أوضحت نتائج دراسة جديدة أجراها باحثون من مستشفى بريغهام والنساء في بوسطن أن نظام البحر المتوسط الغذائي يقلل احتمال وفاة النساء في سن مبكر بنحو الربع تقريباً.

وقالت الدكتورة سامية مورا الباحثة الرئيسية من المستشفى: "بالنسبة للنساء اللاتي يرغبن في العيش فترة أطول، تقول دراستنا: راقبي نظامك الغذائي!"

وتبين أن اتباع نمط غذائي متوسطي يمكن أن يخفض خطر الوفاة بـ 23% على مدى أكثر من 25 عاماً.

ولوحظ أيضاً انخفاض في الوفيات بسبب السرطان أو أمراض القلب، بعد اتباع حمية البحر المتوسط.

وتتبع فريق البحث البيانات الصحية لأكثر من 25 ألف امرأة، على مدى 25 عاماً، ووجد الباحثون أنه بالمقارنة مع النساء اللاوتي لم يتبعن النظام الغذائي، فإن اللاوتي اتبعن النظام المتوسطي قل خطر الوفاة بأمراض القلب بـ17%، والإصابة بالسرطان المميت بـ20%.

وتعتمد حمية البحر المتوسط على البروتين بشكل أساسي من الأطعمة البحرية والبقول، والقليل جداً من الدهون الحيوانية، مع التركيز على الخضروات، والبذور، والمكسرات، والكثير من الفواكه، واستخدام زيت الزيتون على وجه الخصوص.

 

حمية البحر الأبيض المتوسط علاج لحرقة المعدة

كما وجدت دراسة أخرى أن اتباع نظام غذائي متوسطي فعال في علاج حرقة المعدة مثل تناول الأدوية الموصوفة ، أبلغ المرضى الذين تناولوا الأسماك والخضروات والحبوب الكاملة في المقام الأول وشربوا أيضًا المياه الغنية بالقلويات عن انخفاض كبير في أعراض حرقة المعدة مقارنة بمن يتناولون الأدوية في فئة مثبطات مضخة البروتون (PPI). 

وهذه هي الأدوية الأكثر شيوعًا لعلاج حرقة المعدة وتعمل هذه الأدوية على تحييد الحمض الموجود في المعدة ويقدمها الأطباء للمرضى الذين يعانون من جميع أنواع حرقة المعدة، لكن هذه الأدوية تسبب آثارًا جانبية شديدة، بل وتزيد من خطر الوفاة.

في دراسة جديدة نشرت في JAMA طب الأنف والأذن والحنجرة - جراحة الرأس والرقبة، قارن الباحثون 85 مريضًا يتلقون مثبطات مضخة البروتون مع 99 من ضحايا حرقة المعدة بعد اتباع نظام غذائي متوسطي نباتي بنسبة 90٪ . 

كما شربوا المياه القلوية، ويتكون نظامهم الغذائي في المقام الأول من الفواكه والخضروات والحبوب والمكسرات، مع عدم وجود منتجات ألبان أو لحوم تقريبًا، ولا دجاج أو بيض.

بالإضافة إلى ذلك، طُلب من هؤلاء الأشخاص تجنب مسببات حرقة المعدة الشائعة، بما في ذلك المشروبات التي تحتوي على الكافيين والصودا والشوكولاتة والأطعمة المقلية والحارة والكحول، وأظهرت الدراسة بوضوح أن النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط ​​فعال على الأقل مثل أدوية حرقة المعدة.

ويؤكد الخبراء أن هذا النوع من النظام الغذائي يمكن أن يساعد ضحايا الارتجاع البلعومي الحنجري أو الارتجاع المعدي المريئي كما أن المرضى الذين يتبعون حمية البحر الأبيض المتوسط ​​فقدوا الوزن بنجاح أكبر واحتاجوا إلى أدوية أقل لعلاج الحالات الأخرى، بما في ذلك ارتفاع نسبة الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بوسطن نظام البحر المتوسط الغذائي أمراض القلب حرقة المعدة الارتجاع المعدي البحر المتوسط حرقة المعدة خطر الوفاة حمیة البحر

إقرأ أيضاً:

أكثر من 98% لإمدادات العالم في زيت الزيتون تواجه تهديدا بيئيا غير مسبوق.. مصر تمتلك فرصة ذهبية

يواجه زيت الزيتون، وهو عنصر أساسي في ثقافة ومأكولات منطقة البحر الأبيض المتوسط، تهديدًا بيئيًا غير مسبوق.


كشفت دراسة علمية جديدة نشرت هذا الشهر في مجلة “اتصالات الأرض والبيئة” أن تزايد شح المياه والانخفاض المتوقع في النشاط الشمسي قد يقوصان بشدة إنتاج الزيتون في منطقة البحر الأبيض المتوسط، التي تُشكّل موطنًا لأكثر من 98% من إمدادات العالم.


استخدم البحث، الذي قاده فريق دولي من العلماء، سجلات حبوب اللقاح الأحفورية على مدى 8000 عام لإعادة بناء تاريخ إنتاجية أشجار الزيتون ودراسة العوامل طويلة المدى التي تؤثر على الغلة.

وتشير النتائج إلى أن التغيرات في درجات الحرارة وهطول الأمطار والإشعاع الشمسي ستُضعف من قدرة بساتين الزيتون على الصمود، لا سيما في المناطق القاحلة وشبه القاحلة، مما يُشكل تحديات خطيرة للمزارعين والاقتصادات التي تعتمد على زراعة الزيتون.

تركز معظم الدراسات على تقلبات المناخ قصيرة المدى. ما نُظهره هو وجود إيقاعات مناخية طويلة المدى – بما في ذلك الدورات الشمسية – شكّلت إنتاجية الزيتون على مدى آلاف السنين. يقول الباحث الرئيسي صموئيل لوترباشر، عالم المناخ بجامعة غيسن في ألمانيا: “هذه الدورات تتعرض الآن للاضطراب”.

بساتين الزيتون على الحافة
حددت الدراسة ثلاثة عوامل مناخية رئيسية تؤثر على إنتاجية أشجار الزيتون: التمثيل الضوئي، وتوافر المياه، والإشعاع الشمسي. تُحدد هذه العوامل مجتمعةً قدرة الأشجار على الإزهار وحمل الثمار.


وقد وجد الباحثون أن فترات الجفاف وانخفاض النشاط الشمسي التاريخية ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بانخفاض حاد في حبوب لقاح الزيتون، والتي تُستخدم كمقياس لمحصول الثمار.

بالاعتماد على بيانات من مختلف أنحاء البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك سوريا وفلسطين وتركيا واليونان وإيطاليا وإسبانيا، وضع الفريق نماذج لتأثيرات المناخ السابقة وتوقعها مستقبلًا.

وكانت النتائج صادمة: فمع ارتفاع درجات الحرارة العالمية وتغير أنماط هطول الأمطار، من المرجح أن تواجه أشجار الزيتون إجهادًا مائيًا متزايدًا، لا سيما خلال المراحل الحساسة كالتزهير والإثمار.


ومما يزيد من القلق، تحذر الدراسة من أن الشمس قد تدخل مرحلة جديدة من “الحد الأدنى الكبير للنشاط الشمسي” – وهي فترة مطولة من انخفاض الإشعاع الشمسي، وقد تزامن آخر حدث من هذا القبيل، وهو الحد الأدنى لموندر في القرن السابع عشر، مع العصر الجليدي الصغير، وهو فترة من التبريد العالمي واضطرابات زراعية.


سيؤدي انخفاض النشاط الشمسي إلى انخفاض الطاقة المتاحة لعملية التمثيل الضوئي، مما يؤثر سلبًا على إنتاجية الزيتون. هذا المزيج من الضغوطات البيئية – الجفاف وقلة ضوء الشمس – يُحدث ما يُطلق عليه الباحثون “عاصفة مثالية” قد تُدمر زراعة الزيتون في جميع أنحاء المنطقة.


أزمة ثقافية واقتصادية في طور التكوين
تمتد الآثار إلى ما هو أبعد من الزراعة، فزيت الزيتون ليس مجرد ركيزة غذائية، بل هو أيضًا شريان حياة اقتصادي في دول مثل إسبانيا وإيطاليا واليونان وتونس. ووفقًا للمجلس الدولي للزيتون، تعتمد أكثر من 6.7 مليون أسرة على زراعة الزيتون في معيشتها.


رغم أن مصر لم تصنف  بعد ضمن كبار المنتجين، إلا أنها وسّعت زراعة الزيتون في السنوات الأخيرة، لا سيما في مناطق استصلاح الصحراء. مع ذلك، يُحذّر الخبراء من أن هذه الاستراتيجية قد تُعرّض للخطر إذا ازداد شحّ الموارد المائية في ظلّ تغيُّر المناخ.

البحث يؤكد على ضرورة تكييف ممارساتنا الزراعية”، وفي مصر، تقع العديد من مزارع الزيتون الجديدة في أراضٍ هامشية تُشكل فيها كفاءة استخدام المياه تحديًا بالفعل، إذا أصبح المناخ أكثر جفافًا وانخفضت الإشعاعات الشمسية، فستتأثر المحاصيل ما لم نُغير طريقة إدارة الري والحفاظ على صحة التربة.

تحث الدراسة على إعادة النظر جذريًا في إدارة بساتين الزيتون. ومن أهم توصياتها: الاستثمار في أصناف مقاومة للجفاف، وتعزيز استراتيجيات الاحتفاظ برطوبة التربة، وإعادة تقييم المناطق التي يمكن زراعة الزيتون فيها مستقبلًا.

ساعة المناخ تدق
يأتي هذا البحث في ظلّ تزايد الاضطرابات المناخية، ففي منطقة البحر الأبيض المتوسط، بدأت موجات الحرّ الشديدة وتغيّر أنماط هطول الأمطار بالتأثير على غلة المحاصيل. في عام ٢٠٢٣، عانت إسبانيا، إحدى أكبر منتجي زيت الزيتون في العالم، من انخفاض إنتاجها بنسبة ٥٠٪ بسبب الجفاف الشديد.


قالت إينيس ألفاريز، المؤلفة المشاركة في الدراسة من جامعة جيان بإسبانيا: “هذا ليس مجرد تحذير من المستقبل البعيد، فنحن نشهد بالفعل آثار تغير المناخ على بساتين الزيتون، ما تضيفه دراستنا هو فهم أعمق للدورات الطبيعية التي دعمت إنتاج الزيتون لآلاف السنين، وكيف تُخلّ هذه الدورات بتوازنها”.

ويؤكد المؤلفون على أن السياسات الوطنية والإقليمية يجب أن تدعم بشكل عاجل الاستخدام المستدام للمياه، والحفاظ على التنوع البيولوجي، والحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري لحماية مستقبل إنتاج الزيتون.

بالنسبة لمصر، التي تسعى لأن تصبح مركزًا مستقبليًا لإنتاج زيت الزيتون وتصديره، قد تكون هذه لحظة محورية لتبني الزراعة الذكية مناخيًا.

وبينما تُشير أشجار الزيتون في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط ​​بهدوء إلى محنة، فإن الرسالة واضحة: الذهب السائل للمنطقة في خطر، والوقت ينفد.

مقالات مشابهة

  • يعالج المخ والأعصاب وحساسية الصدر.. لن تتوقع فوائد ملح الهيمالايا
  • دراسة حديثة تكشف أهمية فيتامين ك في النظام الغذائي.. ما علاقة الذاكرة؟
  • أرقام صادمة.. البحر يبتلع آلاف الأطفال!
  • عاجل - زلزال بقوة 4.8 ريختر يضرب قبالة سواحل صقلية الإيطالية
  • تغيرات المناخ تهدد مستقبل إنتاج الزيتون ببلدان المتوسط
  • تغير المناخ يضاعف موجات الحر في البحار ويهدد التوازن البيئي
  • ما النظام الغذائي الأمثل لتخلص الجسم من السموم؟
  • خطيرة على الإنسان.. ظهور سمكة الضفدع السامة في البحر المتوسط | فيديوجراف
  • أكثر من 98% لإمدادات العالم في زيت الزيتون تواجه تهديدا بيئيا غير مسبوق.. مصر تمتلك فرصة ذهبية
  • حصيلة صادمة.. ووتش تدعو أوروبا إلى إنقاذ المهاجرين بتفعيل المراقبة الجوية