الوفد تكشف الأسباب الحقيقية وراء إعلان بايدن مقترحات إنهاء الحرب
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
كشف معهد " بيو" لدراسات الرأى العام عن أحد الأسباب المهمة التى دفعت الرئيس الأمريكى جو بايدن إلى إعلان مقترحات إنهاء الحرب فى غزة منذ يومين، حيث سجلت استطلاعات الرأى العام هبوط شعبية القيادتين الأمريكية والإسرائيلية بين البالغين من شعبيهما نسبة 53% لبنيامين نتنياهو بين الأمريكيين كما هبطت مؤشرات ثقة الإسرائيليين فى جو بايدن بنسبة 42% للعام الحالى 2024، وهى نسب تتصاعد سلبيا تجاه كلا الرئيسان الأمريكى والإسرائيلى.
وجاءت نتائج الرأى العام الذى أجراه معهد "بيو" الأمريكى للدراسات مهددة لنتائج إعادة إنتخاب الرئيس جو بايدن فى الإنتخابات الأمريكية الرئاسية المرتقبة فى نوفمبر القادم، حيث أكدت النتائج أن أكثر من 60% من المسلمين الأمريكيين مقتنعين تماما بتفضيل الرئيس جو بايدن لمصلحة إسرائيل دولة الإحتلال عن مثيلتها الفلسطينية مما يترتب عليه تفضيل الشعب الإسرائيلى عن مثيله الفلسطينى، رغم حجم المعاناة المهول والويلات والعذابات التى ذاقها أهل قطاع غزة بأكمله بما فيه الضحايا ممّن نزحوا الى مدينة رفح على الحدود المصرية وقتلوا وحرقوا داخل خيام الإقامة المؤقتة جراء الغارات الإسرائيلية ليلا منذ 7 أيام تقريبا، مما يؤثر سلبا على تفضيل إختيار مسلمى الولايات المتحدة لإنتخاب جو بايدن مرة أخرى ومناصرة منافسه دونالد ترامب أو الإمتناع عن التصويت لكليهما لمناصرتهم لدولة الإحتلال مهما كانت عواقب ما تفعله من جرائم حرب وإبادة موثقة.
ثلثا الديمقراطيين والجمهوريين فاقدو الثقة فى نتنياهو
كما أبرزت الدراستان اللتان أجراهما المعهد خلال شهرى فبراير ومطلع إبريل أن كلا الديمقراطيين من البالغين وذوى الأعمار المتقدمة باتوا لا يثقون فى رئيس وزراء إسرائيل بنسبة 71% حيث بات كل سبعة من بين 10 أفراد أعضاء فى الحزب الديمقراطى فاقدين للثقة فى أفعال بنيامين نتنياهو خلال 2024 مقارنة بنسبة 56% فى 2023، بينما أصبح ثلث الجمهوريين بنسبة 34% فاقدى للثقة فى شخص وسياسات نتنياهو خلال 2024 مقارنة بالنسبة المماثلة 29% خلال 2023، وهو ما يذكرنا بمقولة الرئيس بايدن أثناء خطابه أمس الأول بالبيت الأبيض أن أحد أهداف طرح إتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وجيش الإحتلال وتبادل الرهائن ودخول المساعدات هو " كسر عزلة دولة الكيان المحتل " عن العالم الذى باتت فيه منبوذة، بعد صدور قرارات محاكم الجنائية الدولية بإعتقال نتنياهو والعدل الدولية التى امرت بوقف إطلاق النار، ولم يتحقق أين منهما حتى الأن بسبب الضغوط والتهديدات الأمريكية الممارسة على قضاة وقرارات كلتا المحكمتين.
وتراجعت نسبة إقتناع الأمريكيين من ذوى الأصول اليهودية فى أهمية الدور الذى يجب أن تقوم به إدارة بايدن والولايات المتحدة فى وقف الحرب فى غزة حيث بلغت هذه النسبة بينهم 45% فقط، وسجلت تراجعا شديدا بين الأمريكيين من ذوى الأصول المسلمة بنسبة 27% داخل الولايات المتحدة، بينما إرتفعت الإسرائيليين من اليهود ممن لديهم ثقة فى دور الولايات المتحدة وقدراتها على وقف الحرب بنسبة 74% بالإضافة الى بلوغ ثقة العرب ممن يحملون الجنسية الإسرائيلية فى دور إدارة بايدن 62%.
وقام اللوبى اليهودى بممارسة ضغوطا كبيرة بين أعضاء الكونجرس من الحزبين الديمقراطى والجمهورى لتوجيه دعوة رسمية لبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى لإلقاء خطاب أمام غرفتى المشرعين النواب والشيوخ الأمريكية حسب تصريحات مايك جونسون المتحدث بإسم الكونجرس أول أمس الجمعة، وذلك لتوضيح موقف نتنياهو وأسباب إصراره على إستمرار الحرب المدمرة على قطاع غزة وحفاظا على ماء وجهه أمام الشعبين الأمريكى والإسرائيلى اللذان باتت مظاهرتهما لا تهدأ وطلبا لمزيد من المساعدات حسب "سكاى نيوز".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جو بايدن بنيامين نتنياهو الشعب الأمريكى الشعب الإسرائيلي اثار حرب غزة أعضاء الكونجرس الأمريكي مفاوضات وقف الحرب الرأى العام جو بایدن
إقرأ أيضاً:
كيف استمال بايدن ومساعديه حلفاء لتقويض أهداف الولايات المتحدة؟
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرا، أعدّه إدوارد وونغ، قال فيه، إن: "بايدن وكبار مساعديه في السياسة الخارجية، تفاخروا خلال جولة وداعهم الخارجية بكيفية تعزيز إدارتهم للتحالفات الأمريكية خلال فترة من الأزمات العالمية المتصاعدة".
وبحسب التقرير الذي ترجمته "عربي21" أبرزوا أن: هذا إنجاز مميّز، نظرا للعلاقات المتوترة التي سادت إدارة ترامب الأولى. مشيرين إلى أن بايدن كان يستمتع باجتماعاته الأخيرة مع زعماء مجموعة العشرين الودودين في البرازيل، الشهر الماضي.
وبعد أسبوع، حضر وزير الخارجية، أنتوني بلينكين، خارج روما، آخر تجمع له مع كبار الدبلوماسيين من مجموعة الدول السبع المتقدمة، وجميعهم حلفاء للولايات المتحدة، وأشار إلى أن المجموعة عزّزت العلاقات مع دول في مختلف أنحاء العالم.
وقال: "لقد حولنا المجموعة إلى لجنة توجيهية للديمقراطيات الرائدة في العالم".
ولكن تحالفات وشراكات أمريكا تحت قيادة بايدن، كانت معقدة. فقد تصرف الشركاء الرئيسيون على نحو يتعارض مع القيم التي تبناها بايدن، وخاصة الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان. وفي بعض الحالات، قوضت تلك البلدان قوة ومكانة الولايات المتحدة في العالم.
وقال زميل بارز في برنامج الحكم الأمريكي في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، ستيفن ويرثيم: "هذه بالتأكيد واحدة من السمات المميزة للسياسة الخارجية لبايدن؛ الدعم المفرط وغير المشروط في بعض الأحيان للشركاء غير الكاملين الذين يعرضون الولايات المتحدة لمخاطر التصعيد والأعباء المالية والأضرار التي تلحق بسمعتها".
وظهرت مشاكل خطيرة مع القادة في أفغانستان ودولة الاحتلال الإسرائيلي وكوريا الجنوبية والإمارات. وفي كل حالة، فوجئ بايدن ومساعدوه ثم التزموا الصمت عندما فشل هؤلاء القادة في أدوارهم أو رفضوا اقتراحات السياسة والجهود الدبلوماسية من قبل الأمريكيين.
وبحسب التقرير نفسه، كثيرا ما يبرر المسؤولون الأمريكيون خياراتهم بالقول إنهم لا يستطيعون تنفير الشركاء الذين يحتاجون إليهم لموازنة روسيا وإيران وكوريا الشمالية وخاصة الصين.
لقد كان الدعم العلني الثابت الذي قدمه بايدن لدولة الاحتلال الإسرائيلي بقيادة رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في حربها المميتة ضد غزة، مكلفا بشكل خاص من حيث الرأي العام الأمريكي والعالمي.
لقد تفاخر الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، بأنه سيجلب الاستقرار إلى عالم يقول إنه خارج عن السيطرة. ولكن في هذا العصر المتعدد الأقطاب، تتصرف الدول بقدر أقل بكثير من الاحترام للولايات المتحدة مما كانت عليه في اللحظة القصيرة من الانتصار الأمريكي بعد الحرب الباردة.
وكان نهج ترامب تجاه التحالفات، خلال إدارته الأولى، سببا في توتر تلك العلاقات، في حين تسبب انسحابه من الاتفاقيات الدولية المهمة واستخدامه للرسوم الجمركية في إحداث اضطرابات.
كانت أول أزمة لبايدن تتعلق بدولة شريكة في أفغانستان في عام 2021، حيث كان ينفذ انسحاب القوات الأمريكية الذي رتّبه ترامب. وافق بايدن على هذه الاستراتيجية، وأيدها معظم الأمريكيين. كان مسؤولو إدارة بايدن قد قدروا في البداية أن حكومة الرئيس، أشرف غني، يمكن أن تصد طالبان لأكثر من عام بعد الانسحاب الأمريكي.
وفقا للتقرير، كان إيمانهم في غير محله: فقد انهار الجيش الأفغاني خلال هجوم لطالبان في صيف عام 2021، وهرب غني. وانتهى الانسحاب الأمريكي بالفوضى وإراقة الدماء.
هذا الشهر، أعلن زعيم حليف آخر أشاد به بايدن، الرئيس، يون سوك يول، من كوريا الجنوبية، الأحكام العرفية، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك في ذلك البلد منذ عقود. وتدفق المتظاهرون على الفور إلى شوارع الأمة الديمقراطية، وصوت المجلس التشريعي على إلغاء الإعلان.
أعربت إدارة بايدن عن قلقها، لكنها امتنعت عن إدانة يون، المحافظ، على الرغم من حقيقة أن تحركه كان صدى لجهود ترامب للاحتفاظ بالسلطة، بعد فوز بايدن في الانتخابات عام 2020.
كان بايدن قد استثمر بشكل كبير في يون، حيث كرّمه في عشاء رسمي في واشنطن العام الماضي. غنى يون الذي كان يرتدي بدلة رسمية أغنية "فطيرة أمريكية" أمام حشد من الحاضرين. حتى أن بايدن اختار كوريا الجنوبية، لاستضافة أحد مشاريعه المفضلة، وهو قمة الديمقراطية، وهي مبادرة تهدف إلى تعزيز المرونة الديمقراطية العالمية. ترأس يون الدورة الثالثة في سيول في آذار/ مارس.
لننتقل سريعا إلى 14 كانون الأول/ ديسمبر: صوّت المجلس التشريعي الكوري الجنوبي لصالح عزل يون، بعد فشله في الاستيلاء على السلطة، وإزالة زعيم كان بايدن يرعاه.
قالت زميلة بارزة في مركز ستيمسون، وهي مجموعة بحثية غير حزبية، إيما أشفورد: "المشكلة هي أن الاضطرابات الأخيرة في بعض حلفاء الولايات المتحدة تسلط الضوء على أن الديمقراطيات غير كاملة، في نفس الوقت الذي جعل فيه بايدن الديمقراطية الضوء الهادي لسياساته الخارجية -يمكن للمرء أن يزعم- في سياسته الداخلية".
وأضافت أن: "المشكلة الحقيقية تكمن في الرسائل والنفاق. لقد أصبحت قمة بايدن للديمقراطية قضية مثيرة للجدل لأن العديد من حلفاء الولايات المتحدة أو شركائها ليسوا ديمقراطيين كاملين. نحن نعلم ذلك جميعا، لكن تسليط الضوء عليها باعتبارها مركز سياستك الخارجية يجعلك تبدو إما منافقا أو ساذجا".
هذا الشهر، حثّت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين بايدن على اتخاذ إجراءات ضد الإمارات، وهي شريك آخر للولايات المتحدة، وقوى أجنبية أخرى غذت الحرب المدمرة في السودان من خلال شحن الأسلحة إلى المقاتلين.
وردّ البيت الأبيض، عبر رسالة، تقول: إن الإمارات كانت "مساهمة إنسانية" طوال الحرب وأنها أخبرت المسؤولين الأميركيين أنها لم تعد تزودهم بالأسلحة.
كذلك، تساءل أعضاء مجلس الشيوخ عن مغازلة بايدن الأخيرة للسعودية، التي تعهد ذات يوم بجعلها "منبوذة" بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان.
ولم تكن أي قضية في السياسة الخارجية أكثر إثارة للانقسام بالنسبة لبايدن من دعمه لدولة الاحتلال الإسرائيلي طوال حربها على غزة. وقالت أشفورد إن نفاق الإدارة قد انكشف من خلال "الشاشة المنقسمة التي يراها الكثير من العالم بشأن غزة وأوكرانيا، مع إدارة تقول إن أحد الصراعين جريمة حرب غير مقبولة، والآخر دفاع عن النفس".
لقد قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي، المزود بأسلحة أمريكية، أكثر من 45000 فلسطيني ودمّر معظم غزة، وفقا لمسؤولين في القطاع وصور الأقمار الصناعية. حاول بايدن إقناع نتنياهو بتعديل بعض أفعاله واستخدم حتى كلمات بذيئة لوصف الزعيم الإسرائيلي في السر. لكن إدارته لم تحجب أبدا كميات كبيرة من الأسلحة.
يقول المنتقدون إن: بايدن فشل في استخدام النفوذ الحقيقي الوحيد الذي كان لديه لتشكيل تصرفات دولة الاحتلال الإسرائيلي، لذلك تجاهله نتنياهو.
وقال نائب الرئيس التنفيذي لمركز السياسة الدولية والمستشار السابق للسيناتور بيرني ساندرز، السيناتور المستقل عن ولاية فيرمونت، مات داس: "لقد وقف إلى جانب إسرائيل دون قيد أو شرط، حتى عندما فعلت إسرائيل نفس الأشياء التي فعلتها روسيا في أوكرانيا".
وأضاف داس: "أما الضرر الذي ألحقه بايدن بالنظام القائم على القواعد.. فلم نبدأ حتى في تخيل مدى هذا الضرر بعد". مردفا: "بايدن ألحق ضررا أكبر بأسس القانون الدولي مما فعله ترامب".
ولأن بايدن، على عكس ترامب، كان يُنظر إليه لعقود من الزمان على أنه بطل للنظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة "كاهن أعظم في الكنيسة"، فقد أظهرت أفعاله على وجه الخصوص أن القواعد الدولية "جوفاء".
يزعم بايدن ومساعدوه أن دولة الاحتلال الإسرائيلي لها الحق في الدفاع عن النفس، ويزعمون بأن حماس وشركاءها بدأوا الحرب بقتل حوالي 1200 إسرائيلي واحتجاز أكثر من 250 أسير في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، متجاهلين بذلك سنوات طويلة من العدوان الإسرائيلي ضد غزة خصيصا.
بحسب التقرير، كان من الأسهل على إدارة بايدن الدفاع عن تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا لصد الغزو الروسي الكامل الذي بدأ في فبراير 2022. وفي الغالب، أبقى الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، العمليات العسكرية ضمن الحدود التي حددتها واشنطن.
وتابع: "إذا كان هناك أي شيء، فقد تعرض بايدن لانتقادات في هذه الحالة لعدم ثقته في شريك بدرجة كافية ووضع الكثير من القيود. وأجبر ذلك زيلينسكي على الضغط على واشنطن، مرارا وتكرارا، لرفع بعض القيود مع استمرار القوات الروسية في هجومها".
كما نجح بايدن، أيضا، في دفع جهد واسع النطاق بين حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا وآسيا لتنظيم المساعدات العسكرية لأوكرانيا والعقوبات الاقتصادية ضد روسيا في أوائل عام 2022. ومع ذلك، بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من الحرب، فإن الشراكات تفشل.
الواقع أن الدول الأوروبية غير قادرة أو غير راغبة في فرض عقوبات صارمة على روسيا. كما يستورد شركاء آخرون للولايات المتحدة، ولا سيما الهند ودول الخليج العربية، النفط الروسي بأحجام قياسية، لتمويل آلة الحرب الروسية.
والأمر الأكثر أهمية هو أن الديمقراطيات الكبرى في أوروبا فشلت في زيادة إنتاج الأسلحة إلى المستوى الذي قد يعوض عن أي خفض مستقبلي للمساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا.
وهذا يعدّ مشكلة خاصة بالنظر إلى أن ترامب وبعض مساعديه المعينين أعربوا عن تشكك عميق في خط أنابيب الأسلحة الأميركي إلى أوكرانيا. وتثبت الشراكات التي روج لها بايدن ليس فقط خلال فترة رئاسته ولكن طوال حياته السياسية عدم قدرتها على الصمود في وجه التحديات الجديدة خلال إدارة ترامب الثانية.
ولكن الأحداث الأخيرة أظهرت أن التحالفات كانت دائما أكثر اهتزازا وإثارة للجدال من الرؤية التي رسمها بايدن وغيره من المؤيدين في واشنطن.