الحكَّاء (52) | يوميات عادية جدا لفتاة فلسطينية (3)
تاريخ النشر: 3rd, August 2023 GMT
(الحلقة الأخيرة)
(1)يهدأ القصف المدفعي في إحدى الليالي، يسكن كل ما في الحي، أواصل كعادتي الانتقال من نافذة إلى نافذة، يُطلقون عليَّ: "برج المراقبة الليلي"، فأنا لا أغادر نوافذ البيت ليلا، خوفا من اقتحام أو مداهمة.
غير أني أرى هذه الليلة ما هو مختلف، شخصا يمشي في الشارع المقابل لبيتنا بخطوات سريعة، لا يلتفت في أي اتجاه، أتابعه بنظراتي حتى يصل إلى عمارتنا، أركض لغرفة أمي لإيقاظها، وأخبرها أن غريبا دخل إلى العمارة، لم يكن هناك ليلتها كهرباء، تمسك أمي الشمعة بيد وتمسكني باليد الأخرى، نسير بخطوات ثقيلة نحو الصالة، نسمع طرقا على الباب بصوت منخفض لا يكاد يُسمع، من خلف الباب نسأل: "مَن"؟ لا أصدق حين أسمع الإجابة، صرخت: "بابا".
تفتح أمي الباب بسرعة، أعانقه بحرارة، يقبلني ورأس أمي، لقد مرت شهور طويلة ولم نعرف عنه خبرا، تسأله أمي: لماذا أتى والوضع غير آمن؟ أرفع الشمعة قليلا، يبدو وجهه شاحب اللون، وعليه حبات العرق رغم برودة الجو.
سمعت صوت الجيبات العسكرية أمام البيت، ركضت لإيقاظ أمي وأبي.. "جيش.. جيش"، وتخيلت أن الاعتقال عاد ليسرق أبي منا من جديد، لكن الصدمة هذه المرة كانت أن الاعتقال لأمي، وقفت وأنا لا أستطيعُ استيعاب ما يحدث، كيف تُعتقل أمي، عالمي ودُنياي ورفيقتي وحبي الأكبر
أبي مريض جدا يومها، ولا يجد مَن يستطيع أن يحصل منه على دواء، فغامر وأتى إلى البيت رغم معرفته أن جنود الاحتلال قد يأتون في أي لحظة، يبقى 4 أيام بيننا لا يستطيع فيها أن ينهض من الفراش، وأنا لا أفارق نوافذ البيت في كل الأوقات، قمت بتقسيم إخوتي لفرق مراقبة نتبادل الأدوار، ولا يغفل أحد منا عن أي حركة في الحي، ثم يغادر أبي بيتنا، وعجبا لأقدار الله، فبعدها بساعات، يعاود جنود الاحتلال اقتحام بيتنا.
(2)تمر الأيام ثقيلة مجددا، ويأخذ الوضع الأمني العام في الضفة الغربية منحى جديدا، فتعود الحركة تدريجيا بعد تقليص ساعات منع التجول، وتقل أيضا الاقتحامات، ثم تجمعنا أمي لتخبرنا أن إخوتي الأربعة سيعودون مع عمتي لبيتنا في القرية، أما أنا وعبيدة وعبد المجيد أصغرنا فسنبقى معها في رام الله.
بعدها تطلب مني أمي أن أضع ملابس عبد المجيد أصغر إخوتي في حقيبة المدرسة الخاصة بي، وأن أُحضر ما أحتاجه أنا أيضا من ملابس، أسألها مندهشة: إلى أين سنذهب؟ تخبرني: عند بابا.
نغادر منزلنا وقد تركنا بعض المصابيح مضاءة لتوحي أننا ما زلنا فيه، وهذا بالتأكيد في الحالات التي لا تنقطع فيها الكهرباء، نترك سيارتنا أمام البيت، ونستقل أخرى، نصل بعد 4 ساعات إلى البيت الذي يختبئ فيه أبي.
بعد يومين، كان عليَّ أن أعود مرة أخرى إلى البيت، لأطمئن عليه، خصوصا أن أمي في أشهر الحمل الأخيرة، يشرح أبي لطفلته التي تبلغ 11 عاما طريق الوصول للمنزل، ويخبرني ماذا أفعل، يستودعني رب العالمين هو وأمي وأخرج أنا وأخي أمجد.
أصل بعد ساعتين وقد عبرت الطرقات الفرعية، أتأكد أن الاحتلال لم يقتحم بيتنا في غيابنا، أُحضر بعض الملابس من البيت، وأحمل جرة غاز متوسطة الحجم، إضافة إلى بعض الحاجيات التي أوصتني أمي أن أحضرها، أضعها في حقيبة وأحملها على ظهري، وأُلبس جرة الغاز كيسا كبيرا وألفها ببعض الملابس، حتى لا تكون واضحة المعالم، أنتظر بدء مغيب الشمس كما أوصاني أبي، وأخرج من البيت تسللا.
(3)أكاد أصل وجهتي المنشودة، إلا أن صوتا قريبا لدبابات ومدرعات يباغتني، أشعر أن قلبي يكاد يخرج من صدري من شدة الخفقان، وأظن أن موتي اقترب، أنا وأخي على طرف الشارع في مكان مكشوف تقريبا ودبابات الجيش قريبة، لا أعرف ماذا أفعل، كان عليَّ أن أفكر هذه المرة وحدي، وأن أتصرف وحدي، يومها أظنُ أني كدتُ أكسر يد أخي أمجد وأنا أمسكهُ من شدةِ خوفي عليه.
أعود سريعا إلى الخلف، ونختبئ خلف شجرة كبيرة، أرى بيتا قديما له بوابة حديدية مفتوحة، نركض نحوه بسرعة، وأجلس أنا وأمجد بقرب البوابة على الأرض، أضع جرة الغاز خلفي وأحضن حقيبتي وأضع رأسي عليها، أشيح ببصري عن الدبابات التي تقترب، وأعد الثواني حتى تمر، إلا أن الثواني تصبح ساعات طويلة عندما تتوقف الدبابات ومدرعات الجنود على طول الشارع.
تغيب الشمس ويحل الليل، يعود صوت الدبابات مرة أخرى ليعلو من جديد، يبدو أنها كانت استراحة مفاجئة والآن سيكملون المسير، هكذا قلت لنفسي أطمئنها، وفعلا كان هذا الأمر، وتمر الدبابات ومدرعات الجنود، نخرج من خلف الباب، ونركض بسرعة كبيرة حتى نصل إلى البيت عند أمي وأبي.
أجدهما بحال لا يحسدان عليه، تضمني أمي طويلا وهي تبكي، أقول لأبي بفخر: إنني أحضرت جرة الغاز وما طلبته أمي، وإنني قد استطعت أن أختبئ أنا وأمجد من الجنود، كنت أحاول جاهدة أن يشعر أبي وأمي بالفخر بي، لعل ذلك يبدد شيئا من خوفهما عليَّ الذي كان واضحا، ولوم نفسيهما لإرسالنا في مهمة أشبه بالمستحيلة.
(4)لم تمحُ سنوات ما بعد الاجتياح كل ما عشناه فيها، بقي عالقا فينا بشكل أو بآخر، نجدهُ يخرجُ كلما أُعيدت بعض المشاهد والذكريات، حيث اعتقل أبي حينها ومكثَ في سجون الاحتلال 3 سنوات ونصف، دون تهمة ودون محاكمة وبحكم "الاعتقال الإداري". لم يكن شيئا عاديا ولا طبيعيا، لكن أمي كانت قادرة على أن تكون لنا أما وأبا، لا ننسى كم كافحت وتحملت في سبيل ذلك، لكن ما حدث بعدها لم يكن خاطرا على عقولنا أبدا من قبل.
كان يوم الثامن من الشهر السابع لعام 2007، ليلة صيفية جميلة بعد اجتماع عائلي عشناه، كنا قد حرمنا منه لسنوات، وكعادتي أنا "برج المراقبة الليلي"، لم أكن قد نمت بعد، عندما سمعت صوت الجيبات العسكرية أمام البيت، ركضت لإيقاظ أمي وأبي.. "جيش.. جيش"، وتخيلت أن الاعتقال عاد ليسرق أبي منا من جديد، لكن الصدمة هذه المرة كانت أن الاعتقال لأمي، وقفت وأنا لا أستطيعُ استيعاب ما يحدث، كيف تعتقل أمي، عالمي ودنياي ورفيقتي وحبي الأكبر.
كان أبي يتجادل مع الضابط، وأمي تعانقني وتوصيني بوصاياها المعتادة التي أحفظها عن ظهر قلب، أكمل أبي جداله مع الضابط والمجندة تضعُ القيود في يد أمي، لكن أمي وقفت وقالت لأبي: "ماجد ما تخاف، ندى جبل".
(5)اعتقلت أمي 5 أشهر، منها 35 يوما في تحقيق المسكوبية، هددت بي وبإخوتي، واقتحم الجيش بيتنا في ليلة عيد ميلادي وكانت أمي حينها في التحقيق، وأوهمها المحقق بأنني وأبي في الغرفة المجاورة لها، وأن إخوتي الثمانية في المنزل وحدهم، لكن أمي فعلا كانت جبلا شامخا لم تهتز، وقالت له: الله معهم.
لكنه المحتل لا يمكن أن تتخيل ما قد يُقدم على فعله، فقبل الإفراج عن أمي بقرابة الشهر اعتقل أبي، وبقيت أنا وإخوتي الثمانية وعمتي لوحدنا، كان علي أن أكون هذه المرة أما وأبا وأختا كبيرة عمرها 17 عاما، عليها أن تهتم بإخوتها وتتابعَ تفاصيل اعتقال والديها وتسأل المحامين كل يوم: هل من جديد؟
(6)بعد هذه السنوات، أظن أن قراري كان صائبا جدا، بل إنني غاية في السرور به، أن أدون كل ذكرياتي، فحياتي كطفلة وكشابة فلسطينية غنية جدا بالأحداث، أراهن أن لا أحد يعيشها في عالمنا العربي، لقد قضيت طفولتي ومراهقتي أتردد على السجون، وأخشى الاقتحامات، أشتاق إلى أبي المعتقل، ثم أقوم بدور الأم كاملا بعد أن اعتقلوا أمي، وهددوا بتفجير بيتنا، لأكبر وتعاد المشاهد من جديد مع إخوتي شذى ومحمد وعبد المجيد الذين غيبتهم السجون في الفترة ذاتها، وكان عليَّ أن أعيش كل التفاصيل من جديد.
أنا هنا لا أسرد بطولتي، فقط أخبركم أن هذه هي الحياة العادية لفتاة فلسطينية، بل ما ذكرته هنا جزء يسير.
اسمي تسنيم ماجد حسن.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معناوظائف شاغرةترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: هذه المرة إلى البیت من جدید کان علی
إقرأ أيضاً:
هل الملح يبطل السحر من المنزل؟ رُشه في زوايا البيت للتخلص من الحسد والعين
هل الملح يبطل السحر من المنزل؟ يرى العديد من الرقاة الشرعيين أن من الأمور التي تبطل السحر هي رش الملح حول البيت، وغسل الثياب في مياه البحر المالحة، وغسل البيت بماء فيه ملح بقصد التخلص من آثار السحر ، ويؤكد علماء أن التعامل مع السحر برش الماء والملح في البيت، وغيرها من الأمور المُجربة ليست حرامًا، ولكن القرآن أولى بإبطال السحر وطرد الشيطان.
حكم رش الملح لإبطال الحسد والسحر
قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن التعامل مع السحر برش الماء والملح في البيت، وغيرها من الأمور المُجربة ليست حرامًا، ولكن القرآن أولى بإبطال السحر وطرد الشيطان.
وأوضح «عويضة» في فتوى له، أنه دائمًا ما يغفل المُسلم عن ذكر الله وتلاوة القرآن في تلك الحوادث والظروف، مشيرًا إلى أن هناك بعض الأشياء مثل رش الماء والملح ونحو ذلك، تُسمى بالمُجربة وهناك كتب تحت عنوان المُجربات، التي جربها العلماء، ووجدوها ناجحة ونافعة.
وأضاف أن هذة المُجربات هي عبارة عن إلهامات من الله سبحانه وتعالى، ولكنها ليست بديلًا عما لدينا من سُنة الرسول صلى الله عليه وسلم - من قراءة المعوذتين، والبقرة وآل عمران واللتان ما تقرآن في بيت إلا وأذهب الله سبحانه وتعالى الشيطان منه، فضلًا عن آية الكرسي.
ونصح بتشغيل هذه السور على الكمبيوتر بصورة دائمة في البيت، فلا يُشترط قراءتها، منوهًا بأن كل هذا مطردة للشيطان، فعلى المُسلم الاستعانة بكتاب الله و ذكر الله سبحانه وتعالى، أما عن الملح ونحو ذلك فهي أشياء مجربة وليست حرامًا ولا شرك ولكن عليه بقراءة القرآن وتكرار آية الكرسي دائمًا في البيت.
أقوى علاج للسحر والحسدأقوى علاج للسحر والحسد فهو من أهم الأمور التي دعت الحاجة إليه بسبب ضعف النفوس ولجوء البعض لأعمال السحر ووقوعهم فريسة سهلة للسحرة والمشعوذين والشياطين، والقرآن الكريم شفاء من كل داء ويبحث كثير من العلماء عن آيات إبطال السحر من القرآن الكريم ، وكذلك طريقة النبي -صلى الله عليه وسلم - في علاج السحر بأنواعه، وأكدت الشريعة الإسلامية تحريم السحر ومن يفعله، كما ورد عن النبى – صلى الله عليه وسلم – قوله: «اجتَنبوا السَّبعَ الموبقاتِ، قالوا: يا رسولَ اللهِ: وما هنَّ؟ قال: الشِّركُ باللهِ، والسِّحرُ، وقتلُ النَّفسِ الَّتي حرَّم اللهُ إلَّا بالحقِّ، وأكلُ الرِّبا، وأكلُ مالِ اليتيمِ، والتَّولِّي يومَ الزَّحفِ، وقذفُ المحصَناتِ المؤمناتِ الغافلاتِ»، رواه البخاري.
السحر و الحسدأكد الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أهمية إيمان الإنسان بأن الله هو النافع والضار، وأنه لا يجب أن يُعلق الإنسان مشاكله على السحر أو الحسد فقط.
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في تصريح له، أنه في حالة الشك في وجود سحر، يجب أن يبحث الشخص عن الأسباب الحقيقية لمشاكله أولاً، مثل الذهاب إلى الطبيب إذا كان يعاني من مرض أو محاولة حل المشكلات الزوجية أو العائلية بشكل عملي.
علاج من السحروأشار إلى أن العلاج من السحر يتمثل في اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء، والقراءة المنتظمة للقرآن الكريم، خاصة آيات الرقية الشرعية، مؤكدًا أنه لا مانع من قراءة الرقية الشرعية في الصباح والمساء، مع الحفاظ على الصلاة وعدم التشبث بمعتقدات تؤدي إلى تغييب العقل.
وأفاد بأن الصلاة وقراءة القرآن والاستغفار تعد من أفضل العبادات التي يمكن من خلالها تقوية العلاقة بالله وتفريج الهموم، مضيفًا أنه يجب على المؤمن أن يواظب على هذه العبادات والطلب من الله الدعاء بتفريج الكرب.
وأشار إلى أن كثيراً من الناس يعتقدون أن المشاكل المفاجئة ترتبط بالسحر أو العين، ناصحًا بأن الإنسان يجب أن يحاول إيجاد الأسباب الواقعية للمشاكل قبل الانزلاق في الاعتقادات الخاطئة التي قد تؤدي إلى التوتر والتشويش الذهني.
كشف الإمام الراحل محمد متولى الشعراوي، في حلقة مسجلة نادرة له عن دعاء فك السحر، مؤكدًا أن السحر لا يصيب الإنسان إلا إذا أراد الله تعالى ذلك.
وأوضح الشيخ الشعراوي في تفسيره قول الله تعالى: «وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ» (سورة البقرة: 102)»، أنه ما دام البشر سيتعلمون ذلك، إذن كيف يحمي الحق سبحانه وتعالى خلقه من هذه المسألة؟، يكفي أن تعلم أن الله يقول «وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ»، فلو أنك تتبعت هؤلاء لاستذلوك، واستنزفوك، وتركك الله لهم، لأنك اعتقدت فيهم.
وأضاف كاشفًا دعاء فك السحر: أما إن قلت: «اللهم إنك أقدرت بعض عبادك على السحر والشر، ولكنك احتفظت لذاتك بإذن الضر، فأعوذ بما احتفظت به مما أقدرت عليه بحق قولك الكريم: «وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ».
وتابع: بعد أن تقول دعاء فك السحر لايمكنهم الله منك، لكن إن استجبت لهم وذهبت لهم، يقولون: سنحل لك، وبالفعل يحل لك مرة، لكن إن ابتعدت عنه "يعقد لك" حتى تذهب إليه مرة ثانية».
سورة الفاتحة: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ»
«الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» (البقرة: 1-5).
«وإلهكم إلهٌ واحدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ» (البقرة: 165-163).
«اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ*لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ*اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ» (البقرة: 257-255).
«لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ» (البقرة: 286-284).
«الم اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَام إِنَّ اللّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء» (آل عمران: 5-1).
«قل اللهمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعِلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلَّآ أَن تَتَّقُواْ مِنهُم تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وُإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ» (آل عمران: 28-26).
«إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ*ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ» (الأعراف: 56-54).
الرقية الشرعية كاملة«يأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ*قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ» (يونس: 58-57)
«ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» (النحل: 69).
«وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسارًا» (الإسراء: 82).
«أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ*وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُالرَّاحِمِينَ» (المؤمنون: 118-115).
«وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يِشْفِينِ» (الشعراء: 80).
«وَالصَّافَّاتِ صَفًّا*فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ*وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ» (الصافات: 7-1).
«وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ۖ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ۗ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ» (فصلت: 44).
«سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ*يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ» (الرحمن: 36-31).
«قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا*وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا)» (الجن: 3-1).
«لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» (الحشر: 24-21).
«الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِأً وَهُوَ حَسِيرٌ» [الملك: 4-3].
«وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ» (القلم: 52-51).
«أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا»، [النساء: 54].
«وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ» (إبراهيم: 26).
سورة الإخلاص: «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لم يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ».
سورة الفلق: «قلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ من شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ»
سورة الناس: «قلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلَهِ النَّاسِ مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ».
-بسم الله أرقيك، من كل شيءٍ يؤذيك، من شرّ كلّ نفسٍ أو عين حاسدٍ الله يشفيك، بسم الله أرقيك.
- بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم؛ ثلاث مراتٍ. بسم الله يبْريك، ومن كل داءٍ يشفيك، ومن شرّ حاسدٍ إذا حسد، وشرّ كلّ ذي عينٍ.٣- بسم الله (ثلاثًا) أعوذ بالله وقدرته من شرّ ما أجد وأحاذر؛ سبع مراتٍ.
- أذهب البأس رب الناس، واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقمًا. أعوذ بكلمات الله التامّة من كلّ شيطانٍ وهامّةٍ وكلّ عينٍ لامةٍ.
- أعوذ بكلمات الله التامّات من شرّ ما خلق. أسأل الله العظيم ربّ العرش العظيم أن يشفيك؛ سبع مرّاتٍ.
- اللهم صلِ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيدٌ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميدٌ مجيدٌ.
بيّن العلماء المقصود بالرقية في اللغة والاصطلاح، والرقية لغةً: اسمٌ من الرقي، وهي العوذة أو الاستعاذة من كلّ ما يؤذي الإنسان من أي ضررٍ أو آفةٍ.
الرقية شرعًا: هي اللجوء إلى الله -سبحانه وتعالى- بالدعاء لطلب الشفاء منه بقراءة آيات القرآن وما صحّ من السنة من الأذكار والأدعية، ومن الأمور التي لا بدّ أن تتوافق مع الرقية التوكّل على الله - سبحانه وتعالى-، والتوجّه إليه بقلبٍ صادقٍ مُوقنٍ بأنّ الشفاء بيده، وأنّ كلّ الأمور لا تحدث إلّا بتقديره ومشيئته.
حكم الرقية الشرعية
كما بيّن العلماء حكم الرقية بناءً على نوعها وحقيقتها، وتفصيل ذلك فيما يلي:
-الرقية المشروعة: أجمع العلماء على جواز الرقية الشرعية المتضمنة للآيات القرآنية والأذكار والأدعية التي ثبتت في السنة النبوية، سواءً قرأها المسلم على نفسه أو على غيره، وتكون إمّا قبل وقوع الشر للوقاية منه وإمّا بعده للخلاص منه، على أنّه يُشترط فيها الاعتقاد جزمًا من قِبل الراقي والمرقي أنّ التأثير لا يكون بالرقية وإنّما بالاعتماد والتوكل على الله دون الاعتماد على الرقية فقط؛ إذ إنّها سببٌ من الأسباب فقط، كما لا تصحّ الرقية من ساحرٍ أو متهمٍ بالسحر.
والدليل على ما سبق ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنّه قال: « كانَ لي خَالٌ يَرْقِي مِنَ العَقْرَبِ، فَنَهَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الرُّقَى، قالَ: فأتَاهُ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّكَ نَهَيْتَ عَنِ الرُّقَى، وَأَنَا أَرْقِي مِنَ العَقْرَبِ، فَقالَ: مَنِ اسْتَطَاعَ مِنكُم أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ».
-الرقية المحرّمة: تتعدّد الأسباب التي تؤدي إلى تحريم الرقية؛ منها: الرقية الشركية؛ وهي الرقية التي يكون الاعتماد عليها مع الاعتقاد بأنّها أحد الأسباب وأنّالتأثيرلا يكون بها وحدها، فإن كانت كذلك فهي من صور الشرك الأصغر، وإن كان الاعتماد على الرقية بشكلٍ كليٍ والاعتقاد بأنّها تنفع وحدها من دون الله أو كان فيها أي شكلٍ من أشكال العبادة لغير الله فتكون حينها من الشرك الأكبر، كمن يلتجئ إلى عبدٍ في أمرٍ لا يستطيعه إلّا الله وحده، ومثالها أيضًا الرقية المتضمنة لألفاظٍ غير مفهومةٍ أو معروفةٍ، وخاصةً إن كانت من شخصٍ لم يُعرف عنه الصلاح في الدين. والدليل على ذلك ما رواه عوف بن مالك الأشجعي عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: «اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لا بَأْسَ بالرُّقَى ما لَمْ يَكُنْ فيه شِرْكٌ».
الرقية الشرعية للمريض
آيات الشفاء من القرآن الكريم
1-«وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ» (سورة التوبة: 14).
2- «وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ» (سورة الشعراء: 80).
3-«قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ» (سورة يونس: 57).
4-«يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ» (سورة النحل: 69).
5- «وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ» سورة الإسراء: 82).
6- «قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ» (فصلت: 44).
ويحتاج قارئها إلى الإخلاص وصدق النيّة، وأما الشفاء فهو بيد الله تعالى على كلّ حال، ولا يمنع الاستشفاء بها من استعمال الدواء المادي والعقاقير، وقد ورد في الحديث الصحيح أن سورة الفاتحة فيها الشفاء، وكذلك آية الكرسي، وسورة الإخلاص، والمعوذتان.