دينا جوني (دبي)  
مع انتشار برامج الذكاء الاصطناعي واستخداماتها في العديد من القطاعات، أكد إعلاميون وصناع محتوى التقتهم «الاتحاد»، في اليوم الأول من قمة الإعلام العربي التي عقدت مؤخراً في دبي أن الصحافة المكتوبة هي الحجر الأساس الذي سيغذي المحتوى العربي لبرامج الذكاء الاصطناعي. ودعوا المؤسسات الإعلامية إلى ضرورة تأسيس أقسام خاصة والاستثمار بمختصين قادرين على ربط المحتوى المكتوب وقاعدة البيانات بالناتج الذي تقدّمه برامج الذكاء الاصطناعي و«تشات جي بي تي» للمستخدم.

 

 
وقال خالد تميم منتج إعلامي من البحرين، إن هناك توجّهاً في المنطقة العربية والعالم نحو استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى، لذلك من المهم جداً في هذه المرحلة إنشاء قاعدة بيانات ومعلومات لإثراء المحتوى العربي على الشبكة العنكبوتية وربطه بالناتج العربي الذي يصدره تشات جي بي تي. 
وقال إن برامج الذكاء الاصطناعي بشكل عام أو« تشات جي بي تي» مصدرها غربي والمعلومات التي ترد للمستخدم في عملية البحث تعبر عن وجهة نظر الجهة أو الدولة المصنّعة لبرامج الذكاء الاصطناعي، لذلك لا بد من إطلاق محرك بحث ذكاء اصطناعي عربي. ولفت إلى أهمية تبني تلك الفكرة من قبل الجهات الرسمية في منطقة الخليج وتطويرها الأمر الذي سيحدث فارقاً في نوعية المحتوى الذي يحاكي الهوية العربية. 
وأفاد أن جعبة المعلومات في محرك البحث العربي أساساً قليلة مقارنة باللغات الأخرى الإنجليزية أو الفرنسية، لذا فإن الخطوة الأولى هي أن تجهد المؤسسات البحثية في إثراء المحتوى العربي المكتوب والمسموع والمرئي والبيانات. 
وأشار إلى أن أهمية الصحافة المكتوبة تبرز اليوم في زمن الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز أكثر من أي وقت مضى، كونها تضم قاعدة بيانات عريضة وتحمل التاريخ المكتوب للمنطقة، مؤكداً أن حجر أساس الذكاء الاصطناعي في اللغة العربية هو الإعلام المكتوب، مشيراً في الوقت نفسه إلى أهمية إدراج المحتوى المسموع والمرئي مع المكتوب لتوسيع قاعدة الجمهور المتلقي والمستفيد من البيانات الموجودة. 
وقال إن المؤسسات الحكومية الإعلامية أو المؤسسات الخاصة الكبيرة هي المعنية في توفير تلك البيانات وربطها بالذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن الفكرة التي راجت لسنوات طويلة في أن الإعلام المكتوب عفا عليه الزمن، فكرة لا ترتبط بالواقع لأن الإعلام المكتوب في الحقيقة هو اليوم صمام أمان تشات جي بي تي العربي.

وأشار بدر المديفع رئيس مؤسسة إعلامية في البحرين أن الذكاء الاصطناعي يعتمد على البيانات والمحتوى الصحافي الذي كتب لسنوات طويلة والذي يسهم في نمو المحتوى الذي يقدمه «تشات جي بي تي». 
وقال إن تخوف الكثيرين من الذكاء الاصطناعي ليس بمحله، وخصوصاً الإعلاميين الذين يعتقدون أنه سيتم استبدالهم بآلة تقدم برنامجاً تلفزيونياً وتكتب المحتوى بدلاً منهم. وأشار أن كل تطور تكنولوجي يحمل معه دائماً فرصاً جديدة، لذا من الأفضل النظر للذكاء الاصطناعي كفرصة ليستفيد منها الإعلامي وليس ليخاف منها ويرفضها. ودعا إلى تحويل الذكاء الاصطناعي لشريك في العمل في إنجاز المهام التي تستهلك وقتاً والتفرّغ للعمل الإبداعي. 
ولفت أنه لتحقيق ذلك، فإن على المؤسسات الإعلامية الاستثمار بتوظيف الخبراء في الذكاء الاصطناعي وإنشاء أقسام متكاملة داخل المؤسسات الإعلامية تأخذ المحتوى المكتوب وتدرس كيف يمكن أن توائم الذكاء الاصطناعي، لإعداد أدلة جديدة للصحافيين يتمكنوا من خلالها من إنشاء محتوى يحاكي آلية «تشات جي بي تي».

أخبار ذات صلة استنساخ الأصوات بواسطة الذكاء الاصطناعي يثير مشاكل ومخاوف إماراتية تترأس مبادرة «الذكاء الاصطناعي» بالأمم المتحدة

آلية معينة
أشار سيف الزبيدي صانع محتوى في مواقع التواصل الاجتماعي في الإمارات، أن «تشات جي بي تي»، يعتمد آلية معينة هي جمع المعلومات من المواقع الإلكترونية والمؤسسات البحثية والصحف وغيرها وتقديمها للمستخدم بثوانٍ.  ودعا المؤسسات الإعلامية إلى عقد شراكات مع الجهات المختصة بأنظمة الذكاء الاصطناعي، وتوظيف متخصصين في الذكاء الاصطناعي ليكون صلة وصل بين الصحافي والمحتوى ومنصات الذكاء الاصطناعي، من خلال تطويع المحتوى ليحاكي لغة «تشات جي بي تي».  وقال إنه من غير المجدي بعد اليوم الحديث عن اختفاء أي وسيلة إعلامية بسبب التطور التكنولوجي، فالصحف والإذاعات وقنوات التلفزيون لا تزال موجودة وقادرة على الاستمرار عبر مواكبة كل جديد.  وأشاد بالحراك الحاصل في دولة الإمارات عبر تطوير تطبيقات إماراتية في الذكاء الاصطناعي شبيهة بنموذج فالكون، تقدّم محتوى عربياً من مصادر عربية موثوقة.

موقف واضح
يأخذ الإعلامي علي نجم موقفاً واضحاً ومعارضاً للانغماس في استخدام الذكاء الاصطناعي في العمل الإعلامي. وعن الصحافة المكتوبة في زمن الذكاء الاصطناعي أكد أنه لا شيء يندثر طالما يضع الإنسان إبداعه فيه.  
وأكد أنه مهما تمّ توظيف وسائل تخزين المعلومات وتقديمها بثوان للمستخدم، فإن الإبداع لا يزال صنيعة إنسانية والأشياء المخزّنة في ذاكرتنا تخرج عندما نكتب ونعبر عنها محمّلة بالإحساس والمشاعر والصور. وأشار أنه معارض كبير لـ« تشات جي بي تي» وأي برنامج يأخذنا بعيداً عن الشعور بالآخر وتقديم شيء إنساني يلامس الروح. وعن إمكانية تحويل الذكاء الاصطناعي لشريك في العمل، قال إن المعلومات التي يقدمها الذكاء الاصطناعي مجردة من التعاطف والذوق، لذا فإن السبيل الوحيد للاستعانة به هو عبر تغذيته بالمشاعر الإنسانية.    

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي تشات جي بي تي الإعلام العربي منتدى الإعلام العربي المؤسسات الإعلامیة الذکاء الاصطناعی الصحافة المکتوبة تشات جی بی تی وقال إن

إقرأ أيضاً:

آيها العلماء: بيومين فقط الذكاء الاصطناعي يحل ما عجزتم عنه لـ 10 سنوات!!

 

 طور باحثو إمبريال كوليدج لندن نظرية جديدة حول مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، استغرقت منهم 10 سنوات لإثباتها.

الذكاء الاصطناعي "العالم المساعد" من غوغل تمكن من التوصل إلى نفس النظرية خلال يومين فقط. لا يمكنه الذكاء الاصطناعي تنفيذ التجارب المخبرية، لكنه قد يقلل من سنوات البحث والتكاليف المالية.

تستثمر الحكومة البريطانية ملايين الجنيهات في تطوير استخدامات الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي.

في تطور علمي مذهل، تمكن الذكاء الاصطناعي من حل لغز استغرق العلماء عشر سنوات لفهمه، وذلك خلال يومين فقط.

فقد طورت شركة "غوغل" نظام ذكاء اصطناعي جديد أُطلق عليه اسم "العالم المساعد" (Co-Scientist)، والذي يعمل كمساعد رقمي للباحثين، قادر على اقتراح أفكار ونظريات وتحليل البيانات العلمية.

عقد من الأبحاث يُختصر في يومين عمل فريق من الباحثين في إمبريال كوليدج لندن لأكثر من عقد من الزمن لفهم كيفية اكتساب بعض أنواع البكتيريا القدرة على مقاومة المضادات الحيوية، وهي مشكلة متزايدة تهدد الصحة العامة عالميًا، حيث يُتوقع أن تودي هذه "البكتيريا الخارقة" بحياة الملايين بحلول عام 2050.

عبر استخدام الأساليب البحثية التقليدية، تمكن العلماء من فهم الآلية التي تستخدمها البكتيريا لاكتساب حمض نووي جديد يجعلها أشد فتكًا.

وكانت هذه النتائج في طور النشر في المجلة العلمية المرموقة "سيل" (Cell). لكن بعد انتهاء البحث، قرر الفريق العلمي التعاون مع "غوغل" لاختبار قدرة الذكاء الاصطناعي "العالم المساعد" على اقتراح فرضيات جديدة.

وبتزويده ببيانات قليلة فقط حول الدراسة، طُلب منه تقديم أفكار حول كيفية مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية.

نتائج صادمة: الذكاء الاصطناعي يقترح الإجابة الصحيحة فورًا جاءت النتائج مذهلة، إذ تمكن الذكاء الاصطناعي من اقتراح الفرضية الصحيحة كأول إجابة له خلال 48 ساعة فقط، وهي نفس النظرية التي توصل إليها الباحثون بعد سنوات طويلة من العمل المضني.

وعبّر البروفيسور خوسيه بيناديس، أحد قادة البحث في إمبريال كوليدج، عن دهشته قائلاً: "لقد عملنا لسنوات لفهم هذه الظاهرة، ثم جاء الذكاء الاصطناعي وقدم لنا الإجابة الصحيحة مباشرة.

كان الأمر صادمًا." من جانبه، قال الدكتور تياغو دياز دا كوستا، أحد الخبراء المشاركين في البحث: "إنها عشر سنوات من الأبحاث تم تلخيصها خلال يومين فقط بفضل الذكاء الاصطناعي.

" حدود الذكاء الاصطناعي: لا يستطيع إجراء التجارب على الرغم من قدرة الذكاء الاصطناعي على اقتراح الفرضيات الصحيحة، إلا أنه لا يزال غير قادر على تنفيذ التجارب المخبرية لإثبات صحتها، وهي عملية استغرقت سنوات من العمل البشري.

ومع ذلك، فإن توظيفه في المراحل المبكرة من البحث قد يُحدث ثورة في الطريقة التي تُجرى بها الدراسات العلمية.

"نحو 90% من تجاربنا المخبرية عادةً ما تفشل، ولكن لو كنا قد حصلنا على هذه الفرضية منذ البداية، لكنا وفرنا سنوات من العمل، وأموالًا ضخمة من تمويلات البحث العلمي، والتي تأتي غالبًا من أموال دافعي الضرائب"، يقول الدكتور دا كوستا.

الذكاء الاصطناعي قد يعيد تشكيل البحث العلمي تجربة "العالم المساعد" لم تتوقف عند إمبريال كوليدج، إذ جرى اختبار التقنية في جامعة ستانفورد ومركز هيوستن ميثوديست الطبي في الولايات المتحدة.

ومن بين إنجازاته البارزة، تمكن الذكاء الاصطناعي من اقتراح علاج محتمل لتليف الكبد عبر استخدام دواء مخصص لعلاج السرطان، وهو اكتشاف قد يفتح الباب أمام علاجات جديدة للأمراض المستعصية.

وبينما ما زالت التكنولوجيا في مراحلها الأولى، إلا أن الباحثين يرون أنها قد تحدث تحولًا جذريًا في كيفية إجراء الأبحاث العلمية. استثمار حكومي لتعزيز دور الذكاء الاصطناعي تسعى حكومة المملكة المتحدة إلى تعزيز بنيتها التحتية في مجال الذكاء الاصطناعي عبر تحويل الأبحاث الأكاديمية المتقدمة إلى تطبيقات تجارية وعلمية.

فقد خصصت وزارة العلوم والابتكار والتكنولوجيا 4.8 مليون جنيه إسترليني لدعم 23 مشروعًا بحثيًا حول استخدام الذكاء الاصطناعي في العلوم، بما في ذلك مشاريع في جامعات باث وشيفيلد

مقالات مشابهة

  • الصين تستهدف مكافحة إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي
  • آيها العلماء: بيومين فقط الذكاء الاصطناعي يحل ما عجزتم عنه لـ 10 سنوات!!
  • آيفون 16 إي .. رهان آبل على الذكاء الاصطناعي بسعر منافس
  • إيلون ماسك يتيح نموذج الذكاء الاصطناعي Grok 3 مجانا لمدة محدودة
  • أحمد عاطف يطلق برنامجه في انتخابات نقابة الصحفيين.. 5 محاور
  • في يومه الثاني.. الذكاء الاصطناعي والاستثمار الرياضي على مائدة مناقشات "الملتقى العربي لرواد الاقتصاد"
  • الذكاء الاصطناعي.. قفزة تقنية في العمليات الدفاعية
  • المنتدى السعودي للإعلام.. خبراء يوجهون نصائح للإبداع في صناعة المحتوى
  • الفنان أحمد فهمي ضحية الذكاء الاصطناعي
  • وزيرة التخطيط: الاستثمار في الذكاء الاصطناعي من أهم أولويات الدولة