رهن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نجاح خطة مرحلية طرح خطوطها العريضة الرئيس الأميركي جو بايدن في إنهاء حرب غزة بـ «القضاء على حماس»، في حين توالت ردود فعل عربية وإسلامية وغربية مرحّبة بالطرح الذي سرد تفاصيله الرئيس الأميركي بوصفه مقترحاً إسرائيلياً لإنهاء الجحيم بالقطاع الفلسطيني. خلافا لما طرحه الرئيس الأميركي جو بايدن خلال استعراضه “خريطة طريق” قال إنها مقدمة من الدولة العبرية، وتتضمن 3 مراحل لإنهاء الجحيم الذي تتعرض له غزة وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين به، سعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى تأكيد أن شروط بلده لإنهاء الحرب التي تشنها على القطاع الفلسطيني منذ 240 يوما لم تتغير، مشترطاً القضاء على “حماس” قبل سريان أي وقف دائم لإطلاق النار بالقطاع الفلسطيني.

ومن دون الاعتراض صراحة على الخطة التي سرد بايدن في تفاصيلها أنها تتضمن وقفا تاماً لإطلاق النار بمرحلتها الثانية، أكد نتنياهو تمسّك إسرائيل بـ “القضاء على حماس وعلى حكمها للقطاع، وتحرير كل الرهائن، وضمان أن غزة لم تعد تشكّل تهديدا لإسرائيل”. وشدد نتنياهو، الذي تشهد علاقته مع إدارة الرئيس الديموقراطي جو بايدن توتراً ملحوظا بشأن مستقبل الصراع وإدارة الحرب ووضع الخطط المستقبلية بخصوص إدارة القطاع بعد توقّف القتال، على أن شرط “القضاء على حماس” مدرج في الخريطة الجديدة التي طرحت أمس الأول، مستبعداً الموافقة على وقف دائم لإطلاق النار قبل تلبية هذه الشروط. وفي حين طالب زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد نتنياهو بـ “قبول الخطة الجديدة”، وجّه قادة من الحزبين الديموقراطي والجمهوري في مجلسي النواب والشيوخ بالولايات المتحدة، دعوة رسمية لنتنياهو، لإلقاء كلمة أمام “الكونغرس” لإظهار التضامن مع الدولة العبرية، رغم الانقسامات السياسية المتصاعدة بشأن حرب غزة والاحتجاجات الشعبية ضدها في الولايات المتحدة. إيجابية… وريبة على الجانب الفلسطيني، قالت “حماس”، في بيان، إنها تنظر بإيجابية لما تضمنه خطاب بايدن من دعوته لوقف إطلاق النار الدائم، وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع، وإعادة الإعمار وتبادل للأسرى وعودة النازحين إلى جميع أماكن سكناهم”، مؤكدة استعدادها لـ “التعامل بشكل إيجابي وبنّاء مع أي مقترح لوقف الحرب، إذا ما أعلن الاحتلال التزامه الصريح بذلك”. لكن “الجهاد”، ثاني أكبر حركة فلسطينية مسلحة، قالت إنها تنظر بريبة إلى خطوة بايدن التي توحي أنه غيّر موقفه، في حين لا يزال واضحا ومعلنا انحيازه التام إلى إسرائيل. وشدد الناطق العسكري باسم الجناح العسكري لـ “الجهاد”، أبوحمزة، على أن الفصائل تخوض حرب وجود في غزة والضفة الغربية ومن جنوب لبنان “ونبشّر العدو بأننا ما زلنا بألف خير، وحرب الاستنزاف لن تكون إلا حسرة وندامة عليه”. وعبّر عن ثقته بأن “جيش العدو بدأ يشعر بالغرق في غزة، وسيخرج من القطاع ذليلا”. وساطة وضمانة في هذه الأثناء، نقل موقع أكسيوس عن مسؤول أميركي في البيت الأبيض أن “حماس” تلقت العرض عبر الوسطاء القطريين، لافتاً إلى أن الحركة أبلغت الوسطاء القطريين شيئاً مغايراً عن موقفها المعلن في الإعلام بشأن عدم الدخول بالمفاوضات في حال عدم وقف الحرب. ولفت إلى أن “الكرة في ملعب حماس الآن، إما قبول العرض، أو البقاء في الأنفاق العميقة والإبقاء على الرهائن والمزيد من المعاناة لغزة”. نتنياهو يتلقى دعوة لإلقاء خطاب أمام «الكونغرس» وأشار إلى أن “بايدن وفريقه يعتقدون أن الخطة التي عرضها تتطابق بشكل تام مع ما قدمته “حماس” للمصريين قبل 3 أسابيع” قبل أن يرفضها نتنياهو ويبدأ في اجتياح رفح برياً. وبعد أن أوضح الرئيس الأميركي في إعلانه أن “مصر وقطر ستعملان على جعل حماس تلتزم بشروط الاتفاق المزمع، في حين أن الولايات المتحدة ستفعل الشيء نفسه بالنسبة لإسرائيل”، نقل الموقع الأميركي عن مسؤول إسرائيلي أنه يتعين على قطر التي تستضيف المكتب السياسي الخارجي للحركة الفلسطينية أن تفهم أنه لم يعد هناك وقت لتضيعه، وأن عليهم أن يشرحوا لـ “حماس” ما الذي سيحصل في حال فشلت هذه المحاولة. اتصالات بلينكن جاء ذلك في وقت ناقش وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظرائه السعودي فيصل بن فرحان، والأردني أيمن الصفدي، والتركي هاكان فيدان، في اتصالات هاتفية منفصلة، مقترح بايدن. وأفادت “الخارجية” السعودية بأن المباحثات تطرّقت إلى مراحل تنفيذ الاتفاق، مؤكدة دعم الرياض لكل الجهود الرامية إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي، وتقديم المساعدات الإنسانية الملحّة للمدنيين المتضررين جرّاء التصعيد الإسرائيلي، وعودة النازحين إلى منازلهم بشكلٍ آمن”. من جهته، رأى بلينكن أن الاتفاق المقترح يصب في مصلحة الإسرائيليين والفلسطينيين. تأييد وعرض في غضون ذلك، توالت ردود فعل عربية وإسلامية وغربية مؤيدة لخريطة بايدن. ووصفت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون ديرلاين، الخطة المؤلفة من 3 مراحل بأنها “متوازنة وواقعية”، فيما أكد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جويب بوريل، أنه يجب تفادي المعايير المزدوجة إزاء الوضع في غزة وقرار محكمة العدل الدولية ومسألة احترام القانون الدولي. وفي لندن، طالب وزير الخارجية، ديفيد كاميرون، “حماس” بقبول المقترح، فيما أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن تأييده للخطة الجديدة. وفي جاكارتا، قال الرئيس الإندونيسي المنتخب، برابوو سوبيانتو، إن بلده على استعداد لإرسال قوات حفظ سلام لتنفيذ وقف إطلاق النار في غزة، وتوفير الحماية والأمن لجميع الأطراف وجميع الجوانب إذا اقتضى الأمر بطلب من الأمم المتحدة. وأعلن رئيس أكبر دولة مسلمة من حيث عدد السكان، تأييده للخطوة المهمة التي طرحها بايدن. وطالب بضرورة إجراء تحقيق شامل في الكارثة الإنسانية، خاصة برفح، والوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية. تحذير واجتماع من جهة ثانية، جدد الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، التحذير من خطورة الأعمال العسكرية الإسرائيلية المتواصلة على الشريط الحدودي بين غزة وسيناء، وذلك خلال استقباله وفدا أميركيا يضم السيناتور البارز ليندسي غراهام، فيما كشفت مصادر أن العاصمة المصرية تستضيف اجتماعا اليوم مع إسرائيل والولايات المتحدة للبحث في “إعادة فتح معبر رفح الحدودي” في ظل تمسُّك السلطات المصرية برفض إعادة تشغيله لإدخال المساعدات الإنسانية في حال استمرار احتلال الجيش الإسرائيلي لجانبه الفلسطيني.

المصدر: جريدة الحقيقة

كلمات دلالية: الرئیس الأمیرکی لإطلاق النار القضاء على فی غزة فی حین

إقرأ أيضاً:

حراك متصاعد بإسرائيل ضد نتنياهو وأيام مصيرية تنتظر صفقة التبادل

قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية اليوم السبت -نقلا عن مصادر مطلعة- إن الأيام المقبلة ستكون "مصيرية" فيما يتعلق بصفقة التبادل مع فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة.

ويأتي ذلك بينما أعلنت الحركات الاحتجاجية ضد حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم وضع "خطة شاملة" لمواصلة الحراك من أجل التغيير والتوجه لانتخابات مبكرة وتوقيع صفقة تبادل.

وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، فإن الخطة الاحتجاجية تتضمن إعلان إضراب واسع يشمل مرافق اقتصادية، وتنظيم مسيرة في مدينة تل أبيب وأكثر من 80 موقعا إضافيا بمختلف أنحاء إسرائيل.

كما ستتواصل المظاهرات أمام بيوت الوزراء الإسرائيليين وأعضاء الائتلاف الحكومي من أجل الضغط عليهم للاستقالة.

عدم إفشال الصفقة

وطالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة -خلال مؤتمر صحفي اليوم- السياسيين وقادة الأجهزة الأمنية بعدم السماح لنتنياهو بإفشال صفقة التبادل، وفق تعبيرهم.

وأضافت "مواطنونا يتوقعون من وزير الدفاع وقادة الأجهزة الأمنية إعلان المتسبب بإفشال الصفقة" مشيرة إلى أن "نتنياهو يطيل أمد الحرب من أجل البقاء في منصبه".

وبالتوازي مع هذا الحراك الإسرائيلي، عبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن استعدادها للدخول في "مفاوضات حقيقية" وجادة لتوقيع صفقة تبادل، في حال التزام الاحتلال بالمبادئ التي أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن.

وقال خليل الحية، نائب رئيس حماس -في مقابلة سابقة مع الجزيرة- إن قبول نتنياهو علنا بمقترح بايدن بعد أن كان قد تحدث عن "صفقة جزئية" في وقت سابق "يؤكد ما كانت حماس تردده بأن حكومة الاحتلال لا تريد التوصل إلى وقف لإطلاق النار ولا تبادل أسرى حقيقي".

تغيير اللهجة

وذكر موقع أكسيوس الإخباري اليوم -نقلا عن مصادر وصفها بالمطلعة- أن الإدارة الأميركية غيّرت لهجتها بشأن بعض أجزاء مقترح وقف إطلاق النار بقطاع غزة، في مسعى لسد الفجوات بين حماس وإسرائيل.

وكشف الموقع الأميركي أن الجهود الجديدة التي تبذلها واشنطن مع وسطاء قطريين ومصريين تركز على المادة الثامنة من المقترح.

وذكرت المصادر أن مسؤولين أميركيين صاغوا المادة الثامنة بلغة جديدة، ويدفعون الوسطاء للضغط على حماس لقبول المقترح الجديد.

كما نقل أكسيوس -عن مصدر وصفه بالمطلع- أن واشنطن تعمل بشكل مكثف لإيجاد صيغة تسمح بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

وأشار المصدر إلى أنه إذا وافقت حماس على الصيغة الجديدة، فسيسمح ذلك بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

رد المقاومة

يُشار إلى أن فصائل المقاومة الفلسطينية سلمت، في 11 يونيو/حزيران الجاري، ردها على المقترح الذي عرضه الرئيس الأميركي للوسطاء، شاملا تعديلات تتعلق بوقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي من كامل قطاع غزة بما فيه معبر رفح ومحور فيلادلفيا، مبدية استعدادها للتعاون.

غير أن واشنطن قالت إن بعض التعديلات "يمكن العمل عليها وبعضها غير مقبولة لإسرائيل" متهمة حركة حماس بعرقلة التوصل لاتفاق، رغم أن إسرائيل لم تبد موافقتها العلنية على الاقتراح حينها.

ويؤكد الوسطاء القطريون والمصريون والأميركيون أن العمل لا يزال جاريا للتوصل إلى صفقة تؤدي لوقف إطلاق النار.

مقالات مشابهة

  • تفاصيل رفض الاحتلال أي تعديلات على مقترح بايدن لوقف القتال في غزة
  • إسرائيل ترفض أي تعديلات على مقترح بايدن لوقف القتال في غزة
  • تلقته في 24 يونيو.. حماس توضح موقفها من آخر اقتراح لوقف إطلاق النار
  • حراك متصاعد بإسرائيل ضد نتنياهو وأيام “مصيرية” تنتظر صفقة التبادل
  • حراك متصاعد بإسرائيل ضد نتنياهو وأيام مصيرية تنتظر صفقة التبادل
  • سيناريو التقسيم والفقاعات.. هذه خطط إسرائيل لغزة بعد الحرب
  • "أكسيوس": واشنطن تدفع بصياغة جديدة وتعديل لمقترح إسرائيلي حول اتفاق وقف النار في غزة
  • واشنطن تقترح صياغة جديدة لبنود باتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • ترامب: بايدن ضعيف كفلسطين ويجب السماح لإسرائيل بمواصلة حربها ضد حماس
  • مناظرة ترامب وبايدن.. سجال أمريكي حول «حرب غزة» شعاره «دعم إسرائيل أولا»