الجديد برس:

تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقابلة تلفزيونية سابقة لمحافظ البنك المركزي في عدن، أحمد غالب المعبقي، تعود إلى عام 2023.

وأكد المعبقي في تلك المقابلة على ضرورة بقاء البنوك التجارية في صنعاء، مشيراً إلى استحالة تحمّل الحكومة اليمنية الوفاء بالالتزامات المالية التي ستترتب على نقل المقار الرئيسة للبنوك من صنعاء إلى عدن.

وقال إن البنك غير قادر على تحمل تبعات إجبار البنوك على نقل مقراتها من صنعاء إلى عدن، مؤكداً أن إجبار البنوك على النقل سيتطلب من البنك المركزي في عدن الالتزام بسداد مديونية على هذه البنوك تبلغ 1.7 تريليون ريال، حقوقاً للمودعين.

وبعد قرابة عام من تلك المقابلة، أصدر المعبقي قراراً يقضي بنقل المقار الرئيسة للبنوك إلى عدن. وتساءل الناشطون عن السبب وراء هذا التغيير الجذري في موقف المعبقي.

واعتبروا أن الحجج التي ساقها المعبقي خلال مؤتمره الصحفي يوم الجمعة لتبرير قرار إيقاف التعامل مع ستة بنوك تجارية وإسلامية في صنعاء، لرفضها قرار النقل، غير مقنعة وتضمنت تناقضات واضحة.

وأشار الناشطون إلى أن التناقضات في تصريحات المعبقي والحجج غير المقنعة التي قدمها لتبرير قراره، تُشير إلى وجود دور خارجي بصفة عامة والأمريكي بصفة خاصة في هذا القرار.

ورجّح البعض أن المعبقي تعرض لضغوط خارجية دفعته إلى اتخاذ هذا القرار، متعارضاً مع تصريحاته السابقة ومصالح اليمن.

ويطرح مراقبون تساؤلات حول قدرة بنك عدن المالية على الوفاء بالتزاماته تجاه عملاء تلك البنوك التجارية والإسلامية وعملائها في مناطق حكومة صنعاء، خاصةً بعد قرار إيقاف التعامل معها. ووفق المراقبين يُعدّ هذا التناقض صارخاً، فكيف يُمكن لبنك عدن الوفاء بالتزامات أكبر بكثير بعد قرار النقل، بينما كان غير قادر على ذلك قبل القرار؟

ويشير المراقبون إلى أن قرار المعبقي لا يحمل أي صفة سيادية، مُشككين في الدوافع الحقيقية وراءه. ويرى البعض أن السياسات والقرارات الأمريكية تجاه الحوثيين، وتصنيفهم ضمن قوائم الإرهاب، تلعب دوراً رئيسياً في هذه التطورات.

https://www.aljadeedpress.net/wp-content/uploads/2024/06/مقابلة-سابقة-لمحافظ-بنك-مركزي-عدن-أكد-فيها-ضرورة-بقاء-البنوك-في-صنعاء.mp4

والجمعة، أوضح محافظ البنك المركزي بعدن أحمد غالب المعبقي، خلال مؤتمر صحفي عقده في عدن، أن قرار البنك بنقل المقرات الرئيسية للبنوك التجارية من صنعاء إلى عدن- قراراً سيادياً- وفي الوقت نفسه أكد أن القرار جاء بسبب تصنيف الولايات المتحدة الأمريكية والحكومة الأسترالية لمن أسماهم “الحوثيين” كمنظمة إرهابية.

وقال المعبقي: إن “إن البنك المركزي في عدن صبر على كثير من التجاوزات والانتهاكات”، مشيراً إلى أن “الحوثيين تجاوزوا كل الخطوط الحمراء التي لا يمكن السكوت عليها، خصوصاً بعد تصنيفهم كجماعة إرهابية من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية والحكومة الأسترالية.

وأشار المعقبي خلال إحاطته للصحفيين، إلى أن البنك كان قد اعتزم إصدار مثل هذا القرار لكن مؤسسات المجتمع الدولي (صندوق النقد والبنك الدوليين) حالت دون ذلك وطلبت منا تأجيل القرار حتى تتحدث تلك المؤسسات مع الطرف الآخر (حكومة صنعاء) لافتاً إلى أن القرار تم اتخاذه الآن بعد التشاور مع تلك المؤسسات.

وكان البنك المركزي في عدن أصدر قراراً في الثاني من أبريل الماضي بنقل المقرات الرئيسية للبنوك التجارية من صنعاء إلى عدن، ويوم الخميس وعلى خلفية ذلك القرار أصدر البنك قراراً جديداً بوقف التعاملات مع ستة بنوك بسبب عدم امتثالها لقرار نقل مراكزها الرئيسية من صنعاء إلى عدن، وجاء فيه أن “على كافة البنوك والمصارف وشركات ومنشآت الصرافة العاملة في الجمهورية اليمنية وقف التعامل مع البنوك والمصارف المدرجة أدناه، وهي: 1- بنك التضامن، 2- بنك اليمن والكويت، 3- مصرف اليمن والبحرين الشامل، 4- بنك الأمل للتمويل الأصغر، 5- بنك الكريمي للتمويل الأصغر الإسلامي، 6- بنك اليمن الدولي”.

وفي المقابل، أصدر البنك المركزي بصنعاء قراراً بحظر التعامل مع 13 بنكاً قال إنها مارست أعمالاً مصرفية بدون تراخيص، وخالفت أحكام قانون مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، كما اتهمها بالتعامل مع جهات أُدينت دولياً بالفساد وغسل الأموال وتمويل جماعات إرهابية، بالإضافة إلى قيامها بتسليم بيانات مالية إلى دول وكيانات معادية.

وشمل القرار: (بنك القطيبي الإسلامي للتمويل الأصغر – بنك البسيري للتمويل الأصغر- بنك عدن الإسلامي للتمويل الأصغر – بنك عدن الأول الإسلامي – البنك الأهلي اليمني، عدن- بنك التسليف التعاوني الزراعي، عدن – بنك الشمول للتمويل الأصغر الإسلامي – بنك السلام كابيتال للتمويل الأصغر الإسلامي- بنك تمكين للتمويل الأصغر – بنك الإنماء للتمويل الأصغر -بنك الشرق اليمني للتمويل الأصغر الإسلامي – بنك حضرموت التجاري- بنك بن دول للتمويل الأصغر الإسلامي).

وتُشير اتهامات متزايدة إلى سيطرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية على شؤون وقرارات البنك المركزي اليمني في عدن، حيث تعود جذور هذه السيطرة إلى عام 2017، بعد نقل عمليات البنك المركزي ووظائفه من صنعاء إلى عدن.

وتحت مسمى “الشراكة وتقديم الدعم الفني” للبنك المركزي في عدن، سلكت الوكالة مساراً استحواذياً، حيث وقعت في أبريل الماضي اتفاقية مساعدة مع الحكومة اليمنية الموالية للتحالف مدتها خمس سنوات، شملت مجالات السياسات المالية والنقدية والتجارة الدولية والتعليم.

وتُعد هذه الخطوة دليلاً واضحاً على استمرار مسار الاستحواذ الأمريكي على قرارات وخطط البنك المركزي اليمني في عدن.

كما أدانت السفارة الأمريكية في اليمن، في بيان صدر في أوائل أبريل الجاري، إصدار بنك مركزي صنعاء للعملة المعدنية البديلة فئة 100 ريال.

ويشير ذلك إلى أن قرار البنك المركزي في عدن الرافض لإصدار العملة المعدنية البديلة للتالفة كان مرتبطاً بالموقف الأمريكي.

ويُعد هذا، بحسب خبراء اقتصاديين، دليلاً واضحاً على مستوى التدخل الأمريكي في قرارات وتوجهات البنك المركزي في عدن.

 

 

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: للتمویل الأصغر الإسلامی البنک المرکزی فی عدن من صنعاء إلى عدن التعامل مع بنک عدن إلى أن

إقرأ أيضاً:

سوريا وأوكرانيا والغرب وقضايا اقتصادية.. أبرز تصريحات بوتين على “الخط المباشر”

روسيا – عرض الرئيس فلاديمير بوتين في مؤتمره الصحفي السنوي نتائج العام 2024، الاقتصادية، وأجاب على أسئلة حول الأوضاع المحلية والعالمية وخاصمة في أوكرانيا وسوريا والعلاقة المتوترة مع الغرب.

أبرز تصريحات بوتين:

الاقتصاد

 حينما يكون الوضع مستقر نشعر بالملل، هناك رغبة في الحركة، وعندما نبدأ في الحركة نسمع أصوات صفير الطلقات والرصاص، وهو ما يشير إلى الخطر. كل شيء يحركه الاقتصاد.
لننطلق تقليديا من الاقتصاد. الاقتصاد أساس كل شيء، ويرتبط به القدرات الدفاعية ومستوى المعيشة. الاقتصاد في روسيا مستقر على الرغم من التهديدات الخارجية ومحاولات التأثير علينا. كان النمو لدينا 3.6% العام الماضي، وهذا العام بلغ النمو 3.9%، وربما يصل إلى 4%. خلال سنتين نتوقع نموا اقتصاديا 8%، بينما يبلغ في الولايات المتحدة 5%، وفي أوروبا 1%. إذا كانت أوروبا قد غفوت في سبات طويل، فعلينا الحفاظ على وتيرة النمو، وهناك معايير أخرى يمكن أن تشير إلى الوضع الراهن المقبول بالنسبة لنا. نحن في أدنى مستويات البطالة في البلاد، هناك نمو في الصناعات مثل 4%، والنمو في الصناعات التحويلية 8%، وحتى أكبر من ذلك في بعض أنواع الصناعات. الإشارة المقلقة بالطبع هي التضخم. نسبة البطالة لدينا 2.3%

الجيش الروسي والعملية العسكرية في أوكرانيا 

القوات المسلحة الروسية تستعيد الأراضي من القوات الأوكرانية بالكيلومترات المربعة لا بالأمتار. العسكريون الروس يطردون العدو من أراضينا في كورسك كل المنشآت والمساكن والبنى التحتية في مقاطعة كورسك سيتم إعادة إعمارها صاروخ “أوريشنيك” هو سلاح حديث ومتقدم للغاية ويعتمد على التطورات السابقة، لكنه يمثل خطوة للأمام. تحديثات الصاروخ هي من قبل مهندسين وعلماء ومصممين روس. هناك 24 نظام دفاع صاروخي في الخدمة القتالية برومانيا وبولندا، في رومانيا نطاق تدميرها 300 كيلومتر، وارتفاع تدميرها من 80-250 كيلومتر، وفي بولندا يوجد أسلحة أفضل قليلا، مدى اعتراضها 1000 كيلومتر وارتفاعها 500 كيلومتر. لا توجد مثل هذه المنظومات في العالم، وهذا يتطلب وقتا، ونحن قادرون على تشتيت الرؤوس الحربية خلال ثوان. لا فرصة لإسقاط صاروخ “أوريشنيك”. دعونا نحدد نقطة لتوجيه ضربة في كييف أو أي مكان أخرى، وليركزوا كل دفاعاتهم الصاروخية هناك ولنرى ما يحدث. لنأخذ في الاعتبار أن الدفاعات الصاروخية موجودة لديهم، الحديث على مستوى الخبراء والعلماء. دعونا نتفق على إجراء مثل هذا الاختبار ولنرى ما يحدث في كييف. سيكون هذا مفيدا لنا وللأمريكيين. أي تهديدات لبيلاروس هي تهديدات لروسيا نفسها، وسنفعل كل ما بوسعنا لحماية بيلاروس بالتعاون مع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.

بوتين يتحدث عن الوضع في سوريا وحيثيات انهيار الجيش السوري وسقوط الأسد

لم ألتق الرئيس السوري السابق بشار الأسد بعد مجيئه إلى موسكو. يمكنني الحديث مع بشار الأسد بشأن الصحفي أوستن تايس المفقود في سوريا منذ 12 عاما. يمكن أن نوجه السؤال أيضا إلى المسؤولين عن السلطة في سوريا اليوم. إن ما يحدث في سوريا لا يمثل “هزيمة” لروسيا. كنا نسعى لعدم تشكيل بؤرة للإرهاب مثل أفغانستان، وقد حققنا أهدافنا بشكل ما. والجماعات التي حاربت الجيش العربي السوري تغيرت. إذا كانت الدول الغربية تسعى اليوم إلى الحوار مع هذه الجماعات، فإن ذلك يعني أن هناك تغييرات طرأت على هذه الجماعات بالفعل. عندما دخلت مجموعات المعارضة المسلحة إلى حلب كان هناك 30 ألف مقاتل. كان هناك بعض المعارك حول حلب، ولكن في السابق كان أصدقاؤنا الإيرانيون يطلبون المساعدة في سوريا، الآن يطلبون المساعدة لإخراجهم من سوريا. بوتين: الغالبية العظمى من دول الشرق الأوسط تؤيد بقاء قواعد عسكرية روسية في سوريا بوتين: روسيا أجلت 4 آلاف مقاتل إيراني إلى طهران عبر قاعدة حميميم نعول على أن يعم السلام والهدوء في سوريا، ونبني علاقاتنا مع جميع المجموعات التي تسيطر على السلطة هناك، ومع دول المنطقة. سنفكر في بقاء قواعدنا في سوريا، وسنقرر ما إذا كنا سنبني علاقات مع القوى السياسية التي تسيطر أو سوف تسيطر على مقاليد الحكم في سوريا. هذا يتطلب البحث من قبل الطرفين عن أرضية مشتركة. لقد اقترحنا على شركائنا بما فيهم الموجودين على الأراضي السورية باستخدام القاعدة الدولية في حميميم لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا. وهذا الأمر مرتبط أيضا بالقاعدة في طرطوس.

بوتين يتحدث عن نوايا اسرائيل وتركيا والوضع في الشرق الأوسط

نحن على تواصل دائم مع الرئيس رجب طيب أردوغان وناقشنا الوضع في الشرق الأوسط وموقف الرئيس التركي وموقفنا معروف ولا يعتمد على تغير الظروف السياسية. دائما نعتقد أنه لا يمكن حل القضية الفلسطينية سوى من خلال إزالة الأسباب الجذرية لها، بإقامة دولتين، تمت إقامة دولة إسرائيل، ولم يتم إقامة دولة فلسطين بعد. ما يتعلق بالتصرفات الإسرائيلية في قطاع غزة فقد قمنا بإدانة ذلك على جميع المستويات والمنصات بما في ذلك في الأمم المتحدة. تركيا تقوم بكل ما في وسعها لضمان أمن حدودها الجنوبية وضمان عودة اللاجئين إلى سوريا، وربما إبعاد المجموعات الكردية عن الحدود. كل ذلك قد يكون ممكنا ويمكن تنفيذه. المستفيد الأساسي من التطورات في سوريا هو إسرائيل. روسيا تندد بأي احتلال للأراضي السورية من جانب إسرائيل، وموقفنا لا يتغير بهذا الخصوص  إسرائيل تقدمت 25 كيلومتر ودخلت إلى التحصينات التي أقامها الاتحاد السوفيتي سابقا في سوريا. نأمل أن تنسحب إسرائيل من المناطق التي احتلتها، لكننا نرى أنها ترسل مزيدا من القوات، ولا يبدو أن لديها نية في الانسحاب، بل في توسيع توغلها، وضم بعض الأراضي إلى إسرائيل، وهذا يعقد الموقف أكثر. لا بد من تطبيق ميثاق الأمم المتحدة فيما يخص تقرير المصير ووحدة الأراضي. وقد قال بعض المسؤولين الأوروبيين سابقا إنهم وعدوا الأكراد بإقامة دولة مستقلة، وتم خداعهم.. هذه قضية معقدة للغاية، الأكراد مقاتلون مثابرون، ويجب حل القضية الكردية في إطار التغيرات الجديدة، ويجب أن تحل تركيا القضايا المتعلقة بأمنها، وكل تلك القضايا لا فرصة لمناقشتها في هذا الاجتماع، ولكن يجب احترام سيادة كل الدول وسلامة أراضيها، مع الأخذ في الاعتبار السلطة الحالية في سوريا. نحن على تواصل مع كافة المجموعات التي تسيطر على الوضع في سوريا حاليا.

اغتيال الجنرال إيغور كيريلوف:

عملية اغتيال الفريق إيغور كيريلوف هي عملية إرهابية. كان هناك الكثير من الأعمال الإرهابية في روسيا من قبل النظام في كييف في عدد من المناطق. لم نسمع من الصحافة الغربية إدانة واحدة لهذه العمليات.  عملية اغتيال الفريق إيغور كيريلوف، لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة كان هناك اغتيالات من قبل لشخصيات عسكرية وعامة وصحفيين. لنذكر داريا دوغينا. إنها طبيعة النظام في كييف، وهذا يعني أنه يجب العمل أكثر على الإجراءات الأمنية وعدم السماح بمثل هذه الفجوات.

سبل حل المسألة الأوكرانية

السياسة هي فن الحلول الوسطية، ونحن مستعدون دائما للمفاوضات والحلول الوسط. لكن الخصم (أوكرانيا) هو من يرفض المفاوضات. نتائج المفاوضات يجب أن تكون الحلول الوسطية، وقد تم التوصل  إلى مثل هذه الحلول في إسطنبول في مطلع 2022، وتم التصديق على الوثيقة المبدئية. ولكن بعد مجئ رئيس الوزراء  بوريس جونسون (ذو تسريحة الشعر المميزة) تم التنازل عن هذه الحلول. نحن مستعدون للمفاوضات ولحلول الوسط. روسيا ستتحدث مع زيلينسكي إذا قرر خوض الانتخابات وحصل على الشرعية بوتين: مستعدون لتوقيع اتفاق سلام مع أي سلطة شرعية، لكن السلطة الحالية بما في ذلك فلاديمير زيلينسكي فقدت شرعيتها. مبادرات الصين والبرازيل وجنوب إفريقيا تهمنا لأنها محاولات حقيقية للبحث عن حلول حقيقية ومتوازنة ولا تلزم أي طرف سواء الأوكراني أو الروسي وتأتي من الدول المحايدة التي لم تتدخل في الأزمة كما يجري مع الدول الغربية.
الأمر يتعلق بما يجري على الأرض، يجري القضاء على المعدات العسكرية والأفراد في القوات المسلحة الأوكرانية. جيشنا يتقدم إلى الأمام، والعدو لا يستطيع التمركز في المناطق التي يتراجع إليها، فيتراجع بشكل منظم، لكنه يعجز عن تثبيت أقدامه في المواقع الجديدة.
تجميد الصراع يعني منح العدو الفرصة للاستعداد عن طريق التجنيد بالتقاط المجندين إلى مواقع التدريب كعلف للمدافع دون تدريبهم. تلك ليست المدرسة السوفيتية، وحتى ليست المدرسة الغربية النظام الأوكراني ورعاته أنفسهم لا يعرفون فنون الحرب، لذلك ففترة التهدئة ستسمح للعدو أن يعزز قدراته البشرية. فالوحدات موجودة، لكن هناك نقصا كبيرا في القدرات البشرية. نحن لسنا بحاجة إلى وقف إطلاق النار، وإنما بحاجة إلى سلام دائم وعادل يضمن الأمن للدولة والشعب الروسي. تقدم السيد فيكتور أوربان رئيس الوزراء الهنغاري بعرض لوقف إطلاق النار بمناسبة عيد الميلاد. فلن يستطيع العدو القيام بشيء خلال تلك الأيام. وقد وافقنا ثلاث مرات على مثل هذه المبادرات، سواء بالنسبة للنقل في البحر الأسود أو بالنسبة لمنشآت الطاقة، وكان الرئيس أردوغان كان وسيطا. وبعد أن وافقت، وصلني أن الرئيس الأوكراني نفسه لم يوافق، وبعد اقتراح السيد أوربان، ومقترح آخر بتبادل الأسرى، وجاءنا الرد: لن يكون هناك أي هدنة، وأي تبادل للأسرى.

بريكس والعلاقة مع الصين

“بريكس” ليست أداة ضد الغرب. لا نعمل ضد أي أحد في العالم، ولكن لصالح الدول المشاركة في المجموعة. هذه المجموعة تتطور بشكل سريع، وعدد كبير من الدول انضم إليها، وتوسعت، وتحدثنا أكثر من مرة حول هذا الموضوع. هناك اهتمام كبير بهذه المجموعة لأنها مبنية على احترام المصالح المتبادلة، وليس هناك دول صغيرة أو متطورة أو نامية، هناك مصلحة مشتركة لدى دول المجموعة في السعي لتحقيق النمو الاقتصادي والهياكل المختلفة لكي تكون هذه المجموعة رائدة في التحرك إلى الأمام. نحتفل في العام المقبل بـ 75 عام على العلاقات الدبلوماسية مع الصين. في السنوات العشر الأخيرة وصلت العلاقات إلى مستوى تاريخي غير مسبوق.
العلاقات مبنية على الثقة المتبادلة، وكل ما نقوم به يعبر عن الثقة المتبادلة الكاملة بين السياسات في الدولتين، ونعمل لمصلحة الشعبين. نتحدث عن 240 مليار دولار سنويات من التبادل التجاري، ولدينا 600 مشروع استثماري مشترك يصل قيمتها إلى 200 مليار دولار. هناك الكثير من الفعاليات مثل “عام الشباب” و”عام الثقافة”، من أهم الجوانب التعاون الإقليمي حيث يتعاون رؤساء الكيانات الفيدرالية يتعاونون بشكل مباشر مع نظرائهم في الصين. نقوم بالتبادل الطلابي في الجامعات، وروسيا والصين عانتا كثيرا أكثر من أي أحد آخر في الحرب العالمية الثانية. يقول المؤرخون أن هناك 27 مليون من الضحايا في الحرب العالمية الثانية، وقد دعمنا بعضنا البعض خلال الحرب. ومن أهم أدوات تحقيق الاستقرار العالمي كانت ولازالت هيئة الأمم المتحدة، ونحن والصين من مؤسسي الهيئة.

المهاجرون والتجنيس في روسيا

نحن مهتمون بالمواطنين الذين يشعرون بأنفسهم جزءا من روسيا، من حيث الثقافة واللغة، ويعدون من الكفاءات. نحن مهتمون بهؤلاء، ولدينا برنامج واسع لتجنيس الكفاءات، ولا بد من تحسين البرنامج.

حجب اليوتيوب

قضية “حجب” موقع “يوتيوب” هي قضية تخص الموقع أكثر مما تخصنا. عندما أسست شركة “غوغل” فرعا لها هنا، وبعد بدء خروج الشركات الغربية من روسيا وبدء عقوباته، توقفت “غوغل” عن توفير المعدات وخدمة فروعه هنا، وهو ما سبب مشكلات تقنية له. كذلك يجب على “غوغل” الالتزام بالقانون المحلي، ويجب ألا تقوم الشركة “غوغل” باستغلال سلطاته بحذف أو حجب الآراء، أو الدعاية لآراء وتوجهات أخرى.

دفن لينين

قضية “دفن لينين” قضية شديدة الحساسية، وأعتقد أنه يجب التفكير بها في سياق مختلف. قد يصل المجتمع إلى حل بهذا الشأن. اليوم في روسيا لا يجب اتخاذ أي إجراء يمكن أن يقسّم المجتمع.

بوتين يعلق على عفو بايدن عن نجله

بوتين: إنسانية بايدن غلبت السياسة ولا ألومه على قرار عفو نجله  نحن نعلم ما حدث بين إيفان الرهيب وابنه، قد يكون هذا أسطورة، وكذلك ما حدث مع ابن بطرس الأكبر أليكسي، أو مع ستالين. ما حدث مع ستالين لم يكن أسطورة. فقد رفض استبدال ابنه بلواء. وقال إن الجنود لا يستبدلون بضباط. في تلك الفترة إذا ما قام أحد بالاستسلام للأسر فإن هذه خيانة. في تلك الفترة كانت أدوات المحاربة والنضال للانتصار قاسية. عندما ننظر إلى كل هذه الأمور، لم يكن لدى ستالين الإمكانية لإنقاذ ابنه. المعروف أن ابنه قتل، أما فيما يخص ابن بايدن، يجب النظر إلى أنه إنسان أكثر من كونه سياسيا. لا أريد الحكم عليه.

ما الذي تغير في شخصية بوتين منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا؟

 أصبحت أمزح أقل، وتقريبا لا أضحك. هناك جانب آخر، أصبحت أعمل على تحسين الإمكانيات للبحث عن القضايا الجوهرية في إمكانية لفت الانتباه وتسليط الضوء على أهم الأمور. وردا على ما الذي كان سيفعله لو عاد به الزمن إلى عام 2022، قال الرئيس: هذا سؤال نظري، إذا كان من الممكن الرجوع بالزمن.. ما حدث عام 2021، و2022، وأنا أعلم ما يحدث الآن، كنت سأفكر في اتخاذ القرار الذي اتخذته قبل ذلك التوقيت. كان يجب علينا الاستعداد للعملية العسكرية الخاصة وما حدث في القرم كان عفويا. بدأنا ما حدث في 2022 دون استعداد، فلم نكن نريد أن يزداد الأمر سوءا. كان النظام في كييف يطالب بأسلحة دمار شامل، وكذب علينا بشأن اتفاقيات مينسك، ورأينا كيف بدأوا بفرض سيطرتهم العسكرية على هذه المنطقة وتدمير كل ما له علاقة بروسيا. لم يكن لدينا رفاهية الاختيار أو الانتظار. لو كنت أعلم ما سيحدث لكنت سأستعد أكثر للعملية العسكرية الخاصة.

 

سؤال BBC: منذ 25 عاما تقاعد يلتسين. بعد 25 عاما هل حافظتم على روسيا. لأننا من جهة نرى العملية العسكرية الخاصة، لكننا نرى الهجوم على مقاطعة كورسك. “الناتو” توسع بشكل فعلي، لكن التضخم وغيره، هل حافظتم على دولتكم. بوتين: لم أحافظ على دولتي فحسب، بل وأنقذتها من حافة الهاوية. ما كان يحدث مع روسيا قبل وبعد ذلك كان سيؤدي إلى فقدان سيادتنا بشكل كامل. روسيا لا يمكن أن تبقى بدون سيادة. وما وعدت به الرئيس يلتسين التزمت به. كانوا يدعمون الرئيس يلتسين ويعرضون عليه قدحا من الفودكا، وعندما أعلن عن رغبته في حماية يوغوسلافيا، وأن ما يحدث يخالف ميثاق الأمم المتحدة، وأنه من غير المسموح به لتوجيه ضربة إلى بلغراد، بدأوا فورا بتسميته بـ “المدمن” وغير ذلك.
قمت بكل ما بوسعي لتكون روسيا دولة مستقلة وذات سيادة وتراعي مصالحها الوطنية العليا.

ماهي روسيا بالنسبة لبوتين:

روسيا هي ليست فقط مساحة ضخمة، وإنما هي تاريخ وثقافة وعادات وتقاليد، هذا كله معا هو روسيا. لكن الأهم هو البشر، الشعب الروسي. أحيانا ما أشاهد التلفزيون (وهو أمر نادر)، وأنظر  إلى نجاحات مواطنينا، والبطولة والانتصار في السباحة العالمية على سبيل المثال، شباب وفتيات وأولاد وبنات يحصلون على النجاحات في الأولمبيادات الرياضية والعلمية. أنظر لكل هذا بكل وسرور وسعادة وكأن أحدا من أسرتي الصغيرة يحصل على هذه الجوائز. أنظر إلى روسيا وكأنها أسرتي. وبهذا الصدد نحن نتحدث قبل بداية أعياد الميلاد ورأس السنة، والزملاء من الأديان المختلفة يقولون إنهم يحتفلون أيضا بأعياد الميلاد كما يحتفل جيراننا بعيد الأضحى. عندما ألتقي مع ممثلي الطوائف، عادة ما أسألهم: عم تتحدثون، ولا أتحدث عن الأمور الدينية. عيد رأس السنة هو عيد أسري، أتمنى النجاح والتوفيق للجميع.

المصدر:RT

مقالات مشابهة

  • محافظ البنك المركزي: توفير النقد الأجنبي لتوفير السلع المختلفة والمنتجات البترولية
  • محافظ البنك المركزي: تقييم دوري لقياس صلابة القطاع المصرفي في مواجهة المخاطر
  • عاجل| محافظ البنك المركزي: القطاع المصرفي المصري قادر على مواجهة مختلف المخاطر
  • محافظ البنك المركزي يشارك في الاجتماع السنوي لصندوق النقد العربي
  • محافظ البنك المركزي يشارك في الاجتماع السنوي عالي المستوى لصندوق النقد العربي
  • محافظ البنك المركزي المصري يشارك في الاجتماع السنوي لصندوق النقد العربي
  • ما تأثير العقوبات الأمريكية على رئيس البنك المركزي بصنعاء على القطاع المصرفي؟
  • “الجارديان”: تصريحات الدبيبة بشأن التواجد الروسي في ليبيا محاولة لاسترضاء الأمريكان
  • الخزانة الأميركية تفرض عقوبات على محافظ البنك المركزي وشبكات مالية
  • سوريا وأوكرانيا والغرب وقضايا اقتصادية.. أبرز تصريحات بوتين على “الخط المباشر”