تصعيد أمريكا يوحِّد الهتاف اليمني
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
عبثاً تستمر أمريكا في دوامة المحاولات الفاشلة لإخضاع اليمن، ومن حيث لا تعلم عزز توجهها هذا من وحدة الصف اليمني بصورة غير مسبوقة.
وفي النظر فقط إلى استمرار هذه الحيوية في الخروج المليوني كل أسبوع ما يكفي لأن يبث القناعة بأن التصعيد بأي شكل من الأشكال أصبح ورقة مهترأة لا يمكنها إحداث أي اختراق في جدار ثبات اليمنيين على مبادئهم الدينية والأخلاقية.
عشية الخروج في جمعة «مع غزة.. تصعيد مهما كانت التحديات»، خابت الهجمات الأمريكية البريطانية في إرهاب اليمنيين رغم ما أسفرت عنه الغارات من سقوط للشهداء والجرحى، ليخرجوا بذاك الشكل الهادر في مظاهرات مليونية غاضبة ورافضة للسياسة الأمريكية التي تنكر على الآخرين حماية ثوابتهم، وتطالبهم فقط بالسمع والطاعة.. أمريكا التي تمنح نفسها حق وضع السياسات الدولية وشكل العلاقات البينية، بل وحتى تمنح نفسها الحق في تصنيف دول العالم تبعاً لمستوى التبعية الذي تبديه هذه الدول للبيت الأبيض.
المسيرات التي جاءت بعد ساعات من الهجمات الأمريكية البريطانية عززت العدائية لثالوث الشر، كما عززت القناعة بوجوب الانتقام، بما يعني أن المعركة مع المعتدين قد تستمر حتى يتم أخذ الثأر سواء بشكل مباشر على يد المقاتلين اليمنيين أو بأحكام تصدُر عن المحاكم الدولية إن ظننا فيها خيرا وتحررت من الارتهان لواشنطن.
عززت أمريكا بهذه العربدة العبثية من وحدة الهتاف اليمني ضد التدخل الأجنبي في شؤون المنطقة واستمرار نهب ثرواتها، ومع هذا الالتفاف الكبير يتعثر على واشنطن حتى اليوم استبيان الرؤية الصحيحة في التعامل مع اليمن لتعود إلى نفس المحاولات اليائسة من التصعيد وإطلاق البيانات العنيفة التي فقدت أثرها منذ عقد من الزمن.
وبما هي عليه اليوم، صارت أمريكا أقرب إلى الانتحار والتلاشي بعد أن وصل وجع ضربات القوات المسلحة إلى مجلس الشيوخ، ليس فقط كنتاج لمستوى الأثر التدميري وإنما على مستوى انهيار الهيبة، وربما ما تلقته المقاتلة الأمريكية التي طالما أرعبت الدول «ايزنهاور» بعد ساعات قليلة من القصف الأمريكي البريطاني فجر الجمعة خير مثل، وشاهد حي على التدهور العظيم الذي وصلت إليه واشنطن بسبب استمرار عقدة التفوق التي صارت وهماً لا يزال الأمريكي يتشبث به.
أما على صعيد العودة إلى الاستهداف في القطاع الاقتصادي، فإن لكل فعل رد فعل، وما صدر عن البنك المركزي اليمني من قرارات، واستنفار القوات المسلحة لقول كلمتها في الدفاع عن مصالح الشعب اليمني إنما هي حقوق طبيعية، لا يمكن للهوامش إنكارها.
كما أنه لم يعد بمقدور غرف الرصد حرف الخروج اليمني المليوني عن مقاصده الحقيقية، وهي رفض وردّ أي عدوان أكان عسكرياً أو من خلال سياسات التضييق، ويندرج ضمن العدوان، تبني الموقف المعادي ضد الشعب اليمني بسبب موقفه الثابت من استهداف الشعب الفلسطيني في غزة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
برنامج تراحموا ..حكايات اليمنيين المتعففين في أسوأ أزمنة الحياة
كتب / ماجد زيد
يختتم “عبدالملك السماوي” مسيرته الإعلامية، بما يمكن أن يكون أعظم عمل إنساني وأخلاقي وإعلامي، بعمره الكبير، بملامحه المنهكة، بدموعه الصادقة، ببكائه العفوي، بحضوره المتماسك، بصوته المحفور في حياتنا وطفولتنا. ببرنامج عظيم يتكفل به رجل عظيم، ومن أجله يقضي عامًا كاملًا في ترتيبه وتنسيقه وإعداده، ليجمع عشرات الملايين، من التجار والشركات والمصانع والمغتربين، ليقدم برنامجًا مضبوطًا وملتزمًا وصادقًا، برنامجًا يعكس حكايات اليمنيين المتعففين في أسوأ أزمنة الحياة.
برنامج #تراحموا بـ موسمه الثامن، يقدم المبالغ المالية المحترمة، يقدم السلال الغذائية، يقدم الملابس المتكاملة، يزور المعسرين، يبكي معهم، يقضي ديونهم، يقدم المنح العلاجية، يخلق المشاريع الصغيرة، يمنح الكثير من اللحظات اليمنية الواقعية، اللحظات المدفونة في غياهب التعفف والحياة.
#عبدالملك_السماوي في تقديمه لموسمه الثامن من برنامجه الشهير، يقول: “لبسطاء الأرواح، أنقياء القلوب، للأشخاص الذين يؤمنون بأن الطريقة الوحيدة للحصول على الخير والسعادة، هي تقديمها للآخرين”، كرسالة للمشاهدين والمواطنين والكثير من المتابعين، رسالة يعبر فيها عن غايته الفعلية أمام الناس، غاية الخير والسلام، ليتجاوز بها عناوين الاعتراض العام من تقديم اليمنيين في بيوتهم، من عرض الفقراء على حقيقتهم، الأمر مختلف ولا يعني الإهانة، إنه أسلوب صادق، لتصوير الحقيقة مع مشاعرها الصادقة، في ذروة رواج الوسائل المتقمصة، ليحقق بوضوح مبدأ الشفافية والمراحل المتقدمة من رضوخ الفقر والحاجة، مراحل الشعب في آخر أزمنة الانقطاع.
السماوي يصنع سعادة عارمة، في كل حالاته المستهدفة، بترتيب ومهنية ومسؤولية، بطاقم عمل متخصص، وشفافية فعلية، وإخلاص يغشى كل الملامح والعبارات، ينسق مع أعيان المناطق، يختار المستحقين، يستأذنهم كي يقدمهم، يأخذ موافقتهم، ثم يصورهم ويبعث رسالاتهم، ليقدم لهم مائة ألف أو مائتي ألف أو ثلاث مائة ألف، مع سلة غذائية، وحقيبة ملابس، وكراتين ماء، وكراتين عصير، مع قسائم للعلاج المجاني، مع الكثير من المواد المهمة، وآخرين يقدم لهم دراجات نارية كي يعملوا بها ويعيلون بيوتهم، وآخرين من أعوام سابقة، يعود إليهم ليعطيهم ما يبعثه لهم متبرعون من خارج البلاد، ثم يزور السـ ـجون، ليبحث عن المعسرين العاجزين، يسأل عنهم، يستضيفهم، يسمع حكايتهم، ثم يتكفل بمبالغهم، مانحًا المشاهدين إمكانية مشاركة الخير في كفالتهم، يُظهر أرقام خاصة للتواصل بفريق خاص يستقبل المساعدات لكل حالة.
السماوي ببرنامجه هذا ليس مجرد إعلامي يقدم برنامجًا رمضانيًا ليكسب الأضواء ويمنح الإعلانات، كلا كلا، إنه بكل صدق، مؤسسة تقدم الخير وتنقذ المحتاجين، مؤسسة إنسانية تصنع السعادة، وتوثق المستحقين، ليصبح الأمر برمته عملًا عظيمًا، وخيرًا كبيرًا، وواقعًا معروضًا، ومهنية مكتملة الأركان، إنه جهد كبير، وأجر عظيم، وأسلوب إعلامي مرموق، وحياة خالدة، لإعلامي يمني تحمل مسؤوليته وصنع الفرق من خلف التوقعات، ليصير اسمه مغروسًا في بيوت الناس، وخيره محفورًا في وجدان المحتاجين.
السماوي في سنواته المتقدمة من العمر، لم يعد مجرد إعلامي يبحث عن الأضواء، أو رجلًا يسعى لصناعة المجد والثناء، لقد صنع هذا منذ نعومة بداياته، لقد حقق كل شيء منذ زمن قديم، إنه اليوم غاية مختلفة عن شباب في مقتبل العمر، عن شباب يطمحون لتصدر عناوين الخير والثناء، بلا شفافية أو وضوح. شباب بمجرد نجاحهم المؤقت ومغرياتهم السطحية يعلنون افتتاح القنوات، هكذا بلا مقدمات، متجاوزين بذلك دوافع الخير ومعايير النجاح وحقوق الآخرين.
من ناحية مهمة، المواسم الأخيرة من برنامج السماوي، تراعي كرامة اليمنيين، تراعي الكثير من المسؤوليات، هذا يظهر عبر منح البرنامج حق رفض الظهور لمن يريد، ليقدمهم بلا تصوير، ليعطيهم الخير بلا تردد أو نقصان، هذا الأسلوب يراعي الحقوق والمهنية، ويصنع الكثير من الرضا والارتياح، لهذا توسع البرنامج، وزاد عدد الرعاة، وجاء الميسورون من آخر بلدان العالم، وهم أشخاص يمنيين من دول أوروبا وأمريكا والخليج، يتكفلون بمبالغ ضخمة، دون ذكر أسمائهم، كخلاصة عن نجاح السماوي في تنسيق برنامجه وغايته، إنه عمل كبير، يا عبدالملك السماوي، إنه الخلود، يا رمزنا اليمني العظيم، إنه الإعلام في أصدق مناهج الحياة.