خطة رواندا البريطانية للاجئين تتحول إلى بديل ملهم للأوروبيين
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
ترغب النمسا جاهدة في الترويج على نطاق واسع لسياسة جديدة للاجئين في الاتحاد الأوروبي، حيث يمكن أن تتم إجراءات اللجوء في البلدان الأفريقية، وهو ما ألمح إليه وزير الداخلية النمساوي المحافظ غيرهارد كارنر خلال محادثته مع وزير الداخلية البريطاني في فيينا في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
وعقب اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في فيينا في مايو/أيار الماضي، قال المستشار النمساوي كارل نيهامر إن النمسا سوف تبذل جهودا في الاتحاد الأوروبي لإقرار سياسة هجرة جديدة، يتم بموجبها تنفيذ إجراءات اللجوء في الدول الأفريقية إذا لزم الأمر، في إشارة إلى خطة بريطانيا التي تقضي بإرسال المهاجرين غير النظاميين إلى رواندا، وتقديم طلبات لجوئهم من هناك.
وعلى الرغم من اعتراف مستشار النمسا بالصعوبات المتوقعة قبل تطبيق هذا النوع من إجراءات اللجوء، فإنه يعتبر أن الخطوة قد تمكن الاتحاد الأوروبي في نهاية المطاف من وقف أنشطة مهربي البشر.
سوناك أجرى محادثات مع كارل نيهامر بشأن الهجرة غير الشرعية (الفرنسية) النمسا زعيمة الجبهةتقدم النمسا نفسها كقاطرة الجبهة الداعمة للبديل البريطاني في سياسات الهجرة أوروبيا، وهناك توافق في هذا المجال على الأقل بين الائتلاف الحكومي و"حزب الحرية" اليميني المتطرف.
وفي هذا يقول زعيم الحزب المثير للجدل هربرت كيكل إن "على النمساويين أن يصبحوا أسياد بيتهم مرة أخرى"، داعيا الائتلاف الحكومي إلى اقتفاء خطط نظيره الهولندي والتي تنص، من بين أمور أخرى، على بند الخروج من سياسة اللجوء والهجرة في الاتحاد الأوروبي التي وصفها بـ"التدميرية".
وفي تعليقها للجزيرة نت، تقول كيلي بيتيلو، الخبيرة في قضايا الهجرة بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية التابع للاتحاد الأوروبي "نحن نرى أن فكرة العمل على توطين المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى بريطانيا في رواندا تلقى اهتماما متزايدا من قبل الدول الأوروبية".
وتشير الخبيرة إلى أن هذا يشمل خصوصا عدة دول، مثل إيطاليا وقبرص واليونان ومالطا، التي تعتبر في خط المواجهة الأولى في مسألة التعامل مع الهجرة.
وإلى جانب النمسا تؤيد بالفعل 15 دولة من الاتحاد الأوروبي المسار البريطاني، من بينها دول ذات سياسات هجرة مقيدة تقليديا مثل المجر وبولندا، ودول أخرى تقودها حكومات يمينية مثل هولندا وإيطاليا.
وكان المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، نفسه قد حذر في تقرير أعده خبراء، من عواقب مباشرة لصعود اليمين المتطرف والشعبوي في انتخابات البرلمان الأوروبي على سياسات الهجرة واللجوء في الاتحاد الأوروبي، متوقعا ظهور أغلبية بالبرلمان الأوروبي تدعم قيودا أوسع على سياسة اللجوء مقابل المزيد من السلطات التقديرية للدول الأعضاء والحد من أي تقاسم لمخصصات اللاجئين.
ويتوقع التقرير ذاته أن يتصدر الشعبويون نتائج الاقتراع في 9 دول على الأقل، وهي النمسا وبلجيكا والتشيك وفرنسا والمجر وإيطاليا وهولندا وبولندا وسلوفاكيا، مع احتمال تقدمهم في دول أخرى من بينها ألمانيا والبرتغال ورومانيا وإسبانيا والسويد وفنلندا وإستونيا ولاتفيا.
المزيد من الزخم الأوروبيويمكن أن يمنح الصعود اليميني زخما أوسع للخطة البريطانية قبل انطلاقها فعليا في صيف 2024 كما هو مقرر. وفي ذلك، صرح ريشي سوناك بأنه "من الواضح بصورة متزايدة أن كثيرا من الدول الأخرى توافق الآن على أن هذا هو المسار المطلوب، وهو مسار جريء وجديد ويتطلع لشراكات آمنة للدول".
وسبق أن اتخذت إيطاليا خطوة مماثلة عبر الاتفاق الموقع مع ألبانيا والمصادق عليه في البرلمان البريطاني في فبراير/شباط 2024، لتشييد مركزين تجري فيهما دراسة ملفات طالبي اللجوء، لكن على عكس النموذج البريطاني سيسمح للاجئين الذين قبلت طلباتهم بالانتقال إلى إيطاليا.
ويقول دينيس دويز، أستاذ العلوم السياسية في جامعة "لوفان سانت لويس" في بروكسل "إنه ليس النموذج نفسه، ولكن الروح هي نفسها".
وطرحت الفكرة أيضا في ألمانيا في خريف 2023 تحت ضغط الحزب الديمقراطي الحر الليبرالي، الذي يشكل جزءا من الائتلاف الحاكم، حيث فكرت الحكومة الألمانية في الاستعانة بجهات خارجية خاصة في أفريقيا، لمعالجة طلبات اللجوء، تحت إشراف المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ولكن لم يتم المضي قدما في هذا المقترح.
وكانت الدانمارك أول من فكر في الاستعانة بمصادر خارجية لمعالجة طلبات التأشيرات، وأصدرت الحكومة قانونا في 2021 يهدف إلى إرسال المتقدمين إلى خارج أوروبا، وطرح اسم بلد "رواندا" في هذا السياق، لكن الدانمارك علقت لاحقا مشروعها من أجل إيجاد استجابة أوسع داخل الاتحاد الأوروبي.
وعمليا تتعارض هذه الخطط مع "اتفاقات الشركات الشاملة" التي بدأ الاتحاد الأوروبي بتوقيعها مع دول شمال أفريقيا ويسعى إلى تعميمها من أجل كبح التدفقات عبر البحر الأبيض المتوسط، وتقضي الاتفاقات بضخ مساعدات مالية واقتصادية لتعزيز مراقبة الحدود ومنع مغادرة المهاجرين.
ولكن تونس التي تقع في قلب هذه الاتفاقات أعلنت مرارا رفضها لأي مقترح بتوطين المهاجرين أو تشييد مراكز على أرضها كما صدرت مواقف معارضة بشدة في موريتانيا لأي نوايا بتوطين المهاجرين وإدماجهم.
خطوة غير محسوبةوبخلاف الجبهة التي تقودها النمسا، فمن السابق لأوانه الحديث عن أي صدى للخطة البريطانية في ألمانيا وفرنسا، الدولتين الأكبر في الاتحاد والأكثر استقطابا للمهاجرين.
ولم تشر زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى ألمانيا في مايو/أيار الماضي، وهي الأولى لرئيس فرنسي منذ 24 عاما، إلى سياسات بديلة لمكافحة الهجرة غير النظامية في الوقت الذي أقر فيه الاتحاد الأوروبي نهائيا الميثاق الجديد للهجرة واللجوء في منتصف الشهر نفسه.
ومن المقرر أن يبدأ العمل بمعظم بنود الميثاق في عام 2026، وسيتعين على الدول الأعضاء في غضون ذلك إقامة منشآت حدودية من أجل بقاء جماعات معينة من طالبي اللجوء في أثناء خضوعهم للفحص، وإعادتهم إلى بلادهم في حال ثبات عدم أهليتهم للحصول على صفة اللجوء.
وفي خطوة استباقية طالب الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الاتحاد الأوروبي بأن يستمر المهاجرون في الحصول على الدعم والمساعدات الإنسانية، وإلى ضمان تنفيذ الميثاق بطريقة تدعم صحة وحقوق وكرامة جميع المهاجرين.
ومع ذلك صوتت المجر وبولندا ضد الخطة بأكملها، في حين عارضت دول مثل النمسا وسلوفينيا بعض البنود وسط حديث متواتر حول الخطة البريطانية.
ينس شبان عضو حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي الألماني اقترح سابقا ترحيل كل طالبي اللجوء إلى رواندا (رويترز)وتوضح الخبيرة كيلي بيتيلو للجزيرة نت "من المهم معرفة أن دولا مثل ألمانيا وفرنسا، اللتين تعدان من أقوى الدول في أوروبا ومن أكبر الداعمين لميزانية الاتحاد الأوروبي، لا تدعمان هذه المبادرة، وأن إسبانيا أيضا لا تدعم هذه الخطة".
وبالنسبة لبيتيلو، فإن هذا يعني أن ليس هناك سوى اهتمام محدود، ولكن مع ذلك هناك عددا من الدول التي تأخذ هذه المقاربة بعين الاعتبار.
وتستند الخبيرة في تحليلها إلى المؤشرات المستمرة في الصعود بشأن تدفقات الهجرة على بريطانيا بعد سنة من اقتراح خطة رواندا، حيث ناهزت الزيادة 70%.
وعلقت لبيتيلو على ذلك "من الواضح أن الفكرة لا تعمل بشكل جيد، وأعتقد أن الدول والحكومات الأوروبية التي تدعم هذا النموذج في التعامل مع الهجرة غير النظامية عليها أن تكون حذرة وأن تدرك جيدا الانعكاسات السلبية لهذا الإجراء، خاصة على الموازنة العامة وعلى شعبيتها قبل الانتخابات".
وتضيف "أعتقد لو كنت دولة مثل اليونان أو إيطاليا، اللتين تعانيان اقتصاديا، كنت سأفكر في الأمر مرتين".
شكوك تلاحق الخطةوفي يوم 23 أبريل/نيسان 2024، وبعد 4 أشهر من النقاش والجدال السياسي، تمت المصادقة في البرلمان البريطاني على قانون الترحيل إلى رواندا، ليدخل بذلك الاتفاق، الموقع بين لندن وكيغالي في أبريل/نيسان 2022، حيز التطبيق.
وسيتم بموجب الاتفاق ترحيل كل المهاجرين الذين دخلوا الأراضي البريطانية من دون تأشيرة أو عن طريق القوارب أو مهربي البشر في الشاحنات إلى رواندا، ولن يتسنى لهم تقديم طلبات اللجوء إلا على الأراضي الرواندية، وفي مطلق الأحوال لن تكون هناك عودة إلى بريطانيا.
وفي هذا السياق، تقول صحيفة "لوموند" إن كيغالي حصلت على 580 مليون يورو كجزء من إجمالي الصفقة مع لندن.
يذكر أنه في وقت سابق، كانت المحكمة العليا البريطانية قد أبطلت، في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، الخطة التي قوبلت بتحفظات من منظمات حقوقية، لأنها تتعارض مع الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، كما أن رواندا لم تكن مصنفة كبلد آمن وأن اللاجئين قد يواجهون خطر الترحيل إلى بلدانهم الأصلية.
ومع ذلك يتيح القانون بعد إقراره للوزراء البريطانيين تجاهل التدابير الوقتية التي قد تتخذها المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان لوقف عمليات الترحيل.
كما أن ريشي سوناك الذي ينحدر من عائلة هندية مهاجرة، قدم إلى بريطانيا عبر أفريقيا في ستينيات القرن الماضي، تعهدا بأن تقلع أولى الطائرات المحملة بطالبي اللجوء إلى رواندا في يوليو/تموز المقبل، وأعلن عن عمليات حجز مسبقة على رحلات تجارية وتحديد مطار الإقلاع.
ويسعى المحافظون عبر تفعيل الخطة أخيرا، إلى تحسين صورتهم لدى الناخبين قبل الانتخابات البرلمانية هذا العام واللحاق بحزب العمال في استطلاعات الرأي، حيث يتقدم الأخير بـ20 نقطة وفق نتائج أبريل/نيسان الماضي.
متظاهرون في لندن مناهضون لترحيل اللاجئين يحمل أحدهم لافتة تقول: الطبشور ليس زبدة ورواندا ليست آمنة (الأوروبية)ومع أن الخطة لم توضع موضع اختبار بعد، فإنها لا تشير وفق المعارضة إلى نتائج واعدة حتى قبل تفعيلها.
ويشكك زعيم حزب الإصلاح اليميني المتطرف نيغال فاراغ، من مدى استعداد رئيس الوزراء تحدي الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، مضيفا في تعليقه للصحافة المحلية بأن خطر الطرد المستقبلي للمهاجرين طالبي اللجوء لم يردع العابرين للمانش للتراجع، بدليل الزيادة التي شهدتها عمليات التدفق بنسبة 25% حتى شهر أبريل/نيسان 2024 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
وهناك عوائق أخرى تهدد بعرقلة الخطة، إذ حذر 3 خبراء من منظمة الأمم المتحدة معنيين بحقوق المهاجرين والاتجار بالبشر وبالتعذيب، في بيان مشترك، شركات الطيران من التواطؤ في انتهاك الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان في حال الموافقة على نقل المهاجرين المرحلين إلى رواندا.
ومن جهة أخرى، تثير الخطة قلقا شعبيا في بريطانيا بشأن كلفتها المتوقعة، وتشير إلى هذا كيلي بيتيلو للجزيرة نت بقولها "باعتبار وأني أعيش الآن في بريطانيا وتحديدا في لندن، أرى أن المقاربة لم يتم استقبالها بشكل جيد هنا بجانب الشكوك حول كلفتها الضخمة".
وتضيف أن "هناك تقارير حديثة أظهرت أن البريطانيين يدركون تماما أن تحقيق هذه الفكرة سيكون له تأثير كبير على الموازنة، وهذا يثير قلق دافعي الضرائب، ولذلك كل شيء أصبح أكثر تعقيدا لأن بريطانيا تستعد للانتخابات، وبالتالي سيكون من التهور الدخول الآن في مثل هذا النوع من الخطط".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الأوروبیة لحقوق الإنسان فی الاتحاد الأوروبی طالبی اللجوء أبریل نیسان إلى رواندا اللجوء فی فی هذا
إقرأ أيضاً:
وزيرة التخطيط تستقبل سفيرة الاتحاد الأوروبي الجديدة بالقاهرة
استقبلت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي؛ أنجلينا أيخهورست، سفيرة الاتحاد الأوروبي الجديدة بالقاهرة، والوفد المرافق لها، وذلك في أول لقاء بين الجانبين عقب توليها المنصب خلفًا للسفير كريستيان برجر، حيث شهد اللقاء مناقشة مختلف أوجه الشراكة الاقتصادية بين جمهورية مصر العربية والاتحاد الأوروبي، في إطار العلاقات الاستراتيجية بين الجانبين.
وفي بداية اللقاء تقدمت الدكتورة رانيا المشاط بالتهنئة إلى أنجلينا أيخهورست على منصبها الجديد كسفيرة للاتحاد الأوروبي ورئيسة بعثتها لدى مصر وجامعة الدول العربية خلفًا للسفير كريستيان بيرجر، متمنية لها التوفيق في مهمتها، ومؤكدة على استمرارية التنسيق والتعاون من أجل وضع اتفاق الشراكة الاستراتيجية بين مصر والاتحاد الأوروبي موضع التنفيذ بما يعود بالنفع على الجانبين، وينتقل بالعلاقات الاقتصادية إلى آفاق أرحب.
وأكدت "المشاط" الأهمية الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي باعتباره أحد الشركاء الرئيسيين لجمهورية مصر العربية في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لافتة إلى أن الاتحاد الأوروبي يعد داعمًا أساسيًا للعديد من المشروعات الحيوية التي تعزز من قدرة مصر على تحقيق أهدافها التنموية الشاملة والمستدامة.
وتطرقت الدكتورة رانيا المشاط، إلى التطور الكبير الذي شهدته العلاقة مع الاتحاد الأوروبي منذ بداية العام الجاري، بدءًا من انعقاد مجلس الشراكة المصرية الأوروبية، ثم الزيارة رفيعة المستوى للسيدة رئيسة المفوضية الأوروبية، وتوقيع الإعلان المُشترك للشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، وبعد ذلك انعقاد المؤتمر الاستثماري المصري الأوروبي، لافتة إلى الحزمة المالية التي تبلغ قيمتها 7.4 مليار يورو، في إطار الشراكة المصرية الأوروبية، لدعم مشروعات التنمية، وتعزيز الاستقرار الاقتصادي لضمان بيئة اقتصادية مستقرة وجاذبة للاستثمار، وتشجيع الاستثمار والتجارة بما يسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية، وتطوير أطر الهجرة والتنقل بما يضمن تبادل الخبرات والكوادر البشرية بشكل منظم ومفيد للطرفين، والتوسع في جهود تطوير رأس المال البشر.
كما أشارت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي إلى الجهود المبذولة لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة باعتبارها ركيزة أساسية لدفع عجلة الاقتصاد، حيث تسهم هذه المشروعات في خلق فرص العمل وتعزيز الابتكار وريادة الأعمال، ويشمل التعاون أيضًا دعم الطاقة المتجددة بما يتماشى مع التوجهات العالمية نحو الاستدامة البيئية، وتعزيز برامج الحماية الاجتماعية التي تضمن توفير شبكة أمان اجتماعي للفئات الأكثر احتياجًا.
واستعرض الجانبان الموقف الحالي لتنفيذ المرحلة الأولى من آلية مساندة الاقتصاد الكلي ودعم عجز الموازنة MFA، حيث أكدت «المشاط»، ما قامت به الوزارة من تنسيق مع بعثات الاتحاد الأوروبي، والجهات الوطنية المعنية، من أجل الوقوف على الإصلاحات الهيكلية المنفذة، فضلًا عن الضمانات الاستثمارية المقرر أن يتيحها الاتحاد الأوروبي، والتي تُعزز استثمارات الشركات الأوروبية في مصر.
كما بحثا فُرص التعاون في ظل اتجاه الاتحاد الأوروبي لتطبيق الآلية الأوروبية لتعديل حدود الكربون CBAM، موضحة أن الحكومة تعمل على تعزيز التعاون مع شركاء التنمية من أجل تعزيز تنافسية الصادرات المصرية من خلال المنح والتي تعمل على دعم القطاع الصناعي من أجل التوافق مع تلك الآلية.
وأشارت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، إلى العلاقات المستمرة مع المؤسسات المالية الأوروبية في مختلف مجالات التنمية، خاصة تمكين القطاع الخاص، وعلى رأس تلك المؤسسات بنك الاستثمار الأوروبي، والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، ومؤسسة التمويل الدولية، موضحةً أنه في إطار سعي البنك الدولي لتطبيق خطة إصلاح طموحة وتدشين منصة موحدة للضمانات، فيمكن أن تتعاون المؤسسات الأوروبية مع الوكالة الدولية لضمانات الاستثمار التابعة للبنك الدولي، من أجل توحيد الجهود التي تخلق المزيد من الآليات المبتكرة للقطاع الخاص في مصر.
من جانبها، وجهت سفيرة الاتحاد الأوروبي الجديدة بالقاهرة، الشكر للدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، على حسن الاستقبال، موضحة أن العلاقة بين الاتحاد الأوروبي ومصر تشهد تطورًا كبيرًا في الفترة الأخيرة، وتعد نموذجًا للشراكات البناءة، متطلعة إلى العمل المُشترك من أجل مواصلة تطوير الشراكة الاقتصادية والبناء على ما تحقق.
جدير بالذكر أن محفظة التعاون الإنمائي الجارية مع الاتحاد الأوروبي تسجل 1.3 مليار يورو تشمل منحًا مالية، وتمويلات مختلطة، لتعزيز عدة قطاعات حيوية، تشمل النقل والبنية التحتية، الذي يعد شريانًا رئيسيًا لتعزيز الحركة الاقتصادية وربط المناطق المختلفة، وقطاع المياه الذي يهدف إلى تحسين الوصول إلى المياه النظيفة وتحقيق الاستدامة في الموارد المائية، والزراعة التي تسهم في تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز الإنتاج المحلي.