"الأكاديمية السلطانية" تختتم الدفعة الثانية من "برنامج الولاة" مواكبة لمُستهدفات "عُمان 2040"
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
مسقط- الرؤية
اختتمت الأكاديمية السلطانية للإدارة الدفعة الثانية من برنامج أصحاب السعادة الولاة بمشاركة 32 واليًا، وذلك تجسيدًا لإستراتيجياتها ومبادراتها الوطنية ورؤيتها في تعزيز رأس المال البشري بسلطنة عُمان وفقًا لتطلعات رؤیة "عُمان 2040" وتوجهاتها نحو اللامركزیة الإداریة والاقتصادیة وتنمیة المحافظات.
ويأتي البرنامج ضمن المبادرة الوطنية لتطوير الإدارة المحلية التي تنفذها الأكاديمية السلطانية للإدارة بالشراكة مع وزارة الداخلية. وخاض المشاركون في الدفعة الثانية من البرنامج رحلة معرفية متنوعة بين الوحدات التعلمیّة والورش والتطبیقات العملیّة والزیارات المیدانیة؛ وذلك بهدف تعزیز مفاھیم الإدارة المحلیّة والقیادة التنفیذیة لديهم، وتعزيز إسهاماتهم في منظومة القیادات المحلیة في مختلف الولايات.
وتضمن البرنامج في رحلته التعلُّمیّة 5 وحدات؛ حيث تناولت الوحدة الأولى "القوانین الإداریة المحلیة والحوكمة"، وركزت على الإلمام بالمفاھیم النظریة المتعلقة بالإدارة المحلیة، وأھم تجاربھا المحلیة والعالمیة، ومعرفة الإطار القانوني لأعمال الولاة، بجانب استعراض المراسیم السلطانیة والقوانین المرتبطة باختصاصات الولاة، وعقد جلسة حواريّة بمشاركة وزارة الداخلیة.
أما الوحدة الثانیة فتناولت أبرز الموضوعات عن "القیادة الحدیثة"، بما في ذلك تعزیز مھارات القیادة الحدیثة في إطار اللامركزیة الإداریة والاقتصادیة، والقیادة والتواصل الاجتماعي، وفرق العمل واتخاذ القرار، وعُقد خلالھا حلقات نقاشیة. بينما ركزت الوحدة الثالثة "الإعلام" على تنمیة مھارات التعامل مع وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وآلية تطبیقها، بالإضافة إلى الخطاب الإعلامي العُماني والتعامل مع الإعلام الرسمي، وسلّطت الوحدة الرابعة الضوء على مجال "الاقتصاد"، مركزةً على اكتساب مھارات التخطیط الاقتصادي وفقًا للمیزة النسبیة لكل محافظة ومحددات رؤیة عُمان 2040. أما الوحدة الخامسة فتطرقت إلى "المرونة الوطنیة" والإجادة في المعارف وتطبیقات المرونة الوطنیة وإدارة المخاطر.
يُشار إلى أن الأكاديمية السلطانية للإدارة أطلقت برنامج الولاة بمشاركة (63) واليًا على دفعتين، ويهدف البرنامج إلى تعزيز قدرات القيادات المحلية في المحافظات للإسهام في إحداث التنمية المحلية المتوازنة الشاملة وفقًا للتوجهات الحالية والمستقبلية لسلطنة عُمان نحو اللامركزية الإدارية وتنمية المحافظات، والذي يأتي ضمن المبادرة الوطنية لتطوير الإدارة المحلية، حيث تضم المبادرة عدة مكونات رئيسية من ضمنها برنامج المحافظين وبرنامج الولاة ويتم تنفيذها بالشراكة مع عدد من أبرز المؤسسات المحلية والإقليمية والدولية في تطوير الإدارة المحلية من أصحاب الخبرة والقدرة على فهم السياق المحلي والتوجهات المستقبلية لتنمية المحافظات، بالإضافة إلى كيفية الاستفادة من أفضل الممارسات والتجارب الدولية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الأکادیمیة السلطانیة
إقرأ أيضاً:
حنين اليمنيين يتجدد كل رمضان للراحل يحيى علاو وبرنامج ''فرسان الميدان''
لا يزال اليمنيون يتذكرون وبحنين برنامج "فرسان الميدان" الذي كان يبث عبر التلفزيون الرسمي ولاحقا عبر قناة السعيدة الخاصة مع حلول شهر رمضان، والذي نال شهرة واسعة على الصعيد المحلي والعربي وكان واحدا من طقوس هذا الشهر لدى المشاهد في اليمن.
برنامج "فرسان الميدان" كان علامة فارقة في برامج المسابقات الرمضانية، ولم يستطع أحد تقديم برنامج يحظى بالشعبية التي حظي بها، رغم محاولة البعض محاكاة فكرة البرنامج، وأسلوب مقدمه، وهو ما يثير أسئلة عدة من قبيل أين تكمن قصة نجاح هذا البرنامج؟ وأين تكمن قصة فشل القنوات المحلية في إعادة إنتاجه أو إحيائه من جديد؟
وعلى الرغم من مضي عقد ونصف على توقف البرنامج وذلك بعد وفاة معده ومقدمه، يحيى علاو، إلا أن الحنين يجتاح قطاعا واسعا من اليمنيين لبرنامج " فرسان الميدان" الذي طالما كان مرآة لتفاصيل الأرض والإنسان على امتداد البلاد.
" الناس تحن للأشياء الجميلة"
وفي السياق، يرى أستاذ الإعلام والاتصال بجامعة قطر وعميد كلية الإعلام بجامعة صنعاء سابقا، عبدالرحمن الشامي، أن الإنسان لا يحن إلا إلى الأشياء الجميلة، التي لها قيمة بالنسبة له".
وقال الشامي في حديث لـ "عربي21" إن تذكر الجمهور اليمني لبرنامج "فرسان الميدان" بعد مضي كل هذه السنوات دليل على مدى النجاح الذي حققه هذا البرنامج، ورسوخه في الذاكرة اليمنية طوال هذه السنوات.
ويعود سبب هذا الحنين للبرنامج وفقا للأكاديمي اليمني، إلى "عدم قدرة الساحة اليمنية على أن تقدم شخصية على غرار شخصية مقدم البرنامج، ولا نسخة على غرار نسخة البرنامج، أو شبيهة له، بحيث تستأثر باهتمام الجمهور، ويحظى مقدمه بمكانة على غرار تلك التي حظي بها يحيى علاو -رحمه الله تعالى-، والنسخ التي حاولت محاكاتهما بدت باهتة".
وأشار أستاذ الإعلام والاتصال بجامعة قطر إلى أن قصة نجاح برنامج "فرسان الميدان" تعود لأسباب عديدة، يمكن إجمالها -من وجهة نظري- في عبارة واحدة، وهي أن البرنامج كان "متعوبا عليه"، كما يقال.
وتابع : "ولنا أن نفصل في هذا كثيرا، بدءا من جدة شكل البرنامج، وحداثته في ذلك الوقت بالنسبة للإعلام اليمني، وبذل الجهد في إعداده، والحرص على تنوع فقراته، وتغطيته لكثير من المحافظات والمدن والقرى اليمنية، وتقديمه عددا من أوجه الثقافة اليمنية والتراث اليمني، والحرص على تطويره كل عام".
لكن الأكاديمي الشامي اعتبر أن "بساطة مقدم البرنامج (الراحل يحيى علاو) وقربه من نفسية الجمهور اليمني، كانا من أهم عوامل النجاح الكبير الذي أحرزه، بدليل بقائه في الذاكرة اليمنية حتى اليوم".
"جزء من طقوس رمضان "
من جانبه، قال الكاتب والصحفي اليمني، فهد سلطان : "الحقيقة أن برنامج فرسان الميدان يعد ذكرى جميلة، إذ كان هذا البرنامج جزءًا لا يتجزأ من طقوس شهر رمضان المبارك، وقد اعتاد اليمنيون على انتظاره بشغف كل عام.
وأضاف سلطان في حديثه لـ"عربي21" أن اليمنيين يستذكرون "فرسان الميدان" كتجربة استثنائية تركت بصمة عميقة في وجدانهم.
وأشار الكاتب اليمني إلى أن "البرنامج لم يكن مجرد مسابقة ترفيهية، بل كان نافذة مفتوحة على اليمن بكل تنوعها وجمالها".
وتابع: "كان يحيى علاو، بأسلوبه البسيط والكاريزمي، يأخذنا في جولة افتراضية عبر القرى النائية والمدن التاريخية، ليجعل كل مشاهد يشعر بأن البرنامج يخاطبه شخصيا".
ويرى سلطان أن هذا الحنين ليس مجرد شوق لبرنامج تلفزيوني، بل هو شوق لزمن كان فيه التلفاز يجمع العائلات، ويرسم البسمة على وجوه الكبار والصغار على حد سواء.
وقال أيضا إن برنامج "فرسان الميدان مرآة تعكس هوية اليمن، بجبالها وسهولها وتراثها العريق، ما جعله أكثر من مجرد برنامج، بل ذكرى حية ترتبط بأيام رمضان الجميلة".
ويكمن سر نجاح "فرسان الميدان" وفقا للكاتب والصحفي اليمني، فهد سلطان "في كونه البرنامج الأول من نوعه على شاشة التلفزيون اليمني، حيث إنه قدم فكرة جديدة ومبتكرة لم يألفها المشاهد من قبل"، مستدركا بأن النجاح لم يكن فقط في الفكرة، بل في الروح التي حملها يحيى علاو إلى الشاشة".
ولفت إلى أن يحيى علاو (معد ومقدم البرنامج) كان رجلاً مثقفًا، يمتلك حضورًا طاغيًا وأسلوبًا فكاهيًا سلسًا، يعرف كيف يطرح الأسئلة بطريقة تجمع بين البساطة والعمق، وكيف يتعامل مع الناس العاديين بلطف وذكاء.
وأردف قائلا: "كان علاو يتنقل بين القرى والأرياف، يكتشف شخصيات جديدة، ويسلط الضوء على أماكن لم تكن معروفة حتى لليمنيين أنفسهم، ليحول البرنامج إلى رحلة سياحية وثقافية ممتعة".
وختم حديثه بالقول أيضا: "لم يكن الأمر مجرد تقديم أسئلة ومسابقات، بل كان في قدرته على التواصل الحقيقي مع الناس، وفي صدقه وعفويته التي جعلت كل مشاهد يشعر بأنه جزء من التجربة".
وكان برنامج "فرسان الميدان" الذي كان يعده ويقدمه "علاو" عبارة عن برنامج مسابقات، يجوب مناطق اليمن المختلفة، ويبث على التلفزيون الرسمي، خلال شهر رمضان، قبل أن ينتقل للعرض في سنواته الأخيرة على قناة السعيدة الخاصة.