انطلاق السباق الرئاسى فى المكسيك مع ترقب بفوز أول إمرأة يهودية شعبوية
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
ينطلق ماراثون الانتخابات الرئاسية فى المكسيك بعد ساعات اليوم الأحد وسط ترقب أمريكى للرئيس القادم فى الدولة التى تقع على جنوب الولايات المتحدة وتجمعهما إتفاقية للتجارة الحرة مع ثاثلتهما كندا، ويخوض السباق الرئاسى هذه المرة الرئيس الحالى أندريا لوبيز لوبرادور صاحب التوجه الشعبوى، وسيدتان هما كلوديا شاينبوم عمدة مدينة مكسيكو سيتى الحالية صاحبة التوجه الشعبوى المحافظ والتى تعتبر من تلاميذ لوبرادور، كما تخوض السباق منافستها الليبرالية السيدة زوشيتل جالفيز.
وتشهد المكسيك لأول مرة ترشح سيدتين من المحتمل أن تفوز إحداهما بكرسى الرئاسة فى سابقة لم تحدث فى تاريخ المكسيك، وتحظى كلوديا شاينبوم ذات الأصول اليهودية والبلغارية بحظ وفير بحسابات الخبراء للفوز بالإنتخابات، حيث يتسم توجهها الشعبوى واليسارى بالمتوازن نظرا لخلفيتها العلمية الهندسية وحصولها على درجة الدكتوراه فى مجال الطاقة والبيئة الذى يعد من أهم الملفات العالقة بين المكسيك وجارتها الولايات المتحدة.
من جانبها أكدت صحيفة “ تايمز أوف إسرائيل” على ترقب الأوساط السياسية والدينية الإسرائيلية حذر بفوز كلوديا شاينبوم بكرسى الرئاسة وإعتباره إنتصارا للجالية اليهودية المكسيكية واللاتينية بصفة عامة، إلا أنهم يتحفظون على كونها تلميذة للزعيم اليسارى أندريا لوبيز الذى نجح فى عزلها بعيدا عن أصولها اليهودية، ونجح فى تأصيل التوجه اليسارى الشعبوى بداخلها لدرجة عدم ذكرها لأصولها أثناء حملتها الإنتخابية الحالية وإصرارها على نشأتها غير الدينية مؤكدة أنها مكسيكية حتى النخاع وهو ما عرض شاينبوم للنقد فى الأوساط الإسرائيلية.
وقد سبق وفاز مرشحان رئاسيان يهوديان فى تاريخ المكسيك سابقا أولهما فى عام 1945 والأخر يدعى ساليناس دى جوراتارى الذى منحته إسبانيا الجنسية للتكفير عن طردها لليهود فى القرن ال 14.
تلميذة لوبيز تؤمن باحتفاظ الدولة لمصادر وشركات الطاقةتحافظ دولة المكسيك على إمتلاكها للشركات الأساسية المنتجة للطاقة الأحفورية "بيميكس" وتسيطر على كافة عمليات التنقيب والبيع والتصدير للخارج، وهو ما جعلها فى مرمى البصر عند الشركات الأمريكية التى تريد التسلل الى سوق الطاقة المكسيكى للسيطرة على هذا المورد الهام والموجود بالقرب من أراضيها، وتعوّل إدارة بايدن على فوز المرشحة زوشيتل جافيز التى تؤمن بالتجارة الحرة بين بلادها والجارة الأمريكية الشمالية.
أما خبراء العلاقات الدولية فيؤكدون فى صحيفة “ الهيل ” الأمريكية أنه فى حالة فوز كلوديا شاينبوم بمقعد الرئاسة فسوف تحتفظ بملكية شركات إنتاج الطاقة الأحفورية والمتجددة، بالإضافة الى شركات الدعم اللوجيستى والفنى “ سى إيه إف ”، مما يستنكره سفير المكسيك السابق فى واشنطن أرتور صاروخان مشبها إياه بالمثل القائل " كيف يمكن للطاهى طبخ الطعام ثم يأكله "، حيث يشجع صاروخان على الإنفتاح على الإستثمارات الأجنبية خصوصا الأمريكية والغربية فى مجال الطاقة الذى يعد المورد المتميز فى المكسيك، ومع ذلك لا ترفض الدولة اللاتينية الإستثمارات الخارجية وإنما تفضل الشراكة الصينية فى مجالات التكنولوجيا، وهو ما تعتبره الولاياات المتحدة تهديدا لأمنها القومى من ناحية الجنوب.
تعاون الحرس الوطنى والجيش لمكافحة الجريمة المنظمة وتنفيذ مشروعات البنية التحتيةأوضح الخبراء فى صحيفة " الهيل " أنه من المتوقع أن تحتفظ شاينبوم فى حال فوزها بالمقعد الرئاسى بما يسمى بالحرس الوطنى الذى يمثل الجناح العسكرى جنبا الى جنب مع قوات الشرطة والجيش والذين نجحوا فى مواجهة عصابات وتشكيلات الجريمة المنظمة، وقد أسسهم الرئيس الحالى أندريا لوبيز أستاذ المهندسة شاينبوم الأكثر حظا بين المرشحين فى السباق الحالى للإنتخابات، بالإضافة الى تفضيل شاينبوم قيام شركات الجيش بتنفيذ مشروعات البنية التحتية مثل الطرق الدائرية وغيرها مما يجعل الولايات المتحدة تنظر إليها بعين الريبة.
ملف الهجرة الأكثر سخونة فى الأمريكيتين الشمالية والجنوبيةيظل ملف الهجرة غير الشرعية الذى يسمح بتدفق المهاجرين من الحدود الجنوبية بين الولايات المتحدة والمكسيك عبر الصحارى والأنهار متسللين الى ولاية تكساس الأكثر سخونة بين البلدين، حيث يمثل هذا الملف اولوية على أجندات المرشحين الرئاسيين الحاليين الديمقراطى جو بايدن والجمهورى دونالد ترامب، واللذان سبقا وإتخذا إجراءات صارمة حياله تم سنها إما فى قوانين مستقلة أوفى تعديلات دستورية ملحقة تمت فى عهد دونالد ترامب، وإنتهت بإتفاق متضمنا قبول المكسيك بإستقبال المهاجرين غير الشرعيين وطالبى اللجوء وأصحاب الجنسية الثالثة، فى مقابل إزالة كافة القيود على التبادل التجارى والإعفاء من كافة التعريفات الجمركية بين البلدين مع إشراك كندا فى الإتفاق الإقتصادى والسياسى، وهو ما يرفضه حاليا لوبيز وتلميذته كلوديا شاينبوم ويعتبرا هذا الإتفاق عِبئا كبيرا على إقتصاد المكسيك، ويعد أمرا مجحفا بتحمُل مطالب اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين من حملة الجنسية الثالثة.
مفاجأة المرشح الشعبوى الكندى الجديدلم تسلم حدود الولايات المتحدة الشمالية من تهديد جديد قادم من ناحية جارتها الكندية التى سوف تشهد إنتخاباتا رئاسية فى 2025، حيث يواجه المرشح جوستن ترودو رئيس الوزراء الحالى صاحب التوجه الليبرالى منافسه الشعبوي بيير بواليفر ذا التوجه اليسارى المحافظ، مما تعتبره الولايات المتحدة فى عهد الرئيس بايدن تهديدا لأمنها القومى الشمالى يضاف الى الجنوبى مع توقعات قوية بفوز كلا المرشحين الشعبويين فى المكسيك وكندا، بالإضافة الى التهديد الصريح لإتفاقية التعاون الإقتصادى والسياسى بين الأطراف الثلاثة، مع إحتمالات لخسارة أسواق إستهلاكية واسعة للمنتجات الأمريكية، نظرا لميل رؤساء هذه البلدان فى تفضيل التعاون مع الصين وروسيا للإستثمار داخل أرضيهما، مقارنة بالشركات الأمريكية فى المستقبل وهو ما يمثل خسارة كبيرة للأسواق فى أمريكا اللاتينية والشمالية أيضا، مع الوضع فى الإعتبار تفضيل المرشحان المكسيكيان لوبيز وشاينبوم فوز الرئيس السابق دونالد ترامب المرشح الجمهورى ودعمه لأنه صاحب نفس التوجه الشعبوى المماثل لهم فى الإنتخابات الرئاسة المرتقبة بنوفمبر القادم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إنتخابات المكسيك الشعبوية الليبرالية ترامب بايدن الهجرة كندا جاستن ترودو الولایات المتحدة وهو ما
إقرأ أيضاً:
مراكز الاقتراع في الولايات المتحدة تستقبل الناخبين للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الأمريكية
تستقبل مراكز الاقتراع في الولايات المتحدة، الناخبين للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الأمريكية.
وتفتح اليوم الثلاثاء، مراكز الاقتراع أبوابها في جميع أنحاء الولايات المتحدة، مع توقيتات مختلفة نظرًا لامتداد البلاد عبر ست مناطق زمنية.
وتشهد الانتخابات منافسة حامية بين دونالد ترامب، مرشح الحزب الجمهوري، وكامالا هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطي.
ويبلغ عدد المواطنين المؤهلين للتصويت نحو 230 مليون ناخب، إلا أن ما يقارب 160 مليونًا فقط منهم مسجلون للتصويت.