عبد الله أبو ضيف (غزة، القاهرة)

أخبار ذات صلة مصر تكثف جهود التوصل إلى هدنة في غزة «العالمي للتسامح والسلام» يشيد باعتراف إسبانيا وإيرلندا والنرويج بدولة فلسطين

تفاقمت الأوضاع الإنسانية بشكل خطير في شمال قطاع غزة، الذي يقطنه نحو نصف مليون فلسطيني، في ظل النقص الحاد بالغذاء والدواء والمستلزمات الطبية، وباتت المجاعة تهدد سكان القطاع، مع مواصلة الجيش الإسرائيلي منع تدفق إمدادات الغذاء، وحليب الأطفال والدواء والمياه إلى شمال القطاع منذ بدء الحرب على غزة.


ووثّْقت مؤسسات حقوقية فلسطينية انتشار المجاعة والجفاف في جباليا، وبيت لاهيا، وبيت حانون، وغرب مدينة غزة، بعد أن تدمير 90% من المنازل والمنشآت في تلك المناطق، إضافةً لتدمير مقرات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، والتي لم تعد تعمل منذ عدة أشهر في شمال القطاع.
وأكدت مستشفيات شمال القطاع التي انهارت منظومتها الصحية بالكامل على مدار الأيام والأسابيع الماضية، عدم توفر الدواء والوقود المشغل لأقسامها، وأنها استقبلت أكثر من 80 ضحيةً، تم انتشالهم من تحت الركام ومن أزقة مخيم جباليا، قتلوا خلال اجتياح المخيم على مدار ثلاثة أسابيع.
واعتبر عدنان أبو حسنة، المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى، «الأونروا»، إن الأوضاع في القطاع أصبحت أكثر خطورة بعد إغلاق المعابر الرئيسية، سواء معبر كرم أبو سالم أو معبر رفح، الذي أعلنت إسرائيل السيطرة عليه.
وقال أبو حسنة، في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، إن الوقود لم يدخل إلى القطاع منذ أيام عبر أي من المعابر، بما يهدد العمليات الإغاثية كافة في جميع المناطق، ويزيد من صعوبة عمل المؤسسات الإغاثية والأممية بسبب العمليات العسكرية التي أدت إلى عدم دخول الشحنات الإغاثة.
وأشار أبو حسنة إلى أن «الأونروا» تسعى جاهدة للاستمرار في تقديم الخدمات من مدينة رفح قدر الإمكان، لكن التحديات تتزايد يوما بعد يوم، معبراً عن خشيته من تدهور الوضع الإنساني بشكل عام في قطاع غزة.
ودعا المتحدث باسم «الأونروا» إلى تضافر الجهود الإنسانية والدولية للتخفيف من معاناة السكان، وتقديم الدعم اللازم للمحتاجين، داعياً المجتمع الدولي التحرك بسرعة لمساعدة السكان لتجاوز هذه الأزمة، وتقديم الدعم الذي يحتاجون إليه بشكل عاجل.
وكشف المتحدث باسم الوكالة الأممية عن أن المؤسسات الأممية والدولية تواجه ضغوطاً هائلة في تقديم الخدمات، وأن تأمين الإمدادات يشكل تحديا كبيرا، خاصة مع تزايد الطلب والاحتياجات على الموارد التي كانت شحيحة من الأساس.
إلى ذلك، قالت مصادر طبية فلسطينية، أمس، إن طفلاً يبلغ 13 عاماً، توفي في مستشفى بدير البلح وسط قطاع غزة، بسبب الجوع. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن المصادر، أن الوضع الصحي في القطاع يمضي من سيئ إلى أسوأ، مع توسع العمليات العسكرية في مدينة رفح باتجاه الغرب، وخروج كل مستشفياتها عن الخدمة.
وأشارت المصادر إلى ارتفاع حصيلة ضحايا سوء التغذية والجفاف إلى 37 في قطاع غزة، مؤكدة أن الحصيلة المعلنة تعكس ما يصل للمستشفيات فقط، وأن العشرات يفارقون الحياة بصمت، نتيجة المجاعة، دون أن يتمكنوا من الوصول إلى المستشفيات. ووفق الوكالة «يواصل الاحتلال إغلاق معبر رفح منذ 26 يوماً، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع الإنساني، بسبب توقف الإمدادات المنقذة للحياة للمدنيين في أنحاء متفرقة، خاصة في مناطق شمال قطاع غزة، التي تواجه خطر المجاعة الحقيقية».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الجوع فلسطين إسرائيل غزة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

الأورومتوسطي .. المجاعة وشيكة في غزة بعد 45 يومًا من الحصار الشامل

#سواليف

حذّر المرصد #الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من بدء تفشي #المجاعة في قطاع #غزة، في ظلّ استمرار #الحصار_الشامل غير القانوني الذي تفرضه #إسرائيل على القطاع منذ 45 يومًا، ومنع إدخال #المساعدات_الإنسانية والسلع الأساسية لأطول مدة متصلة منذ بدء #جريمة_الإبادة_الجماعية قبل أكثر من 18 شهرًا.

وقال المرصد الأورومتوسطي إنّ طواقمه العاملة في قطاع #غزة بدأت برصد مؤشرات خطيرة تنذر بدخول السكان حالة من انعدام الأمن الغذائي الحاد يوشك أن ينتقل إلى مستوى #المجاعة، إذ تسبّب #الحصار الإسرائيلي بنقص حاد ومستمر في الغذاء الأساسي الضروري للبقاء على قيد الحياة، بما في ذلك الحبوب والبروتينات والدهون، إلى جانب تعطيل وتدمير ما تبقى من البنية التحتية الزراعية والغذائية من خلال القصف والاحتلال العسكري المباشر، علاوة على اضطرار السكان لبيع بعض من ممتلكاتهم الأساسية من أجل توفير الغذاء، ما يشي ببدء انهيار آليات التكيّف لديهم.

وذكر أنّ العائلات في قطاع غزة اضطرت إلى تقليص #الوجبات_اليومية للحد الأدنى، ما أدّى إلى نقص واضح في أوزان السكان الذين بات معظمهم يعتمد على نحو شبه كامل على المعلّبات القليلة المتوفرة، في ظل غياب الغذاء الطازج والمغذي، واعتماد العائلات في توفير وجبة الطعام اليومية على التكايا الخيرية، التي صعّد الجيش الإسرائيلي من وتيرة استهدافها بالقصف الجوي في الأسابيع الأخيرة، في إصرار على حرمان السكّان من حقهم حتى في الحصول على الحد الأدنى من الطعام.

مقالات ذات صلة كدمة غامضة على يد ترامب اليمنى تعود للظهور وتثير التساؤلات مجددا 2025/04/17

العائلات في قطاع غزة اضطرت إلى تقليص الوجبات اليومية للحد الأدنى، ما أدّى إلى نقص واضح في أوزان السكان الذين بات معظمهم يعتمد على نحو شبه كامل على المعلّبات القليلة المتوفرة

وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت عمدًا أكثر من 37 مركزًا لتوزيع المساعدات و28 تكية طعام، في سياق سياسة منهجية لتجويع المدنيين ومفاقمة معاناتهم، ويتجلى ذلك بوضوح في مشاهد الفلسطينيين الذين يضطرون للاصطفاف في طوابير طويلة قرب هذه المرافق، أملاً في الحصول على وجبة بسيطة من الأرز أو الحساء، وهي مشاهد غير مسبوقة في قطاع غزة، وتعكس مستوى الانهيار الإنساني الناجم عن الحصار والاستهداف المتعمد لمصادر البقاء الأساسية.

وأكّد المرصد الأورومتوسطي أنّ فريقه الميداني، الذي يواجه الظروف الإنسانية القاسية نفسها التي يعانيها السكان، أجرى جولات ميدانية وثّق خلالها فقدان الخبز بشكل شبه تام من الأسواق نتيجة توقف جميع المخابز العاملة في قطاع غزة عن العمل، وانعدام وجود مختلف أنواع اللحوم الحمراء والبيضاء سواء الطازجة أو المجمدة، إلى جانب وجود كميات قليلة من الخضراوات التي تباع بأسعار باهظة لا يستطيع معظم السكان تأمينها، خاصة بعد 18 شهرًا من تعطّل أعمالهم وتوقف مصادر دخلهم، ما يعمّق من أزمة الأمن الغذائي ويهدد بحدوث مجاعة وشيكة.

وشدّد على أنّ جريمة التجويع التي تنفذها إسرائيل بحق المدنيين في قطاع غزة تعد واحدة من أكثر صور الإبادة الجماعية قسوةً وتجريدًا للكرامة الإنسانية، إذ لا تقتصر على حرمان المدنيين من الغذاء، بل تهدف إلى القضاء على قدرتهم على البقاء، عبر تدمير سبل العيش، ومنع دخول المساعدات الإنسانية، واستهداف مصادر الإنتاج، وتعطيل سلاسل الإمداد.

ونبّه إلى أنّ الآثار الأكثر فتكًا لهذه السياسة تصيب النساء والأطفال الذين يشكّلون أكثر من ثلثي سكان القطاع، إذ يُواجه الأطفال خطر الموت البطيء نتيجة سوء التغذية الحاد، ونقص المناعة، وتأخر النمو، في ظل غياب الغذاء والرعاية الصحية. كما تتعرض النساء الحوامل والمرضعات لمخاطر جسيمة تهدد حياتهن وحياة أطفالهن نتيجة انعدام التغذية الأساسية وانهيار النظام الصحي.

وأشار إلى أنّ أكثر من مليون طفل في قطاع غزة يعانون من سوء تغذية حاد، في ظل انعدام الغذاء، وانهيار شبه تام للبنية التحتية الصحية، ونقص حاد في المياه الصالحة للشرب، وحرمان كامل من أبسط شروط الحياة الكريمة.

ولفت إلى أنّ تداعيات هذه السياسة لا تقتصر على الحاضر فحسب، بل تمتد لتقويض مستقبل الفلسطينيين كجماعة وطنية، من خلال إنتاج جيل مهدد بالإعاقات الجسدية والنفسية والمعرفية طويلة الأمد، وهو ما يُظهر بوضوح النية التدميرية التي تُميّز جريمة الإبادة الجماعية بموجب القانون الدولي.

وأوضح المرصد الأورومتوسطي أن 2.3 مليون إنسان مشردين حاليًا داخل القطاع المحاصر، يعانون من انعدام الأمن الغذائي، في ظل استمرار القصف اليومي والمجازر الإسرائيلية التي تطال المدنيين والمرافق الحيوية، ما يجعل من خطر المجاعة كارثة وشيكة ما لم يتم التحرك بشكل فوري.

وقال المرصد الأورومتوسطي إنّ المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية مباشرة عن تفاقم المجاعة في قطاع غزة، والتي نتجت عن ارتكاب إسرائيل لجريمة التجويع واستخدامها كوسيلة منهجية لتنفيذ الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين بهدف القضاء عليهم كجماعة.

وحذر من أنّ الأزمة بلغت مستويات كارثية تقترب من نقطة اللاعودة، مع توقعات بحدوث وفيات يومية بسبب نقص الغذاء وضعف المناعة، في ظل استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات وتدمير البنية التحتية الأساسية، دون تدخل دولي فعّال لوقف هذا الانهيار الإنساني المتسارع.

وشدّد المرصد الأورومتوسطي على ضرورة محاسبة إسرائيل لاستخدامها التجويع كسلاح ضد المدنيين، باعتباره جريمة حرب بموجب القانون الدولي الإنساني، وخرقًا جسيمًا لالتزاماتها كقوة احتلال، فضلًا عن كونه جزءًا من نمط أشمل يهدف إلى تدمير الجماعة الفلسطينية كليًا أو جزئيًا، ما يرقى إلى جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان بموجب القانون الدولي.

وطالب المرصد الأورومتوسطي المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، والدول الأطراف المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة، بالتدخل العاجل والفوري لإنهاء الحصار الشامل المفروض على قطاع غزة، وضمان تدفق المساعدات الغذائية والطبية بشكل آمن ومنتظم، لإنقاذ السكان من المجاعة الوشيكة التي بدأت مقدماتها تضرب أسس الحياة الكريمة وتشكّل تهديدًا مباشرًا لحياتهم.

ودعا المرصد الأورومتوسطي إلى اتخاذ خطوات عملية لوقف سياسات القتل البطيء والتهجير القسري التي تُمارس بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، بما في ذلك تفعيل استجابة إنسانية عاجلة وشاملة، لتوفير الاحتياجات الأساسية، وفي مقدمتها المأوى المؤقت والملائم، والخدمات الصحية والمياه والغذاء.

وحثّ المرصد الأورومتوسطي وكالات الأمم المتحدة إلى تعزيز ولاياتها التشغيلية، داعيًا برنامج الأغذية العالمي (WFP) ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إلى تكثيف تدخلاتهم فورًا من خلال إعداد تقارير طارئة، وعقد مؤتمرات صحفية دولية، والدعوة إلى فتح ممرات إنسانية عاجلة، وتوفير الحماية للمدنيين المحاصرين في القطاع.

مقالات مشابهة

  • الأورومتوسطي .. المجاعة وشيكة في غزة بعد 45 يومًا من الحصار الشامل
  • الأمم المتحدة: إسرائيل تعرقل المساعدات وتدفع نصف مليون فلسطيني للنزوح من غزة
  • 23 شهيداً في مجازر العدو الصهيوني بحق نازحين شمال وجنوب قطاع غزة
  • استشهاد 20 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي خيامًا للنازحين شمال وجنوب قطاع غزة
  • نزوح نصف مليون شخص في غزة والاحتلال يعزل ثلث القطاع
  • أرقام النزوح ترتفع مجددًا.. نصف مليون فلسطيني يغادرون منازلهم
  • استشهاد 19 فلسطينيًا في القصف المستمر على قطاع غزة
  • الاحتلال يكثف الغارات على شمال غزة ويتوعد بمزيد من التصعيد
  • قوات الاحتلال تطلق النار على فلسطيني شمال القدس
  • استشهاد فلسطيني في قصف على مستشفى الكويت جنوب قطاع غزة