هل تتوسط روسيا لإعادة العلاقات بين البحرين وإيران؟
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
برزت خلال السنوات القليلة الماضية، ملامح أظهرت تحسن العلاقات إل حد طفيف بين بعض بلدان المنطقة العربية و إيران، خاصة بعدما أعادت المملكة العربية السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران في مارس 2023 بوساطة صينية، بعد قطيعة دامت لسبع سنوات؛ وفي الوقت الحالي هناك مؤشرات على عودة العلاقات بين البحرين وإيران وهذه المرة قد تكون بوساطة الصين أو روسيا، نظراً لأن كلا الدولتين تجمعها علاقات جيدة مع إيران.
تطبيع العلاقات
ومن أبرز ملامح هذه المؤشرات، حديث العاهل البحريني، الملك «حمد بن عيسى آل خليفة» مع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» خلال زيارته إلى العاصمة موسكو في 22 مايو 2024، حيث أكد بأن المنامة لا تعارض عودة علاقاتها مع طهران بعد انقطاعها عام 2016، وأضاف العاهل البحريني قائلاً، "لقد كانت لدينا مشاكل مع إيران، لكن الآن لا توجد أي مشاكل.. لا يوجد سبب لتأجيل تطبيع العلاقات مع إيران".
وبعد أيام قليلة، زار العاهل البحريني العاصمة الصينية بكين في 29 مايو 2024، تلبية لدعوة من الرئيس الصيني «شي جين بينغ»، وبحث خلالها سبل دعم وتعزيز العلاقات الوطيدة وتطوير التعاون الاستراتيجي الوثيق بين البلدين، وقال خلال اجتماعه مع الرئيس الصيني، "نسعى إلى عودة العلاقات الدبلوماسية مع إيران كجارة، ونرحب بدعمكم لهذا المسعى لإرساء السلام وعودة الاستقرار في المنطقة"، وعليه، فإن جولة ملك البحرين إلى روسيا والصين تهدف بجانب تنويع علاقات البحرين الخارجية، إلى دفع هذه الدول التي تجمعها علاقات جيدة مع إيران، للقيام بدور الوساطة لدى إيران من أجل إعادة العلاقات مع البحرين.
إضافة إلى ذلك فقد زار وزير الخارجية البحريني «عبداللطيف الزياني» العاصمة طهران في 21 مايو 2024، لنقل "تعازي ومواساة" ملك البحرين في وفاة الرئيس"رئيسي" ووزير خارجيته «عبد اللهيان» ورفاقهما، في حادثة سقوط مروحية؛ كل هذه الإشارات تعكس رغبة الجانبين الإيراني والبحريني في استئناف العلاقات.
رد إيران
ومن اللافت، هو رد طهران على تصريحات العاهل البحريني، حيث أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية «ناصر كنعاني» في 27 مايو 2024، عن شكر بلاده للمواساة التي أبداها الملك "حمد آل خليفة" في التعزية بالرئيس الراحل «إبراهيم رئيسي»، مؤكداً أن طهران ستأخذ في الحسبان تصريحات العاهل البحريني حول تحسين العلاقات بين البلدين، ومضيفاً أن إحدى ثمار السياسة الاستراتيجية الموجهة نحو الجوار التي اتبعتها الحكومة الإيرانية الـ13، والتي أكد عليها الراحلان الرئيس «رئيسي» ووزير خارجيته «أمير عبد اللهيان»، كانت "إزالة سوء التفاهم وتعزيز العلاقات مع الجيران".
تصريحات دبلوماسية
وحول دلالة تصريحات العاهل البحريني خلال زيارته إلى روسيا، يقول الدكتور «مسعود إبراهيم حسن» الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، أن تصريحات ملك البحرين بشأن إيران وإعلانه عدم وجود مشاكل مع طهران تستبعد تطبيع العلاقات، "تصريح دبلوماسي وغير مبالغ فيه"، نظراً لأنه تاريخ العلاقات المتوترة بين البلدين يمنع توطيدها وإعادة تطبيعها، وقد قال العاهل البحريني ذلك، لأنه في ضيافة الرئيس الروسي أبرز حلفاء النظام الإيراني.
ولفت «إبراهيم حسن» في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز» أن البحرين دولة تسكنها أغلبية شيعية ولكن يحكمها نظام سني، وايران تدخلت في الشان البحريني لمرات عديدة للمطالبة بحسن معاملة الفئة الشيعية القاطنة بالأراضي البحرينية، كما أن المنامة الدولة الخليجية الوحيدة التي نددت بهجمات الحوثيين وانضمت للتحالف الأمريكي "تحالف الازدهار" ضد ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
رغبة إيراينة روسية
وأضاف أنه على الجانب الآخر، فإن موسكو تسعى لتوطيد علاقات بعض الدول خاصة دول الخليج مع إيران، لذلك ليس مستبعد أن تتوسط لإعادة علاقات طهران والمنامة، تحديداً أن تطبيع العلاقات الإيرانية السعودية كان عنصراً مؤثراً في تفكير بعض الدول لإعادة علاقاتها مع طهران، ومن جهة، فإن الأخيرة لديها استعداد لتطبيع العلاقات مع هذه الدول في محاولة للخروج من العزلة المفروضة عليهها سواء في علاقاتها مع دول الإقليم أو دول العالم الخارجي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إيران البحرين الحوثي روسيا العاهل البحريني بوتين الصين العاهل البحرینی تطبیع العلاقات العلاقات مع مع إیران مایو 2024
إقرأ أيضاً:
إيران تنتظر زيارة مفتشي الوكالة الذرية وتتمسك بالتخصيب
قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي -اليوم الاثنين- إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة ستجري زيارة إلى إيران في غضون أسبوعين.
وأكد بقائي مجددا موقف إيران المتمثل في استئناف المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة إذا اقتضت المصلحة الوطنية ذلك، لكنه قال إنه لا توجد حاليا أي خطط لعقد جولة سادسة من المفاوضات النووية مع واشنطن.
وقال بقائي اليوم إنه ينبغي السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم، نظرا لأنها عضو في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.
وأضاف بقائي أنه سيتم تقديم دليل إرشادي بشأن مستقبل تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بناء على مشروع قانون أقره البرلمان في الآونة الأخيرة يفرض قيودا على هذا التعاون.
ونص مشروع القانون، الذي صار قانونا، على أن أي تفتيش مستقبلي للمواقع النووية الإيرانية من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية يتطلب موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي في طهران.
وتأتي تصريحات بقائي بعد أيام قليلة من تصريح المدير العام للوكالة الدولية رافائيل غروسي بأن طهران مستعدة لاستئناف المحادثات الفنية.
وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضرورة السماح لها باستئناف عمليات التفتيش بعد الغارات الجوية الإسرائيلية والأميركية الشهر الماضي التي استهدفت تدمير البرنامج النووي لإيران، وحرمانها من القدرة على صنع سلاح نووي.
وتشعر الوكالة بقلق بالغ إزاء مصير مخزونات إيرانية تبلغ نحو 400 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب، ولطالما نفت طهران سعيها لامتلاك أسلحة نووية، مؤكدة أن برنامجها سلمي بحت.
وفي 19 يونيو/حزيران الماضي، اتهمت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها "شريك" في الحرب الإسرائيلية عليها.
ورد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حينئذ على مقابلة أجراها غروسي، قال فيها إنه ليس هناك أدلة تشير إلى بذل إيران جهدا ممنهجا لتطوير سلاح نووي.
إعلانوقال بقائي إن رد الوكالة جاء متأخرا جدا، موجها حديثه إلى غروسي، وأضاف أن قرار الوكالة التي أعلنت أن إيران تنتهك التزاماتها بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية استُخدم ذريعةً لهجوم إسرائيل على إيران.
وأضاف المتحدث الإيراني أن الوكالة "خانت" نظام منع الانتشار النووي و"أصبحت شريكا في الحرب العدوانية الظالمة" على بلاده.
وعقدت إيران والولايات المتحدة 5 جولات من المحادثات بوساطة وضيافة سلطنة عُمان، ولكن المحادثات تم تعليقها نتيجة حرب الشهر الماضي التي استمرت 12 يوما بين إيران وإسرائيل.
وواجهت هذه المحادثات نقاط خلاف رئيسية، مثل طلب واشنطن من طهران وقف تخصيب اليورانيوم محليا.