الجوع والعطش يحاصران نصف مليون فلسطيني
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
البلاد – واس
تفاقمت الأوضاع الإنسانية بشكل خطير في شمال قطاع غزة، الذي يقطنه نحو نصف مليون فلسطيني، في ظل النقص الحاد في الغذاء والدواء والمستلزمات الطبية، وباتت المجاعة تهدد سكان القطاع، مع مواصلة الاحتلال الإسرائيلي منع تدفق إمدادات الغذاء وحليب الأطفال والدواء والمياه إلى شمال القطاع منذ بدء العدوان على غزة.
ووثّْقت مؤسسات حقوقية فلسطينية انتشار المجاعة والجفاف في جباليا، وبيت لاهيا، وبيت حانون، وغرب مدينة غزة، بعد أن دمر الاحتلال 90% من المنازل والمنشآت في تلك المناطق، إضافةً لتدميره مقرات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، والتي لم تعد تعمل منذ عدة أشهر في شمال القطاع.
وأكدت مستشفيات شمال القطاع، التي انهارت منظومتها الصحية بالكامل على مدار الأيام والأسابيع الماضية، عدم توفر الدواء والوقود المشغل لأقسامها، وأنها استقبلت أكثر من 80 شهيداً، تم انتشالهم من تحت الركام ومن أزقة مخيم جباليا، استشهدوا خلال اجتياح الاحتلال للمخيم على مدار ثلاثة أسابيع.
وأكد العاملون في المجال الإنساني بالأمم المتحدة، أن المساعدات الإنسانية التي تصل إلى الناس في غزة قليلة للغاية لدرجة أن الأطفال يتضورون جوعاً، مجددين النداء لإسرائيل -القائمة بالاحتلال- إلى احترام القانون الدولي فيما يتعلق بالمرور الآمن لمساعدات الإغاثة المنقذة للحياة في القطاع الذي مزقته الحرب.
ويأتي تحذير منظمة الصحة العالمية في أعقاب استنتاج توصل إلى أن أكثر من أربعة من بين كل خمسة أطفال “لم يأكلوا لمدة يوم كامل مرة واحدة على الأقل خلال الأيام الثلاثة”.
وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية الدكتورة مارغريت هاريس، في مؤتمر صحفي بجنيف اليوم: “هؤلاء هم الأطفال دون سن الخامسة الذين لا يحصلون على الطعام طوال اليوم، لذا فالسؤال: هل تصل الإمدادات؟ الإجابة لا، فالأطفال يتضورون جوعاً”.
ومنذ منتصف شهر يناير، تم فحص أكثر من 93,400 طفل دون سن الخامسة للتأكد من سوء التغذية في غزة؛ وتبين أن 7,280 طفلاً منهم يعانون من سوء التغذية الحاد، بمن فيهم 5,604 يعانون من سوء التغذية الحاد المعتدل و1,676 يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد، وفقاً لتحديث صدر هذا الأسبوع عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة.
وسلّط مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الضوء على خطر سوء التغذية القاتل والمجاعة بين الأفراد الأكثر ضعفاً في غزة، حيث قال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ينس لاركيه: “إنهم بالتأكيد لا يحصلون على القدر الذي يحتاجون إليه بشدة لمنع المجاعة، ومنع كافة أنواع الفظائع التي نراها. المساعدات التي تدخل في الوقت الحالي قليلة للغاية”.
واستشهدت صحفية ومسعف أمس، في قصف للاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة. وأفادت مصادر طبية فلسطينية، باستشهاد صحفية وإصابة العديد من أفراد عائلتها، في قصف للاحتلال الإسرائيلي استهدف منزلها في شارع الجلاء بمدينة غزة، ليرتفع بذلك عدد الشهداء من الصحفيين الذين استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 148 شهيداً، كما استشهد أحد طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منزله في مدينة رفح جنوب القطاع، ليرتفع بذلك عدد شهداء طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني منذ بدء العدوان إلى 33 شهيداً، بينهم 19 استشهدوا أثناء انتشالهم للشهداء والجرحى.
بينما انتشلت الطواقم الطبية الفلسطينية وفرق الدفاع المدني على مدار الساعات الماضية أكثر من 70 شهيداً، من تحت ركام المنازل المدمرة ومن أزقة وشوارع مخيم جباليا، بعد انسحاب دبابات الاحتلال الإسرائيلي من قلب مخيم جباليا شمال قطاع غزة، بعد اجتياح بري دام أكثر من ثلاثة أسابيع، تسبب وفق بيانات وزارة الصحة في استشهاد مئات الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء.
وأكدت الطواقم الطبية أنها تواصل تلقي بلاغات من الأهالي بوجود المزيد من الشهداء والمفقودين تحت ركام المنازل التي قصفها الاحتلال الإسرائيلي، خلال اجتياح المخيم، لافتةً النظر إلى وجود صعوبة بالغة في انتشال الشهداء، في ظل نفاد الوقود المشغل للآليات المتعلقة بالحفر وإزالة الركام، خاصة وأن الاجتياح تسبب في تدمير آلاف المنازل.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: غزة من سوء التغذیة قطاع غزة أکثر من
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة تقدم حوالي 200 مليون دولار من المساعدات الإنسانية الإضافية للشعب السوداني
أعلن وزير الخارجية أنتوني ج. بلينكن الخميس عن أن الولايات المتحدة ستقدم حوالي 200 مليون دولار من المساعدات الإنسانية الإضافية للسودان استجابة لأكبر أزمة إنسانية في العالم، وأتى هذا الإعلان في خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي
19 كانون الأول/ديسمبر 2024
الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية
مكتب العلاقات العامة
بيان صحفي
19 كانون الأول/ديسمبر 2024
أعلن وزير الخارجية أنتوني ج. بلينكن اليوم عن أن الولايات المتحدة ستقدم حوالي 200 مليون دولار من المساعدات الإنسانية الإضافية للسودان استجابة لأكبر أزمة إنسانية في العالم، وأتى هذا الإعلان في خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن السودان.
يتم تقديم هذه المساعدات الإضافية من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ووزارة الخارجية، وتواصل الولايات المتحدة من خلالها توفير الدعم الزراعي والمساعدات الغذائية والمياه وخدمات الصرف الصحي والنظافة والتغذية والصحة والحماية لأكثر السودانيين المعرضين للخطر، بما فيهم النازحين داخليا واللاجئين، وهي مساعدات تشتد الحاجة إليها. سيحتاج أكثر من 30 مليون شخص في السودان إلى المساعدات الإنسانية في العام 2025 فيما يواصلون مواجهة انعدام أمن غذائي متفاقم وموارد طبيعية شحيحة بشكل متزايد بحسب اللمحة العامة عن العمل الإنساني العالمي للعام 2025. وبالإضافة إلى ذلك، نزح 12 مليون شخص منذ بداية الصراع، بما في ذلك مليونين ونصف شخص فروا من البلاد، وستلعب هذه المساعدات دورا حيويا في تلبية احتياجات المتواجدين في السودان ومن فروا إلى الدول المجاورة.
ويأتي هذا الإعلان فيما لا يزال المدنيون عالقين في مرمى نيران الصراع الوحشي الدائر منذ عشرين شهرا. لقد تعرض مخيم زمزم للنازحين في شمال دارفور لهجمات في الأسابيع الأخيرة، وهو مخيم يضم أكثر من نصف مليون شخص وتنتشر فيه مجاعة مؤكدة، كما استهدفت غارة جوية سوقا وأسفرت عن مقتل أكثر من مئة شخص. ويتعرض المعتقلون في مواقع الاعتقال التابعة لقوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية للانتهاكات وحتى للقتل أحيانا. وتتعرض النساء والفتيات للعنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك الخطف والعنف الجنسي ذات الصلة بالصراع. لقد كانت الأهوال المتواصلة في خضم الصراع في السودان مروعة، وتواصل الولايات المتحدة دعوة كافة أطراف الصراع إلى حماية المدنيين.
نبقى ملتزمين بدعم الشعب السوداني مع تواصل هذه الحرب المروعة. الولايات المتحدة هي أكبر جهة مانحة للمساعدات الإنسانية استجابة لما يحصل في السودان، وقد قدمت أكثر من 2,3 مليار دولار من المساعدات الإنسانية منذ بداية العام المالي 2023. ويبقى التمويل القوي دعما للعمليات الإنسانية حيويا للحفاظ على أرواح المتأثرين بالصراع في السودان، ونحن نحث الجهات المانحة الأخرى على زيادة دعمها، ولكن التمويل وحده لا يكفي. ويتعين على المقاتلين وقف الأعمال العدائية بشكل فوري ودائم، وإنهاء تدخلهم في العمليات الإنسانية، وتسهيل وصول العاملين في المجال الإنساني والموارد الإنسانية بشكل آمن وبدون عوائق إلى المحتاجين إليها عبر الحدود وعبر خطوط الصراع في مختلف أنحاء البلاد.