حضر الملف الرئاسي بقوّة في مؤتمر "التجدد للوطن" الثاني الذي حمل عنوان "من لبنان الساحة... الى لبنان الوطن". وبرز كلام البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من أن "المقاطعة الناتجة من عدم الثقة بين اللبنانيين هي سيدة الموقف اليوم، لذلك لا يجرؤ احد على المبادرة الى فتح حوار وطني صريح وصادق يتفوّق على كل المصالح الشخصية والفئوية، وكذلك لا يرى احد جدوى من تلبية دعوة الى حوار لا يغوص جدّيًا في جوهر نقاط خلافية تراكمت حتى تحولت الى قنابل موقوتة".

  وسأل: "أما آن الاوان لنكون رجال دولة حقيقيين لا نقيم اعتبارًا الا للبنان السيد الحر المزدهر، لبنان الرسالة والنموذج للشرق كما للغرب، فنبادر فورًا الى انتخاب رئيس للجمهورية يقود حوارًا وطنيًا مخلصًا للبنان يعيد الثقة ويضعنا على السكة الصحيحة لترسيخ الاستقرار ولاعادة البناء على الصعد كافة، وابرزها السياسية والمالية والاقتصادية والقضائية والامنية؟". واعتبر "أنَّ تألُّقَ الصيغةِ اللبنانيّةِ يَتعذّرُ بمنأى عن انتظامِ الاستقرارِ السياسيِّ والأمنيِّ والكيانيِّ في سائرِ دولِ الشرقِ الأوسط. تَطوّرُ المجتمعِ اللبنانيِّ جاء متنافِرًا. فئاتٌ كانت بعيدةً عن الفكرةِ اللبنانيّةِ صارت تُدافعُ عنها، وفئاتٌ أخرى كانت قريبةً منها ابْتعدَت عنها. تَجاهَلتْها وتَجهّلَت، والتحقت بأفكار أخرى لا تَـمُتُّ إلى الفكرةِ اللبنانية، حتى باتَ التوفيقُ بينهما مستحيلًا".  
من جهته، قال بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي: " قد يكون الأفضل أن نتخلّى عن النظام الطائفيّ وقد يكون ذلك حلمًا عند البعض أو مطلبًا عند البعض الآخر، إنّما إلى أن يتحقّق الحلم والمطلب علينا ألّا ننساق إلى الفكر الطائفيّ الذي يقود في رأينا إلى الانتحار عاجلًا أو آجلًا وألّا نزرعه في عقول أبنائنا وقلوبهم. أضف إلى أنّ التجربة اللبنانيّة لا يكتمل نجاحها سوى بصونها من الداخل ومن الخارج. من الداخل بتمتين الوحدة والوفاق الذي صار له مرتبة دستوريّة بموجب وثيقة الوفاق الوطنيّ، ومن الخارج بالعمل على إبعاد لبنان عن الصراعات".   وسأل: "هل من الضروريّ القول في الختام إنّ انتخاب رئيس جديد للجمهورية هو بداية استعادة الثقة بعضُنا ببعض وبلبنان؟ إنّه الخطوة على طريق العودة الى حضن الوطن".  
أمّا المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، فأكد خلال اجتماع برئاسة المفتي عبد اللطيف دريان، "أهمية ترسيخ مناخ التحاور والتلاقي والتفاهم بين كل المكونات السياسيّة لانتخاب رئيس للجمهورية والإقلاع عن التجاذبات السياسية والتصلّب في المواقف والمماحكات والخصومات والتباعد والفرقة والانقسام، خشية انزلاق لبنان نحو المجهول ومن ثم الانفجار والانهيار".


في المقابل، قال نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم: "نحن دائماً كنا ندعو للحوار من أجل الخروج من المأزق، على قاعدة أن الطريق المسدود لا يؤدي الى الانتخاب... فقالوا لا! هذا يعني أنكم لا تريدون انتخاب رئيس للجمهورية إلا على شاكلتكم، نحن نريد رئيساً للجمهورية على شاكلة لبنان، ونحن حاضرون ومنفتحون لكل نقاش على قاعدة وطنية وليس على قاعدة طائفية ولا مذهبية، وندعوكم للحوار من أجل أن ننجز الاستحقاق الرئاسي".  

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

عبد المسيح: الفاتيكان سيلعب دوراً مهماً في تلاقي اللبنانيين حول انتخاب رئيس

لفت النائب أديب عبد المسيح إلى أن "أمين سرّ دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، يعلم مسبقاً عن دقة الوضع اللبناني وتفاصيل الملف الرئاسي بكامل حذافيره".     وفي حديث إلى "صوت كلّ لبنان"، أشار عبد المسيح إلى أن "حديث بارولين من عين التينة كان ديبلوماسياً وذكياً إذ يمكن فهمه بطريقتين، إمّا أن الحل الرئاسي يحصل بالتوافق أو أن الحل يكمن عند الرئيس نبيه بري، لأنه هو من يملك مفتاح المجلس النيابي ويعطّل حالياً الجلسات الانتخابية".


ورأى عبد المسيح "أن الفاتيكان بات لاعباً أساسياً في الملف الرئاسي"، قائلاً: "كنّا بانتظار هذا الموقف، والفاتيكان سيلعب دوراً مهماً في تلاقي اللبنانيين حول انتخاب رئيس للجمهورية وفي تسهيل هذه العملية".

وعن زيارة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي إلى لبنان، أشار عبد المسيح إلى أن "اللافت في هذه الزيارة هو جولته على القيادات الحزبية وهذا الأمر جيد، وهذه هي المشاورات التي نتحدث عنها دائماً والتي تساهم في الوصول إلى رئيس جمهورية".

أمّا عن جنوب لبنان، فاعتبر عبد المسيح أن "الحرب المفتوحة مستبعدة، إذ لا يمكن أن تحصل في ظل المفاوضات القائمة والضغط الأميركي والأوروبي على إسرائيل وقرب الحملة الانتخابية الرئاسية الأميركية".

 

مقالات مشابهة

  • إلى الايرانيين في جنوب العراق.. أماكن 4 مراكز للمشاركة في انتخاب الرئيس القادم
  • ماغرو: لانتخاب رئيس من دون ربط الاستحقاق بأحداث غزة
  • فتح تلقي الترشيحات لانتخاب رئيس جديد لجهة الشرق في نفس يوم عرض بعوي على المحاكمة
  • كتلة تجدد: استمرار التعطيل يرتب أخطاراً جسيمة على لبنان
  • عبد المسيح: الفاتيكان سيلعب دوراً مهماً في تلاقي اللبنانيين حول انتخاب رئيس
  • شغور مقعد الرئيس في لبنان يقلق البابا فرنسيس
  • بارولين: البابا فرنسيس قلقٌ بسبب عدم إنتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان
  • بارولين من عين التينة: توجد عِقد داخلية كثيرة تمنع انتخاب رئيس للجمهورية
  • بكركي لا ترغب بقطيعة مع المجلس الشيعي.. والفاتيكان يؤكد اهمية انتخاب الرئيس
  • لقاء مسيحي - إسلامي في بكركي.. الراعي: الأحد يوم صلاة من أجل إحلال السلام في جنوب لبنان وغزة