تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

سيطرت حالة من الحزن على لاعبي ريال مدريد الإسباني، عقب إعلان نجم الفريق توني كروس اعتزاله كرة القدم نهائيًا بعد نهاية منافسات بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2024)، لتنهال الرسائل الوداعية والمؤثرة عليه من زملائه وجميع نجوم الساحرة المستديرة حول العالم بأنه قادر على العطاء والاستمرار داخل المستطيل الأخضر لسنوات إضافية، ليصبح آخر حلقات مسلسل اعتزال اللاعبين الألمان مبكرًا، حيث اعتاد عشاق الجلد المدور، على موعد لاعتزال لاعبي كرة القدم، وهم في سن ما بعد الـ35، لكن اللاعبين الألمان كسروا القواعد في تعليق أحذيتهم واعتزالهم في سن مبكرة.

ونرصد في السطور التالية، أبرز اللاعبين الألمان الذين اعتزلوا كرة القدم مبكرًا.

توني كروستوني كروس

أصدر لاعب خط وسط ريال مدريد توني كروس، بيانًا رسميًا ودع فيه جماهير الملكي قال فيه: «كان 17 يوليو 2014 هو يوم تقديمي في ريال مدريد، ذلك اليوم الذي غير حياتي كلاعب كرة قدم».

وأضاف: «كانت بداية فصل جديد في أكبر نادي في العالم بعد 10 سنوات، وبنهاية الموسم الحالي انتهى هذا الفصل، ولن أنسى أبدًا تلك الفترة الناجحة». 

وواصل كروس: «كان طموحي دائمًا إنهاء مسيرتي وأنا في ذروة أدائي، ومن الآن فصاعدًا لا أفكر إلا في الخامسة عشرة (يقصد لقب دوري أبطال أوروبا 2024).. إلى الأمام يا مدريد». 

توني كروس

وشدد كروس على أنه سيفي بوعده بعدم تمثيل أي فريق آخر بعد ريال مدريد، ليعلن تعليق حذائه بعد يورو 2024 وهو في سن الـ34 من عمره، في البطولة التي تقام في ألمانيا خلال الفترة من 14 يونيو إلى 14 يوليو من العام الجاري.

وكان توني كروس أعلن اعتزاله اللعب دوليًا مع منتخب ألمانيا، بعد 3 أيام من إقصاء منتخب بلاده من دور الـ16 لبطولة يورو 2020 أمام إنجلترا، قبل أن ينجح جوليان ناجلسمان في إقناعه في العودة عن قراره وضمه لصفوف المانشافت مؤخرًا، ومن ثم التواجد ضمن قائمة المنتخب الألماني المشاركة في يورو 2024.

شفاينشتايجر 

وكان كروس آخر اللاعبين الألمان الذين هربوا من ملامسة الجلد المدور في سن مبكرة، حيث سبقه العديد من النجوم، أبرزهم: باستيان شفاينشتايجر، الذي اعتزل اللعب الدولي مع منتخب بلاده، في عامه الـ32، بعدما كان عاملًا أساسيًا في تتويج المنتخب الألماني بكأس العالم 2014.

شفاينشتايجر قضى أغلب مسيرته الكروية مع نادي بايرن ميونخ، لكنه ارتدى قميص مانشستر يونايتد الإنجليزي ثم شيكاغو فاير الأمريكي في نهاية مسيرته، في محطة لم تكن جديرة بمشواره الحافل بالإنجازات، ليعلن تعليق حذاؤه قبل إتمام عامه الـ35.

شفاينشتايجر 

حقق شفاينشتايجر، لقب الدوري الألماني 8 مرات وكأس ألمانيا 7 مرات بالإضافة إلى لقب دوري أبطال أوروبا 2013، ومع منتخب ألمانيا فاز بلقب كأس العالم 2014، فضلًا عن أنه مثل بلاده في 121 مباراة كرابع أكثر لاعب مشاركةً بقميص منتخب الماكينات مسجلًا 24 هدفًا.

فيليب لام

أما فيليب لام، نجم بايرن ميونخ الألماني السابق، أعلن اعتزاله اللعب الدولي مع منتخب بلاده وهو في سن الـ30، بعد أيام قليلة من فوز ألمانيا بمونديال 2014، وبعدما خاض 113 مباراة دولية.

وبعدها، لعب آخر مبارياته مع بايرن ميونخ ضد فرايبورج في ختام الدوري الألماني مع نهاية موسم 2016-2017، ليعلن بعدها اعتزاله كرة القدم نهائيًا في سن مبكرة.

فيليب لاملوكاس بودولسكي

وفي عام 2017، اعتزل لوكاس بودولسكي اللعب الدولي وهو في الحادي والثلاثين من عمره، عقب إحرازه هدف الفوز على المنتخب الإنجليزي، بتسديدة صاروخية معتادة من قدمه اليسرى، في اللقاء رقم 130 له مع المانشافت مرتديًا شارة القيادة، ليودع بودولسكي الجماهير رغم أنه يمارس كرة القدم حتى الآن مع فريق جورنيك زابجه البولندي، حيث يحمل الجنسية البولندية بجانب الألمانية.

لوكاس بودولسكيأندريه شورله

ومن أغرب حالات اعتزال اللاعبين الألمان مبكرًا، أندريه شورله، نجم بوروسيا دورتموند، ماينز، باير ليفركوزن، فولفسبورج السابق، وتشيلسي وفولهام الإنجليزيين وسبارتاك موسكو الروسي.

شورله أعلن اعتزاله كرة القدم نهائيًا وهو في عامه الـ29، بعدما قضى موسمه الأخير معارًا إلى سبارتاك موسكو، معلقًا على قراره: «إنه كثيرًا ما كان يشعر بالوحدة، وأن كرة القدم لم تسمح له بأن يظهر مشاعره»، موضحًا: «يجب عليك أن تلعب دورًا محددًا للبقاء في هذا العمل وإلا ستخسر وظيفتك ولن تحصل على وظيفة أخرى».

أندريه شورله

يذكر أن، أندريه شورله كان صاحب التمريرة الحاسمة لهدف فوز منتخب ألمانيا ببطولة كأس العالم 2014 في البرازيل وذلك أمام الأرجنتين، قبيل نهاية الوقت الإضافي من المباراة النهائية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: توني كروس الاعتزال المبكر اعتزال توني كروس ریال مدرید فی سن مبکر کرة القدم تونی کروس مع منتخب وهو فی

إقرأ أيضاً:

الهروب من الواقع

 

 

د. إبراهيم بن سالم السيابي

 

الهروب، في معناه الأعمق، لا يقتصر على الفرار من سجنٍ أو الهروب من مكانٍ معين إلى مكان آخر؛ بل هو فعل نفسي وروحي يلجأ إليه الإنسان عندما يشعر أن واقعه أصبح عبئًا لا يُحتمل، أو ما يسمى بالهروب من الواقع و هو محاولة لا إرادية للابتعاد عن حياةٍ لا ترضيه، أو ضغوطٍ تفوق قدرته على الاحتمال، أو حتى عن مشاعر تؤلمه ولا يجد لها حلًا؛ فهو ليس مجرد فعل مادي؛ بل حالة ذهنية معقدة، يختار فيها الإنسان- بوعي أو بدون وعي- أن يُغلق عينيه عن بعض الأمور التي هي في الحقيقة أمر واقع، بحثًا عن عالم بديل لربما أكثر اطمئنانا لروحه ونفسه أو لربما أكثر رحمة لراحة باله، لكن الإنسان في كثير من الأحيان، لا يدرك أن هذا الهروب قد يتحول إلى سجن جديد، أكثر قسوة مما هرب منه في البداية.

وتتعدد أشكال الهروب وتتنوع بين الظاهر والخفي، فهناك من يهرب بالانعزال، يبتعد عن الناس ويغرق في وحدته، كأنما يحاول الاختباء داخل قوقعته بعيدًا عن ضجيج العالم والناس أو ما يزعجه، وهناك من يهرب إلى الخيال، يخلق قصصًا داخل رأسه يعيشها وكأنها واقع، ينسج حكايات عن حياةٍ لم يعشها، أو يستعيد ذكريات ماضٍ جميل ليهرب من حاضرٍ مؤلم يعيشه، والبعض يختبئ خلف انشغاله المستمر، يغرق في العمل بلا هوادة، ليس حبًا في العمل بحد ذاته أو الإنتاج، بل خوفًا من لحظة فراغ تجبره على مواجهة ما يزعجه ويقض مضجعه، وآخرون قد يجدون مهربهم في السفر، يظنون أن الأماكن البديلة ستمنحهم الراحة المطلوبة، لكنهم سرعان ما يكتشفون أنَّ ما يهربون منه يسافر معهم، يسكن داخلهم ولا يمكن التخلص منه بمجرد تغيير الجغرافيا أو البلدان.

وهناك مع الأسف من يهرب إلى الإدمان، سواء كان إدمان المخدرات، الكحول، أو وسائل التواصل الاجتماعي، أو حتى النوم لساعات طويلة، بحثًا عن لحظات من النسيان، دون أن يدركوا أنَّ هذا النسيان مؤقت، وأن الألم سيعود أقوى كلما انتهى تأثير الهروب.

لكن، لماذا يهرب الإنسان؟ ما الذي يدفعه إلى الانفصال عن واقعه؟

الأسباب كثيرة ومتنوعة، لكنها جميعها تنبع من إحساس عميق بالعجز أو الألم، فقد يكون السبب حبًا لم يكتمل، علاقة انتهت قبل أوانها، أو مشاعر لم تجد طريقها إلى النور، وقد يكون ضغطًا ماليًا يُثقل كاهله، يجعله يشعر بأنه محاصر في دائرة لا مخرج منها، أو وظيفة مرهقة لا تمنحه أي شعور بالإنجاز أو الطموح، وربما قد يكون السبب بيئة أسرية غير ملائمة، أو مجتمعًا يضع أمامه معايير لا تتناسب مع طبيعته وأحلامه وهناك أسباب أخرى عديدة لا يُمكن حصرها؛ فيصبح الهروب خيارًا مغريًا، كأنما هو طوق نجاة من بحرٍ هائج، لكنه في الحقيقة قد يكون مجرد وهم يُغرق صاحبه أكثر.

لكن السؤال الأهم هو: هل الهروب حل؟ هل يمكن للإنسان أن يهرب من مما يؤرقه حقًا، أم أنه يؤجل المواجهة فقط؟ الواقع أن الهروب لا يمحو المشكلة، بل يجعلها تكبر في الظل، فتكبر وتتحول إلى شيء أكبر يصعب السيطرة عليه لاحقًا، فالمشاكل لا تزول بالتجاهل، بل بالمواجهة، والهروب المستمر يجعل الإنسان أضعف أمامها كلما عاد لمواجهتها من جديد، إنه يمنح راحة مؤقتة، لكنه في الوقت نفسه يسرق من الإنسان قدرته على التكيف، على إيجاد حلول حقيقية، لاستعادة السيطرة على حياته.

لكن، هل يمكن أن يكون الهروب إيجابيًا؟ ربما، إذا كان هروبًا مؤقتًا بهدف إعادة ترتيب النفس والتفكير بهدوء فأحيانًا يحتاج الإنسان إلى خطوة للخلف، إلى مساحة من العُزلة ليُعيد تقييم الأمور، ليجد طريقة أفضل للتعامل مع أزماته، لكن الفرق بين الهروب المؤقت والهروب المزمن هو أن الأول يمنح الإنسان فرصة للعودة أقوى، بينما الثاني يسلبه قدرته على العودة تمامًا.

 وحتى نكون منصفين الهروب ليس دائمًا فعلًا سلبيًا، لكنه ليس حلًا أيضًا، فالمواجهة رغم صعوبتها، هي الطريق الوحيد للخروج من الأزمات، والتغيير الحقيقي لا يحدث بالفرار، بل بالقدرة على الصمود وإعادة تشكيل الواقع بوعي وإصرار فقد يكون الواقع مؤلمًا، لكن مواجهته هي السبيل الوحيد، بينما الهروب قد يبدو راحة، لكنه في النهاية مجرد وهم جديد يطارد صاحبه أينما ذهب فهو إغراءً مؤقتًا يشبه السراب الذي يمنحك الوهم دون أن يروي عطشك فكلما هربت وجدت أن المشكلات ما زالت تلاحقك، وربما أصبحت أكبر مما كانت عليه فالحياة لا تنتظر الفارين، بل تكافئ من يواجهونها بشجاعة.

ختاما.. المواجهة ليست مسؤولية فردية فقط؛ بل هي مسؤولية مشتركة علينا كأسرة أو مجتمع أن نمدّ يد العون والمساعدة قدر ما نستطيع لمن يشعرون أنهم عالقون في أي أمر يدفعهم للهروب منه، وأن نصنع لهم بيئة داعمة تساعدهم على الوقوف من جديد، فالحياة تصبح أيسر حين نواجهها معًا، لا حين نترك بعضنا يغرق في وهم الهروب!

مقالات مشابهة

  • الهروب من الواقع
  • البروفة الثانية اليوم.. منتخب شباب اليد يواجه ألمانيا استعدادا للمونديال
  • منتخب شباب اليد يواجه ألمانيا اليوم ودياً استعدادًا للمونديال
  • قائمة إيطاليا لمواجهتي ألمانيا في دوري الأمم الأوروبية
  • قائمة منتخب إيطاليا لمباراتي ألمانيا.. ديماركو أبرز الغائبين
  • بيسيك لاعب بدرجة طبيب في منتخب ألمانيا!
  • بعد رفضه الخُضر.. عمر رفيق خارج قائمة منتخب قطر!
  • قائمة منتخب قطر تشهد غياب عمر رفيق !
  • آخر حلقات مسلسل غرينلاند.. ترامب يقترح ضم الجزيرة إلى حلف الناتو
  • ناغلسمان يواجه مشاكل في قائمة ألمانيا