر محلية، فأن المليشيا اخذت عدد من السيارات والرهائن من "آل الرصاص" وارسلت حملة عسكرية لاجبار "عباد" على تسليم عدد من السيارات و الرهائن بهدف الاحتكام لها في اسلوب مماثل لما كانت تقوم به الإمامة في اخضاع القبائل في مناطق نفوذها.
وفي السياق، قال الناطق باسم مقاومة آل حميقان في محافظة البيضاء عامر الحميقاني، إن مليشيا الحوثي اختطفت خلال الحملة شيخ عزلة الرشدة "ياسر ناجي الرشدي"، بالإضافة إلى عدد آخر من سكان المنطقة.
وأشار الحميقاني الى أن سبب الحملة يعود إلى خلاف بين أهالي المنطقة وأحد المشرفين الحوثيين، عندما حاول الأخير الاستيلاء على قطعة أرض في المنطقة، وتم منعه من قبل الأهالي.
وشهدت محافظة البيضاء خلال السنوات الماضية عودة لعشرات النزاعات القبلية التي تعتاد مليشيا الحوثي المدعومة من إيران تأجيجها وتغذيتها وغالبا ماتكون على خلفية نزاعات على الإرث والأراضي والثأرات والتي تودي بحياة مئات الأرواح في محاولة حوثية لالهاء القبائل وتفريقها بغرض اشغالها وأحكام السيطرة عليها.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: ملیشیا الحوثی على خلفیة
إقرأ أيضاً:
حوثيون قتلة .. رصاص قناصة مليشيا الحوثي تنتزع أرواح البرئيات من النساء .. العنف قنصا
تتعرض العديد من النساء في محافظة الضالع جنوب اليمن إلى قنص متعمد من حين لآخر، ويسقط مواطنين بين جريح وقتيل منذ سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية على بعض مديريات المحافظة حيث سعت المليشيا إلى استخدام أساليب التنكيل وممارسة الإجرام بحق النساء بالقناصة والقذائف العشوائية والطائرات المسيرة التي تحاصر مزارعهم منازلهم على مسافة كبيرة من منطقة خط التماس.
روضة القحيف(25عاما)حامل بشهرها الثالث واحدةً من عشرات ضحايا قنص المليشيا من النساء في المحافظة أثناء رعي الأغنام في منطقة حبيل الكلب شرق مدينة الفاخر بمديرية قعطبة.
في السياق ذاته تحدث أحد أهالي المنطقة لـ "مأرب برس " فضل عدم ذكر أسمه لأسباب قائلا: أن قناصة مليشيا الحوثي المتمركزة في منطقة حبيل العبدي استهدفت روضة القحيف عندما كنت عائدة إلى المنزل وقت الظهيرة وإصيبت بطلقة قناص في ساق الرجل اليسرى.
زهراء علي، امرأة في الأربعين من عمرها، تعرضت لإصابة بالغة في ظهرها نتيجة قنص مليشيا الحوثي أمام منزل عائلتها الكائن في بلدة الخرازة جنوب شرق مدينة الفاخر واصابتها على الفور.
نُقلت عائشة إلى المستشفى، حيث خضعت لعملية جراحية وعلى الرغم من الألم الجسدي، كانت عائشة مصممة على العودة إلى حياتها الطبيعية تقول: "لم أكن أريد أن أكون ضحية كنت أريد أن أكون قوية لأبنائي".
وتضيف زهراء لـ"مأرب برس" أعاني من صعوبة الحركة والتنفس، مما أثر على عدم قدرتي في العمل ورعاية أسرتي ونواجه ظروفًا صعبة ومأساوية، نتيجة نزوحنا من منازلنا اثناء قدوم المليشيا التي جلبت معها الخوف والفزع لأبناءنا ونساءنا.
إجرام ممنهج
وتعمد مليشيا الحوثي المصنفة على قوائم الإرهاب الأمريكية على ارتكاب انتهاكات انسانية بحق النساء سقط العديد منهن بين قتيل وجريح خلال عمليات قنص وقصف المواطنين في قراهم ومنازلهم ومزارعهم وطرقاتهم إلى جانب الأضرار والخسائر في الممتلكات الخاصة، كان أخرها في 22 أكتوبر الماضي من هذا العام ذاته، الذي استهدف منزلاً سكنياً في قرية المشاريح بمنطقة حجر شمال غربي الضالع.
رئيس المركز الإعلامي لجبهة الضالع ماجد الشعيبي يقول لـ"مأرب برس" إن الجرائم التي ارتكبتها مليشيا الحوثي بحق النساء بشكل مستمر شملت هذه الانتهاكات القنص المتعمد سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، ومن ذلك ضحايا الطائرات المسيرة التي ترسلهن بشكل دائماً، وبسب ذلك يسقط من الحين الى الآخر العديد من النساء والأطفال البسطاء.
وأضاف الشعيبي أن بعض النساء تعرَّضن للإعاقة الجسدية والعنف الجسدي من صعوبة في الحركة وموت سريري، وتعرَّضن للتعذيب النفسي والضغوط النفسية الشديدة بعد إصابتهن وإعاقتهن لفترات طويلة وإن هذه الانتهاكات تشكل جزءًا من الواقع المأساوي الذي تعيشه النساء في الضالع تحت بطش هذه الميليشيات المجرمة.
وأوضح الشعيبي أن مليشيا الحوثي يتعمدون استهداف المدنيين في نمط يتكرر في شكل أسبوعي أحياناً وقناصتهم يتمركزون في مرتفعات قريبة تسمح لهم بتمييز من يمر في الأحياء بالعين المجردة فقط، ونحن نعرف مدى قدرة هؤلاء القناصة المحترفين على التعرف إلى ضحاياهم المواطنين.
ويتابع الشعيبي حديثه إن مليشيات الحوثي تستهدف النساء كجزء من استراتيجيتها العسكرية، حيث تم استخدام القنص كوسيلة لترهيب المجتمع المحلي وفرض السيطرة وارتكاب بحق النساء أصناف الجرائم الإنسانية دون مراعاة.
الآثار النفسية والاجتماعية
لا تؤثر هذه الانتهاكات على الضحايا فحسب، بل تمتد آثارها على حياة النساء الناجيات من هذه الهجمات في حالة من الخوف والقلق المستمر كما تؤثر هذه الأوضاع على الصحة النفسية للنساء، مما يتطلب توفير الدعم النفسي والاجتماعي.
تقول الناشطة الحقوقية حنين العريقي لـ"مأرب برس" إن قنص مليشيات الحوثي لنساء الضالع ليس مجرد اعتداء عابر، بل هو اعتداء على الإنسانية جمعاء وتُعتبر انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية التي تحمي المواطنيين، مع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، بما في ذلك اتفاقية القضاء على جميع أشكال العنف ضد المرأة، واتفاقية مناهضة التعذيب، وكذلك المبادئ الأساسية لحماية حقوق الإنسان في حالات النزاع المسلح".
وتضيف العريقي إلى أن المرأة التي تتعرض إلى مثل هذا القنص تعيش حياة قاسية، خاصة إذ لم تلقت الدعم النفسي والمعنوي، سواء كان من أسرتها أو من مراكز متخصصة أو من المنطقة التي تعيش فيها وهذه تؤثر في نفسية الأشخاص ويشعرون بأنهم تعرضوا لتجارب قاسية في مقابل عدم تقدير الآخرين لهم.
أرقام وإحصائيات
وفي ذات السياق أحصاء "المركز الإعلامي لمحور الضالع القتالي" عمليات القنص والقصف التي ارتكبتها مليشيا الحوثيين بحق المدنيين في محافظة الضالع، أسفرت عن وقوع ما يقارب 150 حالة من المواطنين بين قتيل وجريح خلال العام 2023 و 2024.
ورغم سريان اتفاق الهدنة في العام 2022، لمدة أربعة أشهر فقط أحصت العمليات المشتركة (حكومية)، فيما يخص الضحايا المدنيين الذين سقطوا بنيران مليشيا الحوثي خلال عمر هذه الهدنة 6 قتلا و27 جريحا بينهم طفلان، إضافة إلى قصف 10 قرى ونجاة 5 أسر بأعجوبة بعد تعرضها لقصف مسيرة حوثية شمالي الضالع.
وفي تقرير وثقته الشبكة اليمنية للحقوق والحريات منذ العام 2015، حتى 10 ديسمبر2019، أن فريقها الميداني استطاع رصد (453) حالة قتل لمدنيين، بينهم (23) امرأة، و(17) طفلاً توزعت على منطقة مريس والفاخر ومديرية قعطبة.
ولخص تقرير الشبكة اليمنية للحقوق والحريات إلى أن جرائم قنص المواطنين في الضالع ارتكبها مقاتلون محترفون في استخدام سلاح القناصة، مع تعمدهم استهداف المدنيين، وجماعة الحوثي الأكثر استخداماً لأسلحة القنص.