دراسة الظروف البيئية والصحية للمستنقعات الملحية في أبوظبي
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
هالة الخياط (أبوظبي)
أخبار ذات صلةتنفذ هيئة البيئة - أبوظبي، برامج لمراقبة مدى انتشار مجتمعات المستنقعات الملحية وظروفها الصحية، حيث تنشئ محميات بحرية في المناطق الساحلية الحرجة لحماية النظم البيئية، وتعمل على إجراء مسوحات جديدة في مواقع مختلفة لتعزيز المعرفة بالظروف البيئية والصحية للمستنقعات الملحية في جميع أنحاء إمارة أبوظبي.
وبينت «الهيئة»، أن مجتمع المستنقعات الملحية يتعرض لمجموعة من التهديدات تتمثل في أنشطة الردم وطمر النفايات بالقرب منها، والإزالة المباشرة للمستنقعات الملحية من أجل التنمية الساحلية، إلى جانب عوامل تغير المناخ وخاصة ارتفاع مستوى سطح البحر والتلوث.
وأوضحت «الهيئة»، أن أهمية المستنقعات الملحية البيئية نابعة من أنها توفر موئلاً لمجموعة متنوعة من الكائنات الحية البرية والبحرية مثل أنواع مختلفة من الأسماك والطيور واللافقاريات البحرية والحشرات، حيث تعتبر المستنقعات المالحة مهمة أيضاً كموئل للكربون الأزرق، حيث تقوم بحجز الكربون في التربة.
كما تكمن أهميتها في أن المد والجزر يوفر العناصر الغذائية التي تحفز نمو النبات في المستنقعات الملحية، ويوفر المواد العضوية التي تغذي الأسماك والكائنات الساحلية الأخرى، إضافة إلى أنها تعزز جودة سطح التربة الجيدة.
وأفادت الهيئة، أن المستنقعات الملحية في أبوظبي تغطي حوالي 47.8 كم مربع، وتنمو مجتمعات المستنقعات الملحية على سطح مرتفع أعلى وداخل مناطق المد والجزر ومرتبط بين أشجار القرم.
وتمتاز المستنقعات الملحية بأنها تتكيف مع درجات حرارة الهواء والماء المتقلبة، وتتحمل الملح من 41-50 جزءاً من الألف.
وتتكون المستنقعات الملحية من الطين العميق والخث. ويتكون الخث من مادة نباتية متحللة، غالباً ما يكون سمكها عدة أقدام، مشبعة بالمياه، مملوء بالجذور واسفنجية للغاية، وتحتوي المستنقعات الملحية على مجتمعات نباتية ساحلية تتحمل الملوحة، ومن أبرز النباتات التي تنمو فيها هالوسينيمام، وآرثروسينمام، وتنمو هذه النباتات أو الشجيرات الملحية في السواحل الأكثر جفافاً وغالباً ما ترتبط بالنظم البيئية لغابات القرم.
وكانت هيئة البيئة – أبوظبي وشركة توتال للطاقات في الإمارات وقعت في أكتوبر الماضي اتفاقية بشأن مبادرات لإدارة الموائل الساحلية لتعزيز المرونة في مواجهة تغير المناخ، بحيث تتعاون مؤسسة توتال للطاقات مع الهيئة لمواجهة التحديات وتحديد الاحتياجات في مختلف المجالات مثل عزل الكربون، والحلول القائمة على الطبيعة، بالإضافة إلى تحسين التربة وجودة الهواء وأشجار القرم والأعشاب البحرية، ونمو وإنتاجية المستنقعات الملحية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: هيئة البيئة أبوظبي المحميات البحرية النفايات الملحیة فی
إقرأ أيضاً:
البائع الصغير
ناصر بن سلطان العموري
هي مناشدة جدا عاطفية قد قالها صديقي وخطتها يداه بعد مشاهدته لمقطع فيديو مؤثر مُتداوَل عبر مواقع التواصل، قال لي بالحرف الواحد أريدها أن تُنشر وأن تصل لأكبر شريحة من الناس، ولذا أضع المناشدة بين أيديكم، كما وصلتني بكل أمانة ومصداقية.
"ربما لكل منا نظرته وقراءته لأي موقف من مواقف الحياة لكن غالبًا أصحاب المكان وأهل الموقف هم أكثر وعيًا وتفسيرًا وتفكيكًا لحقيقة أي موقف يحدث معهم؛ ففي مقطع فيديو جميل لمؤثر سعودي تعامل مع المنظر بكل دماثة خلق وحسن نية؛ حيث التقط فيديو لطفل عُماني يبيع حلوة شعر البنات في محطة بنزين، اعتقد المؤثر بحسن نية بأن الطفل ربما يبيع استغلالًا لوقته وقتلًا لفراغه.
وربما يكون اعتقاده قد يبدو منطقيًا وصحيحًا إلى حدٍ ما، ولكن التفسير الأشد صحة والأشد حقيقة هو أن الطفل لن يقف في محطة بنزين ليبيع حلوى شعر البنات كما اعتقد المؤثر السعودي؛ بل هي الظروف القاهرة التي دفعته دفعًا إلى حمل بضاعته والوقوف بها في محطة بنزين مكتظة بالغرباء والوافدين وأبناء الوطن؛ فاستغلال وقت فراغه لا يمكن أن يكون سببًا مباشرًا لوقوفه الطويل في طقس بارد النسمات وانتظار إشارة إصبع أو إيماءة رأس من صاحب سيارة ليطلب منه قطعة حلوى رخيصة الثمن.
والظاهر أن المؤثر السعودي لم يركز على إجابة الطفل حين سأله لماذا تبيع هنا، فأجاب الطفل بكل براءة الأطفال الذين لا يعرفون تجميل الكلمات ولا تلميع العبارات وبكلمة واحدة أحزنت القلوب وأدمعت الأعين كلمة جامعة شاملة "الظروف".
نعم الظروف هي التي دفعته إلى قتل وقته وخنق طفولته والوقوف لساعات في محطة البنزين في وقت أقارنه يلعبون ويلهون.. طفلٌ في عمر الزهور تلتقطه العيون الرحيمة.. وتعطف عليه القلوب العاطفة.. إنها معاناة الناس ووجعهم وحاجاتهم وعوزهم هي التي أجبرتهم على دفع أطفالهم للوقوف على أرصفة الشوارع.. والتسمُّر عند محطات البنزين لعدة ساعات بحثًا عن 5 أو 6 ريالات، إنها ظروفهم المعيشية الخانقة". (انتهت المناشدة).
في اعتقادي أن ازدياد ظاهرة بائعي الطرق من جميع الأعمار والأجناس، جاء نتيجة إرهاصات مُتعدِّدة يُعاني منها المجتمع العُماني، ومنها ازدياد قوائم المُسرَّحين والباحثين عن عمل يومًا بعد يوم، إضافة إلى ما تعانيه فئة المتقاعدين من حاجةٍ، فهُم بالكاد رواتبهم تكفيهم.
وهنا على الحكومة التدخل؛ فهناك عمل كبير يجب أن تقوم به لإيجاد حلول جذرية وناجعة لتلكم القضايا الوطنية الحساسة، خشية أن تُفرِز ظواهر سلبية فيما بعد، مجتمعنا في غنى عنها.
ما يحدث لا يُعقل، فنحن في سلطنة عُمان دولة العطاء والخير الوفير!!
رابط مختصر