بإيعاز أمريكي.. السعودية تحارب اقتصاد اليمن
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
العدوان على اليمن لا يزال قائمًا منذ ما يزيد عن تسع سنوات، ومرحلة خفض التصعيد ما كان لها أن تصمد وتطول لأكثر من عامين في ظلّ المماطلة السعودية عن تنفيذ الاستحقاقات الإنسانية لولا ما يجري في غزّة من جرائم حرب إبادة جماعية يرتكبها العدوّ الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، وتثبيت القوات المسلّحة اليمنية أولويّة إسناد الجبهة الأهم في مرحلة تستوجب وحدة الكلمة والصف العربي، كونها مرتبطة بمصير ومستقبل المنطقة، وهوية شعب ومقدّسات أمة.
كثيرة هي الأوراق الاقتصادية التي استخدمها تحالف العدوان لإخضاع الشعب اليمني وفرض شروطه واملاءاته على سلطة المجلس السياسي الأعلى في العاصمة صنعاء، ومنها حظر الطيران المدني، باستثناء وجهة واحدة، وتشديد الخناق على ميناء الحديدة- شريان الحياة لثلثي سكان البلد المحاصر، إضافة إلى إجراءات اقتصادية منهكة أخرى كنقل وظائف البنك المركزي إلى عدن.
إجراءات الحصار هذه صنعت واقعًا إنسانيًا مأساويًا، وفاقمت معاناة اليمنيين لكنّها فشلت في تحقيق مآرب دول العدوان، والنتائج كانت أشد وأصعب على المواطنين في المدن المحتلة، إذ انهارت العملة هناك ووصلت إلى مستويات متدنية لا سابق لها، في مقابل ثباتها في صنعاء والمحافظات الحرّة، التي شهدت إصلاحات مالية حافظت على قدر كبير من الاستقرار الاقتصادي وصولًا إلى اعتماد عملة معدنية من فئة «100 ريال» لتعويض التالف من العملة الوطنية، الأمر الذي أثار حفيظة الولايات المتحدة وامتعاضها، لتوعز إلى وكلائها في الإقليم والداخل بمواجهة هذه الخطوة باستهداف القطاع المصرفي ومطالبة البنوك بنقل مقراتها إلى مدينة عدن.
البنك المركزي في صنعاء حذّر من تبعات وتداعيات هذا التصعيد في عموم اليمن، وحمّل النظام السعودي المسؤولية الكاملة عن ذلك، كونه صاحب القرار، بإيعاز أمريكي، انتقامًا من اليمن على خلفية موقفه الداعم لغزّة عبر استهدافه السفن الواصلة إلى موانئ فلسطين المحتلة.
ليس غريبًا أن تتّجه أمريكا إلى التصعيد الاقتصادي، بعد فشلها في تقويض القدرات اليمنية ومنع تصاعد العمليات البحرية التي امتدت إلى البحر الأبيض المتوسط، لأن أي تصعيد عسكري عبر الأدوات المحلية أو السعودية الإماراتية، ورحى الحرب في غزّة تدور سيضر بمصالحها أكبر، ويقدم بالأدلة والبراهين ارتباط حكومة الرياض بمعسكر التطبيع الذي يشارك أمريكا في حماية أمن العدوّ الإسرائيلي بكلّ الوسائل الممكنة.
لا خيار أمام الولايات المتحدة لمواجهة الشعب اليمني والضغط على سلطته في هذه المرحلة إلا باستخدام الورقة الاقتصادية، على أمل أن تستأنف الحرب ودوامة الاقتتال بأبعاد داخلية، كالصراع على الثروة والسلطة وحتّى الجغرافيا، المهم إشغال اليمن عن فلسطين وقضايا الأمة، ولن تنجح في ذلك على كلّ حال، لتورطها أولًا في العدوان والحصار المستمرين واحتلال السعودية والإمارات أجزاء من المدن اليمنية في الجنوب والشرق، واستئثارهما بعائدات النفط والغاز لمعارك أمريكا الجانبية.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
العاصمة صنعاء تشهد حشداً مليونياً تضامنا مع غزة ولبنان
الثورة نت../
شهدت العاصمة صنعاء اليوم، حشدا مليونيا في مسيرة “مع غزة ولبنان.. دماء الشهداء تصنع النصر”.
وأكدت الجماهير التي خرجت تحت الأمطار استجابة لدعوة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن دماء وتضحيات الشهداء هي مصدر قوة الشعب اليمني وهي من صنعت المجد والنصر لليمنيين وعززت صمودهم في مواجهة أعداء الأمة الإسلامية.
وأدانت استمرار أمريكا في استخدام حق النقض “الفيتو” لعرقلة قرار إيقاف الحرب على غزة والشعب الفلسطيني.. مؤكدة أن هذا الفيتو يكشف مجدداً أن أمريكا هي الشريك والداعم الأساسي لاستمرار حرب الإبادة الصهيونية في غزة.
ودعت الشعوب العربية والإسلامية إلى التحرك الفاعل واتخاذ موقف قوي لإيقاف حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني من قبل الكيان الصهيوني المجرم، والتنديد بموقف وعرقلة الإدارة الأمريكية لأي قرار أو جهود دولية لإيقاف العدوان الصهيوني على غزة.
وجددت الحشود المليونية، التأكيد على استمرار موقف اليمن القوي والثابت المناصر لغزة والشعبين الفلسطيني واللبناني ومقاومتهم الباسلة، ومواصلة المضي على خطى الشهداء في العطاء والبذل والتضحية لردع كل طواغيت العصر.
ورددت الهتافات المؤكدة على أن دماء الشهداء الأبرار هزمت دول الاستكبار، وأن مشروع شهيد القرآن أفشل مشروع الشيطان.. مؤكدة أن أمريكا سبب الحروب ورأس العدوان على غزة ولبنان، وعدوة كل الشعوب.
وهتفت بالشعارات المناهضة لقوى العدوان والاستكبار العالمي، والمؤكدة على أن يمن العزة والإسلام أسقط هيبة إبراهام، مجددة التأكيد على جهوزية الشعب اليمني لخوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، نصرة لفلسطين ولبنان.
وأشار بيان صادر عن المسيرة ألقاه قائد كتائب الوهبي اللواء بكيل الوهبي، إلى أن العدو الصهيوني يواصل حرب الإبادة الجماعية بحق إخواننا الفلسطينيين في قطاع غزة للشهر الثاني من السنة الثانية، بمشاركة ودعم أمريكي كامل ومساندة من بعض الدول الأوروبية والغربية، ومازال يمارس إجرامه كذلك في الضفة الغربية ولبنان، في ظل تخاذل وصمت عربي وإسلامي وأممي مخزٍ ومهين.
وأكد استمرار الخروج الأسبوعي بمسيرة مليونية، استجابةً لله سبحانه وتعالى، وجهاداً في سبيله، وابتغاءً لمرضاته، ومساندين للشعبين الفلسطيني واللبناني بلا كلل ولا ملل، ولا تراجع ولا فتور، حتى النصر بإذن الله.
وأوضح البيان، أنه في ختام الذكرى السنوية للشهيد، وبكل إيمانٍ وثباتٍ على المبادئ التي ضحى من أجلها الشهداء، نؤكد استمرارانا في رفع رايةِ الجهاد في سبيل الله، والتمسك بكتابه العظيم، وإعلاء كلمته، تحت راية الأعلام الهداةِ إلى دينه، دون تردد أو تراجع.
وأضاف “وبكل ما أوتينا من قوة حتى لو اجتمع علينا كل أشرار العالم، متأسين بقول الله سبحانه وتعالى: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾”.
وتوجه بالحمد والشكر لله والثناء عليه سبحانه وتعالى على ما منّ به علينا من انتصارات متواصلة، والتي كان آخرها إجبار حاملة الطائرات الأمريكية (إبراهام لينكولن) على الفرار بعد أن ضربها الله على أيدي مجاهدي قواتنا المسلحة.
ودعا البيان، مجاهدي القوات المسلحة إلى مواصلة ضرباتهم للمجرمين بكل قوة، حتى النصر بإذن الله.. وأضاف “أمام الانكشاف والسقوط المتواصل الذي أظهر الوجه الأشنع والإجرامي لأمريكا باستخدامها (الفيتو) أمام مشروع قرار مجلس الأمن الذي يدعو للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وأمام فشل وعجز مجلس الأمن مجدداً في إيقاف الإبادة الجماعية في غزة لأكثر من عام وشهر نؤكد استمرار الجهاد في سبيل الله في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس حتى وقف العدوان على غزة ولبنان؛ كون ذلك هو الخيار الوحيد والسليم للدفاع عن أنفسنا وعن أمتنا.
كما دعا شعوب الأمة العربية والإسلامية إلى التحرك في هذا الخيار الذي أثبت الواقع أن لا خيار لنا سواه.
وأدان واستنكر الاساءات المتكررة والمستمرة لمقدساتنا من قبل النظام السعودي، والتي كان آخرها استخدام أشكال مشابهة للكعبة المشرفة خلال تنظيمه لحفلات المجون والتعري فيما يسمى بموسم الترفيه، في خطوة مستفزة لمشاعر كل المسلمين، بهدف ضرب قدسيتها في عيون أبناء الأمة، تمهيداً لاستهدافها من قبل اليهود الذين لا يخفون نواياهم ومخططاتهم للسيطرة عليها من خلال ما يسمونه بمشروع “إسرائيل الكبرى”.
وجدد البيان، الدعوة لأبناء شعبنا ولكل شعوب أمتنا وكل الشعوب الحرة والكريمة لمواصلة مقاطعة البضائع والسلع والمنتجات الصهيونية والأمريكية وتكثيف فعاليات المساندة للشعبين الفلسطيني واللبناني والاحتجاج على الإجرام الصهيوني والأمريكي بحقهما.
إلى ذلك تلى المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع بيانا أعلن فيه عن تنفيذ القوات المسلحة عملية عسكرية استهدفت قاعدة “نيفاتيم” الجوية التابعة للعدو الإسرائيلي في منطقة النقب جنوبي فلسطين المحتلة.
وأوضح أن القوة الصاروخية نفذت العملية بصاروخ باليستي فرط صوتي “فلسطين 2″، وأن العملية حققت هدفها بنجاح.. مؤكدا أنه ورداً على جرائم العدو الصهيوني في غزة ولبنان ستواصل القوات المسلحة اليمنية عملياتها العسكرية، وأن هذه العمليات لن تتوقف إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة ووقف العدوان على لبنان.